توضيح الحج والعمرة كما جاء ل الكتاب والسنة
وأشهد أن لا إله إلا اللله وحده لا شريك له القائل في محكم كتابه: ل باً:
ورسوله الذي كانت طاعته لطاعة الله مصاحبة يَ[ كن يُطِع اليَُّولَ ققد اح أ 5
اللهم صلى وسلم على هذا الني الكريم الذي حذرنا الله مات اف لاب
عدا سكت مَصِيًا (592 م" فهذا كتاب ١ توضيح الهج والعمرة) للأستاذ
تعريف فقدمه راسخة في السنة مما كان له أثر في نفسه وامتزجت السنة بلحمة ودمه
مما هياه لأن يكون مديراً لدار الحديث الشريف بالمديئة المنورة ومدرساً بالحرم
النبوي الشريف على صاحبة أفضل الصلاة والتسليم.
الكهف آي
(1) سورة النساء آية 64
(؟) سورة النساء آية 8
(4) سورة النساء آية 118
1 توضيح الحج والعمرة كما جاء ل الكتاب والسنة
قرأت الكتاب فالفيته مع صغر حجمه جامعاً لكل ما يهم المسلم معرفته من
عقيدة سليمة وعبادة صحيحة .
اعتمد فيه المؤلف على كتاب الله وهدى رسول الله فجاء قبساً من نور
صاحب النبوة الباهرة وغُرفَةٌ من ينبوع السنة المطهرة . وضع نصب
الرسول الكريم إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد كَمؤوشر
لم يغترفوا من أعذب المناهل كما اغترف الشيخ ولم يسلكوا اوضح المسالك كما
سلكه فجاءت كتبهم متباينة الأحكام للأفكار الأمر الذي يجعل المتعبد في
واضحة .ولقد أفرد الشيخ غفر الله لنا وله بكتابه بابا عن قواعد الإسلام عالج فيه
السبيل مسلك السلف وشرح بساطع حجته وقوة برهانه ما غمض على كثير من
المسلمين فهمه في ذلك الوقت من صفات ربهم مما أزال به الشبهات وبدد به
سحائب الضلالات . ولقد عنى عناية خاصة بشرح زيارة القبور وما دسه شياطين
قول
)١( رواه البخاري «كتاب الأدب ٠ باب الهدى الصالح )104/80408/٠١ وكتاب الاعتصام ٠ باب
الاقنداء بسنن رسول الله قل 44/17 171707
(؟) سورة النساء آية 38
توضيح الحج والعمرة كما جاء ل الكتاب والستة
الأنس والجن في ذلك الوقت فالبسوا على المسلمين دينهم ووقع كثير منهم في
وثنية من سبقهم من الأمم حتى أضحت للقبور قداسة في كثير من بلاد المسلمين
يرجى منها الخير ويخلع على أصحابها ما لله من صفات فنسب إليها دفع الضر
وجلب المنفعة و بدد الشيخ تلك العقيدة المكفرة ونعى عليها بأسلوب سهل وحجة
دامغة وقول مبين وإنا لنحمد الله القدير أن بدا هذا الكتاب يشع نوراً من قلب
ومسدلا الستار على خرافات الأغبياء الذين جعلوا نصب أعينهم تقليد الشيوخ
لين 2" أما عبارات الكتاب فهي في متناول الجميع لا لبس فيها ولا
إيهام يتفهمها العام قبل الخاص ويعقلها المتعلم قبل العالم فجاء جزيل التفع كثير
الفائدة. وبهذه المناسبة لا يفوتنا أن نسدى جزيل الشكر وعاطر الشاء لكل من
ساهم في طبع هذا الكتاب وابرزه لعالم الوجود ونخص منهم بالذكر حضرات الحاج
على كحيل أفندي القباني بمنيا البصل الذي دفعته غيرته على المساهمة بقسط
مؤفور وعمل مشكور ثم الشكر لحضرات أعضاء جمعية إخوان الحج بالإسكندرية
على تشجيهم أدبيا وماديا. والله نسل أن يحقق لنا وللمؤلف هذا الكتاب الآمال
وأن يجزل له حسن المثوبة وأن يجعلنا من يستمعون القول فيتبعون أحسته والله
الموفق للصواب.
شعبان سنة 17718ه المشرف على طبعه
محمد على عبدا لرحيم بالمكس الإسكندرية
5+ سورة القصص آية )١(
توضيح الحج والعمرة كما جاء ل الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله ذي الجلال والإكرام والفضل والطول والمنن العظام الذي هدنا للإسلام
وأسبغ علينا جزيل نعمه والطافه الجسام وكرم الآدميين وفضلهم على غيرهم من
الأنام ودعاهم برحته إلى دار السلام وكرمهم بما شرع لهم من حج بيته الحرام ويسر
ذلك على تكرار الدهور والأعوام أحمده أبلغ حمد وأكمله واتمه وأعظمه وأشمله .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار واشهد أن
محمد عبده ورسوله المصطفى من خليقته والمختار من بريته صلى الله عليه وعلى
فهذا كتاب توضيع الحج والعمرة للشيخ العلامة امحدث عبدالرحمن بن يوسف الأفريقي
رحمه الله نقدمه للقارئ الكريم في ثوبه الجديد وذلك بعد تحقيق نصوصه وتخريج
أحاديثه وآثاره والتعريف بأعلامه وأشعاره وإيضاح غربيه والتعليق عليه وصنع
ومحققه خير الجزاء وأن ينفع به جميع المسلمين في كل مكان وصلى الله وسلم على
نبينا محمد وعلى آله وأصاحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
() انظر الإيجاز في المناسك ١
ترجمة العلامة
المحدث عبدالرحمن
توضيح الحج والعمرة كما جاء ل الكتاب والسنة
ترجمة المؤلفا"
شهورة في بلاد مالي من قادة إفريقيا الغربية فقد كان أبوه من بيت الحكم والإمارة
ولد الشيخ رحمه الله عام 377١1ه في بلدة مالي بقرية تسمى ١ قفا من أبوين
كريمين رزقا الذرية الكثيرة ولكن لم يعيش منها إلا القليل الشيخ عبدالرحمن وأخوه
الأكبر ونشأ في كنف أبويه في إمارة على بلادهم وسلطان الحكم على جاعتهم مما
أكسبه علو الهمة وشدة الطموح والسعي لخدمة قومه وذويه وجمع الله له صفاء
العيش وسعته وصفاء الجوى في الصحراء وصفائه مما له الأثر الكبير في سعة أفقه
وسرعة نموه وصفاء ذهنه وذكائه!"".
بداية تعليمه:
بدا رحمه الله بداية أقرانه بكتّاب القرية بعثه والده ليتعلم القران والكتابة
ويحفظ بعض قصار السور ويدرس أوائل وضرورات الأحكام للفروض العينية
)١( انظر ترجمة المؤلف إلى كتاب علماء ومفكرون عرفتهم /١ 11-77 ومحاضرات الجامعة الإسلامية
بعنوان ( الشيخ الأفريقي حا لتلميذه الشيخ العلامة امحدث عمر فلاته رحمه الله ضمن
المجلد الخامس وهي أيضاً موجودة ضمن اصدرات مجلة الجامعة الإسلامية بالمديئة المدورة عن
طريق الشبكة العنكبوتية الإنترنت 02108/802141101ع110.600.58.012. 101010 وجريدة
المديئة المنورة بعنوان من أعلام الحرمين العدد (46+8) واستمع إلى شريط بعنوان (سلسة حلقات
علماء الحرم النبوي الشريف في القرن الرابع عشر) للتلميذه العلامة عطية محمد سام رحمه الله
(؟) جريدة المدينة المنورة (484) وسلسة حلقات علماء الحرم النبوي الشريف
(©) سلسة حلقات علماء الحرم النبوي الشريف.
توضيح الحج والعمرة كما جاء لظ الكتاب والسنة
إنها الطريقة السائدة يحرص عليها الآباء المسلمون في تعليم أبنائهم بعيداً عن
مدارس الحكومة التي يسيطر عليها المستعمرون والبيئة التي نشأ بها كانت كسائر
البيئات التي تخضع لسلطة الفرنسية في أفريقيا في التعليم والنظام وكان المجتمع
المسلم يعيش بين مد وجزر بين الإدارة الفرنسية والمعتقدات والالتزامات والتعاليم
الإسلامية ومعلوم أن المستعمر إذا أراد تسير البلاد حسب نظمه ووفق تحقيق
خلال مناهجه يرسخ أقدامه وينشأ الأجيال على مولاته وعن طريق اللغة يقطعه
عن أبناء جنسه وهو لهذا يتخير الشابهين من أبناء البلاد وينبتون بنشاتهم على
سياستهم وينبتونهم على تلك المناهج التي تعنيهم!".
نبوغه المبكر
لقذ كان من حكمة الله سبحانه وتعال أن وهبه منذ تعومة أظفاره حظاً غير
قليل من الذكاء استرعى انتباه الفرنسي المسؤول عن مقاطعته وكان ذلك يوم أن مرّ
ذلك المسؤول عن قريته واقبل على كُتابها يتفقد تلاميذه ويراقب ما بأيدهم من
الكراريس خشية أن يكون فيها ما ليس في مصلحة الاستعمار وجعل يوجه إلى
الصغار بعض الأسئلة بلغتهم فتأتيه الأجوبة معبرة عن مستوياتهم المختلفة حتى
جاء دوره فإذا أجوبته فوق مستوى غلام في الثانية عشر وإذا هي لا تقف عند
حدود الدرس بل تجاوزها إلى انطباعاته عن قريته وأهلها وأعمالهم وعن الأخلاق
رغبته في تحويل ولده الذكي إلى أحدث المدارس العصرية في حاضرة الإقليم يتزود
منها بالعلوم التي تعده لمستقبل سعيد يُحسد عليه!".
)١( المرجع السابق.
(؟) انظر كتاب علماء ومفكرون عرفتهم 64/1
وصية والده له
غادر رحمه الله قريته قهراً وهو يتحسر على فراقه لأهله وعشيرته وقد تجمع
تاثر لم ينقصه البكاء وأبيه الشيخ الصالح يمسح دموعه ويوصيه بتقوى الله والحفاظ
وقد صدق فقد قطعوه عن مواصلة الطريق الذي يربطه بكتاب ربه سبحانه وتعالي
وأحكام دينه ليضع أقدامه على طريق دنيوي بحت يجعله فيما بعد من أعوانهم على
دراسته في المعهد الفرنسي وتدريسه فيه
انتقل رحمه الله بعد الكتاتيب إلى الدراسة في المعهد الفرنسي وادرك بوادر ذلك
الانتقال الذي لم يستطع أهله رده عنه فأتجه للدراسة والتحصيل لعله عن طريق
الدراسة يمكن أن يصنع شيئاًلبلاده" فاصبح يتدرج في فصوله بتفوق ملحوظ حتى
نال كلتا شهادتيه الإعدادية والثانوية بتفوق فائق وتقدم وجداره فاتقل من حيز
الدرس إلى حيز التدريس إذ عين في المعهد نفسه معلماً للغة الفرنسية التي أحسنها
كاحد أبنائها وأمضى ثلاث عشرة سنة من التعلم والتعليم في ذلك المعهد ومع
على تحمل ضغوطه المرهقة وقد أتيح له ما أراده حيث تيسر له أن يشارك في
(1) المرجع السابق 14/1 وسلسة علماء الحرم النبوي الشريف ٠ مجلة الجامعة الإسلامية
() سورة يوسف آية 71
(©) سلسة علماء الحرم النبوي الشريف
توضيح الحج والعمرة كما جاء ل الكتاب والسنة
مسابقة لوظيفة في مصلحة الأنواء الجوية”"" فاحرز الدرجة الأولى وما هي إلا أشهر
قليلة حتى رقى إلى مركز السكرتير فيها واستمر في ذلك حتى أصبح مديرها
المساعد الذي لاغني لهم عنه '".
مواقف في ذاكرته لا تنسى
من المستحيل على المرء الذي نشأ في بلاده أن ينسى ما يفعله المضطهدون به وباهله
وبني جنسه .إنها ذكريات ذلك المعهد التي لم تمكنه رحمه الله وغيرته على دينه من
نسيانها فقد كان المستعمرون يُحقرون ويُنقصون من الشخصية المسلمة آنذاك
ويكبرون الشخصية الأوربية سواء كان ذلك في المناهج التعليمة أو في السلوك
واتهام المسلمين بالتخلف وأن السبب في تخلفهم تمسكهم بالإسلام وأن سبب تقدم
توجه إليه الاتهامات لم يجد مجالا للاقتناع بتلك المزاعم لأنه على يقين بأن التخلف
الذي آل إليه المسلمون ليس هو الدين إنما هو التحيز الذي يلتزمه المستعمرون
فيحلون به وبين كل وسيلة تؤدي بهم إلى النهضة الصحيحة . لقد قضي أكثر من
نصف حياته يعايشهم ويحاورهم ويتلقي علومهم ويساعدهم في إدارة مصالحهم
عليها في مسقط رأسه والشعور قبل كل شئ بأنه مسلم وأن من حق الإسلام عليه
و تبر من مو الحصول على
جدا وخاصة في مدارس التبشير * انظر كتاب علماء ومفكرون غرفتهم 67/١
() المرجع السابق 34/1