من الفقه ليصنف فيا - تلك الحقيقة - هي أنه - أعتي المسلم المعاصر -
يصعب عليه - إن لم يستحل - استنطاف عناصر ترائه بغير تَرجُمان ؛ فهذه
الهو السحيقة التي صنعت بين تكوينه الثقافي ومعطيات ترائه » أهابته أن
ومن ثمة أضحى النظر في كتب الفقه والتفتيش في مسائله شيا غريباً على
مشكلة ( المذكرات ) التي يصنعها - تجار الفقه - اليوم تلك التي تسلب
الفقه روحه الحقيقية ولذته الفعلية وهو اعتصار الدليل والتعامل المدروس مع
مصادر الشريعة الصافية . لو أضفنا جهل المثقف إلى جشع التخصص
لأبصرنا كيف يساق الناس إلى ما يراد منهم صمأوبكماً في الظلمات .
أما الكتب المطولات في الفقه » والدراسات المستوفاة في التفسير »+
والمصنفات المتعمقة في الأصول . فإلى جوار صعوبة مأخذها لدى المثقف
المسلم اليوم تجد توزع الأدلة بينها » فلا تكاد تجد كتاباً فقهياً يدرس مسألة
معينةٌ مستوفياً كل أدلتها ؛ واتمذهب هو السبب الأول في ذلك ؛ فصاحب
المذهب يدافع عن مذهبه ؛ ويورد أدلة المخالف مقتضية » لعدم جدارتها
بالظهور عنده » وأصحاب الحواشي والشرّاح يزيدون في نيان ملاح أدلته
ويوغلون في الرد على مالفهم .
فإذا تَضّب طالب مسألة من مسائل الشريعة فحكى أدلتها تفصيلاً »
وردها إلى مصادرها ؛ وركز على مواطن النزاع ؛ وأورد مسائلها ودقائقها +
فاستوعب فهداه الله » أو هدى به إل الصواب » فإن له ثواب المجتهد -
إن شاء الله فيها - وله أجر المعلم - إن شاء الله عليها وما كان إفراغ جهده +
وبذل وقنه عبثاً ؛ وما الجمع شتات متفرق واحتواء أغوار متعمقة ؛
واستذلال طرق في البحث وعرة .
وهذا ما صنع المتقدمون والمتأخرون ؛ من أمثال شيخ المحدثين وإمام الدنيا
أنى عبد الله البخاري » وعلامة المالكية وإمام الغرب أني عمر بن عبد البرء
وشيخ الإسلام ابن تيمية.. وغيرهم . ثم عبد الغني المقدسي والحافظ ابن حجر
عنا كل خير .
أما مسألة النقاب فمن المسائل التي كثر الحديث فيها © وأصبح ا
يديد أبرآ متطرأ مع أن افكرار أمر مستقبح » فإذا برقت لطالب بارقة
تنبيء عن ثغرة من الخير أن تُسَدٌُ ؛ أو خلل ينبغي أن يصلح » ثم وفقه الله
حسن عبد الحميد قد صنع .
الذي صنعه ( حسن ) هو الصنيع الذي يفيد المفتي أكثر من إفادته
المستفتي » فهو حين رأى الخلاف حول وجوب النقاب لم يعلن ميله لأحد
النصوص ؛ وحقق الحديث » وعزا الفوائد ؛ تفسياً وحديثاً وأقيسة ولغة +
بحيث يحصل الدارس على ما يمكن تسميته ( المواد الأولية ) التى بنى عليها
وماذا ييتغي الطالب الحريص » أو المجتهد الواعي وراء ما صنعه حسن
لقد سار في خطته ملتزماً طريقة العرض الأمين للأدلة مبتدثاً بالآيات »
ثم بمواطن النزاع التشريعية .
فأما الآيات : فقد ذكر كل آية ؛ وموطن الدليل فيها على ما استدل عليه
به ؛ وموطن النزاع » وكيفية المنازعة وأ:
وأما الحديث : فصنع فيه مثل ما صنع في الأآية » غير أنه زاد عليه تو
الحديث رواية ؛ وتصحيح صيغه » وضبط ماخذه ؛ فجمع بين الروايا
والدراية في مواطن الحجة .
ولعلك أن تجد له مناقشة طارئة » أو تعليقاً مقتضباً بعد سياقه كل موضع
متكامل ؛ فاعلم أنه أراد بفصل رأيه - إن أظهره - أن يصل إلى أعلى مستوى
من الأمانة في العرض » والتكامل في البسط » ثم أنت ترى في رأيه - بعد
فكتاب ( الاستيعاب لأدلة الحجاب والنقاب ) جمع وتحقيق ؛ مصتّف
واللجنة إذ تقدم هذا الكتاب للناس ؛ نحس أنها تضع لبئة ؛ وتسد ثغرة .
ابتغاء وجه الله تعالى .
والله المستعان +
عن اللجنة
محمد عبد الحكم محمد القاضي
مشرف اللجئة
ونعوذ به من شرور أنفسنا » ومن سيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل
له ؛ ومن يضلل فلا هادي له .
التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ب
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسولة +
ى الأمانة , وتركنا
على المحجة البيضاء ليلها كتبارها لا يزيغ + فاجزه - اللهم -
عنا خير الجزاء . ولا تحرمنا اللهم
على ملته » واحشرنا في زمرتة » وصل اللهم وبارك
يعاد ..
فمسألة النقاب من المسائل التي أثيرت في هذه الأيام بشكل واضح ولم
تكن كذلك منذ زمن مضى ؛ وهذا يرجع إلى الصحوة الإسلامية المعاصرة
وبداية عصر اجتهاد جديد تَطِلمُ فيه الأمة مة عل ترائها مما كتب سلفنا الصالح +
ورج التقليد الأعمى الذي سيطر على أبنائها ردحاً طويلاً من الزمن
حيث أفلح أعداء هذه الأمة - للأسف - في صنع فجوة كبير بين أبناء
الأمة وتراثهم وعقيدتهم وعبادتهم وعاداتهم حتى كانت هذه الانتكاسة حين
كان من حالما ما لا يرضى عنه الله ولا رسوله ولا عبد مؤمن يعرف أن
ربا
وصدق فيها قول النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم :
« صنفان من أمتي لم أرشما بعد . رجال معهم سياط كأذناب البقر
يضربون بها الناس ؛ ونساء كاسيات عاريات مائلات نميلات على رؤوسهن
البخت المائلة ؛ لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريمها ؛ وإن ريمها ليوجد
من مسيرة كذا وكذا..+
وبات إقناع المرأة بالحجاب الشرعي من الصعوبة بمكان - إلا من رحم
له - وذلك لأن الشياطين الذين أمروها بخلع حجابها ؛ وتنازها عن طهرها
وعفافها . أفهموها أن هذا تقدم وحضارة ؛ وأن الحجاب تخلف ورجعية
ولا يناسب التطور الحديث ؛ وأن من حقها أن تلبس ما شاءت دون قيد
وأنها حرمت هذا الحق منذ اعتنقت الإسلام
والآن .. حين عادت فضليات النساء إلى الالتزام بالزّي الذي أمرهن
الله به . وضعت أمامهن العراقيل » وبداً الصراع بين أنصار الحق وأعدائه
ووجد كل منصف عاقل نفسه أمام أدلة قواطع من القرآن والسنة على وجوب
الحجاب عل المرأة المسلمة » وهو اللباس الذي يستر كل بدن المرأة بشروط
نجدها مجموعة في كتاب الشيخ ناصر الدين الألباني ( حجاب المرأة المسلمة
في الكتاب والسنة ) .
ولكن العلماء والفقهاء والمتكلمين ؛ وقفوا عند غطاء الوجه والكفين
حيث لم يتوفر لديهم الدليل القطعي لا على الوجوب ولا على الإباحة
فانقسموا لذلك فريقين - تبعاً للسلف أيضاً - :
فريق رأى : أن ستر الوجه والكفين واجب أو فرض عل المرأة كبقية
جسدها .
وفريق آخر : رأى أن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيا .
واحتج كل فريق لرأيه بحجج وبراهين متلفة .
وهذا الخلاف قديم منذ الجيل الأول لهذه الأمة كا هو مروي في هذا
الكتاب عن الصحابة والتابعين والعلماء من بعدهم وحتى يومنا هذا لكن
مشفوعاً بالإزراء على الرأي المخالف وإبطاله وإلقاء الهم والسباب على صاحبه
كالفسق أو الابتداع أو التعصب أو التقليد الأعمى أو كيان العلم أو نحو
ومثل هذا لم يكن من دأب السلف في خلافهم في مثل هذه الأمور »
وكتب الفقه مملوءة بارائهم المختلفة والمتعارضة في المسألة الواحدة © وأكثرها
مائغ مقبول معمول به
كفي لمعرفة ذلك أن تنظر إلى هذه الفتوى الغريية التي أوردها الشيخ
بلا
أكنايه ( الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور ) :
فتوى للشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي في كتابه ( المسائل الكافية
في بياذ وجوب صدق رب البرية ) قوله : المسألة السادسة والثلاثين
والعنق والمعصم ونحو ذلك ؛ والمكتسبة : ما تتحلى وتنزين به الخلقة كالكحل
ن والعقد في العنق والخاتم في الإصبع والأساور في المعصم والخلخال
في الرجل والثياب الملونة على البدن .
ففي حكم ما فعلت تفصيل :
القرآن قال تعال : إ ولا ييدين زينتهن إلا لبعولتهن. «الآية 6
انتهى كلام الشيخ التونسي من كتاب الصارم المشهور ص ٠١
هذا وقد أورد الشيخ التويجري هذه الفتوى العجيبة في كتابه مستأنساً
با للاستدلال على رأيه في تحيم كشف المرأة وجهها ثم ل يعلق عليها
بشيء + الأمر الذي يظهر موافقته للشيخ التونسي على هذه الفتوى
العجيبة...فتأمل !
وبعد ..
وقد تجرأ لذلك كثير من البسطاء والجهلاء وبعض طلاب العلم ومدعيه
وتجاره والمبتدئين في الالتزام . على سب بعض العلماء وفقدان الثقة بهم بل
والنبي عن قراءة كتبهم والنظر في آرائهم الأخرى » وتظهر بينهم الطائفية
المذهبية والعصبية التقليدية » مما يؤدي إلى النزاع والشقاق وتبادل التهم
والسباب وغير ذلك . عافانا الله .
ونتيجة لذلك ظهرت عدة كتب في موضوع الحجاب والنقاب » وكل
مما يجعل القاريء في حبرة - خصوصاً وأنه في الغالب لا يستطيع أن يطلع
لا تساعده على ذلك لأسباب كثيرة .
لذلك .. فقد رأيت أن أضع بين يدي القاريء والدارس كل الأدلة على
بهذا الكتاب أريدك أن تقتنع بأحد الرأبين » فأنا أقدم لك الأدلة وأقوال
العلماء حولها وأحفق لك النصوص وأحيلك على الكتب والمراجع - ثم أنت
يعقلك الواعي وفكرك المستنير تختار الرأي الذي ترجح أدلته عندك وتقوى
لديك » ثم تعلم أن مخالفك أدلة قويت وترجحت عنده » فأنت تعمل على
نسير على نهج سلفنا الصالح
وبعد ..
وله الثناء الحسن الجميل .
وإن تكن الأخرى فمن نفسي والهوى والشيطان وكلهم عدو لي و..
منبج البحث
نظراً لانتشار العري بين المسلمات » وانتشار الأفكار الغريبة في مجتمعنا
حول حجاب المرأة رأيت أن أمهد للبحث بذكر مكانة المرأة في المججمع
الإسلامي » ووظيفتها الحة ثم بضرورة التزامها بالحجاب الذي فرضه
وتبرجها ؛ وبيان أن ذلك من من أفتك ما يصيب المجتمع الإسلامي ؛ وسقت
أدلة وجوب الحجاب وشروطه من كتاب ربنا عز وجل وسنة يبنا صل الله
أيامنا هذه والتي تردد أنه لا يوجد في القرآن ما يدل على وجوب الحجاب
مطلقاً قطّع الله ألسنتهي ؛ وطهر المجتمع من رجسهم !!!1
ثم بعد ذلك :
. أ - القسم الأول : عرض لأدلة القائلين بوجوب النقاب ومناقشتها تفصيلاً
. ب - القسم الثاني : عرض لأدلة القاثلين بإباحة كشف المرأة وجهها تفصيلاً
؟ - رتبت الأدلة قرتيباً أصولياً فابتدأت بأدلة القرآن الكريم مرتبة حسب
. ورودها في اللصحف ؛ وأدلة السنة ثم أدلة القياس
- أوردت عقب سياق الدليل كيفية الاستدلال به من أقوال من احتج
ل على ما ذهب إليه منه ؛ وقد أورد الاستدلال الواحد أكثر من مرة
لفائدة زائدة فيه أو لإبراز رأي المستدل بهذا الدليل .
4 - في أدلة القرآن أوردت تفسيراً للآية من أمهات كتب التفسير المعتبرة
وقد اققصرت من تفسير الآية على ما يتعلق بموضوع ستر الوجه » ولم أنقل
ولد