قال ابن عيينة : «خذوا المناسك عن أهل مكة»!".
وكان أعلمهم بها وأقدرهم على الفتوى فيها بعد الصحابة
التابعي الجليل والإمام الكبير : عطاء بن أبي رباح أسلمء المكي
ولد عطاء سنة 77» وتوفي برمضان”"سنة .١١6 وكان كل من
أعلم أهل زمانه بالفتوى» وبمناسك الحج بالإجماع.
قال أحمد بن محمد الشافعي : «كانت الحلقة في الفتيا بمكة في
المسجد الحرام لابن عباس وبعد ابن عباس لعطاء بن أبي رباح!.
وقال عمر بن سعيد بن أبي حسين : إِنَّ رجلاً سأل ابن عمر وق
عن مسألة في المناسك : فقال : «يا أهل مكة ! تسألون عن المناسك
وفيكم عطاء بن أبي رباح؟!*!؟
وقال 5ه أيضاً : «أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم
وقال شيخهٌُ ابن عباس و لأهل مكة : «تجتمعون على وعندكم
.)487 /4( معجم البلدان )١(
(©) الكامل لا
(4) الحلية (11/9م)
(ه) المعرفة ليعقوب (1/ 707 وأخبار مكة للفاكهي (744/7) والحلية (711/7)» واللفظ
للثاني» وعمر لم يدرك ابن عمر وه
() المعرفة ليعقوب (0073/1) والجرح (5// 78 والحلية (211/9) وتاريخ ابن عساكر
© تاريخ ابن عساكر (981/40) والسير (81/8).
وكان ابن عباس ف من أشهر شيوخ عطاء الذين لازمهم»
وعن أسلم المنقري قال : «كنت جالساً مع أبي جعفر - الباقر -
فمر عطاءٌ؛ فقال أبو جعفر : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم
بمناسك الحج من عطاء؟!".
وقال قتادة : «عطاء بن أبي رباح أعلمهم بالمناسك»
وقال الأوزاعي : «ذهب عطاء بالمناسك»!©.
وقال إبراهيم بن عمر بن كيسان : «أذكرهم في زمان بني أميّةء
أبي
وقال مطر : «كان علم عطاء في المناسك»!".
وقال خصيف بن عبد الرحمن : «أعلمهم بالحج ا
شيبة (170/9) والمعرفة ليعقوب (1/ 448) وأخبار مكة للفاكهي
أن أعلم الصحابة بالمناسك هو عثمان بن عفان كما في التاريغ
الكبير للبخاري (8/ 747)؛ وأشار إليه ابن سيرين وأن بعده ابن عمر كما في العلل
لعبد الله عن أبيه (883ه) والحلية (4/ )٠١ وتاريخ ابن عساكر (131/71)
( المصنف لابن أبي شيبة (430/9) وطبقات ابن سعد (448/1و70/8©) والمعرفة
ليعقوب /١( 07 وتاريخ ابن أبي خيثمة (170 وما بعده -المكيون) وأخبار مكة للفاكهي
(/ 2 وتاريخ ابن عساكر (40/ 87©).
© طبقات ابن سعد (8/ 378 والمعرفة ليعقوب ١/1( 70و 13/1) والكامل لابن عدي (6/
49/١ والتمهيد (7/ 3١ وتالي التلخيص للخطيب (1/ 138) وتاريخ دمشق (40/ 184
(4) العلل لعبد الله عن أبيه (1146)-
(5) المعرفة ليعقوب (107/1) وأخبار مكة 2477/10 وتاريخ دمشق (40/ ف114
)5 تاريخ أبي زرعة الدمشقي )1٠88( وتاريخ دمشق (184/60).
0 التاريخ الكبير (441/00) والجرح 214/80) وتاريخ أبي زرعة الدمشقي (1774) وتاريخغ
ابن أبي خيثمة (٠77-المكيون).
وقال أبو حازم : «ما أدركت أحداً أعلم بالحجٌ من عطاء بن أبي
وقال ابن أبي ليلى : «كان عالماً بالحج؛ قد حجّ زيادة عن
سبعين حجة؛!".
وقال الدوري : «قيل ليحيى : من الذي حجّ سبعين حجة؟
ولما أمر خالد بن عبد الله القّشْري بسجن فقهاء مكة : عطاء
وعمرو بن دينار وغيرهماء كُلْم في عطاء أن يخرج في أيام الموسم
وقال أبو إسحاق الحربي : «جاء سليمان بن عبد الملك أمير
مناسك الحج١!*".
وقال الإمام أحمد : «عطاء بن أبي رباح أعلم التابعين بالمناسمك
وإمام الناس فيهاءل.
وقال ابن عبد البر : «عطاء أجل التابعين في علم المناسك؟".
وقال أيضاً : «وموضع عطاء من علم المناسك موضعةة©.
.)707/1( المعرفة ليعقوب )١(
(1) تاريخ ابن أبي خيثمة (177-المكيون) والدوري (100) وتاريخ دمشق (147/40).
© رواية الدوري (8 16ر17 13).
4 العلل لعبد الله عن أبيه (02070.
(5) تاريخ دمشق (40/ 0076
() الفتاوى (13//ا18)
© التمهيد (16/1).
(ه) التمهيد (14/ 0005
([متق :1 لقا
وقال ابن عساكر عنه : «أعلم الناس بالمناسك وغيرهاه!"".
وكان عطاء خليفة ابن عباس - في الفتوى بمكة - بعد
وفاته وَقا""» فكانوا يجتمعون عليه في المواسم”"؛ ولازم المسجد
الحرام أربعين سنة'*"» ويقول : «أدركت ماثتين من أصحاب رسول الله
في هذا المسجد - يعني المسجد الحرام»*.
وكان ءاملل أن مكلا فت لي مخلة ع5
القميص"""؛ وهذا يدل على حرصه على اتباع السنة عموماً؛ وفي
فصارت أقواله في الحج ومناسكة؛ من أهم الأقوال وأجلِّها بعد
فتاوى الصحابة . حتى إِنَّ ابن قدامة”""نقل عن الإمام أحمد - كلل -
احتجاجه بقول عطاء في مسألة في الإحصار!».
يكاد يخالف قول عطاء»!"".
وقال أيضاً : «رأيت المكيين يذهبون إلى تقديم عطاء في العلم
على التابعين»**©.
تاريخ دمشق (04/91©)؛ من قول أحمد بن محمد الشافعي؛ وقد سبق ذكره
© طبقات ابن سعد (4017//17) والعلل لعبد الله عن أبيه )71١/( وتاريخ فتثق (17/ 684
)0 أخبار مكة للفاكهي )١11/7( وفي تاريخ دمشق (40/ 47 : عشرين سنة.
(ه) الثقات لابن حبان (3/ 378
(2) تأتي برقم (181).
في المغني (5/ 477
(ه) تأتي برقم (571).
(4) الأم (78/4-رفعت).
)٠١( جماع العلم من الأم (17/4-رفعت).
وقال النووي : «قال إمام الحرمين : القول بدرهم في الشعرة لا
ثبت؛ هذا كلام الإمام»!".
وقال ابن تيمية : «... ابن عباس إمام أهل مكة؛ وأعلم الأمة في
زمنه بالمناسك وغيرهاء وكذلك عطاء بعده إمام أهل مكة؛ بل إمام
بالمعصوم عن الخطأء فكلٌ يأخذ من قوله ويردء إلا رسول ١
لكن ! ما زال سلف هذه الأمة يستأنسون بأقوال الصحابة
وفي هذا الكتاب قمت بجمع ما تيسر الوقوف عليه من أقوال
بالرجوع إلى مظان وجودها في غالب كتب الأثر والفقه والتفسير
وسلكت فيه النهج التالي :
بذلت جهدي في استيعاب الجمع من غالب المصادر والمظان.
4. فرّعت الأقوال إلى أبواب حسب ما تضمئته من مسائل.
#. علقت على المشكل من النصوص؛ وهو ما كان الدليل على
المقدمة س5
خلافه؛ أو كان القول غريباً منقوداً عند أهل العلم؛ وهو قليل عن
رتبت أقواله على مجموعة أبواب عامة تناسب تسلسل المناسك؛
وتحت كل مجموعةٍ أبوابٌ فرعيةٌ؛ وغالب هذه الأبواب مأخوذ
من تبويب العلماء الذي ذكروا قوله. وبعضها من ظاهر المسألة؛
حذفت من الآثار مَنْ ذُكِرَ مع عطاء من العلماء والفقهاء غالباً.
8. بذلت جهدي في ترتيب المسائل قدر الطاقة مع تعسرها في
مواطن قليلة؛ لتشعب أحكامها وتكررها.
4. ذكرت في عنوان الأبواب ما يدل على اختيار عطاء أو على
المسألة المراد ذكر رواياتها عن عطاء.
.١ ذكرت أقوال عطاء باختلاف ألفاظها ورواياتها في باب واحد؛
يمثل مسألة واحدة.
.١١ لم أكرر ذكر الأثر في موطن آخر إلا في النادر عند الحاجة
غالبها قوي؛ ولأنه قد جرت عادة علماء الحديث والفقهاء - في
الصدر الأول - على السكوت عن آثار الصحابة والتابعين» وترك
الترمذي وابن المنذر وابن جرير» فينسبون إلى الصحابة والتابعين
)١( قال الإمام الشافعي : اليس من التابعين أحد أكثر اتباعاً للحديث من عطاء» - تاريخ
فمشق (747/40).
أقوالاً ومسائل بأسانيد لا يُشْكُ في ضعف بعضهاء لأنَّ تطلب
صحة مثل هذا من التكلف الذي لا طائل تحته؛ بل لا يطلب إلا
عند وجود التعارض أو التكارة أو الغرابة الشديدة أو نحو ذلك
مما يستشكل وروده عنهم.
وبالنظر في حواشي هذا الكتاب نجد أن الإمام الشافعي من أكثر
العلماء اهتماماً ومناقشة لأقوال وفتاوى عطاء في الحج خصوصاًء
أقواله كله من أمتن أقوال أهل العلم في المناسك وأقربها إلى الدليل.
في بعض المسائل التي نقلت عنه"؟» فصار له في بعض المسائل أكثر
من رواية؛ ويصعب غالباً أن يعرف المتقدم منها من المتأخر.
من علم المناسك وفقهها ما لا يمكن حصره أو وصفه.
وقد بذلت جهدي في تتبع ذلك ودراسته بإيجاز وبيان الأشهر من
الروايات عنه أو الأثبت؛ دون تعمد لدراسة المسألة فقهياً؛ لأن مرادي
جمع وتزتيب وتنقيح ما نقل عن عطاء فحسب.
وإنما سلكت في هذا الكتاب نقل كلام عطاء دون التعبير عنه
بحكم موجز كما هو الشأن في كتب الفقه والشروح لأن الاطلاع على
كلام السلف مباشرة أ وهو يعطي المرء ملكة في طريقة الاستنباط
من الأحكام والتعبير عنها بعبارات فقهية راسخة» كما إنه يبين الخطأ
في نسبة بعض الأقوال إليهم» والحال أن النصوص المسندة عنهم على
خلاف ذلك.
1770 انظر المسألة )١(
وبالنظر في أقوال عطاء الواردة هنا نجد بعض المسائل التي قد
يعدُّها جماعة من أهل العلم والفقه من النوادر التي خالف فيها عطاء
- ولو في رواية عنه - الدليل أو المشهور»ء أو كان في قوله شيء من
الشدة أو لا دليل عليه؛ ومن أشهر هذه المسائل كراهيته الطيب قبل
كما يظهر من فقه عطاء في المناسك التيسير في الفتوى دون
خروج عن النص»؛ وهذا عام في غالب مسائله وفتاواه؛ حتى إنه أجاز
للمرأة الحج بدون محرم مع النساء الثقات"""» مراعاة لحال المرأة
كما يلمس من منسكه بعض المسائل الدالة على عبودية وفقه
واغتساله للإحرام ولدخول مكة؛ وشربه بعد الإفاضة من زمزم وليس به
لأجل الوالد؛ وتعظيم الذنب للمحرم؛ ونحو ذلك.
لذا فقد رزق الله عطاءً من التلاميذ - الذين نقلوا عنه الحديث والفقه
ويمكن تقسيم أصحاب عطاء من حيث قوتهم أو ضعفهم فيه إلى
ثلاثة أقسام :
١ من تكلم في روايته عن عطاء خصوصاً ببعض الشيء؛ منهم :
حبيب بن أبي ثابت وعبد الكريم بن مالك الجزري وعبد الكريم
ابن أبن سليمان العرزمي ومطر بن طهمان وهشام بن حسان.
)١( في هذه المسألة خلاف قديم؛ وعموم النص يحرمة.
() التهذيب للمزي (137/8)-
لغال اناه
من وثق في عطاء خصوصاً؛ ومن أشهرهم ابن جريج وعمرو بن
٠ بقية الرواة عن عطاء؛ وهم كثيرون جداً.
والله أعلم بالصواب. وأسألّه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل
الصالح» إنه قريب مجيب.
عادل بن عبد الشكور الزرقي
أستاذ الحديث المساعد بكلية المعلمين بالرياض
في رجب 1175ه