مقدمة فضيلة الشيذ عبد الله المنيع
الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على سيدنا ورسولنا النبي الأمين
محمد وعلى آله الصالحين الطييين وأصحابه أجمعين ومن اهتدى بهديهم إلى يوم
الدين وبعدد
فقد قرأ علي فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم رسالة قيّمة قام
بتأليفها ووسمها بعنوان : «المنباج للمعتمر والحاج» فظهر لي منها ما من الله به
على معدّها من أصالة في النظر وحصيلة في الأثر ظهرا من حرص فضيلته على
النصح لإخوانه حجاج بيت الله الحرام بما بثه في تلك الرسالة من توجيه
وتوضيح وبيان لما بجب على الحاج أن يسلكه في رحلته المباركة لأداء النسك
منذ خروجه من بيته في بلده إلى رجوعه إلى ذلك البيت وذكره لكثير من أحكام
المناسك وحكمها وأسباب قبول أداء هذا النسك بتعلق الناسك برب العالمين
وقد خض النصح لإخوانه الحجاج والمعتمرين حينا نه في هذه الرسالة إلى
كثير من البدع والضلالات وحذر من الأخذ بها وبين أن الأخذ بها مرجب رد
العبادة المشتملة عليها حيث قال صل الله عليه وسلم : «من عمل عمال ليس
واشار فضيلته أن الحاج قد يمن الله عليه بحجة مبرورة يرجع فيها من
كدو التهاد للمعتمر والدام
صفحة بيضاء في علاقته مع ربّه تتضح فيها حقيقة التقوى والصلاح والتوبة
النصوح وصدق التعلق بالله تعالى بتحقيق مدلول كلمة الإخلاص لا إله إلا
الله وتأسيًا بالمصطفى صل الله عليه وسلم .
حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صل الله عليه وسلم؛ ووفقه
لمتابعة التوجيه والتبصير والتوعية والله المستعان .
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قال هذا
عبدالله بن سليمان المنيع
القاضي بمحكمة التمييز بمكة المكرمة
وعضو هيئة كبار العلماء
جبدع يل
إن الحم لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور
زوجها وبث منهها رجالا كثيرً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن
لكم ذنوبكم ومن بطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظييًا؟ . [سورة الاحزاب؛
فقد سألني بعض من لا يسعني رد سؤالهم أن أجمع بعض الفوائد المنثورة
والأحكام الشرعية المسطورة؛ الي لا يستغني عنها الحاج المسلم إبان رحلته إلى بيت
الله الحرام لاداء مناسك العمرة والحج » فلم أجد مما سئلت بِذّا؛ وقد شرعت
في إجابة طلبهم سائلا ربي التوفيق للصواب والنفع في الدارين بالكتاب؛
ونظرا لما مثل هذا الكتاب من أهمية كبرى وانتشار على نطاق واسع بين عدد
من الناس ليس بالقليل» لاسيا بين الوافدين إلى بيت الله الحرام من العرب
والعجم ؛ فقد راعيت في ذلك أمورًا منها سهولة المعنى» وسلامة المبنى؛ دون
المتهاد للمعتمر والدار
حو او للمعتمر والداج
تكلف أو تشدّق. كما راعيت في ذلك الاستغناء عن الحواشي خشية الإطالة
وبعث السامة في نفس القارىء؛ فاكتفيت بعزو الأحاديث داخل الصفحات
صححه إمام معتبر في القديم والحديث» وحرضًا على إيصال الفائدة إلى كل
قارى فإن نفسي لم تجين عن أن تنقل بعض العبارات أو السطور التي قالها
بعض أهل العلم مم غير أوممن عاصر ولا أجد غضاضة في ذلك من باب
قول شيخ الإسلام رحمه الله «وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله
أوصل الطرق إليه».
وسميته [المنهاج للمعتفى والحاج] ضملته سبع عشرة وقفة تبدأ بخروج
الله والله المسئول أن يجعل هذا العمل خالضًا لوجهه الكريم وأن ينفع به من
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
سعود بن إبراخيم بن محمد الشريم
القاضي بالمحكمة الكبرى بمكة
وإمام وخطيب المسجد الحرام
الوقفة اللولسس
قال الله تبارك وتعال : ؤوفي الأرض آيات للموقنين. وني أنسكم أفلا
تبص رون (سورة الذاريات. الأبتان: 1100] وقال تعالى : إن في خلق السموات
والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله
لذا فاعلم أيها الحاج. أن السياحة في الأرض والتأمل في عجائب
المخلوقات؛ مما يزيد العبد معرفة بربه عز وجل - ويقينًا بأن لهذا الكون
فالمسافر يتأمل ؛ ثم يتدبر ثم يخشى» كل ذلك حينا يرى عجيب صنع
الله وعظيم قدرته
وقد أنكر الله عز وجل على أناس يسيحون في الأرض ولا يتأملون في
قال تعال : إوكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها
3 المُشاد للمعتمر والدحاجر
قال الشاعر:
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
وما أكثر ما يسافر الناس لشئون حياتهم مادية كانت أو معنوية ومع ذلك
وطعامه. كل ذلك يجعل السفر عمال ذا بال في حياة كل مسلم .
والسفر غالبًا يعري الإنسان من الأقنعة الني كانت تحجب طبيعته؛ وما
سمي السفر سفرًا إلا لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال.
فحالة المدح: تكون بسبب الخروج من الملل والسآمة والكابة من الناس
قال المأمون: دلا شيء ألذ لي من
السفر لانني أنزل مكانًا ل أكن رأيته من قبل» وأتعرف على أناس لم أكن
أعرفهم من قبل . اه
قال الشاعر:
وانصب فإن لذيد العيش في النصب
إن رأيت وقوف الماء يفده
الوقفة اولي +
والشمس لو بقيت في الأفسق واقفة
للها الناس من عجم ومن عرب
وحالة الذم: لما فيه من المشاق والتعب» قال النبي » صل الله عليه وسلم »
[السفر قطعة من العذاب] رواه البخاري وسلم . وقد تتساءل أيها المسلم
لماذا؟ والجواب: لأن القلب يكون مششاًء والفكر مشغولاً من أجل فراق
الأحباب والأولاد؛ سثل أبو المعالي الجوبني (إمام الحرمين) كان السفر قطعة
وقد ذكر أن أعرابيًا أراد السفر فقال لزوجته:
وذري الشهور فانهن قصار
فاذكر صبابتنا إليك وشوقنا
وارحم بناتك إنهن صفار
ومع ذلك كله؛ فالسفر لا يمكن أن يستغني عنه كثير من الناس إما لزيارة
أوحج لبيت الله الحرام؛ أوصلة قريب؛ أو أخ في الله؛ أوطلب كسب حلال
أو طلب علم؛ أو غير ذلك.
والسفر في العموم لا يغلو من فوائد وهي كثية» وقد ذكر الشافعي رحمه
تر عن الأوطان في طلب العل . وسافر فقي الأسفار خمس فوائد
تفرَجٌ هم واكتساب معيشة . وعلم واداب وصحبة ماجد
-ه المتصاد للمعتمر والدادر
تحملهم الفلك المواخر في البحر إن أرادوا. كما أن الأزمنة قد تقاصرت فم كان
وبجهود محدودة.
ومع هذه الراحة الميسرة. فإن الأخطار المبثوثة في البر والبحر والجولم تنعدم
بل إنها في ازدياد عن ذي قبل مما يؤكد الاحتماء بالله» وارتقاب لطفه» واللجوء
ثم اعلم أيها الحاج الكريم. أن خروجك من بلدك مسافرًا لأداء فريضة
10٠ . وقال تعالى : «ؤكل نفس ذائقة الموت 6 [سورة آل عمران. الآية: 148] +
قال أحد السلف لولده: «يا بني جدد السفينة؛ فإن البحر عميق» وأكثر
الزاد فإن السفر بعيد. وأحسن العمل فإن الناقد بصيره اه .
وخبر ما يتزود به العبد تقوى الله عز وجل - والعمل الصالح .
وفي ختام هذه الوقفة يطيب لي أن أقدم للحاج الكريم بعضا من الآداب
التي ينبغي أن يراعيها المسلم عندما يريد السفر في العموم» ويدخل السفر
أولا : أن يستخير الله عز وجل إذا هم بالسفر» وذلك لقول النبي ؛
الوقفة اللولسع 0
صل الله عليه وسلم : «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير
وأسألك من فضلك العظ إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت
علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر- قال ويسمي حاجته خير
لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله؛ فاقدره لي
أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير
أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام.
والسفر يدخل في عموم [الأمر] الذي ذكره النبي ؛ صلى الله عليه وسلم ؛
الاستخارة هنا لا حاجة إليها في حج الفريضة لأنه فرض لا ينبغي أن يتردد
فيه أحد مستطيع أما حج النافلة فلا بأس من الاستخارة له. فالجواب أن
الاستخارة هنا ليست لأداء الحج بذاته؛ ولكن بخصوص السفر من حيث
الأمن وسلامة الطريق وماشابه ذلك والعلم عند الله تعالى . ١ه
ثافياء أن يكتب المسافر وصيته؛ إذ الأعبار بيد الله؛ قال تعالى: «ؤوما
تدري نفس ماذا تكسب غذًا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم
خبير» (سورة لقان. الآية: 4©] فلابد أن تكون الحقوق معلومة بعد وفاتك أيها
المسلم من دين أو وصية أوغير ذلك.