إن الشريعة مبنية على التيسير وعدم التعسير
ولا شك ان الأحكام الشريعة إذا كانت مطلوبة فى حدود الوسع
و الاستطاعة دون بلوغ غاية الطاقة ؛ ففى ذلك الدلالة الظاهرة التى
تدل على أن الحرج مرفوع؛ وأن الشريعة مبنية على التيسير وعدم
أدلة السنة
الرسول - صلى الله عليه وسلم - ييسر على أمته ويأمرهم بالبعد
عن التشدد فى الدين والغلو » لان فى الغلو هلاكاء و الله - تبارك
إرادة البشر ؛ ومن هنا تذكر تبذا فى بيان يسر الدين وسماحته
ورفع الحرج عنه بدلائل السنة الصحيحة ٠
-١ أخرج الإمام أحمد فى مسنده والطبراتي والبزار
وغيرهما عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قيل يارسول الله»
+ رفع الحرج للدكتوز صالع من 17
- أورد الهيثمى فى مجمع الزوائد : و السيوطى فى الأشباه +
آحاديث بألفاظ متقاربة و أسانيد مختلفة؛ وما جاء فى فوائد ابن مندة
بسند صحيح عن أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: أقرأنى النبي
وهذا مانسخ ألفاظه وبقي معتاه (3).
© - وفى حديث عروة الفقيمي - رضي الله عنه -: جعل الناس
- صلى الله عليه وسلم - * لاه أيّها الناس : إنّ دين الله عز وجل فى
يسرٍ » إن دين الله فى يسر ».
مات أحمد و الطبراني فى الكبير (؟)-
+- مجمع الزوائش 20/1
»- رفع الحرج ص 16
+- مجمع الزوائك /١ 17
© - ويقول عليه الصلاة و السلام فى حديث محجن بن الأدرع؛:
* - يقول عليه الصلاة والسلام ' إنّ الله لم يبعثني معتكتا
ولا متعكتا لكن بعثني معلّما ميسرا * رواه مسلم من حديث
عائشة - رضي الله عنها - (8).
رو أحمد فى مسنده عن حذيفة - رضي الله عنه - قال :
حرج فلم أجد شكرآ إلا هذه السجدة . (3).
فهذه الاحاديث تبين سماحة شريعة الله ؛ وآنّ الله سيحاته
لايجتمعان ؛ فكل ما جاء فى شريعة الله من يسر فهو رفع للحرج + وكل
ما فيه حرج فهو العسر المنفي عن هذا الدين وأحكامه .
+- التيسير شرح الجامع الصفير /١ 014
*- رقع الحرج ص 197
*- مواهب ص 747 كذا فى شرف الامة المحمدية للدكتور محفد علوى 219
الموضوع مما يجل عن الحصر فى مثل هذا المقام + فالسهولة
و الرفق والاخذ بالأيسر ومراعاة الاحوال منهجه عليه أفضل الصلاة
الشريعة على الطريق السهل وعلى السماحة التامة والبعد عن
التكلف و التعمق و التنطع المؤدي إلى الوسوسة و الضيق ؛ فشريعة
الله ميسرة ؛ وطريق تحصيل الثواب والاجر لايكون بالقصد إلى
المشاق وتحمل الصعب من الأمور ؛ ولكن بالإخلاص فى الامتثال
و الاقتداء بنبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ١)1(
وهذه هى القاعدة الكبرى فى تكاليف هذه العقيدة كلها فهى
ميسرة ولا عسر فيها وهى توحي للقلب الذى يتذوقها بالسهولة
واليسر فى أخذ الحياة كلها » وتطبع نفس المسلم بطابع خاص من
السماحة التى لا تكلف فيها ولا تعقيد مما كان عليه من قبلهم من
+- رقع الحرج للدكتور صالع ص 45
مناهج الصحابة
الصحابة هم الفئة الذين اختارهم الله تعالى ليشاهدوا تنزل
الإسلام خالصا نقيا +
الإسلام النقي الصافي +
يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في وصف منهج
أفضل هذه الامةء أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفاء
اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ولا قامة دينه ؛ فاعرفوا لهم الفضل
المستقيم (1).
+- إغاثة اللهفان 105/1. ورفع الحرج ص 43
ويقول أيضا: إياكم و التنطع ؛ وإياكم و التعمق ؛ وعليكم بالعتيق +
يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه - : كنا عند عمر
- رضي الله عنه - فسمعته يقول ٠: تُهينا عن التكلف ٠
عن التكلف هو منهج عمر وغيره من الصحابة رضوان_الله عليهم
أجمعين ٠ ويقول به ويدعوا إليه؛ اقتداءً بالقدوة الأولى والاسوة
وقال ابن أبى شيبة حدثنا أبو أسامة عن مسعر ؛ قال أخرج
عبد الله بن مسعود : اوالله الذى لا إله غيره ١ مارأيث أحدآ كان
أشدّ على المتنطعين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا
+- جامع العلوم والحكم ص 370 - 77/1 +
*- سورة ص 43 +
ندا
عمر - رضي الله عنه - كان أشد أهل الأرض خوفا عليهم .)١(
وهؤلاء هم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا
هو منهجهم + صلاح فى القلوب ورسوخ فى العلم وبعد عن التكلف
ومقاومة للتنطع و التشدد ؛ لقد كانوا على الهدى المستقيم و الطريق
الواضح .
+ اغاثة اللهقان 194/1 ورقع الحرج ص 88 +
نهج التابعون - رضي الله عتهم - تهج رسول الله - صلى الله
مجالاتها وميادينهاء لقد كان من طريقهم البعد عن التشدد و التكلف
والاخذ بالأايسر من الأمرء يقول الإمام الشعبي : إذا اختلف عليك
وقال عمر بن عبد العزيز ومجاهد وقتادة : أفضل الأمر
بكم العُسرّ04.
+ 188 سورة البقرة -١
المغنى 160/7 والآية من سورة البقرة186. -»
خير الأمور أوسطها
وليعلم أو9: أن رفع الحرج والسماحة والسهولة راجع إلى
الاعتد ال و الوسط فلا إفراط ولا تفريط » فالتنطع و التشديد حرج فى
عسر التكليف»ء والإفراط والتقصير حرج فيما يؤدى إليه من تعطيل
المصالع وعدم تحقيق مقاصد الشرع؛ قال الله تعالى : ؤ وَكَذَلِكَ
فالتوسط هو منبع الكمالات ؛ و التخفيف والسماح ورفع الحرج
على الحقيقة سلوك طريق الوسط و العدل ٠
وثانيا : أن رفع الحرج واليسر فى الإسلام وإن كان شاملا
لجميع أحكام الشريعة وكافة مجالاتها ٠ إ3 أنه ليس غاية فى ذاته +
إتما هو وسيلة واقعة فى طريق الامتثال لأوامر الله تعالى تعين على
تحقيق الغاية ؛ فالإسلام هو الاستسلام لاوامر الله والانصياع
لشرعه ؛ فالمطلوب : هو الطاعة وتحقيق العبودية لله وحده ؛ وتحقيق
مراد الشرع كذلك + من جلب المصالح ودرء الفساد ؛ فإن المقصد
العام من التشريع هو حفظ العالم واستدامة صلاحه بصلاح
أيديهم من موجودات العالم الذى يعيشون فيه ؛ فالمطلوب هو الطاعة
+ سورة البقرة آية ؟14 +