مقدمة
حتى نساهم في علاج أحد أهم أسباب التخلف في الوطن والأمة علينا معرقة
التخطيط سواء كنا موظفين أو مسئولين. فبلا تخطيط لا تقدم للأفراد والمؤسسات
العربي أغلبها خطط وهمية أو جزئية. وقليل منها الجيد؛ وعلى كثير من المخلصين
أن يتعلموا أساسيات التخطيط. فالعلم قبل العمل. وإذا كان التقدم يتحقق بالعلم
والعمل فالتخطيط من العلوم الهامة التي نحتاجها وإذا أنجزنا عملية التخطيط
للدول والمؤسسات والمشاريع والأفراد بصورة ممتازة فقد أنجزنا +10 من التقدم
مشروع هام لا ينجح بدون تخطيط؛ وليس صحيح أن التخطيط مسئولية الحكومات
والمدراء فقط؛ بل هو مسئولية الجميع لأننا من سيدفع الثمن سواء كنا شعب أو
موظفين. واستخدمت عبارة «التخطيط الوهمي » كمنوان للكتاب لكي أنبه أن كثير من
ولا أقول هذا نتيجة رد فعل مؤفتة بل نتيجة معايشة للتخطيط امتدت لفترة ثلاثين
كثير من الدول العربية والمؤسسات والأفراد. وحاولت في الفصل الأول وباختصار أن
أعرف القارئ الكريم بالواقع التخطيطي فإذا لم نعرف المشكلة لن ندرك حاجتنا إلى
الحل. أي إذا لم نعرف أن عندنا مرض خطير لن نهتم بالعلاج. أما الفصل الثاني
فيهدف إلى بيان أساسيات علم التخطيط فإذا عرفناها ستعرف كم كنا بعيدين
وفي الختام أشكر من ساعدني في إنجاز هذا الكتاب. واسآل الله سبحانه وتعالى
بشيء منه أن يدعو لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين ٠
عيد بطاح الدويهس
الكويت في
٠١ ذي الحجة 1993 هجرية
١١ نوفمبر ١17 ميلادية
عنترة وأنواع الخطط
ما أشبه وضع التخطيط مع العرب اليوم بوضع عنترة مع بني عبس. فقد كان بني
عبس يرون أن عندهم رجال قادرون على الدفاع عن القبيلة وأن عنترة لا يحسن
غير حلب النوق ولكن عندما بدأ الهجوم على بني عبس عرفوا أهمية عنترة لتفادي
الهزيمة وتحقيق النصر؛ واتضح ضعف رصيدهم من القوة والحكمة والشجاعة.
ويعيش التخطيط بين العرب مثلما كان يعيث ة بين بني عبس قبل أن يعرفوا
أهميته؛ فأجهزة التخطيط هامشية وضعيفة والعمليات التخطيطية لأغلب الدول
والمؤسسات هزيلة وضعيفة لا تحقق إصلاح ولا تقدم؛ فكثير من الخطط هي خطط
من المسئولين فسيقولون عندنا خطط وصرفنا عليها الكثير من الجهد والمال. وإذا
وتختلف الخطط في الدول والمؤسسات والإدارات لأنها تعكس ما في نفوس وعقول
القياديين والمدراء العاملين من وعي وإخلاص وطموحات وأسا تناعات. وتعالوا
لنرسم ونتخيل أنواع الخطط في عالمنا العربي وسنجد ما يلي +
-١ الخطة السياسية:
هناك خطط أشبه ما تكون بكلام كثير من السياسيين عندما يتحدثون عن المستقبل
ويعطون وعوداً بأنهم سيصلحون الأوضاع. وسيوجدون فرص عمل. وسيهتمون
بتطوير التعليم وبنظافة المدينة وغير ذلك بدون أن يحددوا كم فرصة عمل ستوجد؟
وماذا سينجزون في مجال التعليم؟ وكيف سيعاقبون الفاسدين؟... الخ. فنجد الخطة
السياسية تكلم عن أهداف عامة (توجهات) وليس أهداف محددة وتوقيتات زمنية
يحبون الدقة والوضوح. وقال أحد السياسيين الغربيين: «مشكلتنا مع الناس أننا
نعتبر وعودنا مجاملات وهم يعتبرون مجاملاتنا وعود» . فالخطة السياسية إذن كلام
جميل يحاول أن يرضي الجميع بدون الالتزام ببرنامج محدد للعمل. وليس معنى هذا
قليلة ولكن لا يوجد علاقة واضحة بينها وبين الخطة ولم تكن محددة في الخطة
حتى يتم قياسها والمحاسبة على التقصير فيها. ومثل هذا قول الابن لأبيه: يا أبي»
سأجتهد هذا العام في الدراسة بدون أن يحدد كم ساعة سيدرس يومياً؛ وما هي
النتيجة التي سيحقفها في الامتحانات فقد يجتهد ويرسب بثلاث مواد بدلاً من ست
مواد في العام الماضي -
"- الخطة الروتينية:
كثير من الخطط السنوية والخمسية هي امتداد لما يتم حالياً من أعمال وما يتم
والأساليب والميزانيات والهيكل التنظيمي والأفراد ... الخ والنتيجة أنه لا يوجد تغيير
وتطور عما عليه الوضع الحالي وإذا كانت المؤسسة ناجحة فإن الخطة الروت
تكون نافعة لمدى محدد وبعدها لن تكون ناجحة. لأن الظروف تتغير كما أن النجاح
يمكن أن يتم تطويره ليصبح أكثر نجاحاً والشركة الناجحة يمكن أن تطور الجودة
أكثر وأكثر وهكذا وتعكس الخطة الروتينية الرضا بالأوضاع وغياب الطموح. ونجد
الطعام لسنتين للأسر لوجدت أن الأغلبية الساحقة من هذه الأسر كررت عاداتها
الغذاثية في السنة الأولى. أي نفس الأطعمة ونفس طريقة الطبخ. ونفس مواعيد
أن الغائيية من الأجمال مكرزة ٠
٠ الخطة السرابية:
سوءاً. ومن الأمثلة الإدارية: أن كثيراً ما تكون هناك تفييرات في الهيكل التنظيمي
ليست ذات تأثير إيجابي وهذا ينطبق على إحداث تغييرات في الأفراد أو الميزانيات
أو أساليب العمل فلا نجد هذه التغييرات حققت تقدماً في
أو كلاهما. وهناك عبارة تقول عن مثل هذه ١ بلا تقدم أي احتوت
الخطة السرابية على تغييرات فعلية ولكن لن تحقق إنجازات أفضل من التي يتم
إنجازها حالياً (قبل التفيير) -
4 الخطة الخيالية:
قد يآتي قيادي ذو طموحات كبيرة فيريد أن يوصل المؤسسة في عشر سنوات أو
عشرين سنة إلى مستوى عالمي فيعمل خطة ويستعين بخبراء خارجيين ويضع أهداف
كبيرة. ولكن مثل هذه الخطة ستفشل أو حتى لن يتم تنفيذها لأنها منفصلة عن
لأغلب من في المؤسسة أي أن القيادي أو القياديين فرضوا هذه الخطة, ومن مبادئ
تعرف نقاط قوته وضعفه أو لأنها تحاول اقتناص «فرص» غير موجودة أي لا يمكن
اقتناصها وخطة عادية الأهداف آو حتى متواضعة يمكن تنفيذها أفضل من خظة
ربعها. فالمخطط الناجح يضع الأهداف التي يمكن تحقيقها أو أعلى منها بقليل وأي
المثالية هي التي لا يمكن تنفيذها وفي أحسن الأحوال يتم تنفيذ بعضها وهذا ليس
نجاح بل يسبب إحياظ ومشائل . ..
*- خطة المدير:
كثيراً ما تكون الحطظَ متائرة بدرجة كبيزة جداً بآراء الحأكم او الوديز أو لديز
أي يتم صناعتها بناءً على رأي فردي أو انفرادي. أي هي رأي فرد أو أفراد محددين
وتيت انتيجة حمل جماعي شاركت .يه عقوّل كتيزة: وقد يتم سظاورة أعداد كبيزة
من القاس وتكن أي نظرة للخطة ستوضح أن الآراء القي تم اعتمادها في الخطة هي
آراء المسثول الأول أو بعض الأفراد وعادة تكون هذه الخطط الفوقية فاشلة, لأنه لم
يشازك بها الإدارة الؤسطلى والعاملين؛ والشتعب وهذه الخطط منتعكس ما قي عقل
وصحيح أن المدير له دور أساسي في الخطة ولكن يجب ألا يزيد عن 19٠ من التأثير
ولكن هذه النسبة ترتفع كثيراً في ظل وجود كثير من المنافقين والصامتين, فتجد
+- خطة مشوهة؛
أهداف محددة أو بلا ميزانية أو بلا حوافز لتنفيذها أو بلا تحديد للمسئولين عن
التنفيذ أو بلا وسائل صحيحة لتنفيذها أو غير ذلك وهذه خطط مشوهة لا يمكن
أها. وهناك خطط كثيرة متواضعة الأهداف لا تستفل حتى 170 من طاقات
يجب أن تمكس الخطة آراء ثلاث جهات رئيسية الإدارة العليا . وإدارة السياسات
والتخطيط . والإدارات التنفيذية . وأن يكون تأثير كل جهة هو الثلث فالإدارة العليا
تنظر للأمور من فوق وترى الصورة الشمولية وتتصل بالعملاء وإدارة السياسات
والتخطيط تعرف علم التخطيط وهى جهة محايدة ولديها مسئوليات التطوير الإداري
وإعداد الخطط ومراقبة تنفيذها ولديها دراسات كثيرة وقد يكون تابع لها دائرة
التسويق أو بعض الدوائر الهامة فى المؤسسة أما الإدارات التنفيذية فهي العاملين
(الشعب) وقد يكون من أعد الخطة هي الإدارات التنفيذية وكان دور الإدارة العليا
وإدارة السياسات والتخطيظ محدود جداً أو حتى غير مؤجود أي أن الخطة النهائية
هي تجميع للخطط التي كتبتها الإدارات التنفيذية ومثل هذه الخطط الشعبية تكون
ذات نظرة جزئية وقد لا يوجد فيها أي تطوير إداري أو تسويقي أو تخطيطي
ولن يكون فيها تكامل ولا معرفة بهموم ومعلومات الإدارة العليا . وإدارة السياسات
والتخطيط .
متى يقتنع المسئولون بأهمية التخطيط ؟
قد يظن البعض آن هذا العنوان غريب فما أكثر خطط الدول والوزارات والمؤسسات
الأمور سنجد أن التخطيط الحقيقي غائب لدرجة كبيرة جداً ؛ فما يوجد لدينا هي
خطط وهمية أو شكلية أو جزثية؛ والدليل على ما أقول هو ما نراه من أعمال يومية
فكثير من الأنشطة غير موجودة في الخطة الإستراتيجية أو الخمسية أو التشفيلية
للمباني. والتخطيط لشراء الأجهزة. أو التخطيط للميزانية وهذه أجزاء صغيرة من
الخطة وسأسلط الأضواء على أهمية التخطيط والمعلومات من عدة زوايا هي +
قد يقول لك مسثول مخلص كيف تطالبني بالتخطيط والدولة ليس فيها تخطيط
التي نعمل بها لا تخطط وفي كل مؤسسة لو خطط ربع المدراء بصورة صحيحة
لأجبروا الإدارة العليا على التخطيط ولكن المشكلة أننا ثنتظر أن تمطر السماء ذهباً
وفضة, ولهذا طال انتظارنا وإذا أراد أي مدير أن يبرئ ذمته فليبدآ بعمل تحليل
رباعي لإدارته ولينسق مع العملاء ويتعرف عليهم؛ وليتشاور بكثافة مع المسئولين
يمكن أن يحصل عليها من موارد بشرية ومالية وصلاحيات وتعاون وسيستطيع عمل
خطة لا بأس بها +
تشاهدها حية وهي بلا تخطيط بل بلا إدارة فمالة 19 وكم من مؤسسة تحقق بعض
لهم شعبية بدون أن يوجد عندهم تخطيط ؟1 وكم من أفراد كبار وأطفال ليس
عندهم خطط مكتوبة أو غير مكتوبة 15 فالحياة يعيش فيها الناجحون والفاشلون
وما بينهما ؛ فالدولة التي لا تخطط تعيش في مشاكل كبيرة من فقر أو حروب أهلية
أو صراعات سياسية أو ضعف عسكري أو غير ذلك. وهناك دول تخطط فتحقق
فلنخطط. وإذا كنا نريد الشقاء فلنتبع الآراء والأهواء والشهوات والمصالح المنحرفة
والعصبيات ولننسى النجاح في الدنيا والآخرة ولنطور الشعار الجاهلي العربي «اليوم
ومؤسسات. وأفراد ولهذا نعاني ونتألم ونفضب ونجوع ونمرض ونتصارع؛ ونختلف
قال الله تعالى: لا يرما قوم حَنَّ يُقيْرُا ما نكسم ل (سورة الرعد
آية )١١ ومن أهم صفات المسلمين الأخذ بالأسباب المادية والإيمانية في حياتهم بل
مطالبين بأن يأخذوا بهما لأقصى حد قال الله تعالى :© فَاتَفُوا ١
(سورة التغابن آية 13) +
*- سياسة رد الفعل؛
سياسة رد الفعل لا تتعامل فقط مع مستجدات طارثة تُعْرض على المؤسسة من
الخارج فيكون للمؤسسة رد فعل عليها بل هي أسلوب حياة في كثير من مؤسساتنا