لاه
الحمد لله العلي الكريم المتعالي عن الشبيه والنظير ليس كمثله شيء وهو
السميع البصيرء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القدير»
وأشهد أن سيدتا ونبينا محمفاً بيده ورسوله البشير النذير والسراج المنير؛
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أولي العلم
الساطع والفضل الكبير.
عليكم. عباد الله؛ اتقوا الله فإنكم بالتقوى مكلفون. وعلى التكاليف التي
عباد الله: إن أركان الإسلام وشعب الإيمان جعلها الله روافد للعقيدة
ودعائم للإنسان سواء الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج أو سائر شعب
الإيمان؛ ومنها الحج الذي هو مؤشر إسلامي عالمي شرعه العليم الحكيم
لَهُمالحج: 1318 ولقد تخوف أعداء الإسلام من هذا المؤضر العظيم؛ خشية
أنه من أعمال الجاهلية؛ وهذا شأن باطل خبيث لا أساس له من الصحة»؛ بل
هم الجاهليون (ولكن من المؤسف أن هذه الكلمة الشنيعة الفظيعة البشعة
معرفة ولا ترو).
والحج في الحقيقة ليس من أعمال الجاهلية؛ وإنما هو من بقايا ملة إبراهيم
على الرغم مما يزعمه طواغيت الماسونية نابم دق القوتين. العقائديين.؛ أو
العرب مسلمون في الأصل منذ نشأوا قبل أن يكونوا عرباً
الواقع والتاريخ ونصوص وحي الله العرب من ذرية من حمل الله في السفينة
مع نوح؛ هذا أصل العرب؛ القحطانيون من سلالة سام بن نوح المسلم»
ونوح دينه الإسلام؛ ولم يحمل في السفينة سوى المسلمين من بني اح وحتى
لا وكل نبي ورسول لله فدينه الإسلام الذي لا يقبل الله من البشرية ديناً
من الآيات نصوص صرية على أنه لا يجوز للمسلم موالاة الكافر, ولا تقليد
الكفر, وأن الكفر يقطع الصلة أو الوشيجة بين صاحبه وبين أقرب قريب
ثم لا زال الله يحوط العرب بالنبوات والرسالات؛ والله أعلم حيث يجعل
رسالته إلى دور إبراهيم إمام الحنفاء المسلمين وباني الكعبة البيت الحرام التي
كانت للعرب مفخرة وشرفاً؛ وقد عاشوا عشرات القرون من السنين على
ملة أبيهم إبراهيم يصلون ويحرمون ويحجون ويتصدقون وينسكون النسائك
ويقتبسون الأخلاق الفاضلة الكريمة من ملة إبراهيم؛ ولم يعرفوا وثنية ولا
شركاً إلا في عصور متأخرة في عهد خزاعة بتحريض ومكر من اليهود أمة
الفساد والإفساد. حيث أتوا إلى زعماء خزاعة وقالوا لهم إنكم اجتبيتم ذنوب
العرب بانتزاعكم ذلك البيت من بني ثابت بن إسماعيل» وليس لكم قداسة
عند العرب فلابد أن تغزوهم بشيء جديد؛ فذهبوا ببعض زعمائهم وهو
عمرو بن لحي الخزاعي طاغية الوثنية. ذهبوا به إلى أطراف الشام من الأردن
حول الكعبة وأغرى الناس بالضراعة حولضا زاعما أنها شفعاء لمهم من دون
شرب الخمور بعد أن لم يكن يعرف عند العرب أبناء إسماعيل.
ولقد أرى الله نبيه هذا الطاغوت فقد قال 3: (لقد رأيت عمرو بن لحي
طواغيت القوميين الذين زحزحوا شباب الأمة عن ملة إبراهيم وملة سيد
)١( رواه البخاري في المناقب باب: قصة خراعة رقم (3871) و(4777) ومسلم في باب
النار يدخلها الجبارون.. من كتاب الجنة رقم (1887) (81) عن أبي هريرة.
المرسلين 8. زحزحوهم عن الملة الإبراهيمية؛. وزهدوهم بالبضاعة السماوية؛
وجعلوهم يقدسون الطين وينبذون الدين» جعلوهم يعملون للأوطان لا
يعملون للرحيم الرحمن؛ جعلوهم يعبدون الشهوات والمادة ويعبدون الأصنام
ومصادرة عقوطم؛ وتفتنهم فتنة ذكرها الله أنها أشد من القتل وأكبر من
القتل والعياذ بالله.
فجميع طواغيت القومية من الزعماء المفكرين أو السياسيين أو العسكرين
هم من جنس عمرو بن لحي الخزاعي؛ وسيكون مصيرهم مصيره ومصير
ولقوة علاقة العرب بنوح وإبراهيم ذكرهم الله بهما في القرآن دون ساثر
هم تي وج)ايونس: ١ وذلك لقوة علاقته
ومن هذه النبذة القصيرة يتبين كذب زعماء القوميين وما أحدثوه من
قبيح الماسونية ودمها وصديدهاء وأن الإسلام هو الأصيل حتى ما يزعمون
هذه الكلمة الخبيثة والأكذوبة الفاجرة البشعة؛ هذه فيها أكبر سبة للعرب»
وأكبر إهانة للعرب, ولكن الذين نسوا الله ينسيهم الله أنفسهم فلا يفرقون
بين معاني الكلمات؛ بل يلوكون ما فيه نقيصة عليهم وتحطيم لشرفهم
معنى قولحم أن الوثنية والكفر هو الأصيل فيهم والإسلام دخيل عليهم»
والدخيل معروف حكمه والعياذ بالله. هذه كلمة ملعونة يجب على كل من
يعتز بعروبته ودينه أن يكفر بقائلهاء وينبذ من يتفوه بها ويعلن لعنه على
رؤوس الأشهاد. الإسلام هو الأصيل في العرب والوثنية دخيلة عليهم في
من ملة إبراهيم؛ وأنهم في الأصل على هذه الملة ولازال فيهم بقايا من
الإسلام إلى عهد الوثنية كورقة بن نوفل وقس بن ساعدة وغيرهما.
المقصود هو أن الحج ليس من أعمال الجاهلية؛ وإنما هو ث
وفريضة من شعائر ملة إبراهيم. وله في الأصل مكانة عند الأبياء الأولينء
الحجاج يدق بعضهم أقدام بعض؛ سميت بكة لكثرة الزحام.
ولقد كان في العصور الماضية في عصر الخلفاء والسلف والعصور
الوسطى يرى مواضع أصابع إبراهيم عليه السلام» وأخمص قدميه؛ ولكن
لكثرة الخرافة والتمسح كادتا أن يخلولقاء فأحاطهما بعض الأمراء بالنبحاس
ماء زمزم فيهاء ويبيعونه على الحجاج بأعلى شن شركاً بهذه الأقدام؛ وأثر
الإناء الثقيل فيهما حتى زالا من الوجود ولم يبق إلا شيء يسير فيهما؛ فخسر
المسلمون آثاراً عظيمة نتيجة فعل انتهازي مادي لا يقدر للآثار قدراً.
عزيز عنده وجعله في موضع البيت وذهب عنهماء ثم رجع بعد حين وقد
ترعرع ابنه وتعاونا معاً على بناء البيت؛ فلطف الله بهما وأساح رجليه
بالصخرة لتكون مصعداً يصعد عليه؛ مصعداً يستعين به كلما ارتفع البناء.
فيه آيات بينات مقام إبراهيم» شرة الطاعة لله؛ شرة الانقياد لله والتسليم
ثم المعجزة الأخرى ماء زمزم النبع المبارك الذي أنبعه الله على إسماعيل»
فكان عيناً يغرب منه ملاين البشر ويغتسلون ويتوضأون لا ينقص منه قطرة»
آية عظيمة.
ثم السعي بين الصفا والمروة وما يتذكره الحاج من شرة التوكل على الله
وشرة الأخذ بالأسباب؛ فقد جمعت أمنا هاجر بين التوكل والأخعذ
متوكلون؛ وهم جبناء متواكلون. فهي بما عندها من تعاليم زوجها إبراهيم
قرنت بين التوكل وبين الأخذ بالأسباب؛ فأخذت تصعد على الصفا مرة
وعلى المروة مرة تتطلع وتنتظر مدد الله حتى جاءها المدد.
ثم في بقية المشاعر عبر وحكم عظيمة؛ وصدق الله العظيم: (وَا
مع الأسف أصبح الحاج وغير الحاج يذبح الذبيحة ويأكلها دون اعتبار»
والواجب أن يعتبر وأن يتأثر وأن ينظر في تأسيس تشريعها لأي شيء ذبحت؛
فلم تذبح للأكل فقط؛ وإنما هو رمز للتضحية العظيمة التي ضحى بها أبونا
عظام (َإذ انستلى إراهيم زه بكلَات هن قال ني جَعِلْك لمي قاف قال
1ل : ١1 ابتلاه الله بتضحيات
يحبه الله على محبوب نفسه.؛ الابن العزيز الذي أعطاه الله إياه عند الكبر»
النسيكة والضحية ليقتدي بأبيه إبراهيم؛ فيضحي بمحبوبات نفسه في سبيل
أتباع أبيه إبراهيم وثمن يرد على حوض المصطفى 8 أما أن يذبحجها ويأكلها
عبر وحكم يستفيدها المسلم من الحج كالغير التفاذة هي زعي اإتشارة
فالحاج إذا رمى الجمار لا يرمي أحجاراً؛. ليس المقصود أن يرمي أحجاراً؛
وليس الشيطان واقفاً له ليرجمه؛ ولكن فيها تذكر للمواضع التي رجم فيها
أبوه الشيطان. إن الشيطان تمثل لأبينا إبراهيم بصورة رجل وقور وأخذ
ومنظره عرف أنه شيطان فرجمه بسبع حصيات حتى ولى؛ ولكن الحبيث لم
ييأس فوقف في موقف آخر بزي آخر وبشكل آخر؛ وخاطبه بفتنة أخرى
فعرف أنه شيطان متمثل لفتنته فرجمه حتى ولى. ولكن لم ييأس الخبيث فوقف
وقفة ثالثة فنظر إليه أبونا أبو الحنفاء إبراهيم وقال: أنت أزب العقبة مهما
شياطين الجن والإنس بكثرة الاستعاذة وقراءة القرآن وتكبير الله وإشغال أوقاته
النفيسة بذكر الله؟ وهل يرمي شياطين الإنس الذين ييثون سمومهم في
الصحف والأغاني والتلفاز وأشرطة السينما وغيرها؟ وهل يرجمهم رجماً
معنوياً بيفضهم والابتعاد عنهم» أو يعينهم على ذلك بشراء الأشرطة
والصحف والمجلات والعياذ بالله؟
فعلى المسلم أن يعرف حكمة الحج وأن يعمل بهاء قال الله تعالى وذ
مَتَافِع)الحج: 7؟! فلابد للحجاج من شهود المناقع السياسية والاقتصادية
والثقافية والاجتماعية؛ يجب عليهم أن يغتتموا هذه الفرصة في هذا المؤتمر
العظيم الجامع لجميع فئات المسلمين على اختلاف أجناسهم وألوانهم
يتمكنوا من رسم تخطيط يدفعون به خطط اليهودية والماسونية الذي تفاقم
كما يجب عليهم أن يشهدوا منافع اقتصادية فيتعرف بعضهم على
الاستغلالية. ويعملون على معالجة الغزو الفكري الاستعماري الصليبي
اليهودي. ذلك الغزو الفكري المشترك بين جميع أهل المطامع الذي تفاقم
حصر التلقي للهداية والثقافة من ينبوع الرسالة؛ وأن يتمسكوا ببضاعة
من أجلها حكم علماني كافر تباح فيه الفواحش» ويباح فيه القمار, وتكثر
فيه المراقص وغيرهاء هذه الكلمة الخبيئة يجب أن تبدل بالكلمة الطيبة.
الوطن لأقلية كافرة فاجرة؛ يعمل الزعماء على رفض دين الله من أجل )7
كما أن عليهم أن يفضحوا الأكذوبة الباطلة: الدين لا يصلح للحياة»
انتهازية استغلالية, فلا إله إلا الله تخضع رؤوسهم للحق والعدل. وتقضي
على ما يريدون فرضه من الألوهية على الناس» فالدين صالح ومصلح للحياة,
شرعة العليم الحكيم الذي يعلم خبايا النفوس. فعلى المسلمين أن يتعاونوا في
هذا المضمار ويكشفوا كل باطل.
الركب؛ مسايرة الركب تجعل المرء يتخلى عن شخصيته وتصبح حياته ظلا
مقوداً؛. كيف تساير الركب؟ هذه كلمة باطلة يجب أن يفهمها المسلمون
ويفهموها لإخوانهم من حجاج بيت الله من كل جنس ولون. وكذلك
واجبك العمل على إصلاح الواقع؛ حتى الحيوان يصادم الواقع الذي يختلف