تيسير الناسك لأداء المناسك.
الأفضل التعجيل بالحج:
على قولين:
والأفضل التعجيل به للمستطيع عند عدم الموائع الشرعية, لأن الآجال غير
معلومة؛ ولا يدري المسلم مايكون في غده؛ فقد يمرض؛ وتذهب الاستطاعة؛ وتعرض
فيه رحلة الله الني تكفر الذنوب وتشرح الصدورء وتزكي النفوس» وتسمو بالأرواح.
ويجب على كل من أراد الحج إخلاصه لله تعالى وصيانته من شوائب رياء أو
المعاصي؛ والنفقة من حلال فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب»
17 الحديث أخرجه أب دود في سنه ؛ كتاب النامك ؛ باب فرض الحج :1887 حديث
(©) اختلف أصحاب مالك في وجود ج على الفور أو التراخي» فقال المتأخرون من أصحابه:
سلوك المسلم.
حكمة الحج؛
والحج يسر على المسلمين الاجماع والتشاور فيما يتهم؛ وقيما يهمهم في مكان
محدود وزمن معلوم متناسين ما بينهم من خلافات ونفوسهم متفتحة بمعاني الإيمان»
وقد غسلت أدرانها بأفعال الحج والعمرة.
ففي هذا اليوم يجتمع أبناء أمة الإسلام على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم
في صعيد واحد؛ في زمان واحد؛ ومكان واحدء على أداء عمل واحد؛ بلباس واحد»؛
وقصد واحد؛ ودعاء واحد؛ يدعون ربا واحداً؛ ويتوجهون لبيت واحاء.
فهذا السك العظيم يصهر ما بين الأمة من فوارق العرق واللون واللغة والأقليم
والطبقة؛ فحوحد الأهداف والغايات؛ حتى يشعر الجميع بأنهم أمة واحدة؛ كما أراد الله
والحج مؤتمر إسلامي عالمي» لم يدع إليه ملك أو رئيس أو أمير» بل دعا إليه الله
شروط وجوب الحج والعمرة :
العمرة على المسلم خمس شروط» وهى واجبة لقول الله تعالى:
+ وكذلك لحديث عائشة رضي الله عنها: «يارسول الله: هل
ري في صحيحه ؛ انظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ كتاب
سورة البقرة :آي :143 ١
تيسير الناسك لأداء الناسك
على النساء من جهاد؛ قال: نعم عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة؛''.ويحضح
-١ الإسلام؛ فغير المسلم لا يطالب به ولا بغير الحج من العبادات؛ لكون الإيمان
شرطًا من صحة الأعمال وقبولها. فالكافر ليس من أهل العبادات؛ قال تعالى:
"- العقل؛ فلا تكليف على المجانين؛ لأن المجنون فاقد الأهلية, والعقل أساس التكليف.
القلم رفع عن المجنون حتى يفيق؛ وعن الصبي حتى يدرك؛ وعن النائم حتى
يستيقظ ؟»"”'ولكنه ليس بشرط للصحة. فلو حج الصبي والعبد مح حجهماء
سبيلاً!*' , والاستطاعة تتحقق بالآني:
-١ أن يكون مريد الحج مالك للزاد؛ وذلك ما يصح به بدنه ويكفي من يعوله
كفاية فاضلة عن احتياجاته الأصلية من ملبس ومسكن ومواصلات وغير
978/7١ الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه ؛ كتاب المناسك؛ باب الحج جهاد النساء: ١
7401 حديث رقم
(7) سورة 1
(©© الحديث أخرجه البخاري في صحيحه » انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ كتاب
الحدود؛ باب لا يرحم المجنون المجنونة: 17١٠/17 حديث رقم 1/016
المحج
الزواج؛ وخاف على نفسه الضرر الصحي أو الوقوع في الفاحشة؛ قدم التزوج
- الراحلة: وهي التي تمكنه من الذهاب والإياب» سواءً أكان ذلك عن طريق
مكارم الأخلاق مع رفقته؛ وأن يذل لهم المجهود من غير مضرة؛ ولاسيما بذل
الماء لذوي العطش» وقد سعل النبيه عن أبر الحج؛ فقال: «إطعام الطعام»
لين اللاي"
د - أن تكون الطريق آمنة؛ ليأمن الحاج على نفسه وعلى ماله.
وقد فسر العلماء الاستطاعة بالزاد والراحلة؛ وذلك لحديث أنس رضي الله عنه
قال: قيل يا رسول الله ما السبيل؟ قال: « الزاد والراحلة »؛ وروى ابن عمر رضي
الله عنهماء قال: جاء رجل إلى النبي ؛ فقال يارسول الله؛ ما يوجب الحج؟ قال:
والاستطاعة شرط للوجوب؛ فلو تجشم غير المستطيع المشقة؛ وسار بغير زاد وراحلة
يجب عليه ؛ لأنه عبادة تطول مدتهاء وتتعلق بقطع ساقه وتشترط لها الاستطاعة
704/4 أخرجه الإمام أحمد في مسندة: )١(
تيسير الناسك لأداء المناسك.
بالزاد والراحلة » ويضيع حقوق سيده المعلقة بهم(" .
وفي حاضرنا انتفى هذا الشرط لعدم وجود الرق وتمتع جميع المسلمين بالحرية.
فضائل الحج :
فعل أعمال البر مع اجتناب أعمال الإثم؛ فإن دعا الحاج لنفسه ولا دعا له غيره بأحسن
والحج فيه توسيع لأفق المسلم الثقافي؛ ووصل له بالعالم الكبير من حوله.
فهو من الجانب المادي فرصة متاحة لتبادل المنافع التجارية بين المسلمين.
كعرفات والمشعر الحرام؛ وقيل: المغفرة؛ وقيل: العجارة. قال مجاهد وعطاء: أي
ليحضروا منافع لهم؛ أي ما يرضي الله من أمر الدنيا والآخرة!”".
والحج تدريب عملي للمسلم على السلام» واشرابه روح السلام» وعلى المبادي الإنسانية
ووحدة في العمل والقول. فلا إقليمية ولا عنصرية ولا عصبية للون أو جنس أوطبقة.
فشي الحج تتحقق المساواة التامة بين الناس في مظهرهم؛ وحقوقهم» وواجباتهم؛ فلا
أداء مناسكهم سواء في الوقوف بعرفات؛ أو عند المشعر الحرام أو أثشاء رمي الجمرات
(9) سورة الحج:
() تفسير القره
المحج
والحج يعود الناس على التخلي عن البخل والشح؛ فينفق الحاج في سبيل الله
ويكثر من العطاء والبذل؛ وتراق الدماء من الأضحيات والقربات؛ فيستفيد الكل من
ذلك؛ ويكسبون الأجر من الله عز وجل. وهذا بلا شك يحقق التكافل والتضامن ين
وأرض الحج أرض أمن وأمان؛ فقد شمل الأمان حتى الطير في الجوء والصيد في
البرء والنبات في الأرض.
عن عمر بن المخطاب رضي الله عنه عن النبيه قال: «تابعوا بين الحج والعمرة»
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي# : «من حج لله فلم يرفث؛ ولم يفسق رجع
- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا
نجاهد؟ قال لها: لكن أفضل الجهاد حج مبرورن!*'.
- وقال ن#: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهماء والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجدة؛ 0" .
(1) أخرجه ابن ماجه في سننه؛ كتاب المنامك» باب فضل الحج والعمرة؛ 474/7 حديث رقم /7//0.
(7) أخرجه البخاري في صحيحه؛ كتاب الحج؛ باب فضل الحج المبرور: 867/7 (1448)؛ ومسلم
في صحيحه؛ كتاب الحج ؛ باب في فضائل الحج والعمرة ويوم عرفة: 04/7/17 138
(4) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ؛ كتاب الحج ؛ باب فضل الحج المبرور. انظر: صحيح
البخاري بشرح الكرماني: 54/7 حديث رقم (1471) +
(5) الترغيب والترهيب للمنذري :177/7 -
(7) أخرجه البخاري في صحيحه؛ كتاب العمرة» باب العمرة؛ وجوب العمرة وفضلها: أنظر: فتح
الباري: 647/17 ومسلم في صحيحه؛ كتاب الحج» باب فضل الحج والعمرة. انظر: صحيح
مسلم بشرح النووي: ١1147111774
تيسير الناسك لأداء المناسك ا
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «سأل رجل رسول اله أي الأعمال أفضل؟ قال:
إيمان بالله, قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل اللهء قال: ثم ماذا؟ قال حج مبروره "١.
وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله 8#: «الحج جهاد كل ضعيف؛.!""
عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي؛ أن أباه أخبره عن أبيه أن
إبليس؛ لما علم أن الله عز وجلّ؛ قد استجاب دعائي؛ وغفر لأمتي ؛ أخذ التراب فجعل
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت جالسا مع رسول الذقة في مسجد
)١( الحديث أخرجه النسائي في سننه؛ كتاب الجهاد؛ باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز
() أخرجه ابن ماجه في سننه؛ كتاب المناسك؛ باب الحج جهاد النساء: 8740/1 حديث رقم
(7) أخرجه ابن ماجه في سننه؛ كتاب المناسك؛ باب الدعاء بعرفة: ٠٠٠7/7 , حديث رقم ١7017
وأما وقوفك عشية عرفة؛ فإن الله تعالى يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة
مغفوراً لكم ومن شفعتم له».
وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات الموجبات.
شعرة حلقتها حسنة؛ وتمحى عنك بها خطيئة. قال يارسول الله فإن كانت الذنوب أقل
وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك؛ فيأتي ملك حتى تضع
يديه ين كتفيك فيقول: اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى"".
+770 رواه الطبراني في الأحاديث الطوال» بتحقيق د/حمدي السلفي: ص )١(
١111-1107 وانظر: الترغيب والترهيب للمنذري:
تيسير الناسك لأداء المناسك.
ثم كان سؤال الثقفي عن السؤال؛ وقد أجابه رسول اله كما أخبر الأنصاري
قبل ان يسال.
حج الصبي والعبد:
وعن السائب بن زيد قال: «حج بي رسول اله في حجة الوداع وأنا ابن سبع
وعن جابر قال: حججنا مع رسول الله ومعنا النساء والصبيان فابينا عن
قال ابن قدامه: «فإن بلغ الصبي أو عتق العبد بعرفة أو قبلها غير محرمين»
,0 أخرجه ملم في صحيحه؛ كتاب الحج؛ باب صحة حج الصبي وأجر من حج به 44/4
() الحديث رواه البخاري في صحيحه؛ كتاب الحج؛ باب حج الصبيان: ١4/7 -
(©» المجموع شرح المهذب: /47/7 ٠