مواقيت العبادات الزمانية والمكانية
تقديم الدكتور نور الدين عر
يؤثر التوقيت في نجاح العمل تأثيراً عظيماً؛ فمن عرف الوقت المناسب لأي
تصرف» ثم راعى ذلك الوقت كان من أعظم أسباب نجاحه بإذن الله تعالى.
وأصل ١١ تحديد الوقت وهو الزمان؛ لكن توسعت الشريعة؛ واستعملت
التوقيت والمواقيت بما يشمل تحديد الزمان والمكان؛ وقد تنوع التكليف بالتوقيت في
العبادات. فهناك توقيت موسع يتسع للغرض المطلوب وغيره؛ مثل أوقات الصلاة؛
وتوقيت يسمّى (المعيار)؛ لا يتسع إلا للغرض المطلوب فيه؛ مثل شهر رمضان» وهناك
عبادات مكلفة في الوقت مثل الصدقات... وغير ذلك لا نطيل به. وكذلك القول بالنسبة
للتوقيت المكاني.
لدراسة هذا الموضوع الحيوي فأحسن تنظيمه؛ ورتب أقسامه؛ وفصّل الدراسة؛ وحقق
مسائل مشكلة» وحل قضايا معقدة؛ كما في الوقت الفاصل بين الظهر والعصر؛ والصلاة
في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها؛ ومن فرق بين ذات السبب وغير ذات السبب
التوفيق بالنسبة للإحرام بالعمرة للمكي ومن بمكة؛ وبطلان تقديم العمل على وقته؛
باستثناء الزكاة عند بعض الفقهاء على تفصيل لهم فيه؛ وغير ذلك كثير يدل على تمكن
الباحث الدكتور الشيخ نزار؛ وعمق نظره الفقهي+
وقد كان وضع الخطة الأول للرسالة بمشورتي ومراجعتي» لكني آثرت بقاء الباحث
بإشراف الزميل الفاضل العلامة الدكتور الخن؛ متابعة للإشراف في مرحلة الماجستير+
وإيثاراً مني لإشغال وقتي في الحديث وعلوم الحديث» وأسجل هنا ما لحظته من دقة
وحسن فهم المؤلف؛ وأنه يقدم على دراسة الموضوع على بَيْنَةِ وتتصيرة» لتكون هذه
الرسالة درساً للمسلم في ضبط أموره زماناً ومكاناً» وأشخاصاً؛ وذلك أساس النجاح في
الدين وبالله التوفيق.
لو دالين بتر
لي مواقيت العبادات الزمانية والمكانية
القدية
* أهمية البحث» ودوافع اختياره.
* المنهج المتبع في البحث.
* خطة البحث.
* شكر وعرفان.
[الإسراء : 74]. وا م
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه؛ المصطفى من خليقته؛ والمختار من بريته.
وبعد فإن الاشتغال بالعلم الشرعي - تدريساً وتصنيفاً من أفضل الطاعات وأجل القربات» وأهم
وقد حرص الإسلام حرصاً شديداً على اغتنام الوفت؛ وجعل له أهمية حين أداء العبادات.
وإن من أجل العلوم الشرعية أحكام العبادات؛ من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج» فإذا
غذاء يصل به المسلم إلى درج الكمال من العبودية والربانية فوَلَكنَ
أهمية البحث وصوافع اختياره 9
في علم الطب؛ فكل غذاء ودواء داء إن لم يكن في وقته المحدد» لذا حرص الإسلام بشكل عام على
مكانياً أو كليهماء+ وبهذا التنظيم تصبح حياة المسلم منسقة مع عبوديته لله تعالى؛ فلا يغلب جائبُ الدئيا
من هذا المبدأ سعيت لدراسة موضوع الوقت في العبادات؛ وسميت هذا الموضوع «مواقيت
العبادات الزمانية والمكانية دراسة ٍ
وتكمن أهمية هذا البحث في الأمور التالية:
الثاني : بيان عظمة الإسلام في تنظيم العبادات» وأن توقيتها لم يكن بالصدفة؛ بل بتقدير من الله
العزيز الحكيم.
الكشف عن أخطاء وقعت في المواقيت» كالخطأ الوارد في تقويم المملكة العربية
السعودية والإمارات بشأن دخول وقت العشاء!".
الرابع: احتوى هذا البحث على مقدمة أصولية وفلكية تيسر فهم المواقيت بكافة أبعادها.
السادس: التوفيق بين الأدلة المتعارضة في كثير من المواضع» لأن الجمع بين الدليلين
المتعارضين خير من ترجيح أحدهما على الآخر ؛ إذ فيه إعمال للدليلين.
الثامن: بيان كيفية مواقيت الصلاة والصوم في المناطق التي يختل فيها الليل والنهار.
التاسع : تظهر أهمية هذا البحث من حيث عرض المساثل الفقهية
الطريقة الحديثية والفقهية. فالغالب عند بيان المسائل الفقهية أني أذكر الأدلة جملة؛ ثم أناقش هذه
الأدلة؛ واضعاً لكل رأي فقهي عنواناً له» وأذكر من قال بهذا القول من أصحاب المذاهب الأربعة.
و(فرق) بين أن تقول قال أبو حنيفة كذا لقوله تعالى كذا.. لأن النفس المؤمنة تذعن لقول الله وقول
رسوله َه وقد تجادل في قول غيرهما؛ فضلاً عن تغير الزمن» حيث كثر الجدال» وضعف الإيمان.
و مواقيت العبادات الزمانية والمكانية
ولهذه الطريقة فوائد إيجاء
-١ ربط المسلم بالقرآن والسئة المشرفة مباشرة.
7 نفي التعصب المذهبي.
© تزيد هذه الطريقة في محبة الله تعالى ومحبة سيدنا محمد فيه ومحبة السلف الصالح.
© تزيد هذه | محبة الفقهاء السابقين واحترام جميعهم» لأن كل المجتهدين اعتمدوا
في تقرير مسائلهم على الأدلة؛ ولم يقل أحد منهم بحكم من غير دليل» فلا يسع المؤمن أ
رأي فقهي ما دام له دليل من مصادر التشريع الإسلامي.
ل تعرف الباحث على أسباب الاختلاف بشكل أسرع*
المنهح المتبع في إعداد البحث ١
ب . الشبع التبع في اعداد البعمتٌ
يتمثل المنهج المتبع في إعداد البحث بالأمور التالية:
-١ تقسيم البحث:
قمت بتقسيم البحث إلى أبواب» والباب إلى فصول؛ والفصل إلى مباحث»؛ والمبحث إلى
مطالب»؛ وقد أذكر تحت المطلب أكثر من مسألة حسب ما يقتضيه عنوان المطلب.
١ الأدلة الشرعية:
تحديد المصادر وجمع المادة العلمية:
فقهاء المذاهب الأربعة؛ وأصول الفقه؛ والتفسير؛ وشرح الحديث الشريف.
واسنتعنت أيضاً بالمصادر الحديثة كالموسوعة الفقهية الكويتية؛ من أجل جمع المادة العلمية من
مصادرها الأصلية.
4 ترثيب المضادر:
لم أتبع الطريقة التقليدية في ترتيب المصادر وذلك بذكر الكتاب الأقدم تاريخياً ثم الذي يليه؛ بل
عمدت إلى ترتيب المصادر في الهامش حسب أهمية الكتاب بالنسبة للمسألة المدروسة» وهذا التنسيق
يكون ضمن مصادر المذهب الفقهي الواحد» وأما إذا تعددت مصادر الفقه المذهبي» فإني أذكر أولاً
وهذه الطريقة رأيتها أفضل من ترتيب المصادر وفق التسلسل الزمني لأن التنسيق وفق الأهمية
يخدم البحث» فالقارئ إذا أحب الرجوع إلى المصادر رجع لأول مصدر فهو أهمهاء بخلاف الترتيب
وفق التسلسل الزمني فإنه لايفيد في البحث العلمي.
*- اقتصرت في هذا البحث على مصادر فقهاء المذاهب الأربعة؛ وقلما ذكرت آراء غيرهم +
وأنقل كُلّ رأ أي للفقهاء حسب مصادر مذهبهم؛ إلا النادر عند تعذر رؤية الرأي الفقهي في مصدره
وفي بعض الأحيان أستعين بعبارة المصادر الحديثة مع الاعتماد على المصادر ١
وأضع المصدر الحديث آخر المصادر.
7 كتبت غالب المباحث الفقهية جامعاً بين الطريقة الحديثية والطريقة الفقهية؛ على نحو ما
ذكرت ثُبيل بان المنهج المتبع في إعداد البحث.
لا لم أكتف بذكر الدليل على الحكم؛ بل أذكر وجه الدلالة من هذا الدليل.
8 في كثير من الأحيان أذكر أسباب اختلاف الفقهاء في الحكم الشرعي» وفي بعض الأحبان
7“ مواقيت العبادات الزمانية والمكانية
أسكت عن ذكر سبب الاختلاف لأنه بَيْنّ من عرض الأدلة أولاً.
4- الترجيح بين الأقوال الفقهية:
أصذر الترجيحات التي أعتمدها غالباً - بقولي: (والظاهر للباحث)» وقبل إعمال الترجيح أحاول
الجمع بين الأدلة المتعارضة؛ أو بين الأقوال الفقهية؛ سلف رمدي عاب مهب عه +++
ويعتمد الترجيح في هذا البحث على مجموعة من القواعد أهمها
أ الترجيح بدلالة الآية عند عدم الدليل الصحيح الصريح؛ كفي م يشل تفلاء
تقديم الحديث الصحيح على غير الصحيح؛ كنيمي لق جه جلاعلا كلك
يم الحديث الصحيح الصريح على الصحيح المؤول؛ نسي بوجي
تقديم الحديث الصحيح على القياس كتتي لمم فج مهي
بيم الحديث الضعيف على القياس + حبني حب منقه.
اا عتم جيعد
تقديم فعل النبي مي على فعل الصحابة عند التعارضء كملفي مي ؛ لحني دعي عق جح
تقديم الحديث الصحيح الصريح على عمل أهل المدينة صلى الله على ساكنها ؛ كصلخي
4 تقديم فعل النبي كَلةِ الخاص على قوله العام عند التعارض؛ كطفي
ابوب
٠ _تقديم قول النبي فل الصحيح الصريح على فعله المزول عند التعارض؛ قي سي م4
١١ 2 تقديم رأي الصحابي الذي عنده زيادة علم على غيره من الصحابة عند التعارض؛ محجاضي
لجوج
7 الترجيح بأقوال الصحابة؛ كأن يتأيد الحديث المعارض بأقوال بعض الصحابة؛ فالأخذ
بالمؤيد أولى ؛ كفي ص لامب ول فت سمج
7 الترجيح بالقواعد الأصولية؛ كالعمل بالمطلق مالم يأنه مقيدء والأخذ بعموم م النص مالم
يخصصه دليل؛ فيقدم هذا الدليل على الدليل العام؛ وتقديم المنطوق على المفهوم؛ كطفيسية-؟؛
الجعب يمعي ينهي ع مق يهلا
الترجيح بالمقاصد الشرعية عند عدم الدليل الصحيح؛ أو تساوي الدليلين؛ كفي
٠ التخريج
ويتمثل في الأمور التالية:
المنهج المتبع في إعداد البحث 7
أ عزو الآيات القرآنية: بذكر اسم السورة ورقم الآية بين معقوفين» مع وضع ذلك في صلب
البحث للتخفيف من إثقال الهوامش»
تخريج الأحاديث تخريجاً تفصيلياً بذكر اسم المصدر الحديشي؛ وبعده اسم الكتاب
صلب البحث.
وإذا تكرز الحديث أذكر أنه تقدم تخريجه» ثم أخرجه باختصار بذكر اسم المصدر الحديثي؛ ورقم
الحديث فيه؛ وهذا في أغلب البحث.
أخرجه من مصدر حديثي آخر إلا لفائدة في لفظ غيرهماء
و"مسند الإمام أحمد". و*موطأ الإمام مالك*
وإذا لم أجدٍ الحديث في الكتب السابقة رجعت إلى المصنفات والسئن الأخرى حسب ما توافر
ذكر درجة الحديث من العلماء الأثبات وأكتفي بحكمهم عليه؛ وأما إذا لم أجد ذلك وهذا نادر فإن
داود اكتفيت بسكوت أبي داود عليه؛ وإلا قمت بدراسة الحديث لإثبات الحكم عليه؛
في ضوء قواعد مصطلح الحديث» وأضع الحكم عليه دون ذكر الدراسة.
وألتزم بالنقل عن المصدر الحديثي إلا إذا لم يتوافر عندي أو لم أستطع الوصول إليه فإني أذكر من
ذكر الحديث عنه.
عوفؤٌ قدر الإمكان أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم؛ وإن كان رأياً فقهباً لصحابي
اكتفيت بالعزو إلى المصادر الفقهية أو شروح الحديث - الذي ذكرته.
إذا ورد في صلب البحث: اسم كتاب أو مكان» أو مقياس أو موازين» فإني أقوم في الهامش بما
ا أعرف بالأمكنة من كتب معاجم البلدان أو من شروح الحديث
أعرف بالمقابيس والموازين ولا أرجع فيه إلى الكتب القديمة بل أذكر مقدار ما يساويها من
المقاييس والموازين الحديثة؛ وأكثر اعتمادي في ذلك على كتاب *الفقه الإسلامي وأدلته* للدكتور
وهبة الزحيلي؛ حفظه الله.
وأضرب صفحاً عم اشتهر من هله الأبور.
وأما الأعلام فقد أخرت ترجمتها إلى آخر البحث» كي لا الهوامش+
حسب وُرُودِ صيغتها في صلب البحث؛ لا باعتبار الاسم الحقيقي» وكذلك ترجمت هناك للأعلام
١ التفسير والشرح:
لقد كانت الهوامش ولله الحمد غنيةٌ بالتفسير والشرح وذلك حسب ما يقتضيه المقام؛ فقد
-١4 إبراز ما ينبغي إبرازه من الكلام؛ ويكون بحرف لخين» لتسهيل المراجعة؛ ولبيان أهميته.
: كيفية النقل عن المصادر أو المراجع ١٠
؟- وإذا ثقلت قولاً للنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وضعت القول بين أربعة أقواس
هلالية ١ 0
المصدر بدون أن أُصَدْره بكلمة (انظر)ء
وإن نقلت الكلام مع تصرفٍ في العبارة ومع المحافظة تماماً على مضمون الكلام المنقول -
صذرت العزو في الهامش بكلمة (انظر)ء
الأن المعاجم يعرف ترتيبها على المواد.
١١ وأذكر اسم صاحب المصدر غالبا لأول مرة مع مصدره؛ ولا أذكر معلومات النشر عن
في الاختصار؛ وعدم التكرار» فقد ذكرتها في قائمة المصادر والمراجع.
ب الأقوال في المسألة اله
لم أسر في ترتيب الأقوال حسب الطريقة الفقهية المعروفة؛ وذلك بذكر رأي الحتفية ثم المالكية+
١8 ترتيب الأدلة في أول كل مسألة فقهية:
أول ما أذكر من الأدلة الآيات من القرآن الكريم؛ ثم أ
١8 عند بيان المسألة الفقهية أذكر أهم الأدلة الواردة في المسألة من حيث القوة والوضوح» ولا
ن أربعة أقواس 8 8-» أو ذكرت في الهامش
وترتيب الأحاديث
بر الأحاديث ال