الحافظ جمال الدين أبو الحجاج المزي”""هله في مقدمة " تهذيب
وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #بثغه حيث يقول: " أولئك هم
الأقلون عددًاء الأعظمون عند الله قدرًاء هجم بهم العلم على حقيقة الأمر»
الدنيا بأبدان قلوبها معلقة بالمحل الأعلى» شوفًا إلى لقائهم» وإذا كان الأمر
كما ذكرناء والحال على ما وصفنا؛ فواجب إِذَا على كل مكلف ذي عقل
سليم؛ مطلق من إسار الشهوات الحيوانية؛ والشبهات الشيطانية أن بذك
جهده؛ ويستفرغ وسعه في تحصيل الفوز بالنعيم الأبدي» والنجاة من
العذاب السرمدي. ومن المعلوم الواضح عند كل ذي بصيرة أن ذلك لا
يحصل إلا بتزكية النفس وتطهيرها من الأدناس الطبيعية» والأخلاق
البهيمية؛ وذلك منحصر في أمرين لا ثالث لماء وهما: العلم النافع؛ والعمل
)١( ولد الحافظ جمال الدين أبو الحجاج بن الزكيّ عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك
ابن علي بن أبي الزهر الكلبيّ القضاعيّ المزيٍّ ليلة العاشر من شهر ربيع الآخر سئة
وهم: شيخ الإسلام ابن تيمية» والمؤرخ المحدث علم الدين البرزالي» والحافظ شمس الدين
الذهبي؛ وكان بعضهم يقرأ على بعض فهم شيوخ وأقران في نفس الوقت.
قال الحافظ الذهبي مه عنه: "كان خاتمة الحفاظ.» وناقد الأسانيد والألفاظء وهو صاحب
مضلاتناء وموضح مشكلاتنا ٠١٠ ٠ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظ من من الإمام أبي
اللحية في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة بت
شديدًاء فكل قوم يدعون أن ما هم عليه من القول والعمل هو الحق المؤدي
ويقيمون على ذلك دلائل من آرائهم» وبراهين من أفكارهم» ويدّعي
خصومهم مثل ذلك؛ ويعارضونهم بمثل ما اقعوهم لأنفسهم وعارضوا
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم ميد
وسنة الرسول الكريم المؤيد بالدلائل الواضحات والمعجزات الباهرات
التي يعجز كل أحد من البشر عن معارضتها والإتيان بمثلهاء
مصداق ذلك مع طول المدة؛ وامتداد الأيام؛ وتوال الشهور» وتعاقب
تحريف الغالّين؛ وانتحال المبطلّين؛ وتأويل الجاهلين؛ فتنوعوا في تصنيفهاء
انظر "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي/
رب اللحية ي الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة
فلما كان ذلك كذلك وجب عل المسلم الناصح لنفسه؛ الراجي رحمة
ربه أن يديم النظر فيهاء ويتريض في ربوعها؛ ويتنعم بطيبها ونفحها؛ يشنف
إنها الآثار التي من تمسك بها نجى. إنها سفينة نوح ا العاصمة من
الغرق في خضم الشبهات» ولجج الشهوات؛ ومستنقع المستقبحات.
إنها غذاء الروح ساعة تسمو في فلك النصوص؛ وسبحات الآيات
النيرات» حين تجول بين كواكب الأخبار المضيئة؛ وأنجمها الساطعة؛ التي
الحسن؛ وصار المعروف عندهم منكرًا ؛ والمنكر معروفًاء أنكروا السنن
وأحيوا الأهواء والبدع في نفوس أناس لم يقيموا للنصوص وزّاء ولا
لأهلها قدرًا.
فكانت الحاجة إلى التذكير» والدعوة للعودة إلى السنة وترك التبديل؛
إعذارًا لرب العالمين» وطاعة للنبي العظيم المبعوث رحمة للعالمين. وحرضًا
إنها دعوة محفوفة بباقة من النصح؛ وهالة من الحرص» دعوة لترسم
تحقيق الدكتور بشار عواد معروف ص )١40( طبعة مؤسسة الرسالة.
اللحية ف الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة درم
خطى سلف الأمة الصالحين عموماء وفي إحياء هذه الشعيرة العظيمة من
صور الاتباع.
إن اللحية أخي المفضال ليست هي تلكم الشعرات النيّرات المباركات
لطائفة اتغذت شرع ربها منهاجًا ونبراسًا لهاء وترسمت خطى سلفها سمة
وسماء قليًا وقاليًا -في الجملة- فقط» ولكن في إطلاق اللحية الدلالة على
قيام أخص خصائص توحيد الألوهية -تعظيم الأمر والنهي- في قلب العبد.
امتثالاً لأمر الشارع؛ واستجابة لتكرار الأمر النبوي السامي» وطلبًا للزلفى
من الباري سبحانه.
هذاء ولقد روعي جانب النصح بالأسلوب الشرعي الرامي إلى
الإصلاح؛ المتغاضي عيا يثير في المخالف التمادي والإصرار» وإشعال نار
العناد. دون التعرض إلى جناب النصوص بالإهمال. ولا الأشخاص
بالتجريح والتجهيل وإنما المرام: تقريب الأحكام» وحب الخير للأنام.
)١( الهدي الظاهر: هو ما يظهر من متلوك الإنسان وشكله؛ أو يحسه من حوله من أنماط السلوك
والتصرفات القولية والعملية كالأكل والشرب والكلام واللباس والتعامل مع الآخرين»
من النوايا والاعتقادات والأفكار ونحوهاء ما لم
يعبر عنها بقول أو فعل" انظر حاشية "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام/ تحقيق:
الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل (80/1)
ب اللحية في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة
وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعل آله وصحبه وسلم
وكتب
أبوعبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
)١( قال شيخ الإسلام "الاستقامة" (81/7): " هذه الكلمة -لا حول ولا قوة إلا بالله- هي
كلمة استعانة لا كلمة استرجاع» وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة استرجاع»
ذلك أيضًا في "مجموع الفتاوى" (18/ 180) في سياق كلامه عن خطبة الحاجة من حديث
بن مسعود «لئغه فانظره.
اللحيةي الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة يبت
اللبحث الأول
تعريف اللحية لغةّ وشرعًا
المسالة الأولى: تعريف اللحية لغتد
وقال الجوهري: ليى -بالكسر- وى أيضًا -بالضم- والنسبة لحري
-بكسر ففتح- ورجل ألحى ولحيانيّ -بالكسر-: طويلها أو عظيمها؛ والمعنيان
واللحيانّ: هو طويل اللحية؛ يقال رجل ليان "١ه
وفي "لسان العرب" اللحية: اسم يجمع من الشعر ما نبت عل الخدين
والذقن والتحى الرجل: إي: صار ذا لحية؛ ويقال للأنثى: لحيانة".
)44( سورة "طه" الآية )١(
() وانظز هذا المعنى في "مختار الصحاح" ص (040))؛ و" القاموس المحيط" ص (1714)؛
و"المصباح المنير" ص )11١(
(©) انظر "تاج العروس" (154/19)
ب اللحية ي الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة
المسألة الثانية: اللحية لي الشرع:
وفي "المجموع” قال الإمام النووي له: " هي الشعر النابت على
لكنه يحتاج إلى بيانه بسبب الكلام على العارضين""' ٠٠ ٠أما شعر العارضين
فالصحيح الذي قطع به الجمهور أن له حكم [الكينا
وقال الحافظ له: " اللحية اسم لما ينبت على الخدين والذقن"”"
وقال ابن عابدين لمله: " المراد باللحية كما هو ظاهر كلامهم الشعر
المسألة الثالثت: العلاقت بين المعنى اللغوي والاصطلاحي:
الناظر يجد أنه لا فرق في حدّ اللحية بين المعنى اللغوي والمعنى
)١( انظر "المجموع شرح المهذب" للإمام النووي (774/1)؛ قال شيخنا الدكتور إبراهيم
البريكان -وفقه الله-: "ووجه أن يحمل على أن الإشارة للذقن بأنه مجمع اللحية" وبذا
ينسجم مع المعنى اللغوي والشرعي. ثم وجدت في "المصباح المنير" ص )11١( أنه قال في
تعريفها: "الشعر النازل على الذقن" وهذا يقوي ما ذكر»
() انظر المجموع شرح المهذب" للإمام التووي (1178/1).
(©) انظر "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (290/10) وانظر كذلك "عون المعبود"
(4) انظر "رد المحتار على الدر المختار" المشهور بحاشية ابن عابدين (18/1)
اللحية في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة ب
المسألة الرابعة: الألفاظ ذات الصلت:
العذاران كما في "لسان العرب””'": جانبا اللحية؛ وكان الفقهاء أكثر
تحديدًا للعذار من أهل اللغة. وفد فسره ابن حجر الفهيثمي من
الناتئ المحاذي لصماغ الأذن (أي خرقها») يتصل من الأعلى بالصدغ» ومن
الأسفل بالعارض.
وقال القليوبي: الذي تصرح به عبارتهم أنه إذا جعل خيط مستقيم
على أعلى الأذن وأعلى الجبهة فيا تحت ذلك الخيط ملاصق للأذن. المحاذي
وقال ابن عابدين: هو القدر المحاذي للأذن. ويصرح ابن عابدين بأن
وعند الفقهاء: العارض الشعر النابت على الخدّ؛ ويمتد من أسفل
قال ابن قدامة: العارض هو ما نزل عن حدّ العذار» وهو الشعر
)١( انظر "لسان العرب" لابن منظور (8/ +58 مادة (عذر)
(1) انظر "كشف القناع" لليهوتي (1/ 87)
بس اللحية في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة
العنفقة: ما بين الشفة السفلى والذقن.
قال ابن منظور: "سميت بذلك لخفة شعرهاء والعنفق: قلة الشيء
وخفته. وقيل العنفقة: ما نبت على الشفة السفل من الشعر”" ويجاوز
السبال لغة: جمع سبلة؛ وسبلة الرجل: الدائرة التي في وسط شفته
العلياء وقيل: السبلة ما على الشارب من الشعر.
وعلى كونه بمعنى ما على الشارب من الشعر ورد الحديث: "قصوا
ورد قول جابر #ثته: "كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة" اه الموسوعة
الل لابن منظور /1١( 177) مادة (عنفق) "والفتاوى الهندية" (30/8/8)
ابن عابدين" (171/5)
ورجال أحمد رجال الصحيح خلا القاسم وهو ثقة وفيه كلام لايضر".