والمطاع أمره وحده ؛ ومالك الملك وحده ؛ وصاحب النعماء وحده +
ومستحق الثناء والتعظيم وحده ٠
لبيك اللهم لبيك ؛ لبيك لا شريك لك لبيك ؛ إن الحمد والنعمة لك
والملك ؛ لا شريك لك .
فقاصد البيت قاصد إلى الله عز وجل ؛ والله تعالى أجل من أن
يحويه بيت أو يحيط به مكان مهما كان . ولكنه الرمز والاعداد
فحجه . وتحقيق رغبة المحب بلقاء ما يتصل بمحبوبه إيناسا لنفسه
والحج إحرام من الميقات ؛ وطواف حول البيت ؛ وسعى بين
الصفا والمروة + ووقوف بعرفة ؛ وإفاضة إلى مزدلفة +٠ ورمى
جمرات بمنى ؛ واراقة دم من بهيمة الأنعام فى بعض الأحوال +
وحلق أو تقصير للتحلل من الاحرام واعلان الانتهاء من الالتزام +
وفى كل واحد من هذه الأمور وما يتصل بها تذكرة للمتذكر ؛ وعبرة
للمعتبر ؛ وتنبيه للمريد الصادق والحاج الفطن إلى حقيقة ما يريد
والمواقيت المكانية موزعة على الجهات : « ذات عرق » للعراقيين
أو ابار على_للمدنييين ٠ « وقزن_ المنازل » بسكون الراء
عندها يكون الإحرام ويجوز تقديمه عليها ولا حرج أن يكون من
بيته أو مطار بلده أو من الطائرة أو الباخرة قبل محاذاته +
والاحرام : هو نية أداء الحج أو العمرة أو هما معا ممن يريد
ذلك . عند الميقات أو قبله ؛ نية خالصة صادقة ؛ بعيدة عن حظوظ
الدنيا وأغراضها . وسميت إحراما لأن المقصود بها الدخول فى
حرمات الحج والعمرة والتزامها ٠ وأداء ما شرع من أجلها ٠ ومن
مكملات هذه ,د من المخيط بالنسبة إلى الرجال +
وتجنب مظاهر الزينة والتجمل والترفه ؛ لكل من الرجال والنساء +
كإزالة الشعر وتعديل الحواجب والشوارب + وتقليم الأظافر ء
واستعمال الطيب_فى_البدن أو الثياب وترك_الرفث والفسوق
والجدال ؛ وامتناع كل من الزوجين عن الاتصال المعروف
أو أسبابه ؛ والامتناع كذلك عن صيد البر أو قتله أو المعاونة فى
لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ؛ وحرم عليكم صيد البر
كل ذلك بسبب الدخول فى أعمال النسك بعد تأكيد هذه النية
بالتلبية ؛ التى يعلن بها الحاج من أول الأمر أنه مجيب لدعوة ربه +
مستسلم لحكمته ممتثل لأمره ؛ مقر بالحمد له والثناء عليه
ومن هنا كانت التلبية مطلوبة من الحاج والمعتمر فى كل حركة
من حركاته وفى كال حال تتغير من أحواله : فى قيامه وجلوسه +
مظاهر الاحرام وأعباله . لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك ٠ إن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك ٠
والطواف : هو الدوران حول الكعبة المشرفة بنيته سبع مرات +
يبدأ كل منها من عند الحجر الأسود وينتهى عنده فى المكان المعد
وسلم ) منذ قال : ( خذوا عنى مناسككم ) تحقيقا لمفهوم الأخوة
والمساواة والوحدة +
وهو فى المعنى صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام ٠ وهو أجل ثىء
يجده العبد فى صحيفته يوم القيامة فطوبى لمن أكثر منه +
وإنه لتوجيه إلى التزام جادة الشريعة فى الأمور كلها : عامها
وخاصها ؛ وإلى الوقوف عند حدود الله ومارسمه لعباده ؛ وتنبيه
على الاقتراب من حماه والسير فى المسار الذى هدى اليه « وأن
على خلاف ما عرف عن الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه
الطواف . وما من أجله شرع فيه ذكر الله ؛ وشرع الابتهال
الطائف الخشوع ؛ والتبتل ؛ والدعاء ؛ والصلاة على رسول الله
( صلى الله عليه وسلم) ٠ وخفض الصوت وكمال الأدباء
واستحضار عظمة صاحب البيت والثناء عليه بما هو أهله . لبيك
اللهم لبيك + لبيك لا شريك لك لبيك » إن الحمد والنعمة لك والملك +
لا شريك لك .
والسعى بين الصفا والمروة تمثل أشواطه السبعة صورة التردد مر
ومرة رجاء إدراك خير مأمول . وترمز إلى وجوب الصبر على
سلوك الطريق الموصل إلى الغاية المرادة ايمانا بالله وتصديقا بوعده
فالمراد_منه فى الصورة الوجود_بأرضها بوقوف أو قعود
أو اضطجاع أو نوم او نحوها_ فى الوقت المعين ؛ والمقصود
الحقيقى تسليم النفس لله واشعارها انه لا حول ولا قوة إلا بالله
ولا طلب إلا من الله ولا استعانة إلا به ولا لجوء إلا اليه ؛ واستمطار
رحمته ومغفرته واظهار التذلل والضراعة اليه ؛ والاقرار له
بالذنب . والبكاء فى هذه الساحة الرضوائية ؛ رغبة إليه
ورهبة من سطوته ؛ وتنقية للنفس من أوزارها ومما فرطت فى جنب
لا شريك لك لبيك .
هذا إلى تدبر ما هياً الله من الفرصة العظيمة لتلاقى هذا الجمع
العظيم القادم من كل فج عميق ؛ وكل صوب وكل جنس . للتعاون
على البر والتقوى ؛ والنظر فيما تصلح به حال المسلمين على تعدد
أقطارهم وتنوع لغاتهم وألوانهم وما تعلو به كلمتهم ويصبحوا به يداً
على من سواهم . ألم يقل الله تعالى وقد أمر خليله إبراهيم أ
أجل من ذلك ؟
والافاضة إلى مزدلفة والمشعر الحرام ؛ وأداء الشعائر المطلوبة
هناك ؛ ثم التوجه إلى منى مطلع يوم النحر ورمى جمراتها فى أيام
الرمى كلها ؛ وذبح الهدى ممن وجب عليه تذكيرا بفعل ابراهيم
أولئك وما إليه توجيه إلى ما يصلح شأن الفرد والجماعة ؛ وتربية
على الاذعان والانقياد ؛ اقراراً بالعبودية وايمانا بالمساواة واعلانا بأن
النفس قد نبذت وساوس الشيطان ؛ وتطهرت من موجبات الطيش
ونزغات الغرور والاستعلاء +
شعائر الله فإنها من تقوى القلوب » فمن كان حاجا فليتدبر ما يريد
وليلتفت إلى الحكمة المقصودة مما شرع الله ١ وليعاهد ربه فى بيته
ومشاعر فريضته عهد الولاء والوفاء والعبودية الخالصة ألا يكون
لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك
والملك ؛ لا شريك لك ؛ وصلى الله على سيدثا محمد عبد الله
كيفية العمرة والحج ؛ وما يتصل بهما ؛ أهديها إلى قاصدى الكعبة
المكرمة - زادها الله تكريما وتشريفا وتعظيما - وإلى من يشدون
الرحال مخاصين لزيارة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى
مسجده ؛ وللسلام عليه ؛ بعد الصلاة فى الروضة المباركة ؛ زادها
الصالح فى مواطن القبول والاجابة ؛ ممن يطلع عليها من الحجاج
والعمار ؛ وهم وفد الله ؛ الذين تفضل عليهم فأعطاهم ما سألوه +
يجعلها رفيق صدق ؛ ودليل اتباع لمن يصحبها فى طريقه. إلى حرم
الله الآمن وحرم رسوله المبارك ؛ ويمنح عليه ما نصبو إليه من بره
وفضله وإحمانه . إنه تعالى ولى ذلك والقادر عليه ؛ ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلى العظيم +
القاهرة فى شعبان :اه
أبريلتفقام
قال الله تعالى : « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا » وقال عز من قائل : « وأتموا الحج والعمرة لله » وقال رسول
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؛ ويشفع فيمن دعا له ) وقال :
( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ؛ والحج المبرور ليس له جزاء
إلا الجنة ) وقال : ( ما راح مسلم فى سبيل الله مجاهدا أو حاجا +
مهللا أو ملبياً ٠ إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها ) + وقال :
( إن هذا البيت دعامة من دعائم الإسلام ؛ فمن حج البيت أو اعتمر
بأجر وغنيمة ) +
والقرآن الكريم ؛ والسنة المطهرة ؛ يرشدان المسلم إلى أن يجعل
يكون له فى المعصوم صلوات الله وسلامه عليه قدوة حسنة ؛ حين
حج على رحل رث وقطيفة خلقة تساوى أربعة دراهم ؛ ثم دعا ربه
فقال ( اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ) +
المال وحلاله ؛ فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وليعلم أن من
حج من غير الحلال ثم قال : لبيك اللهم لبيك ؛ قال الله عز وجل
له كما ورد فى الحديث الشريف : ( لا لبيك ولا سعديك ؛ حتى
ترد ما فى يديك ) +
ومن مظاهر ذلك أن يطهر نفسه ويبرئها من عيوبها قبل أن يقدم
على ربه ويزوره فى بيته ؛ وأن يخلص رقيته من المظالم بردها إلى
والاستغفار وتسليم الأمر إليه إن عجز عن الرد ؛ وأن يترضى
النية فى التوجه إلى الله ؛ وكان له جزاء الحج المبرور إن شاء
التقوى ؛ واتقون يأولى الألباب » +
وها هى ذى كلمة أشرح لك بها الطريق العملى لأداء العمزة
المبتدعين ؛ ويوجهنا إلى ما يرضى عنه من القول والعمل ؛ إنه
تعالى كريم كبير ٠
التهيؤ للإحرام :
إذا ركبت الباخرة يعون الله تعالى واقتربت من الميقات وهو
المشهورة الآن ؛ وذلك بعد الليلة الأولى فى الباخرة ؛ فتهياً للإحرام
بلدك + ثم اغتسل فى الباخرة ؛ استعدادا للإحرام ؛ وهو كغسل
الجمعة + للنظافة لا للفريضة ٠ أو توضاً إن لم يتيسر لك
الاغتسال ؛ وادهن جسمك ورأسك بعد الغسل أو الوضوء ؛ بطيب
كدهن الورد أو الفل أو عطر المسنك أو الصندل أو نحو ذلك +
والبس ما أعددت للإحرام ؛ و
ملابس الإحرام :
-١ إزار تغطى به نصفك الأسفل ؛ وهو ثوب تستر به ما بين
سرتك إلى ما دون ركبتك + وخير ما يختار من ذلك الجديد
الأبيض +
- ورداء تغطى به نصفك الأعلى ؛ ما عدا وجهك ورأسك +
وهو ثوب كذلك تستر به ما فوق سرتك إلى كتفيك +
؟ - وحذاء تلبسه فى رجليك يظهر منه الكعب من كل رجل -
والكعب هنا هو العظم المرتفع بظاهر القدم - ويكفى حذاء
مكشوف كالذى نسميه « المركوب » ؛ ولا تلتفت إلى كلام