ح أن النظم طريقة مثلى لندريس العلوم وبخاصة النحو ؛ وعرفت أن جهود
الموضوع قلم أقف إلا على نزر قليل ؛ وهو ما كتبه الدكتور محمود الطناحي في
دراسته لكتاب الفصول , إلا أن كتابته لم تف بالفرض الذي أتطلع إليه »
فأخحذَتٌ تراودي أفكارٌ بأن أقوم بإحصاء المنظوعات النحوبة ودراسة جوانب
فيها ؛ ليقف القارئ على مدى الجهد الكبير الذي بذله العلماء في تبسر النحو
وتسهيله خدمة للغة القرآن الكريم ؛ ولتستفيد منها لما لها من أهمية كبيرة +
عبد الكريم الأسعد عن الشعر التعليمي ونشرها في إحدى المجلات غير العلمية +
لا رأيت أنه غير وافية بالغرض ؛ لأن الدكتور الأسعد
المراجع ؛ ثم وققت بعد ذلك على كناب الدكنور علي أبو المكارة (تعليم الدحو
من التحقيق والمدقيق ؛ ثم بعد ذلك علمت بوجود
رسالة ماجستير في قسم المحو والصرف في كلية اللغة العربية جامعمة الإمام
بالرياض عن المنظومات التحوية قدَّمها أحد طلاب القسم ؛ وعندما اَلَف
كبر من النقص , كالافتقار إلى توثيق العديد من المعلومات التي ذكرها ؛
إلى ذكره لمنظومات لم تثبتها المراجع بلغت سبعة , واحدة منها في أصول الفقه +
إضافة إلى أن عمله انحصر في سرد المننظومات والمقارنة بين خخسة منها ؛ وهي :
وبعد طول تفكير رأيت أن أكمل بحثي هذا ؛ نظرا لأهميته ولاشتماله على أشياء
الحو ؛ ثم أسباب ظهور الشعر التعليمي +
اللحوية مرتبة حسب سنة وفاة ناظميها +
3 أثر المنظودات في تعليم التحو .
وقد اقتصرت في ذكر المنظلومات على أسماء العلماء الذين شاركوا في النظم
التحوي وعاشوا في الفترة الممتدة إلى ناية القرن العاشر المجري ؛ لأن التأليف
ترجمة ؛ لاحتمال عدم دحوم في هذه الفترة ؛ أيضا لم أتطرق لذكر النظومات
الي ألفت في مسائل محدّدة ؛ مثل : مواضع الابتداء بالنكرة , ومواضع همزة
الوصل والقطع , وكذلك المنظومات المؤلّفة في حرف من حروف امعان أوفي
نوع منها ؛ وغيرها من المنظومات الي تكون مقتصرة على مسائل محددة » نظرا
أكثرتا وخشية إطالة البحث بجنا ؛ كذلك أغفلت ذكر المنظومات المصثّفة لعميم
عنوان البحث ما يشمله مفهوم التحو لدى القدماء , فيدخل فيه انحو ء
والصرف , وحروف العا +
وقد حرصت في هذا البحث أن تكون معلوماته صحيحة دقيقة ؛ فالترمت
عند ذكري للمنظومة بالإحالة إلى مصادر ترجة الناظم ومراجع نسبة النظومة
إليه ؛ وسعيا لإقادة القارئ بت المطبوع من المنظومات والخطوط منها ومكاث
وجوده ؛ وقد بذلت جهدا كبيرا في استقصاء أماكن وجود كل منظومة ؛ فإٍقًا
ذَكرت مكان وجود المنظومة وثلله من فهارس المكتبة الوجودة فيها ؛ وما بيايٍ
هذا إلا من أجل أن يستفيد المتعلم من المطبوع منها ؛ ونشط التخصص في
إخراج ما يواه ملائما من المخطوط ؛ ليفيد غيره ففتواصل مسيرة السنظم الستي
مطلع بعض المنظومات المخطوطة الي تحكنت من الوقوف عليها من أجل أن
وفي الحتام أأشكر كل من ساعدني وأعانني على إنجاز هذا البحث ؛ وأسأل الله له
الأجر والإثابة + وأخيا لا دعي الكمال ولكن حسبي أ بذلت جهدا كبيرا
وعظيما فيه ؛ تمل في قراءة كير من كتب التراجم , ومصتفات قوائم
الكتب , إضافة إلى العديد من فهارس المكنبات المخطوطة ؛ فما كان من توفيق
فمن الله 8# وما كان من تقصير فمن نفسي والشيطان ؛ وها أب نفسي » إن
النفس لأمارة بالسوء ؛ وختاما أرجو أن يكون عملي هذا خالا لوجه الله
8# ؛ الله ولي التوفيق .
د . حسان بن عبد الله الفنيمات
لغنهم العربية الفصحى راسخة الدعائم متماسكة البنيان بفضل بعدهم عن
الأعاجم ؛ إضافة إلى وجود أسواق م تقام في شهور السنة تعقد فيها منتديات
الأدب ويتبارى فيها بلغاء الخطباء ومنؤَهُو الشعراء من الفيائل التباعدة
وبديع الشعر , فكانوا بذلك يتكلمون لغتهم العرية بفصاحة مطلقة دون حاجة
إلى معرفة قواعدها أو مام بأحكامها ٠
ونقد ظهر الإسلام في قلب الجزيرة العربية ؛ وكان إقال الناس عليه في
والفضيلة ؛ ودين العلم والنور ؛ فهو تُخرج أصحابه من الظلمات إلى النور »
أماكن كثيرة من أرجاء الكرة الأرضية ويدخل فيه أعداد كبيرة من غير العرب
وسيلة للتعبو بدون وضع فواعذ لما » لتصبح هذه الغ أساس وحدة الفكر »
ودعامةً الوحدة العقدية معا ؛ ومن هنا كانت الحاجة الاجتماعية قائمة لظهور
علم لفواعد اللغة العربية" +
(1) ينظر تاريخ النحو العربي حتى أواخر القرن التاق المجرئي عن 51 و 55 و 60
بالإضافة إلى أن الحاجة الدينية كانت تقنضي ظهور هذا العلم ؛ وذلك أن
العرب المسلمين أرادوا أن ينشروا الإسلام بين الشعوب
وحور الإسلام كما هو معروف الفرآنٌ الكرم ١ وهو تعن عرلا ومن
الضروري على كل مسلم ومسلمة أن يقرا منه آيات في كل يوم ؛ ومن ملا
على أن تكون قراءته صحيحة خالية م اللحن ؛ لأن اللحن مذموم ؛ لا حلثه
الدبني ؛ وهكذا أصبح تلم اللغة العربية قضية دينيا" .
فتحوا بلادها +
وقد ساعد على ظهور هذا العلم أن الإسلام أحدث تفيّرا في الواقع الحضاري
للمسلمين فقد وَضعَهِم في مرحلة حضارية جديدة تأثرت بجا كل مجالات حياقم
الفكرية والاجتماعية ؛ ومن هذه المجالات لغتهم : اللغة العربية*" » لأن الواقع
اللغوي مقترن دائما بالواقع الحضاري" ؛ واللغة لما اتصال وثيق باألشاط
العرفي للإنسان , فهي أكبر نشاط ينهض به الإنسان
إن هاتين الحاجتين , أي
الاجتماعية ؛ والد
(1) ينظر تاريخ النحو العري ص 55
(2) بنظر كتاب إيضناح الوقف والابتداء 14/1 وفا بعذها
(3) نظر تاب إبضاح الوقف والتداء 19/1 وما بعلها , وأخبار التحوين البصرين ص 34+
وغراتب النحوين ص 26 وها بعلها ؛ والفهرست لابن التدم ص 63 ؛ وترهة الألباء ص
ينظر تاريخ الشحو المرى صن 45 : وفي التفكير النحوي العرب عن 32 و 35
في التفكير النحوي عند العرب ص 11 و35
العلاج السريع للمشكلة , وذلك بضبط الفرآن الكريم ضبطا دقيقا حتى لا
يخطئ فيه قله , وذلك إيجادهم أولا نقط الإعراب ثم إيجادجم انقط
: علاج المشكلة علاجا جذريا على المدى البعيد , وذلك
بدراسة اللغة العربية وفهم ظواهرها ؛ وَصَباٌ هذه الظواهر في كُلْيَاتِ وقواعد
وقد تمكن أبو الأسود الدؤلي (69 ه) رمه الله من إيجاد العلاج
السريع ؛ فقام بضبط النص الفرآنا* ؛ ثم أعفبه نصر بن عاضم (89 ه)
فوضع نقط الإعجاما* .
الأول ؛ وفكن من ارتياد الطريق إلى الدراسات اللغوية بأسرهاا" +
مكانة مرموقة وعالية من ين العلوم الإسلامية +
الإسلام ولغته ؛ ؛ لأن ثمرة علم انحو هي الاستعانة به على فهم كتاب الله
(1) يتظر تاريخ الحو المري ص 61 ؛ وى التفكير النحوي عند العرب عن 36
(2) ينظر تاريخ النحو العري صن 60
(3) بنظر عاتب التحوين صن 29 ؛ وأخبار التحوين البصرين ص 34 ؛ والفهرست لابن الندم
صن 63 ؛ وانحكم في نقط المصاحف ص 3 و6
(4) بنظر إشارة التعين ص 363 ؛ ومعرفة القراء الكبار 71/1 ؛ وغابة النهابة 336/2
(5) بنظر تاريخ النحو العري صن 60 وها بعدها ؛ وف التفكير النحوي عن 62
وسنة نبيه #خ وفهم معان كثير من العلوم الدينية التي ليس لا غنى غنه ؛ إِلأَّ
أهم عانوا منذ عصر مبكر صعوبة في تعليم التحو ؛ إذ ما كادت أسس النحو
تعليم تلاميذهم ظواهر اللغة وفواعد التحو وفي وسائل وأساليب تعليم هذه
الفواعد». وقد كان من أسباب ذلك أن الممحدث بالعرية لا غنى له في أي
وقت من الأوقات عن الحو , فالكلام لا يستفيم بدون مراعاة قواعد الحو ؛
ونظرا لكثرة فواعده فإن المحدث يحتاج دائما إلى التطبيق ؛ كي يتعود لسانه
على الصحيح من الكلام ويتعد عن الخطأً دون حاجة إلى إلمام كبير بقواعد
سهلا , فكان العلاج الأمثل هو الإمام بقواعد الحو ؛ وهذا بحتاج إلى مراجعة
مستمرة وتذكر دائم ؛ وهو ما سيؤلّد صعوبة لدى من يتعلم التحو ؛ لذا كان
ليم النحو إذن راجعة إلى جوهر النحو فاته ؛
» لذا فالدور الأكبر في
النحو ونخاصة لدى عامة الناس ؛ لأنه أصبح بمفدورهم قضاء حاجاقم والتعبير
عنها دون حاجة كبيرة للنحو وقواعده .
وإنما هي ناثجة عن بُعْدِ نُتعلمه وأغلب الناس عن
وقد استمر علماء التحو في مواجهتهم لهذه المشكلة ؛ فبذلوا جهودا عظيمة
وكبيرة في مواجهتها إما بالتأليف أو التدريس ؛ فشارك في هذه الجهود كثير من
(1) ينظر تعليم الشحو المربي عرض وتلل من 35
العلماء في مختلف الأمصار الإسلامية ؛ فأسهم في علاجها علماءٌ لم يكونوا من
أصل عربي كما أسهمت فيها جم المدارس والتجمعات الحوية , وقد شارك
في هذا كثير من العلماء التخصصين في فنون أخرى من العلم ؛ كالمفسرين
إقليمية مجردة » بل هي مشكلة لما جانبها الدبتي ؛ ما دل على أن المستوى
الثقافي مرتبط أوثى الارتباط بالمستوى اللغوي ؛ وينئ أن هؤلاء كانوا يعون أن
ضحالة المقدرة اللغوبة كلم دائما إلى هبوط مُعَْياتِ جميع مالات الثقافة ؛
ولقد كان من مظاهر جهود العلماء في مواجهة مشكلة تعليم النحو قامهم
التأليف المننشرة في الفرون الأول هي الثر ؛ وذلك طَبْعٌِ ؛ إذ إن اللشرهو
الفادر على تحديد القواعد العلمية والتعبير عنها دون أن تفع ضحية القرام ما
تتسم به لفة العلم من وضوح ودقة ومباشرة جيعاا" +
والشعر كان مستأثرا بنصيب من الاهتمام
العرب قبل الإسلام جزءاً كبوا من تاريتهم وترائهم ؛ ومائرهم وعاداقم
في تراثا الإسلامي ؛ فقد حَفِظً به
(1) بنظر تعلم النحو المري عن 53 55
(2) ينظو تعليم الو العو صن 60
من لم يحفظ ؛ فقد لَطِنَ مُصْتَفُو العلوم ونخاصة النحوٌ إلى أنه
نظم الشعر وإيقاعاته في صياغة منظومات نحوبة نسهم في تسهيل ليه ؛ وتيسير
حفظ القاعدة هي الوسيلة الْمثلَى للاإتعاد عن اللحن والمعير بلغة فصحى +
وقد ا علماء النحو إلى النظم ؛ نظرا لحرصهم على تعليم الحو ؛ وهذا كر
الْظمْ اللحوي بين قصيدة على قافية واحدة إلى أرجوزة متعددة القوافي ؛ وين
نوع من الشعر التعليمي ؛ وهو النظم الذي يهدف به ناظمه إلى تعليم الناى
وترويدهم بالطقائق والمعلومات المتعلقة بياقم" ؛ وهو يعتمد على النظر العقلي
تجرد من المؤثرات الخارجية ؛ فهو يختلف عن الشعر ؛ لأن الشعر يصدر عن
نظرة عاطفية تعتمد على إحساس بش ؛ وتم في إطار من التشبيه لترتكر
على تأثيو عاطفي مباشر »
واخحطفت آراء الباحئين في نشأة
(2) ينظر حول الشمر التعليمي ص 206 (مجلة الجاهعة الإسلامية , السنة 13 )؛ العده 52)
ير تور والتجديد في الشمر الأهوي عن 352