إبهاج الحا
حدر
مقدمة
صاحب المعالي الدكتور صالج بن عبدالله بن حميد
إمام وخطيب المسجد الحرام
الحمد لله وحده» والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وعلى
فقد اطلعت على كتاب «إبهاج الحاج» لصاحب الفضيلة أخي
الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني» فألفيته كتاباً قيماً سلك فيه الشيخغ
وطرفةٍ لطيفة ومعلومة طريفة؛ جمع من الثمار جناهاء ومن
الرياحين أزكاهاء غير الميتى: موسوحي المعنئ». م إلى حسن
التبويب أسلوب الأديب» يفرح به العالم» ويستمدٌ منه المرشد
بموسم ولا تَحْدُ مناسبة» جدير بطالب العلم أن يقتنيه وحريٌ بذي
الفضل أن ينشره» فشكر الله للمؤلف سعيه وأحسن جزاءه وأجزل
عطاءه ورزق الجميع الإخلاص والإحسان في القول والعلم والعمل
إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه: صالح بن عبدالله بن حميد
إبشاج الحاج
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً
مُمْتعة؛ آداب نافعة»؛ وصايا جامعة؛ مواقف رائعةء فلعلك تظفر
وتاريخهاء والإشارة إلى بعض أمجادهاء وتوجيه الخطاب إليهاء
إبشاح الحا
درم ا
فالكتاب أشبه بحديقة غناء» وبستان جميل فيه الفاكهة الشهية
والخضرة الندية؛ والرائحة الزكية؛ والزهرة البهية؛ يتجول الحاج
القلب أفتاناً. فدونك روضة فيحاء ملا ماء الوحي وغيث الرسالة
فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ٠
بنفسيّ ذاك الروض ما أحسن الحيا
ّ وما أحسن المصطاف والمترّا
ناصر الزهراني
الحج هو تلك الرحلة الفريدة في عالم الأسفار والرحلات»؛
ينتقل المسلم فيها ببدنه وقلبه إلى البلد الأمين لمناجاة رب
هل رأيت لباساً قط أجل من لباس الحجاج والمعتمرين؟
هل رأيت رؤوساً أعز وأكرم من رؤوس المحلقين والمقصّرين؟
هل مرّ بك ركّبٌ أشرف من ركب الطائفين؟
تَأْحيُوا إجابة 0 لم تقع في السابع
ليس ماتصنعونه أوليائي بضائع
تاجروني بطاعتي تربحوا في البضائع
يا لجلال الموقف وباللروعة والعظمة؛ السماء في مهرجان يتنزل
فيه الروح والملك سبحانك ربي ما أعظمك وأعدلك والأرض في
عيد تتبرأ من الدماء المسفوكة والأموال المحرمة؛ والخطى الاثمة
بدؤ مب إبشاج الحاج
وترحب بالدماء التي أهريقت في سبيل الله وحده.
وهكذا تتجلى روح المساواة والأخوة والوحدة فتبدو جلية
عصبية للون أو جنس أو طبقة.
عبق الذكريات :
الذكريات الخالدة والمواقف الرائعة هكذا وقد استدار الزمان دورته
لنتذكر جميعاً ذلك الرجل المحرم الذي أنار الله به الأفكار ووضع
لنتذكر جميعاً أطهر نفس أحرمت» وأزكى روح هتفت»؛ وأفضل
المشاعر» يهتف مع الملأ الطاهر في مظهر من أجل مظاهر التقوى
يتنقل مع أصحابه ومحبيه مُردّدين تلك النغمة الرائعة ومترنمين
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».
إبشاج الماح
لبيك قد لبيتُ لك لبيك إن الحمد لك
أنت له حيث سلك لولاك يارب هلك
لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك
والليل لما أن حلك والسابحات في الفلك
اختم بخيرٍ عملك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك والحمد والنعمة لك
تدوي ببطحائها في العالمين لتقول من هنا يبدأ التاريخ - تاريخ
التوحيد - تاريخ العدل» تاريخ الحرية؛ تاريخ الحتى والسلام
ة النصر ونعمة إتمام النعمة ودخول الناس في
دين الله أفواجاً لكأني به مرتدياً زي الصفاء والنقاء والوفاء والرجاء
وحوله كوكبةٌ من أصحابه العظماء الأوفياء الأتقياء: أبوبكر وعمر
وعثمان وعلي وبلال... ولسان حالهم جميعاً يقول للعالم
ويخاطب الدنيا:
قد بعثنا للناس شعثاً وغبراً كالقضاء المحتوم في الأحقاب
غبطة ورضئّ
إبشاح الماء
اج إبشاج الماج
اللهم صل وسلم على صاحب الأنفاس النقية؛ والطلعة البهية؛
والنفس الرضية» والمهجة التقية» واليد الوفية؛ وذروة السلالة
القوية» والأفعال النورانية.
أنت الذي قَوّمت ميزان الورى ومحوت ظلم العدل في الميزان
الأمين على قلب سيد المرسلين.
مرحباً في مهبط الوحي التي حها الطّهِرُ وفيض المنعم
أمرها في الناس ما أعجبَّهُ أطربث قلبّ وعقل المسلم
وَسَرَتْ في الأرض أحلى نغمة: | #علم الإنسان ما لم يعلم»
من مكة انبحث النور وقام سوق العدل» وتُصب ميزان القيم»
وفع منبر الحق» وبزغ فجر الفضيلة.
أزهق الباطل؛ وعلى صخورها تحطمت جماجم الملاحدة.
ودقع نور السماء على بساط مكة» فتبّد الوثن الجاهلي الجاثم
لَعْلَمَتْ لا إله إلا الله ملء فم اليتيم على الصفاء وانسحق الإيوان
الفارسي الغاشم؛ وتحطم الكيان القيصري الظالم؛ وغاضت بحيرة
ساوه مرات تع الظلم والفجور» وأطفئت نارالمجوس فلا توقد أبداً.
لم تزالي على ممرّ الليالي موثل الحقٌّ يا عروس الرمال
أنا في خدرك الوضيء التفاتات ذهولٍ وهينمات ارتحال
قال يا عمّ لا تدعني هنا وحدي وما لي سواك من مفضال
ويُخَيْرَئ يروي أحاديث قدسٍ . خاضلات الأنداء والآمال
وعلى يشرب أهازيج فتح تتلقى بالحق خير الرجال
قل لمن شاء راحة في ضفاف النيل بين النخيل والأوحالٍ
ليس عاراً إِنْ في التضال عثرنا . إنما العار في اجتناب النضال!"
قال أبوهريرة رضي الله عنه: لما فتح الله عز وجل على رسول الله كيه
.- مقطع من قصيدة للشاعر: عمر أبوريشة - رحمه الله )١(