بمثابة مفتاح مُيَسُر لكل قارىء وباحث ؛ يتعرف من خلال أجزائه العشرة على كدوز
« المسند » » ويكتشف ما اعترى نسخ « المسند » ونصوصه المطبوعة و المخطوطة خلال
القرون الماضية من سقط وأوهام وأخطاء +
ومؤلفه : هو الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعاال وأرضاه » الإمام المحدث
المجدد ؛ الذي وعى المسند وعرف مكانته بين كتب السنة ؛ وألف كتاباً في الدفاع
عنها ؛ وصنع له أطرافاً » ليسهل عليه الاغتراف من بحره الزاخر » والاستشهاد في جميع
كتبه بما لا يُحصى من طرقه ورواياته » وكأن ١ المسند » قائم نصب عينيه وحاضر على
طرف لسائه .
في فن الأطراف » أمضى سبع سنوات يعمل في تحقيق ١ أطراف المسند » والتعليق عليه »
أرادها
له سبحانه على ما توافر له من شرف الموضوع ؛ وروعة التأليف ؛ وإتقان التحقيق » وجمال
الطباعة والإخراج ؛ ولله عز وجل الفضل والمنة أولاً وآخراً
الناشر
حاتف دار ابن كثير
دمشق - بيروت تعلق ..- بووت
)١( وسماه القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد » وهو كتاب مطبوع ومشهور » وقد ألحقه الم حقق
بشم الله الرحمن الوحيم
الحمد لله ولي المتقين ؛ وعون المسترشدين » والصلاة والسلام على قائد العُرّ
المحجلين ؛ سيدنا محمد عل ؛ وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد :
« فإ حديثٌ المصطفى عليه أفضل السلام به تُعرف سبل الإسلام » وثبنى عليه أكثر
الأحكام » وتُؤخذ منه معرفة الحلال والحرام ؛ وهو لين لما في الكتاب العزيز من
وقد قو جماعة من الأكمة ما وقع إليهم من حديه تَ وصتفوه أصنافاً في قديمر
الدهر وحديثه » وكُلّ منهم لم َل في طلب الحديث جهده » وبعضهم أل من متفرقة
مما حصل لدينا : مسندٌ الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حتبل رحمه الله .
المقدّمٌ في معرفة هذا الشأن » والمعترفٌ بفضله عند الفِرْقٍ في سائر الأزمان » والكتَابٌ
كبر القَدْرِ والحجم ؛ مشهورٌ عند أرباب العلم .
ومع جلالة قذرٍ هذا الكتاب ؛ وَحُسْنٍ موقعه عند ذوي الألباب » فالوقوفٌ على
التقصود منه متسر »وار بالمطلوب منه يغير تعب متعذر » لأنه غير مرت على أبواب
الُّن ؛ ولا مهَّسِ على حروف المعجم لتقريب السنن » وإنما هو مجموع على مسايد
الرواة من الرجال والنساء ؛ لا ب طلب منه حديثاً من الملال
من من من انوع من
والعناء 6 .
ولقد قَيِّضَاللهلخدمة هذا ١ المسند » الحنبلي أئمةٌ عاملين » ودعاةً مخلصين » أفنوا
أعمارهم » وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الاستفادة من هذا المسند من تبويبٍ على
الأبواب الفقهية » ومن ترتيب لأسماء الصحابة ومن روى عنهم إنْ كانوا مكثرين مع
ذكر أحاديثهم » ومن جمع, للرواة مع ذكر ما قبل فيهم من جرح وتعديل ٠
ومن هؤلاء الأئمة شيخ الإسلام » أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد
ابن حجر الكناني العسقلاني » صاحب هذا الكتاب :
الأطراف » يُعلل فيها بعض الأسانيد » ويحكم عليها ؛ وينقد رجالا .
نيت هذه الموسوعة على أساس من الدقة العلمية في الترتيب الإستادي من الصحابة
رضي الله عنهم والتابعين وأنباعهم حسب التسلسل الجا +
والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب » وأن يوفقنا لخدمة كتب الس المطهرة على الوجه
الذي يُرضيه ؛ وترضى به عنّا ؛ وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ؛ إنه سميع مجيب +
وقد
)١( هذه عبارة الحافظ ابن عساكر في مقدمته لكتابه ١ ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديكهم أَحمدُ بن
حبل في المسند » ص 4؟- 33 مع الاختصار
هذا العدد باعتبار أطراف الأحاديث المذكورة في تراجم هذا الكتاب ولكنْ إذا اعتبرنا في تعداد الأحاديث
سد كُل حديث م هو عاد المُحْدَّلين فلغ أضعافٌ هذا العدد
وهي تشتمل على سبعة مباحث :
+ ترجمة موجزة للمؤلف -١
- فنّ الأطراف .
© - ترجمة للإمام أحمد » وابنه عبد الله » والقطليعي .
4 - الكلام على المسانيد ومسند الإمام أحمد .
© - الكتب المؤلفة لخدمة المسند .
+ - فوائد إخراج هذا الكتاب .
ل - أهمية هذا الكتاب وبيان محتواه ومنهجه +
+ - بان الخطّة المتبعة في تحقيق هذا الكتاب .
المبحث المهل
ترجمة المؤلف الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
- مولدة .
١ مناصية .
اللبحث الأول
ترجمة المؤلف الحافظ ابن حَجّر رحمه الله تعالى*
هو شيخ الإسلام » وأوحد الأئمة الأعلام » حافظ العصر » وخامة المجتيدين » قاضي
القضاة » أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن
أحمد الكناني » العسقلاني الأصل » المصري المولد والنشأة » الشافعي المذهب .
اشتهر الحافظُ رحمه الله تعال بابن حجّر بفتح الحاء المهملة والجم - واختلف هل هو
امشار إليهاا؟ .
ولدَ في الثاني والعشرين من شهر شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة بالقاهرة » في
أسرة مشهورة بالعلم والفضل والأدب » فأبوه نور اين علي ات 1777 ) كان رئيساً
من وجوه القوم ؛ وعالما يتصف بالعقل والمعرفة ؛ يُصدر الفتاوى ؛ ويقوم بالتدريس +
3 6 مصادر ترجمته : « رفع الإصر » 85:01 لحظ الألحاظ ؛ ص 217 © وه الضوء اللامع ٠
وه التبر المسبوك » ص 370 ؛ وه الجواهر والسدرر » » ود حسن المحاضرة 4 01 797 م » 7+
8 7 + وه طبقات الحفاظ + ص 547 » وه ذيل تذكرة الحفاظ 6 ص 80 ؛ وه القلاشد الجوهرية
1976 ؛ ود شذرات الذهب 34 : ١ + ود درة الحجال » 3817 : ١ » وه مفتاح السعادة » 7١
+ 81721 4 ود جمان الدرر في ترجمة شيخ الإسلام اين حجر » ( مخطوط ) + وه البدر الطالع + ٠
307/11 8 ود فهرس الفهارس
80001 انظرة الجواهر والدررة )١(
وعم أبيه فخر الدين عنمان بن محمد بن علي (ات 4٠ل ) © كا الشافعية في
لم يُكمل أربع سنين .
أدخز ل الحافظ رحمه الله تعال الكتَّاب بعد كال مس سين + وقد وهيه اللقوة الذكاء ©
وسرعة الفهم © وا د الحافظة » وسرعة الحفظ بحيث ك١ كُلّ يوم نصف حزب »
وبلغ من أمره في ذلك أنه حفظ سورة ميم في يوم واحد » وأنه كان في أكار الأيام يُصح
الصفحة من « الحاوي » الصغير » ثم يقرأها تملا مرة أخرى ؛ ثم يعرضها في الثالثة 5
ولم يكن رحمه الله تعال سه بالمدرسة على طريق الأطفال » بل كان سفْطه تأملاً على
طريقة الأدباء في ذلك غالباً ٠
قرأ رحمه الله تعالى القرآنَ تجويداً على الشهاب أحمد بن محمد ابن الفقيه علي الحْيُومِي
وت 207 ) » وحفظه على مؤذّبه صدر الدين محمد بن محمد بن عبد الرزاق الفط
القاضي الحافظ جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة (ات 8117 ) في كتاب « عمدة
الأحكام » للحافظ عبد الغني المقدبي (ات 100 ) ؛ فكان أولَ شيخ بحث عليه في علم
الحديث .
ثم فتر عزمه فلم يشتغل بالعلم إلا بعد استكمال سبع عشرة سنة » واشتغل بطلب
ما غلب على العادة طلبه من أصل وفرع ولغة ونحوها ؛ وطاف على شيوخ الدراية ٠
عنده » فعلق بذهنه الصافي الرائق شيءٌ كثيرٌ من أحوال الرواة -
ونظر في فنون الأدب من أثناء سنة ال
فيه وساد » وطارح الأدباء ؛ وقال الشعر الرائق » والتغر الفائق +
وحَبِّبَ الله إليه الحديث ؛ فشغف به وأقبل عليه بكليته » فكان أول سماعه للحديث
وتسعين فاق فيها ؛ حتى كان لا يسمع
من مُسْبد الحجاز الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد النشاوري (ات 7140 )؛ وهو
أول شيخ سمع عليه الحافظ ابن حجر ١ صحيح البخاري +
وكذلك سمع ١ صحيح البخاري » من الصلاح أبي علي محمد بن محمد الزَْْاوِي
لات 44ل ) بقراءة ولي الدين الترَْنبي (ات 3287 ) .
ثم في سنة ست وثمانين سمع ١ صحيح البخاري ؛ بمصر على عبد الرحيم بن عبد الوهاب
ابن رزين!؟ (ات 14١ ) .
وكان إقباله على الحديث والعناية بطليه بعد سئة ست وتسعين فإنه - كا كتب بخطّه
رحمه الله تعالل . رُفع الحجاب ؛ وُفتح الباب » وأقبل العزم المصسم على التحصيل »
ووفق للهداية إلى سواء السبيل +
فأخذ عن مشايخ ذلك العصر » منهم الحافظ زين الدين أني الفضل عبد الرحم بن
الحسين العراقي (ات 8005 ) » فلازمه عشرة أعوام وتَخْرّجَ به وانتفع بملازمته » وهو أول
من أذن له في التدريس في علوم الحديث ؛ وكان إذنه له في سئة سبع وتسعين .
وقرأ على الصدر سليمان بن عبد الناصر الإبشيطي (ات 811 ) شيئاً من العلوم +
)١( قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعال : د سمحت عليه بقراءة مُحدّث مكة أني حامد بن ظهيرة » . انظر
+ الدرر الكامنة 6 7 :3617 .
وأخذ العربية والفقه والحساب عن شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن القطان
وت 817 ) » وهو أول شيخ له في الفقه .
وأخذ الأصول عن العزّ ابن جماعة (ات 815 ) » وتفقّه على شيخ الإسلام سراج
الدين البلقيني ات 805 ) » وهو أول مَنْأَِنَ له بالإنتاء والتدريس » وجَدّ في العلوم
فبلغ الغاي القصوى ؛ وصار كلامه مقبولاً عند أرباب سائر الطوائف ؛ لا يعدون مقالته
لشدة ذكائه » وقوة باعه .
ومسموعاته كثيرة جداً لا تدخل تحت الحصر » وقد أفرد لها تصنيفاً سمه ؛ المعجم
المفهرس » رَتبّه على أسماء الكتب!" .
لم يقتصر ابن حجر رحمه الله تعالى على شيوخ عصره في مصر » وإنما طلب الحديث
في أماكن كثيرة ؛ فسمع بالحجاز وهو صغير » وتوجّه إلى ابمن في سنة ثمان مئة © فلقي
كثيراً من العلماء والحفاظ » منهم إمام اللغة والأدب مجد الدين محمد بن يعقوب الفِيرُوزَابادي
الشيرازي (ات 817 ) ؛ قتناول منه بعض تصتيفه المشهور « القاموس المحيط 6 © وأذن
ورحل إلى دمشق سنة اثنتين وثمان مئة » فنزل فيها على صاحبه الصدر علي بن محماد
ابن محمد الأمي لما كان بينهما من المودة » وأدرك فيها بعض أصحاب القاسم ابن عساكر
»)0 جمع الحافظ ابن حجر أسماء شيوخه في كتابه : 9 المجمع المؤسس بالمعجم المقهرس © + وجمع نحت ترجمة
(3) ذكر الحافظ السخاوي عيون مروياته في « الجواهر والدرر م ص 1708 - 707
مالأ