المحتويات
تقديم الندوة
الشرق أوسطية ومأزق الوجود العربى
حلمى شعراوى. 9
المحور الأول المشروع الشرق أوسطى : جنوره وآلياته
الجنور التاريخية للشرق أوسطية
د؛ أحمد صدقى الدجانى 7
بنية التحالف الصهيونى الأمريكى والمشروع الشرق أوسطى
> قورى منصور 7
البعد الاستراتيجي المشروع الشرق أوسطى
لواء طلعت مسلم 27
تعقيب : د. أحمد يوسف أحمد و7
المناقشات : محمد سيد أحمد /د٠ أشرف بيومى/أحمد شرف/
مهدى أحمد صدقى الدجاتى "
المحور الثانى: تقويم الجدوى الاقتصادية "لمشروعات التطبيع” المحققة والمخططة
د. محمود عبد الفضيل 7
اقطاح الأعمال المصرى والتطبيع مع اسرائيل
د أحمد حسن ابراهيم لا
التطبيع فى مجال البترول والطاقة
عمرو كمال حمودة ١
من التطبيع إلى الهيمنة فى المياه والزراعة
مهندس حسام رضا 177
التطبيع فى القطاع المالى
د ستلوى القثترى
مشروعات التطبيع في مجال القوى العاملة
مستشارامين مز الدين تا
تعقيبات: د ٠ ابراهيم الدسوقى أباظة / د١٠ جودة عبد الخالق ام
المناقشات : ابراهيم البدراوى/د٠ صلاح صادق ها
المحور الثالث: مواقف الأطراف فى عملية التطبيع ودور المثقفين
أثر التطبيع على العمل العربى
عماد جاد مي
دور الثقافة والمثقفين المصريين فى المشروع الشرق أوسطي
؟- تعقيب : د. حسن نافعة ا
+- المناقشات : عبد العظيم المغربى/ د. عبد الباسط عبد المعطى/د. محمد عام ر/
د٠ أحمد حسن ابراهيم //د٠ اشرف البيومى/حلمى شعراوى/ يسرى مصطفى 779
المحور الرابع :الرؤية العربية للمواجهة :
البديل العربى
د. ابراهيم سعد الدين 71
مائدة مستديرة
متحدثون : د+ محمد محمود الامام / جميل مط ر/ صلاح الدين حافظ /
د. حسن علام /د٠اشرف البيومى/السفير محمد وفاء حجازى
البيان الختامى للندوة
جدول أعمال الندوة.
الشرق أوسطية
ومازق الوجود العربى
حلمى شعراوى
يبدو أن كل مايحدث على أرض فلسطين من استيطان و حصار لشعبها الصامد ومحاولة
أو انكشاف الحلول التى طرحت على الشعب العربى من كامب ديفيد مرورا
بمدويد وأوسلو لم يعد كافيا لتتحقق بعض قيادات السياسة والفكر فى وطننا العربى من أن.
المأزق أكبر من أن يحتمل التنازلات المضطردة طمعا فى نوايا طيبة ممكنة لدى الأمريكيين
التوقعات الملحة لدى الدوائر العربية - من حكام ومثقفين - بأن مزيدا من الأشكال الجديدة
ماهو اقتصادى أو ثقافى يمكن أن يشكل - فى تقديرهم - فضاء لعلاقات. أفضل +
تدمير كيا
تحل تدريجياالأزمة الحادة لبلدان الشرق الأوسط مجتمعة. وأنه فى هذا الإطار يَقبلون
بترتيبات القمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت الرعاية الأمريكية أو بجبها
ولايضع أصحاب دعاوى الهروب من المأزق السياسى أمام أعينهم ضرورة الإجابة عن
تساؤلات ملحة تعترض طروحاتهم , عما هو " طبيعى" بالضبط فى وجود الكيا
مسلسل التنازلات على مدى ربع قرن على الأقل حتى هذه اللحظة من عام 1447
ولايتسامون عما يعانيه المشروع الصهيونى من " معوقات عربية '! حين يحتفل أصحابه بعرور
مائة عام على المشروع وهو فى أوج تحققه على كامل الأرض العربية بعد أن كان حلما
تتعامل مع متققين وعلماء وحكام عقلاء - أن تتساءل متى أمكن الفصل - فى المكروع
الصهيونى الامبريالى - بين السياسى والاقتصادى والثقافى وكيف يمكن الفصل بين هذه
الفضاءات مجتمعة ومتكاملة , إذا كنا نتحدث عن فهم علمى جاد لحقائق الصراع السياسى
والاجتماعى فى أى منطقة من مناطق العالم ؟ كيف يمكن الفصل بين مشروع متكامل
الوطن العربى تحديدا » وكيف نتجاهل أن هذه الصلة ليست قائمة على آ
للهيمنة الامبريالية تتجاوز خلالها الأشكال التقليدية للاستعمار , وإنما ترتبط - فى منطقتنا
تحديدا يكيان عنصرى ايديواوجى يقوم على تأبيد الاستعمار الاستيطانى ممثلا فى اسرائيله
فى عصر يزعم فيه الكثيرون نهاية الايديولوجيا والقومية وسقطت فيه بالفعل العنصرية
الاستيطانية فى آخر معاقلها بجنوب افريقيا ٠ ولايبقى إلا أن يكون لدى أصحاب "تطبيع" هذا
الكيان فى المنطقة مشروعا استتنانيا لعامية الهيمنة وخصوصيتها المتمئلة فى المشروع
الصهيونى ؟ لذلك نقول أن الأمر يحتاج لمعركة حقيقية على الساحة الفكرية والسياسية
أى فى وطن عربى جدير بالحياة والتصارع وفق معايير يملك زمامها ٠ ويسهم بها فى ساحة
الصراع الاقتصادى والحضارى العالمى وليس وفق آليات مفروضة على الوجود العربى
مخططة ؛ ونفاذة - على العقل والاقتصاد والسياسة معا فى الوطن العربى؟
هذه هى صورة مأزق الوجود العربى الذى تعايشه بعض القوى الواعية فى مجتمعنا -
وهى ليست محدودة بعد - خلال بحثها عن مخرج صحيح للجماهير العربية. وتبدو كل هذه
الشارع العربى الذى يتابع الحدث اليومي ويعيد المدي بأشكال من الوعى لاتفوت أى تحليل
دقيق لوقائع الأحدات [ المواقف الكبير:
وهى نفس التساولات التي دفعت ممثلى عدد من القوى السياسية والتجمعات ١
والشعبية فى مصر لتنظيم ملتقى ثقافى حاشد ؛ فى محاولة لاستكشاف بعض الإجابات على
هذه التساولات بأكبر قدر من العقل البارد والقلب الملتهب معا ء
ففى هذا الإطار نظمت " اللجنة المصرية لمقاومة التطبيع ومواجهة الصهيونية " ندوتها بمقر
اسرائيل والدول العربية , من التطبيع إلى الهيمنة -- رؤية عربية للمواجهة " +
واللجنة المصرية لجنة جبهوية قامت نتيجة تفاعل " لجنة التنسيق بين أحزاب المعارضة
عمل مشترك لمواجهة مخططات المشروع الصهيونى والامبريالى فى المنطقة العربية ٠ ويقوم
على أمانتها العامة الاستاذ حامد محمود الأمين العام المساعد للحزب العربى الديمقراطى
الناصرى. وحضر ندوتها هذه قيادات من الحزب الناصرى والتجمع والعمل والوفد ومن
الشيوعيين والاخوان المسلمين ويكشف عنوان الندوة عن ظروف انعقادها سا
انعقاد الدورة الثالثة بالقاهرة لمؤتمر القمة الاقتصادية للشرق الأورسط وشمال أفريقيا فى
* التطبيع” إلى حقيقة الهيمنة الشاملة ٠
للبدائل الممكنة فى مواجهة هذه المخططات. لقد احتشد لهذه الندوة واحد وعشرون صوتا
وطنيا بارزا ممن بادروا بالكتابة والتعقيب فى محاورها الأربع الرئيسية , إلى جانب المناقشات
+ لتى قدمها عشرات المشاركين الذين ضمتهم قاعة نقابة الصحفيين بالقاهرة.
مدى أكثر من عشر ساعات متصلة يومى انعقاد الندوة»
ولايمكننا هنا أن نرجع كل هذا الاحتشاد الوطنى المتميز إلى مجرد رد الفعل والتوتر -
المشروع - نتيجة تصميم أصحاب " القمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال افريقيا" على
الجديدة ؛ لإعادة تجديد ولاية الديمقراطيين فى الولايات المتحدة الأمريكية
الأحداث إلا تاكيدا لعديد من الحقائق التى تعيشها المنطقة العربية ويتجاهلها الراغبون فى
مزيد من التسليم بالأمر الواقع أو الاستسلام لحقائق لايشاركون فى صنعها +
لمسيرة طويلة من النضالات الوطنية ضد الكيان الصهيونى ؛ من الحرب إلى المقاطعة إلى
أشكال التصدى الفكرى والثقافى للمشروع الصهيونى المزروع فى الأرض العربية. ولذا أكدت
لجنة التحضير الندوة على أهمية البحث العلمى الدقيق في هذه المرحلة والمناقشة الهادئة
لوقائع الموقف الراهن واجراء حوار جاد بين أطراف متعددة الاتجاهات فى الإطار الوطنى
لتحديد أبعاد الشروع الصهيونى والرؤية العربية الحقيقية وأساليب مواجهته ببدائل ذات بعد
وبعث هذه الروح فى الندوة جهود سابقة للقوى الوطنية قامت فى إطارها لجنة الدفاع عن
الثقافة القومية عقب توقيع اتفاقيات كامب ديفيد 1974 ؛ ثم لجان مقاومة الصهيونية
واللجان الشعبية والحزبية لمواجهة التطبيع فى مصر وعلى المستوى العربى , كما لم يغب عن
ذاكرة الم التصدى لمنع مشاركة اسرائيل فى معرض
ضد زيارة لافون لمصانع الحديد والصلب الصامدة فى حلوان بل وتصدى نساء مصر لمحاولة
ربط المعبد اليهودى باسرائيل ٠ وطوال هذه المعارك التى تعددت مظاهرها فى مختلف البلدان
العربية من المقاومة اللبتانية وانتفاضة الشعب الفلسطينى إلى المؤتمرات القومية ولجان
المقاومة, إلى التصدى لجماعة التحالف العربى الاسرائيلى فى كويتهاجن شهدت الثقافة
السياسية الوطنية فى مصر والوطن العربى العديد من الأعمال التوثيقية والفكرية عن حقائق
المشروع الصهيونى والموقف الوطنى العربى ؛ وكشف وقائع ماسمى بعملية السلام والتفاوض
المهزوم فى إطارماء
من هنا كان حرص " اللجنة المصدرية لقاومة التطبيع ومواجهة الصهيونية ان تضع بين
يدى الموا طن العربى مادة إضافية يتعمق بها وعيه بما يجري من حوله أو يدبر ضد مستقبل
وجوده فى هذا الوطن ؛ واثقة إن سلاح المعرفة هو سلاح الوعى الحقيقى فى معركة تقوم
ى تزييف الحقائق َتشويه الوعي لتدمير الهويّة الوطتيّة التى ارتبط تبلورها بحر
التحرر الوطنى العربية ود اء صرح الثقافة الوطنية الحديثة على أرض الوطن العربى +
لم تغب عن المنتدين أهمية الكلمة فى معركة تحرير الوطن ؛ ولئن كان المشروع الصهيونى
قد دفعته المخططات الاستعمارية والامبريالية منذ أوائل القرن التاسع عشر ومنذ حملة نابليون
الفرنسية إلى المنطقة ؛ وحديثه الصريح فى مطلع القرن عن أهمية غرس الاستيطان اليهودى
فى المنطقة لحمايّة المصالج الاستتعمارية . وبعبارات تكررت حرفيًا بالتقريب على تان
بالمرستون البريطانى عام +188 بنفس المنطق عن الاستعمار الاستيطانى اليهودى , فإن
حوار المؤتمر الصهيونى الأول عام /184 قد بلور المشروع فى نهاية القرن وفق كتاب " الدولة
اليهودية " الذى أصدره تيودور هرتزل عام 1847 وهو نفس الايقاع الذى يكتسى فيه الملشروع
الصهيوني الاستيطانى الآن رداء المشروع الشرق أوسطى لتذويب المشروع القومى العربى
نهائيا فى المخطط الامبريالى العالمى للتفتيت والتمركز فى أن واحد» وليصبح كتاب "الشرق.
الأوسط الجديد" لصاحبه شمعون بيريز بعد مائة عام هو انجيل الصهيونية الجديدة تجاه
المنطقة , كما أصبح منطق القوة والردع الصهيونى هو أسلوب التعبير الجديد عن مشروع
فى مقدمة خاصة لطبعته العربية الأردنية بأن الليكود- حزبه - هو الذى وقع كامب ديفيد
ومدريد ( ولم يكن قد وقع بعد اتفاق وادى عربة) وأقامت حكوماته علاقات فعلية مع ست بلدان
عربية - لم يذكرها - وأته يدقش - إذن - لاتهام ليكود بالعداء للعرب ! ( ولعل ذلك ساعد
السلاميين العرب فى بحثهم الفلسفى عن معنى العداوة والعدوانية وهم يسعون لمحاصرة ”
أعداء السلام " العرب” +
نحن إذن أمام اعمال فكرية وثقافية متصلة الخطط أو المخططات أو قل للتعبير عن
خطط المشروع طوال مائة عام من حياة الحركة الاستعمارية الصهيونية ٠ وخلال ذلك لايتوانى
البحث العلمى وأدواته ذات العلاقة العضوية بالمشروع الامبريالى عن القيام بدورها فى طرح.
المفاهيم وتعميقها ثم بثها فى دوائر صنع القرار » وخلق المحاورين لها سواء من داخل الدائرة
الامبريالية والصهيونية نفسها أو بنقلها إلى دوائر الخلصاء العضويين أو أصحاب المصالح أو
العدميين على الجانب العربى أيضا لتنطلق مشروعات الهيمنة الامبريالية بالتوازى مع المشروع
الصهيوني ويالرضاء العربى إلى أرض الواقع فى منطقة لاتحمل فى تقديرهم أو فى تقدير
العسكرية الاسرائيلية أن الحدود الآمنة لاسرائيل تمتد من تونس إلى سور الصين ؛ فإن
مفهوم الشرق أوسطية الحالى لا يرسم حدودا أخرى. وأن ذلك نفسه هو الذى يحكم تسمية
القمة الاقتصادية بأنها للشرق الأوسط وشمال افريقيا ٠ ومن الاكاديميا الاسرائيلية إلى
الاكاديميا الامريكية يتصل حبل الوفاق الفكرى لهيمنة البحث العلمى , ولست هنا بصدد النقل
لتفاصيل ماأورده د٠ فوزى منصور بالبحث العلمي المدقق عن مشروعات الكونجرس الامريكى
ويرنامج المساعدة الامريكية وجامعة هارفارد وذلك منذ توفمبر 1474 ( عقب زيارة القدس)
عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ٠ فقد عالجت هذه المشروعات السياسية والبحثية
معوقات السلام المحتمل من وجهة نظر اللويى الصهيونى الأمريكى فى الكونجرس والبدائل
الخليج ) بالتعاون مع باحثين عرب- تذكرهم مذكرات الجامعة عن المشروع الذى يحمل اسم ”
تأمين السلام فى الشرق الأوسط”٠ ويحاور فوزى منصور بالدعم الوثائقى فى عمل هام مازال
يعد للنشر عن الشرق أوسطية ماأورده لبيب شقير من وثائق الكونجرس عقب كامب ديفيد
اه منذ 1481 ( عقب حرب
على النص التالى : تصفية الحركة القومية العربية , وتفكيك الاقتصاد المخطط, وبعث دور
المنظمات غير الحكومية. وتحريك دور المثقفين ورجال الاعمال؛ وذلك لاقامة نظام اقليمى في
الشرق الأوسط قائم على التكامل الاقتصادى يضم اسرائيل وتركيا وإيران إلى جانب بلدان
المشرق العربى ويستبعد الشمال الافريقى+
وأظن أن القارىء لم يعد في حاجة للتنبيه إلى حضور مجمل العناصر المذكورة على
الساحة العربية فى كل ترتيبات مؤتمر القمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال افريقيا +
سواء داخل هذه المؤتمرات أو ترتيب الاجواء المحيطة بها , فالمؤتمرات " القمة” نفسها ترتبها *
منظمة غير حكومية أوروبية هى "منتدى ديفوس", ورجال الأعمال هم نجوم هذه "القمة”
والمثقفون يلهثون حولها من كوينهاجن للقدس, وتفكيك الاقتصاد تضمنه برامج التكيف
صراحة المحق الرابع فى اتفاق أوسلو.
هذا هو الإطار الذى استحضره المنتدون فى قاعة نقابة الصحقيين , وهم يناقشون
مخططات "التطبيع” وتحديد رؤية المواجهة , فكيف عبرت الأوراق والتعقييات والمناقشات عن