أتلمس طريقة الأقدمين من علماء السلمين وأعلام الإسلام »
وأدباء العربية ومشيوخاء الكلام» من التبويب العام » فيأني الكلام تحت : باب »
كثرة العناوين وحشو الكلام وإثقاله بالحواشي الرواشي الي لا تحوي شئا
مذكورا » كما شكلتُ ما تشكل من الألفاظ عملا بقول أهل اللغة : إنا ييُشْكَلُ
نكر + ولم أتكلم في بعض الموضوعات ذات الصلة طلبا للإيجاز ومنعا
للإسهاب'"» وقبل الشروع في الموضوع أقول لك ما قال الحافظ ابن حجر لقارئه:
هذا و أسأل الولى في غُلاه أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكري» إنه نعم
امول ونعم النصين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على البي محمد
( ) مثل موضوعات : التنصير ؛ والاستشراق» والاستعمار » وهي موضوعات ذات صلة وثيقة
وأ مار للشيخ العلامة محمود محمد شاكر » وله أيضا : رسالة في الطريق إلى تقاقتنا ؛ وكتاب أجنحة
المكر الثلاثة للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداي » وله أيضا غزو في الصميم ..وغيرها كثر.
الباب الأول : تعريف الإلحاد
تحرير الع هو نصف الفهم »لذا من امهم أن نحدد مفهوم اللفظ لغة واصطلاحاء
وكلمة الإلحاد كلمة عربية فصيحة » قال اين فارس : اللام والحاء والدال أصلٌ
قال الأزهري : معن الإلحاد في اللغة: اميل عن القصد. وقال الليث: : الحد في
الحرم إذا ترك القصد فيما أمر به ومال إلى الظلم وأنشد:
لما رأى الملحد حين ألحما صواعق الحجاج يمطرن دما"
فالِلْحَاد : العُدُول عن الاستقامة والانحراف عنها
إلى الظلم » والحد في الحرم : أشرك بالله تعالى » وقيل : الإلحاد فيه : الششك في
الله » وأصل الإلحاد الميل والعدول عن الشيء » و لاحد فلان فلانا : اعوج كل
ل( ينظر : معجم مقابيس اللغة لابن قارس (8/ 377)
() ينظر : تقذيب اللغة الأزهري (؟/ 7/7
() ينظر : المخصص لابن سيده (؟/ 7/8) » تاج العروس من جواهر القاموس (4/ ١28
فوائد من التعريف :
إذا كان التعريف العام للإلحاد يعي : اليل والعدول عن الطريق القريم » فهذا
يعي أن كل ترك للدين وشَجْر لأحكامه هو نوع إلحاد » ومن ثم فالإلحاد يشمل
وعلا » والتجرؤ علي نواهيه سبحانه.
معن الظلم الذي من أراد الإلحاد به في المسجد الحرام أذاقه الله من العذاب
بإلحاد بظْلْم تُدئدٌ من عَذَابِ ألم رالع: 2 بع أن تستحل من الحرام ها
حرم الله عليك من لسان أو قتل, فنظلم من لا يظلمك» وتقتل من لا يقتلك»
فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم ... وقال آخرون: بل ذلك احتكار
قول القائل: لا والله» وبلى والله ... وأولى الأقوال الي ذكرناها في تأويل ذلك
في هذا اللوضع كل معصية لله وذلك أن الله
عيل بظلم؛ فيعصي الله فيه» نذقه يوم القيامة من عذاب موجع له. ""
فمجيء كلمة الظلم بعد كلمة الإلحاد أبانت معناها ومرماها من كوتًا: اميل عن
الحق إلى الباطل والضلال .
فكل ملحد هو مائل عن الحق إلى الباطل» وليس من المكرمات أو المفاخر أن
ملحد - فالمعن ضال كما تبين .
وقد نقل عن ابن عباس وقنادة أن الإلحاد هو التكذيب والشرك وقول
"يلحدون" أي يشركون ثم قال :"وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدول عن
القصدء والحور عنه والإعراض. ثم يستعمل في كل معوج غير مستقيم؛ ولذلك
فكلمة الإلحاد جاءت في القرآن بمعن الشرك والتكذيب
)١( ينظر :امع البيان عن تأويل آي القرآن 848/18 وما بعدها
(؟) ينظر :جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( 387/17 )
(!) ينظر :جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( 387/1 )
وكلمة الإلحاد في القرآن لا تأي بمعن الإلحاد بالمفهوم الحالي ( المعاصر) المتعارف
عليه. و كذلك الشخصيات المذكورة في القرآن من الذين كانوا لا يؤمنون
بالرسالة النبوية كانت شخصيات غير ملحدة (بالمفهوم المعاصر) بل كانوا يؤمنون
بتعدد الآلحة "مشركون" فرغم اعتقادهم بوجود الإله الأوحد فإتمم كانوا في نفس
الوقت يؤنون بأن الصائل الي كانوا يعبدوتا باستطاعتها الشفاعة لحم عند الإله
تلن ل الى فَكُونَ 6 (لسكرت 61م وفكرة إنكار وجود الخالق من الأساس
فكرة مستبعدة تماما في كل العصونر لأن الإنسان فُطر على وجود إله خالقي»
وهذه حقيقة لا ينكرها حن الملحد ؛ لكنه يعاند ويكابر لوَجَحَدُا بِهَا
م توحد أبدا مدن بلا معابد".""
ولقد اغتر معظم الباحثين بكتابات المستشرقين عن الإلحاد وساروا في ركاهم
فأصبحوا يرددون : " إن كلمة الإلحاد هي ترجمة لكلمة إغريقية قلعة وهي
8 وكانت هذه الكلمة مستعملة من قبل اليونانيون القدماء بمعن ضيق
)١( ينظر : بحلة الوعي الإسلامي الكويتية العدد 8817 نوقمبر-ديسمر 30١١ مقال بعنوان : هل
حقا الدين أقيون الشعوب
وهو عدم الإيمان بإله وفي القرن الخامس قبل الميلاد تم إضافة معن آخر لكلمة
إلحاد وهو إنكار فكرة الإله الأعظم الخالق "
ثم قسموا الإلحاد قسمين:
" الأول : إلحاد قوي أو إلحاد موجب وهو نفي وجود إله.
الثاني : إلحاد ضعيف أو إلحاد سالب وهو عدم الاعتقاد بوجود إله.
فالفرق بين الملحد الوجب والسالب - عندهم - هو أن الملحد الوجب ينفي
وجود الله تعالى وقد يستعين بنظريات علمية وفلسفية لإثبات ذلك» ينما اللحد
السالب يكتفي فقط بعدم الاعتقاد بالله نظرا لعدم قناعته بالأدلة
دليل عليه ولا برهان »بل هو (تنظير هروب) يوهمون الناس بأن لهم تقسيمات
ونظريات حن يبدو الأمر أشبه بالعلم » لكنهم في الواقع يؤصلون لجهل كثير
منهم حقيقة الإلحاد فيصفونه بالملحد السالب .!!
القدماء بل وقبل كل القدماء الأقدمين » نعلمه من ديننا علم اليقين» وقد سجل
القزاة لكرج نام لإثيفاه. الأول زوحكاها هميلا رعذ فقال رب الأرباب
فإبليس الملعون هو أبو اللحدين ففي آيات البقرة وص " وكان من الكافرين "
وفي آية الكهف " ففسق عن أمر ربه " فالفسق والكفر هما أصل الإلحاد وعينه
وهذه هي بذرة الإلحاد الأولى .
واثَابدُ لا ييه لكلام الستشرقين عن الإلحاد. لأنمم ملحدين !! وحدود علمهم
تلْمَقَاتَ اليونانيين القدماء والإغريق ومعظمها تُرّهات تْرَاء خَرْجاء عمياء
شوهاى لا اتصال لا ولا إسناد » ولو اتصل إسنادها » فقد كفانا خبر السماء
كما أن فلاسفة اليونان والإغريق هم من أسسوا لمنهج الشك الإلحادي » فكانوا
رياضة من رياضات العقل » وسوف يتبين فساد ذلك في أنواع الإلحاد.
فإبليس هو أول من الحد وجاء الوصف في القرآن الكريم بالكفر والفسْق
والكفر لغة: الستر قال ابن فارس في مادة ( كفر ) : الكاف والفاء والراء أصل
صحيح يدل على معن واحد» وهو الستر والتغطية » وإذا أطلق الكفر في الدين
الححود. وذلك أن الأحبار من يهود المدينة جحدوا نزة متمد صعلى الل خلية
وأصل الكفر عند العرب: تغطية الشيء "١
أما الفسق فهو الخروج والعدول لغة واصطلاحا » قال الإمام الطبري رحمه الله :"”
8 ماد ل ممه لك َ خَ ٍٍ ام ."م
وكذلك الفسّق في الدين إنما هو الانعدال عن القصدء والميل عن الاستقامة )
:امع البيان عن تأويل آي القرآن ( 358/1 )
ولدكن دائما على ذُكْر لمع الإلحاد وأنه : اميل والعدول عن الطريق القويم» وأن
الكفر : الححود والإنكار» والفسق هو : الخروج والعدول
والطريق القويم هو صراط الله للستقيم وقد قال إبليس :ل لتْعْدنٌ لَهُمْ صِراطّكَ
فكان أول اللحدين وأول من دعا إلى الإلحاد» وأَمَالَ العباد عن الطريق المستقيم
فالإلحاد عمليا بدأه إبليس لكنه يُسَمَّى الحادا بل سمي : كفرا » وفسوقا » وإباء
لأمر الله تعالل» واستكبارا » وضلالا... وسمي فيما بعد زندقة والحادا .
وكلمة زندقة تحمل في الإسلام معن الكفر والضلال» وأقدم نص وقفت عليه فيه
هذه الكلمة ما رواه الطبراني مرفوعا أن البي صلى الله عليه وسلم قال :"ما
ضعف كما ذكر محقق العجم الشيخ حمدي عبد المجيد السلقي رحمه الله وأسكنة
) 47/18 ( ينظر :امع البيان عن تأويل ل آي القرآن )١(
) 5444 ( (؟) ينظر :المعجم الكبير 181/7 رقم
فسيح جناته إلا أن رواية الإمام الطبراني لهذه الكلمة دال على تداولا في هذا
الرمان البكر ( توقي الطيراي سنة 10 ه)
ومن كان لا يؤمن بالآخرة ووحدانية الخالق سبحانه » وانتشرت في أقوال العلماء
وخاصة ردودهم على المتكلمين فنجدها موجودة بكثرة في كلام الأئمة: الضافعي
وأمد ويجى بن معين وتلاميذهم بما يدل على تفشي وانتشار الفكر الإلحادي
امنكر للغييات .
قال ابن منظور في لسان العرب مادة ( زندق ) : الزنديق : القائل ببقاء الدهر »
فارسي معرب» وزندقنه أنه لا يؤمن بالآخرة » ووحدانية الخالق .
وكما يقول علماء الأصول : لا مشاحة في الاصطلاح » فالمعئ ثابت معلوم )
وهذا ما ذكره أحد الملحدين المعاصرين حيث قال : أنا لا أفكر وجود إله
ولكي لا أؤمن بوجود إله .!!
فالإلحاد وصف لأي موقف فكري لا يؤمن بوجود إله» لأن شرط العلم -
عندهم- هو أن يكون المعلوم قضية منطقية صحيحة» مثبتة؛ ويمكن الاعتقاد بماء
ولما كان ادعاء وجود إله - حسب اعتقاد الللحد - غير مثبت فإن التصديق
بوجود إله ليس علما . وها هو نمط من الإيمان الشخصي غير قائم على أدلة وما
يُقدم بلا دليل يمكن رفضه بلا دليل. ومن هذا فإن الإلحاد - عند الملحدين -
هو موقف افتراضي بمعن أنه ليس ادعاء وإنما هو جواب على ادعاء بالرفض.
ومن ثم يُعرَّف الإلحاد بأنه: عدم الإبمان بوجود إله وليس إنكارا للأدلة العلمية
والعقلية ونحوهما على وجود صانع واعي للكون والحياة ومستحق للعبادة (الله).
فالإلحاد ليس إنكارا لكنه عدم إيمان وهذا يتفق مع تعريف ابن منظور لارنديق
حيث قال: (وزندقنه أنه لا يؤمن بالآخرة » ووحدانية الخالق) لكنه لا يتطابق مع