الغلطات. وقد نفدت نسخ الطبعة الأولى منذ زمن» وتقبلها أهل
هذا وقد يس الله لي أن أصدر كتباً ثلاثة تبحث في القَصَّاص
وهي «تحذير الخراص» للسيوطي ووالباعث على الخلاص» للعراقي
و«كتاب القصاص والمذكرين» لابن الجوزي» رحمهم اللهجميعاً.
كما يس لي ربي سبحانه أن أصدر كتباً أخرى تتصل بكتب
الأحاديث المشتهرة وهي «الأسرار المرفوعة» للملا علي القاري و«الدرر
لنتثرة» للسيوطي ودمختصر المقاصد الحسنة» للزرقاني. ووالفوائد
الموضوعة» للكرمي . - رحمهم الله - فله سبحانه امن والفضل . ورحم
الله ابن تيمية رحمة واسعة. وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير
الجزاء؛ وغفر له ورضي عنه أتم الرضوان.
الرياض في ١١ صفر سنة 1454
محمد بن لطفي بن عبد اللطيف الصباغ
مقدمة لمحقّق
للطيمة الأرس
فلا هادي له, وأشهد أن لا إنه إلا الله وحده لاشريك له؛ وأشهد أن
أما بعد فهذه رسالة «أحاديث القصاص»؛ وهي رسالة في
الأحاديث الشائعة بين الناس» لشيخ الإسلام أب العباس تقي الدين
أحمدين عبد الحليم بن عبد السلام.. ابن تيمية رحمه الله. ويدور
كلامي في هذا التقديم حول امرين:
١ - التعريف بالرسالة
» التعريف بمؤلفها
هوحق صحيجح ومنها ما هو باطل مكذوب. وللباطل المكذوب روافد
عدة؛ ويبدو أنَّ أكبر هذه الروافد ما سمعه الناس من القصاص؛
ذلك لأن العامة هم السواد الأعظم الذين يولعون بسماع القصّاصء
ويتهافتون على مجالسهم» ويتلقون عنهم . . وإِنَّ ظاهرة القصص والوعظ
وإن أكبر عامل من عوامل اتحرافها أنّ عدداً كبيراً من الناس
اتخذها مهنة له يعيش من وراثهاء ولم يكن خوف الله هو الدافع لها
والعامة أبداً وفي كل عصر يُولعون بالغريب؛ وُعجبون بالخرافة؛
ويستمتعون بالعجائب؛ حتى أضحى القاصٌ كالمغني الذي لا هم له
+ هذا وما أشد حاجة المجت المسلم في كل عصر إلى التذكير والوعظ مع سلامة النهج )١(
المجتمع السلم في كل ٍ ستلانة البع.
إلا إطراب السامعين. إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلاي
أسلفت - يتطلعون دائماً إلى أن يسمعوا الغريب الجديد كان هذا
والاختراع حتى يظفروا بمطلبهم. وكانوا بعد أن ينتهوا من إلقاء
قصصهم يعمدون إلى استجداء الناس وسؤالهم العطايا. . وإنه لأمرٌ
مذل مهين. وقال ابن الجوزي: (. . معظم البلاء في وضع الحديث
إنما يجري من القصاص»؛ لأنهم يريدون أحاديث ترقق ور
قال ابن قتية في «تأويل مختلف الحديث»:
(والوجه الثاني القصاص» فإنهم يُميلون وجة العوام إليهم
ويستدرون ما عندهم بالمناكير والأكاذيب من الأحاديث؛ ومن شأن
العقول» أو كان رقيقاً يحزن القلوب ويستفرز العيون فإذا ذكر
الجنة قال: «فيها الحوراءً من مسك أو زعفران» وعجيزتها ميل في
ميل» وبوىء الله وليه قصراً من لؤلؤة بيضاء فيه سبعون ألف
مقصورة؛ في كل مقصورة سبعون ألف ؛ في كل قبة سبعون ألف
فراش. ..» فلا يزال هكذا في السبعين ألفاً لا يتحول عنها) ©.
1904 ها وص ١776 تأويل متلف الحديث» ص 357. ط مطبعة كردستان بمصر )1(
طبعة محمد زهري النجار» مكتبة الكليات الأزهرية بمصر 1387 ه وانظر أيضاً «لسان
فقد نقل بعض هذا النص. 17/١ الميزان» لابن حجر
ويحسن ني أن أورد غموذجين يثلان دجلّ هؤلاءٍ القَصّاص
ويحتى بن معين صليا في مسجد الرٌصافة؛ فقام بين أيديهم فاص
حدثنا أحمد بن حنبل ويحى بن معين قالا: حدثا عبد
يحتى بن معين ينظر إلى أحمد بن حنبل. فقال له: أنت حدثته
فلما فرغ من قصصه وأخذ العطيات؛ ثم قعد ين بقيتها قال له
معين. فقال : أنا يحبى بن معين وهذا أحمد بن حنيل» ما سمعنا
بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال: لم أزل أسمع أن يحى بن معين أحمق؛ ما تحققت هذا
إل الساعة! إكأن ليس في الدنيا يحى بن معين وأحمد بن نيل
غيركما! ! وقد كتبتُ عن سبعة عش رأحمد بن حنبل ويحبى بن معين!'؟!!!
و«الأسرار المرفوعة» ص #ه و«الباعث الحثيث» ص 88 ودالميزان» 477/1 ودلسان
اليزانه 874/1 وكتاب المجروحين» لابن حبان 80/1. وتكتاب القصاص-
؟) وروى الطرطوشي في كتابه «الحوادث والبدع» أنّ الأعمش
سليمان بن مهران لما دخل البصرة نظر إلى قاص يقصٌ في المسجدء
فقال: حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أي وائل.. فتوسط
الأعمش الحلقة؛ وَجَمُلَ نتف شعر إبطه» فقال له القاصٌ: يا شيخ!
جهلة ليس عندهم شيء من العلم» وكل ما لديهم مقدرة على
الكلام واختراع أقاصيص مكذوبة.
وقد قضيت جزءاً من الوقت في دراسة الأحاديث الموضوعة
فتبينث أن نصيب القصاص في وضع الحديث كان كيراً؛ وهذا أمر
ولقد أحسٌ العلمك - جزاهم الله خيراً عن الإسلام وأهله -
الموضوع بالتأليف.
وفي طليعة هؤلاء العلماء الإمام أبو الفرج ابن الجوزي المتوفى
- والمذكرين» لابن الجوزي 03© - 2:4 وه تفسير القرطبي» 94/1 وكتابنا «الحديث
)١( «الحوادث والبدع» ص ٠١# و «تحذير الخواص» ص 153 - 164+ وهالأسرار المرفوعة»
بفصول واسعة عن القصاص وأكاذييهم.
ومنهم الحافظ العراقي المتوفى سنة 805 ه الذي ألف كتاب:
ومنهم الحافظ السيوطي_التوفى سنة ه الذي ١ ألّف كتاباً
نافع . ٍ
ومنهم العلامة ملا علي القاري المتوفى سنة 10١٠4 ه الذي
استفاد من كتاب السيوطي « تحذير الخواص »استفادة كلية؛ فكتب
كان شيخ الإسلام ابن تيمية من هؤلاءٍ العلماءٍ الذين وقفوا
حياتهم للدفاع عن الإسلام» وتنقيته من الشوائب الدخيلة عليه. .
)١( حققت هذا الكتاب وقدمت له وعلقت عليه ؛ ونشره المكتب اللإسلامي في بيروت ١407 هء
() حققت هذا الكتاب وقدمت له وعلقت عليه ؛ ونشره المكتب الإإسلامي في بيروت 1747 ه.
(©) حققت هذا الكتاب وقدمت له وعلقت عليه ونشرته في مجلة أضواء الشريعة في الرياض
وأعظم مستند للخرافة وأغزر مورد لمادتها ذاك الركام من
غرو أن ينهض إمامنا العظيم بواجب فضحهم» وبيان باطلهم»
خطر أحاديث القصاص الكذوبة التي كانوا يضعون بعضهاء
الواهية؛ وما كان وجود الحديث في كتاب من الكتب ليقنع أحداً من
أما ما يريد بعض القصاص أن يتشدق به من إيراد, الأحاديث
بأسانيدها من مثل كتاب «الحلية» أو «مسند الفردوس» أب «معجم
قرر ذلك الحافظ ابن حجر والحافظ السخاوي (©.
1737/1 انظر دفتح المغيث» للسخادوي )١(
من أول الرسائل لني ألفت في الأحاديث المشتهرة الشائعة بين الناس
«بداً الاسلام غرياً. ..» وإنما أورده ابن تيمية الله من
الأحاديث الشائعة.
وقد كتبتُ تارياً لهذا اللون من التأليف في مقدمتي لكتاب:
ناس أقدم ما وصل إلا من المؤلفات في هذا النبع.
اعتمد عليه لسبولي والسخاوي وغيرهما من ألف في الأحاديث
كثياً من عباراته الواردة في هذه الرسالق وزأيت السخاوي ي أكثر
من موضع من «المقاصد الحسنة» لا يُصرّح يذكر اسمهء بين يذكره
بصراحة في مواضع أخرى من هذا الكتاب المذكور.
(ا) وقد نشره مكتب الربية العري لدول اليج في الرياض 1401 ه ثم نشره كل من
المكتب المصري الحديث في القاهرة والكتب الاسلامي في بيروت بالاتفاق مع مكتب
التربية 1467 ه.