مقدمة الطبعة الاولى
( الحمدلله الذي جعل في كل زمان فزة من الرسل بقايا من أهل
أحسن أثرهم على الناس ؛ وأقبح أثر الناس عليهم ؛ ينفون عن كتاب
الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا
ألوية البدعةٍ وأطلقوا عنان الفتنةٍ ؛ فهم مختلفون في الكتاب ؛ مخالفون
للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب ؛ يقولون على الله وفي الله ؛
وفى كتاب الله بغير علم؛ يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون
جهال الناس بما يشبّهون عليهم فنعوذ با لله من فتن المضلين)1) نحمده
لأيُعلَمُوَ»....ب..., وبين لنسا الاسوة الحسنة فلا نخرج عنها قال
الحج وبين ااستغناءه عنهم قال تعالى : «... وَللَه عَلَى النّاسٍ ججٌ
١ - من مقدمة خطبة نتسب للإمام أحمد بن حتبل رحمه الله انظر كتاب النبوات لابن تيميه
صفحة 117
ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة أبلغهم أن الحج من
أركان دينهم بقوله: (الامسلام ان تشهداآن لا الله الا الله وأن محمداً
رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتىالزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
...)سردب ووعدهم بالجنة إن بروا بحجهم بقوله : ( والحج المبرور
ليس له جزاءٌ الا الجنةير., وامرهم بالاتباع وعدم الابتداع بقوله
وبعد: فهذا كتاب كريم لمؤلف عظيم كتاب مناسك الحج لشيخ
الاسلام أبوالعباس أحمد بن تيمية رحمه ا لله وهو ( المنسك الجديد) الفه
بعد أن بلغ أشده وتعمق فىعلمه وأدى فريضة ربه حيث يقول فى
مك مع الاسلام بز يمية بسدد لا
أدعية كثيرة وقلّدت فى الأحكام من اتبعته قبلى من العلماء وكتبت
فى هذا ماتبين لى من سنة رسول الله بوردسبد)ا.ه فكان رحخه
الله فومنسكه هذا بين شعائر الحج والعمرة من خلال العقيدةٍ
الصحيحة فهو جمع بين ركنى الاسلام الاول والاخير وربط بينهما
برباط وثيق حيث يقول (وذلك أن الدين مبنىعلى أصلين أن لايبد
بِعِبَادَةٍ رب أَحَذَاخ د وهذا كان عمربن الخطاب مرت تقول ب
وقال الفضيل بن عياض فى قوله تعال : مركم آيكُم أحسَنٌ
اما المؤلف وهو شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن تيمية فما عسى .أن
يُقال فى مثله ؛ فهو أشهر من نار على علم ؛ ترجمته إمتلئت بها بطون
للبحوث'والاطروحات . ولكن لعل فى الاستشهاد ببعض افكاره »
دلائل النبوة (فكل من آمن أن محمداً رسول الله فقد أخبر عن نبوته
الله : ( كما يوجد لامته من الآيات الكبره عند تحقيق أمرر*, ونصره
وطاعته والجهاد عن دينه والذب عنه ويان ما أرسل به كما وج
أمثال ذلك للصحابة والتابعين وسائر المؤمنين الى يوم القيامة أ.ه)ر؛
وعلى هذا فقد آمن رحمه الله بان محمداً رسول الله ؛ وحقق أمرة تراد
- انظر هنا ( الاخلاص والاتباع شرط فى قبول العادة )
- اى أثر رسول الله صلى لله عليه وسلم .
؟ - كتاب النبوات لابن تيمية ص 26068
سمح موينية ب
به بكل مالديه من قدرة وعلم فهو بذلك دليل من دلائل نبوة
محمد سدسرم ويكفيه ذلك فخراً وشرفاً وعزاً ومجداً بل انظر لقوة
صدرىكِتَابٌ الله وسنة رسوله.أ.ه) رحم الله شيخ الاسلام ونقعنا
عملى فى هذ الكتاب
البدايه فبذلت جهد اقل نظراً لضيق الوقت ووجود بعض الظروف
فذهبت الى أقسام المخطوطات فى جامعة الامام محمد بن سعود
وجامعة الملك سعود .
والمكتبة السعوديه فى الرئاسه العامه للافتاء ومكتبة الملك عبدالعزيز
فلم أجد مطلبى وإنما وجدت فى مكتبة جامعة الامام محمد بن سعود
٠مخطوطة لاتتجاوز الست ورقات تحت عنوان (قاعدة فى أفعال الحج)
لابن تيمية برقم ١٠3 ١٠/ف كان الحديث فيها مركزاً على
جو مع اسع برعي بت- ١١
باذن الله فى طبعة تاليه.
ثانا : حيث لم أجد مخطوطاً للمنسك فقد إعتمدت على ثلاث نسخ
١ - ماطبعه الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحنه الله واببه
الشيخ محمد ضمن مجموع الفتاوى(4/176-٠١).
؟ - طبعة مستقله أشرف عليها سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رجه
الله فى 4 7صفحة وجدتها فى مكتبة الملك عبدالعزيز.
© - طبعة ضمن مجموعة ثلاث رسائل فى مناسك الحج والعمرة من
؛ - كذلك كتاب ( مفيد الأنام فى تحرير الأحكام لحج بيت الله
الحرام ) للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجاسر -رحمه الله فقد
إستشهد بكثير من نصوص هذا المنسك .
الا : من خلال ماتقدم :-
١ - بذلت جهدى لاخراج المنسك فى أقرب صورة ممكدة لما كتبه
؟ -عملت علىتخريج الأحاديث التىلم يُشر المؤلف الى مصدرها.
© - عنونت لجميع الفصول بما يتناسب مع ما فيها من بحث كما
عملت عناوين جانبيه لبعض المسائل للقت النظر وسهولة الرجوع
مثال ذلك لأسماء الفصول : فصل (فى أول مناسك الحج*) ومثال
العناوين الجانبية ( أنواع الحج * ).
ه - التزمت الاختصار فى التعليق لعدم تشتيت ذهن القارى والعزاماً
بقول المؤلف رحمه الله حيث يقول: (وكتبت فى هذا ما تبين لىمن اسنة
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لاتعلم ل
في : 16160/11/77ه حسين بن محمد آل الشيخ
يوم فقال:( ايها الناس انقوا هذا الشرك فانه اخفى من دبيب التملفقال له من شاء الله أن
يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب التمل يارسول الله قال : ( قولو اللهم ...)الحديث
رواه الامام احمد فى مسنده (407/4) وأورده الفيشسى فى مجمع الزوائد وقال : رواه
تمهيد
بداء المؤلف رحمه الله منسكه بقوله ( أول مايفعله قاصد الحج
والعمرة اذا اراد الدخول فيهما أن يحرم بذلك...وعليه اذاوصل الى
الميقات أن يحرم.أ.ه) فهو بداء مع الحاج عند وصوله الى
الحاج قبل أن يشد الرحال الى مكة وهى لاتقل أهمية عن غيرها وقد
فى تمهيد قبل الممسك والتزمت بان يكون ذلك من أقوال المؤلف
نفسه ولكن على وجه الاختصار والله وحده ولىالتوفيق.
اولاً: التعريف بالحج لغة وشرعاً :
سمي الطريق محجة لأنه موضع الذهاب والمجئ ؛ ويسمى ما يقصده
الخصم حجة لانه يأتمه ؛ وينتحيه؛ ومنه فى الاشتقاق الأكبر الحاجة »
وهومايقصد ؛ ويطلب للمنفعة به...ومنه قول النبى سردب سد:(من لم
يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه
استاقع دام بين سا١
وشرايه) .سرس رس ,...فكذدلك يقول بعض أهل اللغة : الحج
شرعاً : ... ثم غلب فى الاستعمال الشرعى ؛ والعرفى على حج
بيت الله سبحانه وتعالى واتيانه فلا يفهم عند الاطلاق الا هذا
النوع الخاص من القصد لأنه هو المشروع الموجود كدياً وذلك
كقوله تعالى «وََتِمُواً احج وَالعُمسرَةً لله .»دش وقال تعالى :
م وقوله تعالى : قَمَن حَجّْ البهت أَوِاعتَمَرَ قلا جُنَاح عَلَيهِ آن
يَطْرّفَ هما ...»رمه ثم أن حج البيت له صفة معلومة فى
الشرع من الوقوف بعرفة والطواف بالبيت وما يتبع ذلك فان ذلك
كله من تمام قصد البيت فاذا اطلق الاسم فى الشرع انصرف الى
الافعال المشروعة ,١( إما فى الحج الاكبر أو الأصغر (أى العمرة).
١ -وهو معتىتعريف الفقهاء (بان الحج: قصد مكة عمل مخصوص فى زمن مخصوص).