على الشيخ الألباني _ رحمه الله _ ؛ وحاولت الانتصار للحق؛ وإنصاف الشيخ +
وفي سبيل ذلك كان لا بد من بيان قدر الشيخ مصطفي في علم الحديث ؛ وهل
هذا القدر يؤهله للحكم على الأحاديث صحة. وضعفا » فضلا عن أن يجعل من
فوقع ما كان متوقعاً من الطائفة الأولى الذين لهم علاقة وثيقة بالشيخ
فهبوا للوقوف بجانبه لتحسين صورته أمام الناس غير مبالين بتعديه على الشيخ
الألباني _ رحمه الله _ ؛ ولا مقدرين لحق أهل العلم ولا أعراضهم قدرًا ٠
وقد وقع أيضا من الطائفة الثانية ؛ أهل الاختصاص والمعرفة ما كان
متوقعا من الحرج بسبب عدم قيامهم بح أهل العلم عليهم من النصرة والذب
كارهين _ للانتصار .
فتوافق رأي الطائفتين على اختلاف مشاربهم ومآربهمم على وصف
» الانتصار للحق وأهل العلم الكبار والرد على من رمى الشيخ الألباني _ رحمه الله -
بالتساهل » بأنه خصومة خاصة بيني وبين الشيخ مصطفي » وقد تم الصلح بينهما
في جلسة المنصورة الي قد بينت أمرها في هذا الكتاب ؛ حى إن أحد الحاضرين
فحصروا المسألة في خصومة بين اثنين » فترتب على ذلك أمور خطيرة منها :
لاصلة لها بنصرة الحق في الكتاب أو في كلامي فلينبهي عليه ؛ وأتعهد بالرجوع عتة ؛ مع
الشكر والاعتراف له بالجميل » وللآن ما نبهئ أحد على شيء ٠
- الأول : بعد أن أظهر الشيخ مصطفي التراجع عن كثير م ك
في الشيخ واعترافه بخطئه في حقه رجع عن ذلك كله ؛ فادعى _ في كتاب سماه
بالترشيد الذي كتبه بعد جلسة المنصورة » واطمأن إلى موقف الطائفتين
اللذكورتين _ أن كل ما كتبه في حق الشيخ الألباني _ رحمه الله _ كان على
سبيل بياذ الحق والدفاع عنه ؛ فوصفه للشيخ _ رحمه الله _ بصاحب الفقه
السقيم والشاذ والمنبوذ ؛ وبالتساهل في تصحيح الأحاديث ؛ وتخصيصه للشيخ بكل
هذه الردود دون غيره كان على سبيل بيان الحق والدفاع عنه _ وستجد كل
هذا مبينا في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى _ » ثم عاد ليخص الشيخ _ رحمه الله _
لكتاب اسمه « الشفاء من وحي غات الأنبياء" _ المطبوع في عام 475 ١ه _
4م عن صاحب الكتاب : اعتمد تصحيحات أهل العلم كالشيخ ناصر
الدين الألبان وغيره من العلماء .... ؛ وقد تركنا للأخ وجهته في نقل
تصحيحات الشيخ ناصر الدين الألباي ؛ إلا ما رأيناه ضعيفا ضعفا شديدًا ؛
فحذقناه .اهم.
فبين أن وجهته عدم جواز نقل تصحيحات الشيخ _ رمه الله ©
ووجهة صاحب الكتاب جواز ذلك » فترك له وجهته » إلا ما رآه ضيفاً حنَا
)١( هذا مع أن من قرأ الانتصار أن الشيخ مصطفي لا يحق له أن يحكم على
الأحاديث صحة وضعفا ؛ فضلا عن أن يكون حاكما على إمام الحديث في هذا العصر كما
تبجح به في هذا الكتاب وغيره ؛ فأى حت أضاعوا حين عرضوا القضية على أنما خصومة بين
الحنفي ؛ وقد اعتمد فيها على نسخة الشيخ شعيب الأرناؤوط ؛ حسق إن
الأخطاء الي وقعت في متن الكتاب في نسخة الأرناؤوط قد وقعت في نسخة
ةلد اك ضرعيل قرم امامو
فهذا دليل واضح على إصراره على قصد الشيخ _ رحمه الله _ بالتعقب
والتتبع والتشكيك في علمه دون غيره
فلسان حاله يقول : أنا ماض في تعقب وتتبع الألباني دون غيره ؛ بل
المقام يقتضي النقد أو التسمية ؛ فلن أفعل أبدًا ؛ فقد ضمنت أن الدعاة لن
منهم ؛ بل إن بعضهم سيدافع عني ؛ ويبرر كل ما يصدر مني ؛ ولو كان على
حساب الحق ؛ هذا مع أنني أشهد على نفسي بأنني غير متأهل للحكم على
الأحاديث صحة وضعفا ؛ وذلك لأنني قد أخفيت عملي الحديثي الوحياد ؛
وهو تحقيق ١ منتخب عبد بن حميد » عن الناس حتى عن أقرب اناس إلي ؛
الحديث في هذا العصر ؛ والدعاة وأهل العلم ساكتون ؛ والسكوت يفهم منه
الإقرار عند عامة الناس ؛ وهم الذين ب يهمني أمرهم .
)١( راجع كتاب الانتصار " _ الطبعة الثانية
© وأقول : هل لسان حاله يقول غير ذلك !" ؟1.
- الأمر الثاني : ظهور آخرين يتأسون بالشيخ مصتطفي في محاولة
الظهور بالنيل من العلماء ومحاولة التشكيك فيهم مع تظاهرهم بالنقد العلمي
والانتساب إلى السنة ؛ وإلى أهل الحديث » كصاحب كتاب «النصيحة في
تقذيب السلسلة الصحيحة » _ نشر مكتبة السنة ؛ الذي يصف صاحبه الإمام
المجدد العلامة الألباني _ رحمه الله _ بأن الناس كانوا يظنونه فرساً في السبق في
الحديث ؛ وبعد قراءهم لكتابه سيتبين لهم أنه حمار » وليس فرساً » والعياذ بالله !" .
وإن لم يعط الدعاة وأهل العلم لأيانة أعراض العلماء حقها ؛ فسيكثر
هذا الصنف ؛ لا كثرهم الله " .
وإقراره بكل هذا » في الوقت الذي يطعن فيه في أبي إسحاق الحويي ) ومحمد بن إجماعيل
وغيرهما ممن عُرفوا بالعلم والصدق وإجلال أهل العلم ؛ وهذا أوضح دليل على عدم صدقة +
نسأل الله العافية
(3) راجع كتابي ” إتحاف النفوس المطمئنة بالذب عن السنة " _ مكتبة ابن عباس
أهل العلم ؛ وهم أيضا كثرة » وستجد منهم دفاعا مستميتا عن الشيخ مصطفي على حاب
الحق ؛ وهم في الحقيقة لا يدافعون عن الحى ولا عن الشيخ مصطفي » بل إنهم يدافعون عن
منزلة اكتسبوها بسبب من الشيخ مصطفي ؛ فإن أحدهم يكون مغمورًا ؛ وليس عنده مبادئٌ
العلم الشرعي » فلا بمضي على بحيئه إلى الشيخ مصطفي إلا بضعة أشهر ؛ فيصير بعدها مؤلفا +
بل وناقدًا لكبار العلماء » فإذا ظهرت حقيقة الشيخ مصطفي وقدره في العلم الشرعي + وفي
علم الحديث على وجه الخصوص + تلك المنزلة الي اكتسبها من ورائه ؛ فكن على
بصيرة من تلك الحقيقة أخي القارئ حى لا يضيع وقتك مع كثيرين يتظاهرون بالدفاع عن
الحق » ودافعهم غير ذلك ؛ والله المستعان
- الأمر الثالث : فتح باب الطعن في الدعاة وأهل العلم » فإن الناس إذا
وقفوا على ما سبق بيانه من إصرار الشيخ مصطفي على تعقب الشيخ الألباني
البعد عن التعرض لغيره » وإن كان التنبيه على خطئه من صميم عمله » فسيظهر
لهم أنه لا يمكن أن يكون الدافع لذلك ديناً ؛ لأن الدين يأمر بالعدل وإحقاق
الحق وإبطال الباطل مع الناس كلهم ؛ وحين يتضح الأمر للمخلصين على
حقيقته؛ فيرون رجلاً يجاهد ويجتهد في النيل من عالم كبير وإمام من أئمة السنة؛
ولا يحركه في ذلك دين ؛ والدعاة وأهل العلم ساكتون » بل إن بعضهم يدافع
عليهم غير الشك في الدعاة إلى الله ظَبَقَ ؟! » بل إن أخشى أن يسحب البساط
من تحت أقدامهم ؛ إن لم يقوموا بحق الله عليهم في نصرة أهل العلم والدب
عنهم م قث للق لازيدرك زكلت وآلم بظهر على الال + كما قال الله طق
تُصِفونَ ) [الأنياء 7 ء لان م قم يه التمون » اسمدلاله مع غوضم
ايكون تلك ) رسن +*] وقال ا ل 5
أسأل الل فك أن يوفق جميع المسلمين للقيام بق الله عليهم ٠
وهم الطائفة الثالثة المشار إليهم أولاً قد شرح « الانتصار للح " صدورهم »
وفرحوا به أشد الفرح ؛ ولا يزال يتصل بي الكثير منهم ممن لم أعرفهم من قبل +
يوفقنا وإياهم للقيام بح الله كن .
وبمن وفقه الله كك لنصرة الحق الأخ الفاضل سيد غباشي ؛ صاحب
مكتبة ابن عباس ؛ فإني وجدت فيه الحرص على نشر كتب السنة دون غيرها +
ولم يكن ككثير من الناشرين الذين غرضهم المكاسب المادية دون التفات إلى ما
كان حال الكتاب » وإن لم يف الكتاب بمقصودهم المادي فيما يظنون » فإنمم
صفحة جديدة » فإن أراد أن يكون له تعلق بالحديث فعليه أن بيدا يطلبه
وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى » وأن يتقبل منا صالح العمل » وأن يحسن
وكتبه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين
من ربيع الأول عام 1١675
مقدمة الطبعة الأؤلى
الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على من لا ني بعده ؛ وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له » وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ٠
أما بعد » فإن الله كك قد فرض ى على هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر » فقال تعالل ا ون إلى الحير وَبَُنُونَ
وي ” صحيح مسلم " م ين : قال
ع لكاس تَأُرُونَباْمعرُوفِ
0 قال تعال : زك راف أشن
لام بلروف وأتي عن المنك كر سيبا لنزول لعنة الله يق » فقد قال تعال :
+ )44( صحيح مسلم )١(
كر لي كرا ون ) اند ٠]
[ العمراد ا
وأخذ الله على المؤمنين أن يقولوا الحق ويشهدو| بالقسط ولو علي
وفيما بايع الصحابة رسول الله #8 عليه : ” وأن نقول بالحق أينما كنا
لا نخاف في الله لومة لائم 200١
فقياما بهذا الواجب كتبت كتاب « الانتصار للحق وأهل العلم الكبار "
خاصة » فعرضت لرجل قصد الشيخ خاصة بالتتبع والتعقب ٠ فما أن خرج
الكتاب إلا وهاج كثير من الناس وماجوا ؛ وأخذوا يرموني بالتهم جزافا ؛ هذا
غير ذلك من التساؤلات الإنكارية ٠
© فأقول : بداية لا بد من بيان تعدي صاحب التعقبات على شيخنا
الألباني _ رحمه الله _ ؛ وبيان أثره السيئ على الأمة » فخلاصة ما ذكرته في
كتابنا « الانتصار “على سبيل الإجمال :
- أولا : تخصيصه الشيخ بالتتبع دون غيرة 0
- ثانيا : تشكيكه في صحة منهج الشيخ في الحكم على الأحاديث
برميه له بالتساهل , ووصف أخطائه بأنما لا تكاد تحصى!" ٠
- ثالكا : قيام الأدلة على قصده تنقص الشيخ رحمه الله ٠
- رابعا : خروجه عن الأدب مع الشيخ _رحمجه الله _ بقوله :
( صاحب الفقه السقيم... ) .
فهذه من الأمور المحرمة الي لا يجوز السكوت عنها ؛ فتنقص أهل العلم
من المحرمات الظاهرة » قال ابن رجب الحنبلي _ رحمه الله _ :
وإذا كان مراد الرّاد على العالم إظهار عيبه وتنقصه ؛ وإظهار قصوره في
() فقد رد على الشيخ بأربع رسائل مفردة » ولم يرد على غيره » ولو بواحدة ؛ مع تعقباته
() هذه الكلمة ذكرها في كتاب ” المؤنق " . فذكرتها في " الانتصار " ؛ فأعاد ذكرها في
كتاب ” الترشيد " ص ( 14 ) » مما يدل على إصراره عليها ٠ وسيأتى الكلام على ترشيدة +