وأنت اليوم أصبحت خيلواً من التزاماتك نحو عملك
في الجامعة . !!!
فتبسم ضاحكاً من قولي » وصوّب نحوي نظرة
كتاب الله لفعلت .
ووججت مندهشاً وقد أخذ مي الفضول مادا »
نظرت إليه بلهفة ؛ وفي عي سؤال : وما تلك الآية 6
يرحمك الله ؟! .
منعذاب ألم 46 الحج .
فكأنه أيقظي من سبات عميق في واد سحيق ؛
يحول بينك وبين تحقيق حلمك الحميل ؟ فردٌ قائلاً :
الإنسان منّا عرضة للخطأ » والنسيان » فيما يقول »
إرواءً لغرائزه » فيهُمْ بفعل معصية ؛ فلا يقع منه في
الواقع فعلها ؛ فيصبح موعوداً من الله بعذاب أليم »
جرد أنه همّ يفعلها في اللسجد الحرام . بينما الأمر
بخلافه في أي مكان آخر من المعمورة .
الحين والآخر للحج أو العُمرة » فلا يطول بنا المقام إلا
بقدر تأديتهما والانتهاء منهما ؛ فنسلم إن شاء الله
تعالى من التعرّض لسخط الله وغضيه .
هذه المحادثة الصغيرة شدتتي إلى طلب العلم حول
هذه القضية ؛ الي كثر الغافلون عنها من سكن مكة
المكرمة » وجاور المسجد الحرام .
التمهيد
إَّ موضوعاً يحث في معنى الإلحاد ؛ والظلم »
وإرادتهما بأرض الحرم » وجوار اللسجد الحرام » له
يتعلق بمواضيع شرعية أخرى ؛ وذلك لحرمة المكان يما
يوكده المول جلّ وعلا في القرآن الكريم بأكثر من آية +
والقاطنون بمكة المكرمة من أهلها والوافدون إليها
يهمهم أكثر من غيرهم الوقوف على دقائق هذا
من عذاب الله الأليم » بمعرفة أسبايه ودواقعه .
فما معنى الإرادة ؟ وما المراد بالإلحاد ؛ والظلم في
الحرم ؟ وما اللقصود بالحرم ؛ وبالبيت الحرام +
والمسجد الحرام ؟ .
فشرعت في سبيل ذلك أجمع الآيات من القرآن »
وأقوال المفسرين حوطا ؛ وأهل اللغة والتاريخ
والسَيّر . وكان من الطبّعي أن أحدد المراد بالحرم .
أهو المسجد الذي تقام فيه الصلاة بجوار الكعبة »
البيت الحرام ؛ وما يحيط به من جهاته الأربع من
ساحات ؛ وأروقة » ومرافق ؟ أم هو كل ما دخل في
حدود مدينة مكة المكرمة » البلد الحرام ؟ .
ومن ثم يتبين المكان الذي يواخذ فيه الإنسان
بإرادته المجرّدة ؛ ومضاعفة أجر الصلاة فيه إلى مائة
ألف صلاة .
والحلُ يُطلق على خارج حدود الحرم » حيث
المواقيت للحج والعمرة لمن أَمّ البيت الحرام ؛ فمن
وتختلف المواقيت الي هي أبواب أرض الحرم قرباً
وبعداً عنه ؛ ليستعدٌ القادم إل البيت الحرام من تهيئة
نفسه وحاله » بعد أن تجرد من المخيط » لتتجرد نفسه من
أغراض اليا وشهوقهاء ول على را مط راضية َ
ومكة المكرمة القرية الآمنة » كان نوانها بعض أهل
إبراهيم عليه السلام ؛ أسكنهم بواوغير ذي زرع عند
بيت الله الحرام » ودعا الله عز وجل أن يجعل أفشدة
من الناس تهوي إليهم ؛ ويرزقهم من الثمار كل الثمار
فالسكنى كانت ( عند ) المسجد الحرام ؛ وليست
( فيه ) نما يدل على أن موضع زمزم حيث ترك
إبراهيم ابنه لم يكن من المسجد الحرام حينذاك بل
بجواره » والله أعلم » واستجاب الله عز وجل لدعوة
السلام » حتى إذا شب عن الطوق » أنكحوه منهم .
واد الخليل عليه المسلام يتفقند تركثه ويعلم من
يأمرهما بإعادة بناء بيته الحرام بعد أن طمرته الرياح
بالرمال ؛ والسيول بالوحل والحجارة ؛ على اعتبار أن
الملائكة أول من شيده " » قال تعالى : ل
)١( قال ابن كثير في تفسيره (307/1) : وقد اختلف الداس في أول من
بنى الكعبة » فقيل : الملانكة » وقيل آدم ١ ا.ه . واتظر البداية
والنهاية 117-137/١( ) +
وانظر تفسير القرطبي (170/7) » للآية )١719 من سورة البقرة +
أت التيع لت © البقرة .
أن تلعزيرٌحكيم 0 البقرة !".
ثم يمن الله تعال على عباده أن صيِّر بيته الآمن
مثابة لهم يعودون إليه حيناً بعد حين » قال كن : لذ
وتفسير البغري عند تفسير الآية نفسها ( ١44/1 ) وانظر : تاريخ
الكعبة المعظمة لحسين عبد الله باسلامة (ص + 8) ط7 سنة 1784 اه ء
(ا) انظر صحيح البخاري كتاب الأنبياء » الباب (4 ) + ح/4 337 +
وكلمة ( الحرم ) تشمل قرية مكة المكرمة ؛ ععبانيها +
وطرقها » ومرافقها العامة ؛ تحيط بالمسجد الحرام »
إحاطة السوار بالمعصم » وليست منه . قال عمر بن
الخطاب لمن أبى أن يأخذ ثمن داره الي هدمها قرب
على الكعبة فهو فناؤها ؛ ولم تنزل عليكم » فوضع
أثمان دورهم في خزانة الكعبة حتى أخذوها بعد '" غير
أن لها ما يميزها عن سائر مدن الأرض وقراها على
الإطلاق » ففيها يُنهى عن عضد الشجر بكل أنواعه
)١( انظر « شفاء الغرام » للفاسي ( 174/1 ) ؛ رواه عن الأزرقي عن
حدّه قال : أخبرني مسلم بن خالد الزنحي عن ابن حريج » وانظر
«تاريخ الأسم والملوك » لابن جرير الطيري ( 38/4 ) +
الزمن © وأن يكون لها منشداً أبداً
( البيت الحرام ) أو ( المسجد الحرام ) و ( الكعبة
البيت الحرام ) و ( البيت ) و ( البيت العتيق ) ؛ لا
تن إّ م ؛ والراد الك ها + وما يخبط بها
من جهاتها الأربع إلى آخر ما يصل إليه موضع
السجود للموتٌ في صلاته بصلاة الإمام فيه » لا يفصل
بينهما شيء من المرافق العامة أو الخاصة ؛ وتكون
)١( انظر صحيح البخاري كتاب العلم » باب كتابة العلم ؛ وانظر صحيح
مسلم كتاب الحج ؛ باب تحريم مكة وصيلها ؛ حديْث رقم ( 1706 )-