وفي تمام الساعة السابعة وخمس وأربعين
ليبلغني بتطور آخر. وتحدث كيميت باقتضاب عبر وصلة إتصال آمنة بالقمر الصناعي. ورغم
«هل تتذكر الموضوع الذي تحدثنا فيه من قبل
«نعم» حستاً إن رجال ديك كير يعتقدون الآن أن البلد الذي كنا نتحدث عنه بات على وشك
التحرك على الأرجح (ديك كير هو نائب المخابرات المركزية الأمريكية, وقلت له: «المهم إنني
عرفت ذلك وسوف أتوجه للقاء صديقي هنا
وراودني الأمل في أن يكون تقييم الوكالة مفرط في توقعاته. ففي العمل المخابراتي يكون توقع
الأسوا ولو خطأ هو الأكثر أمناً من الناحية البيروقراطية من إساءة التصرف واخطاء الهدف.
مخابراتي أفضل كثيراً في أرض الواقع. وبعد أكثر من ساعة لاحقاً؛ وفي مستهل اجتماعنا أبلفت
شيفرنادزة بأن لدينا أدلة على أن العراقيين يحشدون قواتهم على الحدود وطلبت منه مراجعة
ة صباح اليوم التالي عاود كيميت الاتصال
الكشف الدوري لأجهزتنا الأ
وأشرت :إلى أن هذا آخر شيء تحتاجه العراق أو المنطقة في الوقت الراهن».
ورفض تماماً فكرة أن يكون صدام يعد العدة للهجوم. وكرر عدة مرات أن الإقدام على شيء من
يجني من ورائه «إنه هراء بالنسبة له». ولامني قائلاً: إلى جانب ذلك لو أن مثل هذا الحدث الخطير
يحدث لكان قد عرف به. لكنه كلف سيرجى تاراسينكو كبير مساعديه للشئون السياسية مراجعة
أنه زود وزارة الخارجية بتعليمات بالضغط على العراقيين للتراجع لو
اصحة الشائعات
وفي التاسعة والنصف خرجنا للإدلاء بتصريحات مقتضبة عن مباحثاتنا وتلقى أسئلة
الصحفيين. ولم يتم التطرق إلى الأزمة البادية في الأفق. وكان علينا أن نمضي ساعة أخرى سوياً
باسم الخارجية الأمريكية مذكرة من صفحة واحدة جاء فيها: إن السفير الأمريكي لدى الكويت
هاويل أبلغ مركز العمليات بأن القوات العراقية عبرت الحدود إلى الكويت واستولت على بعض
نقاط العبور الحدودية؛ ويبدو أنها تتحرك باتجاه مدينة أم قصر. وأشار إلى حدوث إطلاق تار
«وأبلغ سفير الكويت لدى الولايات المتحدة كيلي مساعد وزير الخارجية الأمريكي بمعلومات
اف الاجتماع سد
المسافة كيلومترين أو ثلا
إذا كانوا يعتزمون تجاوز الكويت: ولكن هذا تقرير مؤكد بأنهم قاموا بعملية غزى.
وسمق هية رتامة واونقه مضه التصليل أ جه
٠ ولم يطلب المساعدة الأمريكية في تلك اللحظة؛ وبادرت با
ابرات دولته؛ وانتابه الغضب من هول الفعلة
الي أن أبلغه بأنه من المحتمل حدوث غزو عراقي فريما لم يكلف نفسه عناء مراجعة الأمر مع
المة كيميت من استثارة
إحساسه بالارتباك من إقناعه باتخاذ ما كان يعتبر خطوة بالغة الصعوبة.
فلو أردت إثارة خصومة أحد مع عميل فلا بأس من أن تجعله يقع فريسة للكذب من جانب
العميل أو من الدوائر المتعاطفة مع العرب المؤيدة للعميل في وزارة الخارجية السوة
غضب شيفرنادزة من تضليل صدام في مصلحة الدبلوماسية الأمريكية في كل مراحل الأزمة.
في إدانة الغزو والمطالبة بالانسحاب الفوري للقوات العراقية.
من أشكال الرد القوي. لكنه قال إنه لا يستطيع تقديم أي ضمانات بهذا الث
زة لوقف شحنات الأسلحة إلى العراق ومشاركة الولايات المتحدة
جوري
وأشرت قائلاً: «أعتقد أنه يتعين عليكم توجيه رسالة إلى صدام الآن» وبات من الواضح أنه لا بد
نسمة متجانسون عرقياً؛ وتتمتع باقتصاد غير معقد؛ ولعقود خضع هذا البلد لهيمنة الجارين
الشيوعيين العملاقين الصين والاتحاد السوفيتي؛ وأصبحت الآن دولة حديثة العهد بالاستقلال
والديمقراطية. بل إنها أول دولة شيوعية في آسيا تلتزم بإجراء إصلاحات. فقبيل عدة أيام فرغت
متغوليا من إجراء أول انتخابات متعددة الأحزاب منذ سبعين عاماً سجلت نسبة إقبال التاخبين
فيها 0 في المائة. وتباطأ امتداد الثورة في أوريا الشرقية إلى الأورال لكن ديمقراطية منغوليا
أمامها فرصة ذهبية للازدهار, وكنت أريد تقديم المؤازرة الأدبية من الولايات المتحدة لمساعيها في
تقرير القصيي
الانضمام إلى متغوليا والتوجه جواً مباشرة إلى موسكو لعقد اجتماعات التخطيط السياسي
حاسمة في مسيرة الأحداث الجسام. وسهل تغيبهما ما كنت أعتقد أنه شرط لازم للإدارة الناجحة
الأزمة الخليج. حيث ساهم في إقامة تعاون فعال مع السوفيت ضد حليفهم صدام.
استمتعا بوليمة من الكافيار والجبن والخبز الأسمر. ولم يكن هذا سوى مؤشر صغير ذي دلالة
بليغة على سوء ترتيب الأولويات السوفيتية؛ فالمواطن السوفيتي العادي يضطر للانتظار لساعات
في طوابير الخبز للحصول على احتياجاته. بينما دبلوماسيوه يلتهمون الكافيار في مآدبهم. وأثناء
الرحلة لم يدر سوى القليل من الحديث حول الكويت. واتفق مساعداي مع تاراسينكو على أن
الكثير لم يعرف بعد عن نوايا صدام. وكان البعض لا يزال يعتقد أنه سيحتل الأراضي المتنازع
وبدلاً من التوجه إلى داشا خارج موسكو لمباحثات مضنية على مدار ثلاثة أيام مع تاراسينكو
كانت الحسابات غاية في الوضوح فإعراب القوتين العظميين عن تضامنهما كفيل بعزل العراقه
والتأثير على الآخرين في الانضمام لنا لصد عدوان صدام. فمثل هذه الأرضية المشتركة ضرورة
المنع حدوث شرخ في العالم العربي: فلو التزم الحامي الرئيسي لصدام بموقف هامشي فسوف
يستطيع التواري خلف الصمت السوفيتي وسيحذوا حذوه الكثير من العرب. لكن إذا أمكن إقناع
السوفييت بمخاطبة عميلهم فسوف يستعصي على الكثيرين في المنطقة أن يظلوا في نفس
المعسكر. إن صدوربيان مشترك سيشكل خطوة مهمة نحو إقامة تحائف لصد عدوان صدام.
وعندما أثار روس الفكرة معي لأول مرة لم أصدق حقيقة أنه يمكننا إصداربيان مشترك: فسوف
يتوخى السوفيت الحذر. فهم يريدون التحدث مع بغداد؛ ثم ينتظرون ليروا. وسوف تعارض الدوائر
المتعاطفة مع العرب في الخارجية السوفيتية إصدار بيان مشترك بدعوى عدم المخاطرة بحياة
ثمانية آلاف مواطن سوفيتي يقيمون في العراق: ولكنني اعتقدت أن النتائج مجدية عن المغامرة
باحتمال الفشل؛ وفوضت روس في مفاتحة تاراسينكو بالفكرة.
وقبيل مغادرة سيبيريا إلى منغوليا تحدثت مع برا كروفت مستشار الرئيس للأمن
وسوف يستغرق الأمر اثنتي عشرة ساعة ليقوم قمر التجسس الذي يمسح المنطقة بجولة أخرى
«ولا يمكننا الاعتقاد بأنه سيتوقف عند الكويت, ولن نتيقن من الأمر لمدة ساعاته لقند كان احتمالاً
نيا وحذى ول لنا السعوديون بنقل قوات وطائرات أمريكية إلى المملكة فلا يمكن أن
يصل الأفراد أو العتاد في الوقت المناسب أو بأعداد تكفي لصد الهجوم العراقي على شبه الجزيرة
العربية, فلو قرر صدام دخول العربية السعودية سنكون عاجزين عن وا
وبعيد الإقلاع من أركتسوك اتصلت بكيميت الذي أبلغني بأنه اتضح الآن أن العراقيين يتحركون
ناحية مدينة الكويت؛ وأن لديهم خططاً لاحتلال مدينة الكويت كلها؛ ثم انقطعت خطوط الهاتف
مع الطائرة بدون تفسير: ولم يستطع طاقم الطائرة تفسير
المؤمتة عبر القمر الصناعي؛ وعرفت في وقت لاحق أن خطوط الاتصال عبر القمر الصناعي مع
الطائرة من واشنطن قد تم تحويلها لتقديم مزيد من التغطية المخابراتية لتحركات القوات في
العراق والكويت.
مجمع إخ . بتجهيز وهو بيت ضيافة حكومي بسيط مستخ يقع في واد تحيط به الجبالء وتحول
مقر الإقامة السابق لرئيس الوزراء إلى محمية طبيعية تمرح في أرضها الأيائل والغزلان بحرية
صيدهاء
غية انقطاع خطوط اتصالاتهم
وبأوامر سريعة عقدت اجتماعات مع عدد من الزعماء المنغوليين؛ وفيما بعد انتقل الجمع
بأسره إلى خارج البلدة بعدة أميال لمشاهدة صورة مختصرة للنادام وهو استعراض تقليدي
يقودها أطفال لثلاثة أميال فازت به طفلة في الخامسة من عمرها من بين أكثر من مائثة
وبناءً على طلب من مضيفي جربت الرمي بالسهم وقدمت جوائز للفائزين الذين كانوا شأنهم شأن
كافة المشاركين والمتفرجين يرتدون ملابس وطنية زاهية الألوانء كم كان مهرجاناً مثيراً.
وقبل انتهاء هذا المزيج المتغولي لمباريات الروديو والمصارعة أبلغتي الجنرال هوارد جريفز
تدوب هيئة الأركان المشتركة في الرحل
باتور انفصل جريفز عن الموكب وتوجه إلى السفارة الأمريكية المؤلفة من ثلاث حجرات يميد
لاشقق السكنية: واستخدم الخط المؤمن الوحيد في السفارة للاتصال بمركز العمليات في وزارة
الخارجية حيث أطلعه ديك كلارك مساعد وزير الخارجية للشئون الدسكرية السياسية على أحدث
راسية مع مجموعتها القتالية في قاعدة دييجوجارسياء وستتحرك على الأرجح صوب شمال بحر
العرب: ويمكن دفع طراد وفرقاطة من القوة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى الخليج» ويقف
«تشكيل» هجومي من طائرات إف/ه١ وإف/16 على أهبة الاستعداد للإقلاع من أوروباء وقد بدأنا
اتصالاتنا مع السعوديين لمعرفة ما إن كانوا سيسمحون بدقع هته الطائرات للتمركز في قواعدهم
بالصحراء. وسوف تستمر اجتماعات لجنة النواب بالخارجية أثناء الليل لصياغة الخيارات. وسوف
توجهه للقاء
يجتمع الرئيس مع مجلس الآمن في غضون أربع ساعات لدراسة هذه الخيارات
وقبل العشاء قررت العدول عن البرنامج المتوازن الموضوع لزيارة متغولياء بما في ذلك الجولة
المقررة لصحراء جوبي. وبادرت بالاتصال بالرئيس وفاتحته في فكرة البيان المشترك مع
يستحق عناء المحاولة. وفي هذه اللحظة تركنا الباب مفتوحاً لتقرير ما إذا كنت سأعود إلى
واشنطن أم أتوجه إلى موسكو حتى نلمس مصالح موسكو على أكمل وجه؛ واباغته أيضاً بأنني
سأوفد ديك سولومون مساعد وزير الخارجية لشئون شرق آسيا والباسفيك الذي يرافقني في أولان
بانور إلى بكين. وباعتبار الصين أحد الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي
فإن تأييد الصين لإصدار قرار بإدانة الفزو واحتمال فرض عقوبات يعد أمراً حاسماً لكنه غير
رحلتي من سيبيريا إلى منغوليا دون التوقف ولو لفترة قصيرة في الصيف أثناء جولتي؛ وكما تبين
فقد كان الطريق الأسهل بالنسبة لسولومون هو السفر إلى بكين؛ «ففي هذا الجزء من العالم فإن
الطريق المستقيم ليس دائماً هو الأسرع».
وكان العشاء أكثر إثارة من النادام وقدمت على العشاء تسعة أطباق رائعة شملت الخروف البري
والضأن واللسان ولبن الفرس والأطباق المنغولية الساخنة. وتلا العشاء موجة ثم موجة من
العازفين الموسيقيين من مختلف الأقاليم؛ ومنهم «عازف الحنجرة؛ الذي كان يصدر أصواتاً غريبة
من حنجرته أثناء عزفه على آلة صنعت أوتارها من شعر الخيل. وخلال العشاء أفضيت لوزير
الخارجية بأنه سيتعين إنهاء زيارتي في اليوم التالي؛ وأعلنت ما لدي من أنباء غير سارة.
وامتدت مأدب
عاجلة من شيفرنادزة تطلب مني لقاء السفير السوفيتي لدى منغوليا فور انتهاء العشاء. وتعين
ة العشاء لأكثر من ثلاث ساعات ولم تنته إلا بعد منتصف الليل؛ وتلقيت رسالة
عن الرد الرسمي. وأراد شيفرنادزة أن أعرف أنه قد يكون من العسير التوصل إلى اتفاق حول البيان
وكان المنغوليون أسخياء في كرم ضيافتهم لكن الاتصالات في هذا البلد تشكل كابوساً مزعجاً.
فلا يوجد في البلد كله سوى تسعة خطوط هاتف دولية وضعوا واحداً منها في خدمتي والوقد
المرافق لي فقط:؛ ونتيجة لذلك وحتى خلودي إلى فراشي بعد الساعة الواحدة فجراً بقليل لم نكن
في لقائي بالمطار في موسكو لبحث موضوع البيان المشترك. وأيقظتني من ألنوم وقدمت لي
الرئيس مبارك والملك حسين والرئيس اليمني على صالح ويوشك على الاتصال بعدد آخر من
زعماء العالم؛ ومن رغية شيفرنائزة في القاتي اتفق معي على أنه من المهم استغلال ميزة تواجدي
في متغوليا بالتوجه جواً إلى موسكو والعمل على التفاوض لإصدار البيان المشترك غير المسبوق
مال ّ
الإجماع الدبلوماسي في وقت الأزمات.
وكنت أدرك أن التوجه إلى موسكو اقتراح ينطوي على مخاطرة فشيفرنادزة قد حذرني لتوه من
أن إصدار بيان مشترك مهم سيكون أشد مشقة عما كان يظنه؛ وتمثلت الخطورة في أنني لو ظهرت
في موسكو ولم استطع التوصل إلى اتفاق فستحيق الكارثة بآمال تشكيل تحالف قوي ضد صدام.
فبمجرد الذهاب إلى هناك يمكن أن أضع مكانة أمريكا في الوحل؛ وقد تنهار العلاقة التي تربطني
بشيفرنادزة وجورياتشوف. بل من المحتمل أن يذهب الاحترام الذي يكناه للرئيس بوش أدراج
واتفقت مع الرئيس على ضرورة الشروع فوراً في صياغة مشروع قرار للأمم المت أن
يوفر في نهاية الأمر أساساً للعقوبات الاقتصادية ضد العراق. وأشار أيضاً إلى ضرورة التفكير في
احتمال فرض حصار بحري لتطبيق هذه العقوبات.
السوفيتية لإجراء مشاورات: واقترح قا
دعونا نعرف أحدث المستجدات؛ وافترض روس أنه
سيستدعي أحد مرؤسيه في المخابرات ليقدم تقريراً مخابراتياً موجزاً وبدلاً من ذلك فتح جهاز
التلفزيون على قناة .11.11 ويرغم تواجدهم المكثف في العراق كان السو
يجري. ومارس روس ضغوطاً مكثقة على تاراسينكو لإصدار بيان مشترك وقال: «لقد حان الوقت
إننا تحدثنا عن التحول من التنافس إلى التعاون: وعلينا
يت أكثر جهلاً منا بما
للإعراب على أن بوسعنا أن نصبح شركاء.
الآن أن نتحدث عن الشراكة. فإذا كنا قد بدأنا حقبة جديدة حقاً؛ فلا يجسد ذلك سوى أن نكون
يفيدكم أن قلزموا الصمت علانية وتنتقدوا سراًء.
ورد تاراسينكو بدون تردد «إذني
إنه سيتصل بجورباتشوف: وشرع اندروكاريندالي مساعد روس في البحث عن طابع آلة كاتبة؛ وعثر
على أحدهم يكتب اللغة الانجليزية في مكان ما في الفندق.
كان أول مشروع للبيان يضم (135) كلمة. ووصف الغزو بأنه «وحشي وغير مشروع... وهراء
ومرذول.؛ وطالب بالانسحاب الفوري من الكويت وحث كافة الدول على المشاركة في قرض حظر
أن المجتمع الدولي لم ولن يقبل أو يسهل هذا العدوان».
وبعد عودته إلى سباسو هاوس مقر إقامة السفير الأمريكي اتصل بي روس في الساعة الرابعة
الرئيس من كلورادو.
الحكومة الدمية التي شرع الغزاة في تشكيلها. كما قررنا أيضاً تجميد الأصول العراقية في الولايات
المتحدة الأمريكية.
وشعرت بأن إقامة ائتلاف دولي ضد العراق والحفاظ عليه يعد أمراً حاسماً؛ وسيكون مهمة
يرة. لذا فقد بدت العملية على الفور بسؤال وزير الخارجية المنغولي للانضمام إلينا في إداثة
الغزو وقال: «إن موقفنا يتمثل في أنه با
استعتت بها على مداز ثلاثة أشهر في محاولتنا الحصول على مساعدة الدول الصغيرة لتحائفتاء
كل الاختلاف لمشروع البيان المشترك المقترح. وقال «لقد أ وقتاً صعباً مع الوزارة.
كان بياناً متهافتاً. لقد أضعف البيروقراطيون لغتناء
فقد أغفلت تلك النسخة تفهم إشارتنا لاتخاذ إجراء مشترك وخطوات إضافية للتعامل مع
بكلمة «احتياجات العراق» وبدا المشروع كما لو أن صدام هو الذي صاغه بنفسه.
لقد واتت روس قوة لا يتحلى بهاء وفي متغوليا كانت تاتويدر قد ايقظت بالفعل وفد الصحفيين
المرافقين لنا عند متتصف الليل لإبلاغهم بأني سأختصر زيارة منغوليا وسأتوجه إلى موسكو.
وجورباتشوف لعمل الصوابد لكن تاراسينكو لم يكن يعرف أن مساعد:
موسكو: وفي الواقع لم يكن روس يعرف بالأمر؛ ويبدو أن سياسة حافة الهاوية بدأ
في المشروع الأصلي للبيان: ووافق تاراسينكو على كل ما جاء بالمشروع باستثناء عبارة تقول إن
الدولتين «على استعداد لبحث اتخاذ مزيد من الإجراءات» في حالة رفض العراق للانسحابه
ومرت أربع ساعات دون أن يتلقى روس إجابة وحاول روس بعد أن افترسه القلق من عدم إمكانية
بالفعل؛ وأخيراً تمكن من الاتصال بي بعد محاولات استغرقت عدة ساعات لكن الطائرة كانت على
وشك الهبوط لإعادة التزود بالوقود في أركوتسك: ولم يتسع الوقت للحديث ونظراً لوقوع مطار
أركوتسك في واد فلن يتسنى الاتصال عبر القمر الصناعي ونحن على الأرض؛ وقلت له سوف اتصل
بك بمجرد أن تحلق الطائرة في الجو مرة أخرى.
وأثناء هبوط الطائرة انفجر إطار إحدى عجلاتها؛ واتضح أن تغيير الإطار عملية بالغة التعقيد.
الزمني علانية بالذهاب إلى
ففي البداية تعين إفراغ مخزن الطائرة بالكامل لاستخراج الإطار الاحتياطي: ثم تبين أن الرافعة
العتيقة التي بحوزة السوفيت غير قوية لدرجة تستطيع التعامل مع طائرة القوات الجوية
الأمريكية التي تقلناء وتعين القيام بعملية من عمليات الحشو المؤقتة لتحسين قدرة الرافعة على
رفع طائرتناء ووجدها الحاكم المحلي فرصة ملائمة ورتب جولة مرتجلة لأركوتسك حتى يمر
وعودة إلى موسكو حيث انتهى تاراسينكو من وضع مشروع بيان شهد تحستاً كبيراً عن النسخة
الأصلية. لكنه لا يزال غير مقبول, وأصر البيروقراطيون على أن صدور بيان متشدد يعرض للخطر
أوراح ثمانية آلاف من السوفيت يقيمون في العراق»
إنه يذهب مدى بعيداً للفاية. إن لنا الكثير من المواطئين هناك؛ إننا نعزف نغمة أمريكية ولا
يمكننا فعل ذلك؛ إن الأمر استلزم جهداً مضنياً لحمل «البيروقراطيين» على الوصول إلى هذا
وتعاون روس وتاراسينكو للتوصل إلى مشروع نهائي وسط.: وتوجه تاراسينكو إلى وزارة الخارجية
السوفيتية على وعد بالعودة في غضون عشر دقائق. لكن مرت ثلاث ساعات دون تلقي أي رد. ولم
الاتصال بتاراسيتكو أيضاً. وانتهزوا هذا اليوم الصيفي غير المألوف في موسكو؛ ولقتل الوقت
جلسوا في فناء سياسو هاوس تحسباً لوقوع الأسواء وفي لحظة ما اعترف روس «أعتقد أننا نتعرض
وأخيراً عاد تاراسينكو بالرد. فالدوائر المؤيدة للعرب تَدفَعَ نحو الإذعان مع استثتاء واحد
حاسم. وقال تاراسيتكو: :إن البيان مقبول مع استثناء الحظر على الأسلحة؛ وكتقليد مقدس في
وعندما هبطت في مطار فنوكوفو/؟ في تمام الساعة 1:30 مساء صعد روس وزوليك إلى الطائرة
السوفيت قد يختلقون سبباً آخر للتراجع عن إصدار بيان رغم التطمينات الأخيرة التي قدمها
تاراسينكو: فالشكوك تحوم الآن حول مصداقيته: فطالما تحكم فيه المتشددون عدة مرات: وقال في
شيفرنا
ن من إنه بوسعنا إصدار البيان فلا أعرف ما إذا كان سيرجى يستطيع إنجازه».
يستغل رد فهلك لتفسير سيب حذف الأقؤاس».
بأسئلتهم نحو قاعة مؤتمرات في الطابع الثاني. واستغرق الاجتماع ساعة ونصف الساعة. وكنا
شيفرنادزة: إنهم خارجون لتوهم من حرب استغرقت عشر سنواته ومضي قائلاً: إن جورباتشوف بعث
وقال شيفرناد
الرأي. لكن يا