لا تهتم بتربية الجسد. وهذا افتراء محض على هذه الشريعة المنزهة من كل
نقص» يعلم كذب هذا الافتراء كل من له أدنى معرفة أو صلة بهذه الشريعة؛
الجوانب العقلية ولا الروحية فهي أيضاً لا تغفل الجوائب الجسدية.
وكان من مزاعمهم: أنه قد حدث في عصرنا الحاضر من أساليب
الرياضة _يريدون الجسدية الشيء الكثير وليس للشريعة فيها أحكام
واضحة ومواقف صريحة منهاء
وما حدث هذا الزعم الكاذب لديهم؛ ولا أفسح المجال أمامهم في
هذا إلا من قصور طلبة العلم الشرعي عن بيان أحكام الشريعة في ذلك.
أتحدث عن أحكام عقد السبق؛ وأحكام جميع أنواع المسابقات سواء ما
مزاعم أولئك الملحدين» ولأبين كمال الشريعة وشمولها وصلاحيتها لكل
زمان ومكان ببيان أحكامها الغراء في هذا المجال.
كان هذا هو السبب الرئيسي للكتابة في هذا الموضوع زيادة على
أسباب أخرى منها:
الرغبة في زيادة الاطلاع الشخصي على أدلة الشريعة وأقوال علمائها
في هذا المجال مع التعرف على كتب أهل العلم في فقه الشريعة الغراء.
)١( أخرجه البخاري (104/4) كتاب الصوم: باب من أقسم على أخيه ليفطر في
أضف إلى ذلك شدة حاجة الأمة لمعرفة أحكام الشريعة في هذه
المسابقات في العصر الحاضر لانتشارها وكثرة إقدام المكلفين على
مزاولتها وبذل العوض فيهاء
ولقد جعلت هذا في تمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.
* التمهيد: تكلمت فيه عن تعريف السبق وأدلته ومجالاته ونوع
* والباب الأول عن عقد السبق: أركانه وشروطه وبذل العوض فيه
* والباب الثاني في مجالات المسابقة: بين الحيوان وبين غيره
وعلى الأقدام والمصارعة والسباحة ومباريات الكرة والمسابقات
الثقافية والمسابقات الثنائية.
* والباب الثالث في المناضلة: تمهيد عنها وشروطها وأقسامها
والغرض فيها والإصابة والمناضلة بين فثتين مع مبطلات عقد
أما عن منهجي فلقد بدأت المسائل بالتعريف بها إذ إن الحكم
على الشيء فرع عن تصوره» ثم أتبعته بتحرير محل النزاع ما استطعت إلى
ذلك سبيلاً. ثم أذكر أقوال العلماء وأدلتهم ومناقشاتهم وأرجح ما بدا لي
راجحاً لقوة دليله؛ والمسائل التي لا يتضح لي فيها راجح أبتعد عن
الترجيح فيها.
وفي التعريفات ونْقُول أقوال أهل العلم: أذكر من نقلت عنه لأجل
التحقق من نسبة القول إلى قائله» وذلك بإرجاعه إلى كتاب من قال ذلك
وعند الأدلة: فإنني أبذل جهدي في ترقيم الآيات وتخريج الأحاديث
على قدر استطاعتي ومعرفتي» وعند الإجماع أرجع إلى من ثقله. أما
الأدلة الاستنباطية فلا أنسبها عادة إلى أحد وذلك لأمورء منها:
أولا: أنني أزيد وأنقص» وأقدم وأؤخرء لكي تكون الدلالة واضحة
ثانياً: أنتي أجد هذه الأدلة في أكثر الكتب الفقهية ومن الصعب
نسبتها إلى كتاب دون آخره» وإذا رجعت إلى أقدم الكتب من ناحية
التاريخ أجد كتابين أو ثلاثة فمن الصعب إثبات أحدهما دون الآخر.
مع أن المتأخرين يزيدون في الدلالة والحجة مما يجعل النسبة في
هذا الدليل لواحد دون آخر نسبة جائرة.
ثالثاً: أنني بذكري لمراجعي في أول المسألة أحيل إليها في تلك
الكتب فلا داعي للإحالة مرة أخرى لأن ذلك مما سيزيد في حجم
البحث وهذا مما أبتعد عنه. وأيضاً فإنني أستصعب ذكر المعلومات عن
كل كتاب أول مرة يذكر فيهاء لأن ذلك سيزيد في حجم البحث وهذا ما
في قائمة المراجع في آخر البحث لكي يرجع إليها من أراد التحقق من نسبة
المعلومات والأقوال.
تمهيد
الفصل الأول : تعريف السبق.
الفصل الثاني : أدلة السبق.
الفصل الثالث : مجالات السبق.
الفصل الرابع : نوع عقد السبق .
الفصل الأول
تعريف السبق
المبحث الأول : تعريف السبْق لغة.
المبحث الثاني : السبق بفتح الباء - .
المبحث الثالث : تعريف السبق شرعاً.
المبحث الأول
تعريف السبق لغة
قال ابن فارس”'": السين والباء والقاف يدل على أصل واحد
وقال ابن منظور”": السبق: القدمة في الجري وفي كل شيء..
وقال: هو بلوغ الغاية قبل غيره. اه" .
)١( أبو الحسين: أحمد بن فارس بن زكريا: من أثمة اللغة والأدب» ولد سئة
4ه وتوفي سنة 740ه. (الأعلام /١ 147).
() معجم مقابيس اللغة ؟/174.
© جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الأنصاري: إمام لغوي؛ حجة؛ ولد
بمصر سنة * 77ه وتوفي سنة ١الاه. (الأعلام 18/7).
(4) لسان العرب 2186/1١
(ه) منصور بن يونس بن إدريس البهوتي: إمام الحتابلة في وقته؛ له كتاب كشاف
القناع. توفي سنة 49 0 1ه
() الروض المربع 747/9 (بحاشية ابن قاسم).
0 شرح المنتهى 2787/1
وقال الأزهري: جاء الاستباق في كتاب الله في ثلاثة مواضع
بمعان مختلفة:
وقال عز وجل : «وَاسْتَبَكَا لاب" معناه: ابتدرا إلى الباب تبادر
والاستباق في هذا الموضع من واحدء والوجهان الأولان من
وقال رشيد رضال"؟ على قوله تعالى: إنَاذَكَبْت تن »"" أي
ذهبنا من مكان اجتماعنا إلى السباق يتكلف كل منا أن يسبق غيره. .
والاستباق تكلف السب وهو الغرض من المسابقة والتسابقء بصفة
)١( محمد بن أحمد الأزهري الهروي: أحد أئمة اللغة والأدب. ولد سنة 187ه
وتوفي سنة لاله (الأعلام 11/8*).
سورة يورسف: آي 197
(ه) تهذيب اللغة 418/8 .
() محمد رشيد رضا: صاحب المنارء مفشرء محدث معاصر. ولد سئة 1787ه
في الشام وتوفي 54 7١ه في مصر. (الأعلام 2177/5
() سورة يوسف: آية 1
المشاركة التي يقصد بها الغلب؛ وقد يقصد لذاته أو لغرض آخر في
يوسف الخروج من الدار هرباً. .. وصيغة المشاركة لا تؤدي هذا
775/17 تفسير المثار )©(
المبحث الثاني
ما تقدم من السبق في المبحث الأول هو بإسكان الباء. أما بالفتح
قال ابن فارس: هو الخطر الذي يأخذ السابق. اه"
وقال الخطابي""": هو ما يُجعل للسابق من الجعل . اها .
)١( معجم مقاييس اللغة ؟/174.
() حمدبن محمد بن إبراهيم البستي: فقيه محدث؛ له معالم السنن. ولد سئة
7ه وتوفي سئة 88 اه. (الأعلام 1177/1
(©) غريب الحديث 671/١
(4) المبارك بن محمد أبو السعادات: المحدث اللغوي» الأصولي. ولد سنة 8144ه
وتوفي 107ه. (الأعلام 17/7/8). ِ
(ه) النهاية 78/7
() جامع الأصول 736/6.