العملاقة؛ الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية؛ فهي صرح شامخ» يشرف بأن
يكون إحدى المؤسسات العلمية والثقافية؛ الي تعمل على هدي الشريعة
الإسلامية؛ وتقوم بتنفيذ السياسة التعليمية بتوفير التعليم الجامعي
والدراسات العلياء والنهوض بالبحث العلمي والقيام بالتأليف والترجمة
والنشر» وخدمة الجتمع في نطاق اختصاصها.
ومن هناء فعمادة البحث العلمي بالجامعة تذ بنشر البحوث
العلمية؛ ضمن واجباتهاء الي ممثل جانباً هاماً من جوانب رسالة الجامعة ألا
وهو النهوض بالبحث العلمي والقيام بالتأليف والترجمة والنشر.
ومن ذلك كتاب (رمسائل الإمام أحمد بن حنبل و
إسحاق بن راهويه برواية إسحاق بن منصور المروزي ))
تحقيق بجموعة من الباحثين في الجامعة الإسلامية.
نفع الله بذلك ونسأله سبحانه أن يرزقنا العلم النافع والعمل
الصالح» وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد ابن عبد الله
معالي مدير الجامعة الإسلامية
د/ صالم بن عبد الله العبود
المقدمة 7
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمّد الصطفى
فقد شاء الله عز وجل أن يدون عن الإمام أحمد كثير من المسائل
عن طريق جم غفير من تلاميذه؛ مع كراهته لكتابة المسائل عنه وعن غيره
الإيراد والمناقشة.
ومن بين هذه المسائل "مسائل إسحاق بن منصور الكوسج
(ت51 1ه" وهي وإن كانت في أصلها أسئلة موجهة للإمام أحمد رحمه
الله إلا أن ابن منصور وجه الأسئلة ذاتما غالباً . إلى الإمام إسحاق بن
مسائل جمة عن هؤلاء الأئمة أضافت إلى مكتبة الفقه الإسلامي ثروة
وتعد مسائل ابن منصور هذه ومثيلاتما من المسائل الأخرى المروية
عن الإمام أحمد من خير ما يبرز بوضوح معالم فقه أهل السنة والجماعة
المبي على الدليل واقتفاء الأثر ومنابذة التقليد واجتناب الشذوذ كيف لا
8 كتاب المسائل رواية الكوسج
«إئما العلم ما جاء من فوق».
وقد امتازت مسائل ابن منصور من بين سائر المسائل بميزات أهمها:
-١ مكانة مؤلّف هذه المسائل علماً وثقة.
فقد قال فيه الحاكم: «اعتمداه في الصحيحين أي اعتماد». وقال:
(«وهو صاحب المسائل عن أحمد بن حنبل الذي يستهزئ به المبتدعة
*- كُثرة المسائل الي نقلها ابن منصور عن الإمامين أحمد وإسحاق»
في حجمها وعددها في المرتبة الأولى إذ بلغت عددمًا ثلاثة آلاف
وستماثة مسألة تقريباً؛ ولا يضاهيها في هذا إلاّ ما ذكر عن مسائل
حرب من أنّ عدتها بلغت ما يقارب أربعة آلاف مسألة؛ حسب
المعلومات الي وصلت إلينا كما في طبقات الحنابلة لابن بسي
يعلى ٠66/1
*- كب ابن منصور هذه المسائل عن الإمام أحمدء ثم عرضها عليه مرة
عبد الله بن الإمام أحمد بعض هذه المسائل على أبيه؛ مما أضاف إليها
مزيداً من التوثيق والتنقيح.
- اهتمام العلماء بهذا الكتاب في وقت مبكر واعتمادهم عليه في نقل
المقدمة 9
آراء الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه.
وممّن اعتمد على هذا الكتاب الإمام الترمذي في جامعه عند ذكر
آراء الفقهاء والإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه اختلاف
الفقهاء؛ واعتمد عليه ابن المنذر في الأوسط والإشراف» وابن عبد
السبر في الاسستذكار والتمهيد؛ وغيرهم من أهل العلم الذين عُنُوا
بذكر مذاهب العلماء.
©- توافر على هذه المسائل ثلاثة أئمة من كبار علماء الإسلام في وقتهم:
إسحاق بن منصور بحسن سؤاله وإيراده» والإمام أحمد وإسحاق
بأجوبتهما الي جاءت بلغة العلماء الراسخين في العلم.
وبالجملة؛ فهذا الكتاب "مسائل الإمام أحمد وإسحاق برواية
إسحاق بن منصور الكوسج" هو من أهم الكتب المعتمدة في نقل مذهب
وأعحب به واهتم به أصحابه من بعده» كما غُنيّ به أهل العلم في نقل
مذاهب الفقهاء» فحري بهذا الكتاب أن ينشر ويتبوأ مكانته في صدارة
ولذلك لما خاطبت عمادة البحث العلمي الكليّات كيما ترشح
الأقسام العلمية فيها ما ترى له الأولية في النّشر من الأعمال العلمية في
تخصّصاتًا وجاء ترشيح قسم الفقه في كليّة الختريعة لكتاب: (مسائل ابن
منصور
كتاب المسائل رواية الكوسج
بادرت العمادة لتشكيل اللّحان المناسبة لفحص الكتاب والتأكّد من
نظراً إلى حجم الكتاب من جهة»؛ وإلى وجود بعض الأبواب فيه بقيت
دون تحقيق من جهة أخرى» ومن جهة ثلث لاختلاف مناهج التحقيق
ويمكن تلخيص خطوات العمل الي تمت في هذا المشروع في النقاط
أولاً: استكمال تحقيق الأبواب التي لم تحقّى بعد» وقد انتدب لهذه
المهّة بعض أعضاء هيئة التتدريس» وبهذا يكون قد شارك في تحقيق هذا
الكتاب عشرة من الباحثين من خلال عشرة أعمال علمية؛ منها خمس
رسائل جامعية أربع منها من درجة العالمية «الماجستير»» وواحدة من
درجة العالمية العالية «الدكتوراهم» والأعمال الخمسة الأخرى عبارة عن
أبحاث علمية محكّمة؛ مع العلم أن الرسائل الخمس قد أعيد تحكيمها من
جديدء فكان لا بد والحالة هذه من التنسيق بين أعمال الباحثين ليأخذ
الكتاب طبيعة العمل الموحد ما أمكن» فكوّن بجلس العمادة لهذا الغرض
لجنتين علميتين: أساسية تتألف من ستة أعضاء من هيئة التدريس من
مختلف التخصّصات؛ ومساندة
تتألف من عضوين آخرين من أعضاء هيئة
-١ التدقيق في سلامة النص المحقق وصحته؛ فقد أعيدت مقابلتهم على
الأصول الخطية أكثر من مرّة.
»- نظراً لاختلاف الحقّقين في الإشارة إلى أوائل اللوحات وفي موضع
هذه الإشارة من النسختين المعتمدتين في التحقيق» بل إن بعضهم
لم يشر إلى ذلك أصلاً لذلك فقد جرى توحيد وتعميم الإشارة
#*- حذف دراسة بعض المسائل الي أثبتها بعض الباحثين في أوائل
4- حذف العناوين الجانبية الي وضعها بعض الباحثين لمسائل الكتاب»
-*١ حذف بعض التعليقات الي يمكن الاستغناء عنهاء كإثبات بعض
المحققين رأيه الشخصي في بعض المسائل» أو ذكره لآراء بقية
المذاهب الأربعة أو نقله بعض النصوص المطولة من كتب الفقه أو
نحو ذلك مما لا يقتضيه منهج التحقيق المتعارف عليه؛ ويودي إلى
١ كتاب المسائل رواية الكوسج
إثقال هوامش الكتاب.
-١ التدقيق في تخريج الأحاديث والآثار بالإبقاء على أَتَمهَا وإن تأخر
8- إبقاء منهج كل محقق وطريقته في التحقيق على ما هي عليه؛ لأنه من
الصعب جداً توحيد العمل بعد نمايته» ولأنٌ في الأمر سعة في اختيار
إحدى طرائق التحقيق المتبعة لدى أهل هذا الفنّ.
4- اختيار إحدى الدراسات المناسبة للكتاب والشخصيات؛ وإثباتما في
المقدمة؛ وقد وقع الاختيار على دراسة الدكتور سليم بن محمد
-٠ توحيد الفهارس الفنية للكتاب وجعلها في جزء مستقل؛ خلا
فهرسي المصادر والموضوعات»؛ فأبقي عليهما في مكانمما من كل
-١ وجود إحالات في هوامش بعض المسائل على مصادر كانت مخطوطة
عند رجوع الباحئين إليهاء إلا أنما أصبحت الآن في عداد
الاهتداء إلى مواضعها بعد الطباعة.
»- غياب تطبيق بعض الفقرات المنصوص عليها في مناهج بعض الحققين»
المقدمة 7
ولكن بالرجوع إلى خطوات العمل في تنسيق مادة هذا الكتاب
يتضح السبباء
لم تدخل ضمن أعمال اللجنة وإنما هي مسئولية الباحثين أنفسهم.
وأخحواً ومع كل ما سبق عرضه من جهود في تحقيق هذا الكتاب
وتنسيقه وإعداده للنشر» لا ندعي الكمال لعملنا فالتقص والخطأ ملازم
للبشر» ولكن حسبنا أننا اجتهدنا وبذلنا ما في وسعنا لإظهار هذا الكتاب
بالمظهر اللائق منزلته وقيمته العلمية.
عمادة البحث العلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
شرور أنفسناء ومن سيئات أعمالناء من يهده الله فلا مضل له ومن
يضلل فلا هادي له» وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الرب اشرح لي صديء ويسر لي أمري» واحلل عقدة من لساني يفقهوا
أرسل رسوله محمد بن عبد الله يا الذي أنار سبل الرشاد» وبيّن مسالك
.)18-18( سورة طه الآيات: )١(