ب تحفة اللمعي
والسعي -بين الصفا والمروة- من الأعمال المهمة في الحج والعمرة؛ بل هو
عند بعض أهل العلم من الأركان؛ وتتعلق به مسائل متعددة؛ ومباحث مختلفة؛
وأحكام يحتاج إلى معرفتها كل مسلم يريد الحج أو العمرة.
فأحببت أن أتناول هذه الأحكام على وجه الاختصار غير المخل» والتطويل
غير الممل -إن شاء الله تعالى- معتمدًا على الكتاب والسنة وفهم الصحابة سلف
الأمة ل مستنيرًا بأقوال أهل العلم!".
وقدسميت هذا البحث : «تحفة الألمعي بمعرفة حدود المسعى وأحكام السعي
على ضوء الكتاب والسنة وآثار سلف الأمة» .
* خطة البحث:
وقد جعلته في مقصدين وأحد عشر مبحدًا مع الخاتمة والفهارس:
* المقصد الأول : حدود المسعى:
وفيه المباحث التالية:
- المبحث الأول: تعريف المسعى؛ والشوط» والصفاء والمروة؛ والميلين.
- المبحث الثاني : ميدأ السعي؛ والحكمة منه.
- المبحث الثالث: حدود المسعى .
- المبحث الرابع : حكم توسعة عرض المسعى .
ثم بعد الانتهاء من البحث الأستاذ عبد الرحيم جهري -جزاه الله خيرًا- أن لسعادة الأستاذ
الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان بحنًا خاضًا بالمسعى» وأنه مطبوع في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة+؛
عدتبا اسه والتكرر تبراح ا سانا ره تر :: «المسعى المشعر والشعيرة: دراسة
حضارية»؛ جاء في مقدمته: «أما بعد : فهذا القسم الأخير من البحث الذي نشر في
العدد الثالث والخمسين من المجلة عن المسجد الحرام والمسعى المشعر والشعيرة..
بمعرفة حدود المنعى واحكام السعي يبرن )م
- المبحث الخامس : حكم المسعى بعد التوسعة السعودية.
- المبحث السادس : حكم السعي في الدور الثاني +
والمقصد الثاني : أحكام السعي:
وفيه المباحث التالية:
- المبحث الأول: حكم السعي.
- المبحث الثاني : صفة السعي .
- المبحث الثالث: واجبات السعي .
- المبحث الرابع : سنن السعي ومباحاته؛ ومكروهاته .
- المبحث الخامس : بدع السعي .
- فهرس الآيات القرآنية.
- فهرس الأحاديث النبوية.
- فهرس الآثار.
- فهرس الغريب.
- فهرس الأعلام.
- فهرس المصادر والمراجع.
- فهرس الموضوعات.
منهجي في البحث:
أ- أعزو الآيات القرآنية إلى مواضعها بذكر اسم السورة؛ ورقم الآية.
ب- أخرج الأحاديث والآثار» فإذا كان في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت
بالعزو إليهما أو إليه؛ وإذا كان في السنن الأربعة ومسند أحمد وكان مقبولًا اكتفيت
رى" تحفة الألمعي
ت- أنسب الأقوال إلى قائليها مع العزو إلى المصدر.
ث- وضعت كشافات علمية تساعد الباحث على بغيته المنشودة.
ج- راعيت التسلسل والترتيب في الأفكار والمعلومات.
الإخلاص في القول والعمل ؛ وأن ييسر أموري في الدنيا والآخرة.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
د/ أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى
حدود المسعى
وفيه المباحث التالية:
المبحث الأول: تعريف المسعى؛ والشوط»؛ والصفاء والمروة» والميلين.
المبحث الثاني : مبدأ السعي؛ والحكمة منه.
المبحث الثالث: حدود المسعى .
المبحث الرابع : حكم توسعة عرض المسعى .
المبحث الخامس : حكم المسعى بعد التوسعة السعودية.
المبحث السادس: حكم السعي في الدور الثاني ٠
بمعرفة حدود المسعى واحكام السعي
المبحث الأول:
تعريف المسعى؛ والصفا والمروة؛ والميلين والشوط
المسعى اصطلاحً:
قال المباركفوري (ات 1787ه): المسعى؛ أي: مكان السعي وهو بطن
قال الأزرقي : ذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه
على باب دار العباس بن عبد المطلب وبينهما عرض المسعى - خمسة وثلاثون
)١( مختار الصحاح (+18) لمحمد الرازي.
)١( المصباح المنير (188) للفيومي.
وقال قاسم القونوي ت418ه في أنيس الفقهاء (47): السعي الإسراع في المشي.
(©) لسان العرب 0171/90
(8) تحفة الأحوذي (511/7).
(9) توسعة المسعى (0) للمعلمي.
() أخبار مكة 114/10
وقال الفاكهي في أخبار مكة (1/ 147): «عرض المسعى : خمسة وثلاثون ذراعًا وائتتا عشرة [صبعًا».
فائدة: الذراع: اليد من كل حيوان» لكنها -أي: الذراع- من الإنسان من المرفق إلى أطراف الأصابع
وهي كلمة مؤنئة على القباس» وقد تذكر فتقول: خمس أذرع وخمسة أذرع » وذراع القياس أو ذراع العامة
أو الذراع الصغير <1,47. انظر: المصباح المنير )١١١-١١8( للفيومي» والفقه الإسلامي وأدلته (1/
بس تحفة الألمعي ب
قطع المسافة الكائنة بين الصفا والمروة سبع مرات ذهابًا وإيابًا بعد طواف في
نسك حج أو عمرة!".
قال ابن عبد الهادي الحنبلي ت408ه: السعي المشي بين الصفا والمروة".
وقال الدرديرا؟ ت ٠170ه: هو المشي بين الصفا والمروة سبعة أشواط
متوالية يبدا بالصفا ويختم بالمروة*".
الصفا والمروة:
قال ابن الأثيرت 181ه: الصفا والمروة هو اسم جبلي المسعى!".
الصفا :
قال ياقوت الحموي ت 177ه: الصفا -بالفتح والقصر- والصفا والصفوان
مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق
وسوق» ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود» والمشعر الحرام بين
الصفا والمروة!". اه
)١( الموسوعة )١١7 ومعجم المصطلحات والألفاظ الفقهية (1/ *177) محمود عبد الرحمن.
() الدر لقي (411/9)
(©) هو أبو البركات أحمد بن محمد العدوي الأزهري الخلوتي الشهير بالدردير له شرح المختصر واقرب
المسالك لمذهب مالك ورسالة في المعاني والبيان وغيره.
انظر: شجرة النور الزكية (704رقم478١) لمحمد مخلوف.
(4) معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية (؟/ 17/8) محمود عبد الرحمن» وانظر: الشرح الصغير (78/1)-
(ه) النهاية (671)
(7) معجم البلدان (477/7)
بمعرقة حدود المسعى واحكام السعي يبرن
وقال النووي ت 176ه: الصفا هو مبدأ السعي وهو مكان مرتفع عند باب
وقال محمد البعلي ت4 *لاه: وهو اسم المكان المعروف عند باب المسجد
وقال الفاسي ت 877ه: الصفا هو مبداً السعي» وهو في أصل جبل أبي قبيس
على ما ذكره غير واحد من العلماء ومنهم أبو عبيد البكري” والنووي'"؛ وهو
موضع مرتفع من جبل له درج وفيه ثلاثة عقود والدرج من أعلى العقود وأسفلها"" .
وقال إبراهيم رفعت باشالات 707١ه: الصفا: في أصل جبل أبي قبيس
جنوبي المسجد الحرام» وهو مكان شبيه بالمصلى طوله ستة أمتار وعرضه ثلاثة؛
مرتفع عن الأرض بنحو مترين يصعد إليه بأربع درجات؛ وفي جنوبي هذا المكان أي
وراءه أربع درجات أخرى صاعدة أقيم عليها ثلاثة عقود في صف واحد من الشرق
إلى الغرب» وبعد هذه الدرجات الخلفية أصل جبل أبي قبيس ؛ وحول الصفا جدار
وقال محمد إلياس عبد الغني : الصفا جبل صغير وهو في الجهة الجنوبية مائلًا
إلى الشرق على بعد نحو * 7١م من الكعبة*.
)١( تحزير الفاظ التنبيه (187).
(1) المطلع (147) وانظر الدر النقي (414/1)لابن عبد الهادي الحنبلي.
(©) معجم ما استعجم (17177)
(1) تهذيب الأسماء واللغات (181/9).
(ه) شفاء الغرام (477/1) وانظر العقد الثمين (1/ 109-197
(1) هو إبراهيم رفعت باشا بن سويفي بن عبد الجواد بن مصطفى المليجي»
انظر: الأعلام (24/1) للزركلي.
(0) مرآة الحرمين (1/ 011-78
(48) تاريخ مكة المكرمة قديمًا وحديئًا (74).
باوزاأ ممست تحفة الألمعي ب
يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة» ثم استمروا على ذلك في الإسلام فأنزل الله
وقال ياقوت الحمويت 177ه: واحدة المرو الذي قبله : جبل بمكة يعطف
على الصفا .
وقال عَرَّام!"': ومن جبال مكة المروة جبل مائل إلى الحمرة» أخبرني أبو الربيع
سليمان بن عبد الله المكي المحدث أن منزله في رأس المروة وأنها أكمة لطيفة في
وسط مكة تحيط بها وعليها دور أهل مكة ومنازلهم قال : وهي في جانب مكة الذي
وقال محمد البعلي ت4 *لاه: قال الجوهري: المروة الحجارة البيض البراقة
وقال الفاسي ت 817ه: المروة الموضع الذي هو منتهى السعي وهو في أصل
)١( في النهاية (477) لابن الأثير قال: مشلل بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الأولى وفتحها؛ موضع
(©) معجم ما استعجم (1717/4) وانظر الدر النقي (1/ ٠ 47) لابن عبد الهادي.
(4) هو عرام بن أصبغ السلمي كذا سماه أبو عييد البكري في كتابه معجم ما استعجم (1/ 169) وانظر كشف
الظنون 10/ 1748) لحاجي خاي
(ه) معجم البلدان (177//0)
(1) المطلع (140)
00 في الأصل : (قطر لا قمقعوا) والتصويب من القاموس (3/ 14). وانظر التاج (477//5) للزييدي»
بععرفة حدود المسعى واحكام السعي ببببدرمن )ا
وعشرات» ونص ما ذكره المحب الطبري" في شرح [التنبيه : المروة في]!" الأصل
الحجر الأبيض البراق؛ وقيل الذي يقدح منه النار فسمي الجبلان بذلك لتضمنهما
هذا المعنى والله أعلم.
ثم قال : وقد بني على الصفا والمروة أبنية حتى سترتهما بحيث لا يظهر منهما
شيء غيريسير في الصفاء قال : والمروة أيضًا في وجهها عقدا""كبير مشرف والظاهر
الخلف عن السلف» وتطابق الناسكون عليه فينبغي للساعي أن يمر تحته؛ ويرقى
على البنيان المرتفع عن الأرض . انتهى +
قلت البناء المرتفع الذي أشار إليه المحب كهيئة الدكة' وله درج + وذكر ذرع
)١( زيادة من تحصيل المراماق7١٠/ ب) وانظر: معجم البلدان (4/ +431-46) للحمري.
(؟) هو أحمد بن عبد الله أبو العباس محب الدين الطبري ثم المكي ت 144ه: قال السبكي : له شرح على
التنبيه مبسوط» فيه علم كثير اه طبقات الشافعية الكبرى 218/40 )د
(©) زيادة من تحصيل المرام (ق7١٠/ ب).
(4) قال حسين باسلامة في تاريخ عمارة المسجد الحرام (147): لم أقف على السنة التي أنشئ فيها هذا
العقد ولا اسم الذي أنشاء في كتب التاريخ» ثم راجعت كثيرًا من كتب الفقه والمناسك والتاريخ العام
من ضمن عمارة أبي جعفر المنصور العباسي اه
وتعقبه محمد طاهر الكردي في التاريخ القويم (8/ 647 بقوله: لم نقف على من بتى العقد الذي بالصفا
والعقد الذي بالمروة؛ والظاهر والله أعلم أن العقدين بالصفا وبالمر: 'بنيا لأول مرة بعد بناء عبد الصمد
ابن علي بن عبد الله بن العباس -عامل مكة من قبل أبي جعفر المنصور- درج الصفا ودرج المروة؛
تاريخه؛ عندما ذكر بناء عبد الصمد بن علي درج الصفا والمروة. انتهى.
(ه) قال محمد الكردي في التاريخ القويم (8/ 0747: سبب بناء العقدين بعد عهد أبي جمفر المنصور هو
معرفة حد الصفا وحد المروة فلا يتكلف الساعي الرقي لما بعدهما من الدرج. انتهى
(3) قال شيخ الإسلام اين تيمية -رحمه الله تعالى- كما في مجموع الفتاوى (114-157//17): كان النبي
أسفل البناء اجزاء السعي وإن لم يصعد فوق البناء. اه