تظل الوحدة هى السبب الأسمى ، والحل الأوحد فى مواجهة المعضلات الجسام التى تواجهها الحيوانات؛ لذلك سعى الحصان إلى إقامة تحالف بين (الجياد ، والبغال ، والحمير) فعقدوا مؤتمراً ، وبعد مناقشات مستفيضة، أعلن عن الوحدة من أجل التصدى إلى خطر الاختراعات البشرية ، والتى أدت إلى التخلى عن دور بعض الحيوانات، وقد وضعوا أسساً لهذه الوحدة؛ قامت على الدمج بين ثلاثتهم ، وتناسى الخلافات الفلسفية واللاهوتية بينهم ، غير أن الثعلب يخبر الحيوانات أنه بدل من تناسى الخلافات العقائدية لابد من مناقشتها والتخلى عن الخرافات التى تملؤها؛ فما كان منهم إلا أن أدانوه وعذبوه وأعدموه.
يعمد أمين الريحانى فى قصة المحالفة الثلاثية للمملكة الحيوانية إلى هذا الإسقاط الرمزى الواضح على أتباع الديانات ، وما ينشب بينهم من خلافات بسبب ما يدخل فى الديانات من خرافات يتمسك بها صاحبها دون فكر أو نظر.

---