اليها من الافكار ما يزيد المسألة وضوحاً ؛ ويكشف ما
يكتنف الاحكام الشرعية المتعلقة بها من شبهات ٠
وير المكتب الاسلاميّ ؛ ان يقدم لقرائه ؛ هذه الرسالة »
على امل ان نوافي القراء بالمزيد من رسائله التي 7
ينفع الله تعالى بها المسلمين ؛ ليرجعوا الى دينهم القوم شكلا
وقشور ؛ وجوهر وعرّض ,كما يحب ان يزعم فريق من
الناس اعاذنا الله من شرورهم ٠
يزعم البعض » ويَشِِمُ في اوساط المثقفين والنين 1
التي تخضع للأعراف ؛ وان ليس لأيّ من العادات او التقاليد
متعلق بالاحكام الشرعية ؛ فما القول؟
الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على سيدنا همد
فإن اول ما تجدر ملاحظته ؛ في تحقيق يجري حول ما
يطلق عليه « الهيئات الشخصية » ؛ والتي منها اللحية
والا زياء » هو التفريق والتمييز بين « الشكل » الذي أصله
المصنوع »0 أو «المصنّع » للتجميل والتزيين » أو السترء أو
ما أشبه ذلك.
وغنيّ عن التوضيح + ان «اللحية » هي من الاولىء
و«الازياء » من الثاني .
ولا كان لكل من اللّحية والازياء ؛ احكام خاصة رغم
القاسم المشترك بينهما من حيث كونبما ينتظمان ضمن
« الشكل » او «المظهر » العام للانسان - فإن طبيعة البحث
تتوجب فصلهما كسألتين لكل منهما صفة تجعل منها علا
احدهما خاص باللحية ؛ والثاني عام في الازياء +
وما انها تتفرع عن المسألة تشعبات ؛ وتثار إشكالات »
خاصٌ باللحية ؛ والثاني للازياء ؛ والثالث تعقيبات .
في الحسبان تذكُر ان حل اللحى هو عاد
الى عالمنا الاسلامي إِثرَ الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين
قبل .
يشهد لحداثة هذه الظاهرة » ان الجدود القر
والمتحدثين. حين يطلقون الالفاظط دون دقة في مراعاة مدلولانها ؛ وفي
موضوعنا ؛ ينبغي ان يلحظ الفارقة بين موضوع البحث : « اللحية
والازياء » وبين « العادات والتقاليد » وللعيارة الاخيرة مدلول اعم
من وجه . فيال
صوره ؛ بالاضافة الى انه لا يزال » من كبار السنّ منهم +
على ان سكان الجزيرة العربية الاصلاء ؛ على وجه
السوم » واقطار اسلامية غير عربية ايضاً ؛ لا يزالون
اللحية احاديث صحيحة وآثار ؛ ادركنا ان الحفاظ عليها
الكرام ؛ ثم من تبعهم بإحسان » وحتى أيامنا هذه.
وطبيمة هذه المسألة ؛ توجب ان تطرق في سبيل
التحقيق بشأنبا - من نواحي ثلاث:
اولأ: الزعم الذي يهدف الى اخراج اللحية عن نطاقا
التشريع » واعتبارها محض عادة لا صلة لها بالدين . ومن م
يحلق ؛ حسيا يجحلو له . او يتلاءم مع بيئته الاجتاعية
ثانياً: رأيٌ آخر ؛ يحمل وجهة النظر هذه نفسها ؛ ولكن
يُضفي عليها الشرعية؛ عن طريق الاستناد الى قاعدة
للاصوليين تقول : « الاصل في الاشياء الاباحة » فَيُُخْضِعُونَ
حُكُمّ اللحية لهذا الاصل.
ثالثاً؛ الزعم المشهور بأنها سنَّة ؛ وتكون اللحية - بموجب
هذا الرأي + من المندويات » والحكم هذا مبني ايضاً على
قاعدة فقهية » وهي في الاوامر الني تصدر عن الله عز وجل +
ورسوله َل » « ان الاصل فيها - أي في الأوامر الندب ».
واما الصواب : فهو ان اللحية هي من خصائص الفطرة
عند الانسان » مير الله تعالى بها الرجل عن المرأة لحكم .وان
اصلها لا يجوز مساسه بحلق أو بتقصير يشوّهها ويخرجها من
الندب » وذلك حسب نتائج التحقيق في الاصل الختلف فيه .
اولآً: ابطال أدّعاء ان اللحية هي خارج نطاق
التشريع ٍ
سبق وقلنا ان الأشكال عموماً ؛ منها ما وضعه «
ومنه «المصنوع ». وان اللحية هي من الاول. والقا
الشرعية المقررة والثابتة - في الوضع الخلقي هذا - تقخي
بالمحافظة عليه "وعدم مساسه بإزالة: حلقي او بتر او سوىا
تغييره ؛ والحكم هذا هو أصلي »؛ شُرحَ لحماية الفطرة من
تشويبات الانسان ال .
ولذا - وبموجب الاصل هذا ء نجد آلرسول تل
تجب ازالته من الجسم ؛ واعتبر تلك الازالة: من الفطرة +
ومنها خطر اهلاك الحرث والنسل ؛ واتلاف الزروع والغار أو قتل
الحيوان دون فائدة ترتجى : ولحض العبث ؛ وما الثذلك
الختان » والاستحداد ؛ وقصّ الشارب ؛ وتقلمٌ الأطافر»
ونتف الابط » (رواء البخاري ومسلم واحمد)
من هذا الحديث الصحيح - يفهم مبدأ شرعية الحفاظ
على الفطرة ؛ فهو يدلّ على : « ان كامل ١ البشرية هي
من الفطرة » باستثناء ما امر الرسول عله بإزالته. حتى
تغدو ازالته - بموجب الاستجابة للامر - مُنْتَكْيِلَةٌ للوضع
الفطري ؛ للبيئة البشرية ""!١
ولا يتعارض هذا الحكم الشرعي - الاصل - مع ما هو
معروف ومقرر من اباحة الانتفاع بالارض ونتاجها ؛ فذاك
فالتشويه محظور شرعاً مطلقاً ؛ وقد حَضّ الباري عز وجل
على الاصلاح ؛ وحرم الافساد ؛ حيث قال «أولا تفدوا في
الأرض بعد اصلاحها»!"" فما كان من مشاريع عمرانية
واغائية» يدور بين الاباحة؛ او الندب ء وقد يبلغ مبلغ
)١( لا يقهم من العبارة ان الحم الشرعي منحصر في وجوب الابقاء او
الازالة؛ بل يتفاوت الامر حسب تقرير الشارع » ويشمل ذلك
الاحكام الشرعية الخمسة ؛ كشعر الرأس مثلاً ؛ يتشاوله الخطر
(*) سورة الاعراقا: 9و
الوجوب ؛ كفتح طريق لتيسير التنقل على الناس» او ما
حرقاً لأحراج او غيرها ؛ دوفا هدف او منفعة ترتجى من
على ان الحديث السالف الذكر عيِّنَ من الفطرة ما
يزال من الجسم فقط
عشرٌّ من الفطرة : قصنّ الشارب ؛ واعفاء اللحية »؛
وآلسواك ؛ واستنشاق الماء » وقصٌّ الاظافر » وغل
البراجم + ونتف الابط ؛ وحلق العانة » وانتقاص الماء *
والنسائي ؛ وابن ماجه - البراجم : عُقَد الاصابع ومفاصلها +
عداها ما يجتمع فيه الوسخ كأذن وانف - وقال: انتقاص
)١( ومن الشواهد على اهمية هذا الحم . التشوبات التي تحدث على اوسع
نطاق في العام , م على سطح المعمورة من بديع خلق الله تعلى ؛ وهوما
البيثة من التلوث » والجميع ينباكَوْن ؛ على ما جنته اينيهم