فقد اختلفٌ اناس قدياً وحديثا في حكم الدخان بين محلل ومكرو وخرم»
ومجمل ومفضّل» أو معط نفسه هواهاء غير مهتم بحكي فقهي أو بتحريم وتحليل»
وقد صنَّف كثيرٌ من العلماء - قدياً وحديثاً - الكتب والرّسائل في حكم شرائه
وبيعه» والمطبوع منها أغلبه للمحدثين» على الغم من كثرة كتابة الأقدمين فيه؛ فقد
آحصيثُ - حسب وسعي وعلى وجه الشرعة - نحو تسعين كتاباً ورسالة أت في
والشمةٌ العامَّةٌ لكتابات الأقدمين في الدخان عدم وقوفهم على آضراره
آضراره الاقتصادية ويذكر آَدلَةٌ أخرى» حقها الطرح والنابذة - على حد تعبير
شيخنا مرعي رحمه الله تعالى - وتجد المحلل أو المكرة له» يصرَّح بحرميه إن ثبت
يناسب الّحريم والدوران» فإ التحريم يدور مع المضاره.!
فالشيخ عبدالغني بن إسماعيل بن عبدالغني التّابلسي (المتوفى سنة 1147 ه -
ويجعلها فيصلاً للمختلفين فيه؛ ويسّيها ب «الصُلح بين الإخوان في حكم إباحة
فهو حرام
والشيخ مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي (المتوفي سنة ٠١77 ه - 1377 م
في رسالته هذه» الموسومة ب «تحقيق البرهان في شأن الدخان الذي يشربه الناس الآن»
بعناية ومزيد تعب» وعلى الرُغم من ذلك؛ فقد صرّح بحرمته في مواطن من
رسالتو» ولق الحرمة على تحقق ضرره.
وقد شرح الشصدري لتحقيق بعض الرّسائل التي ألفت في الدخان» وكان في
عزمي أن أشتغل بثلاث رسائل + كيت فيه ؛ لمحلل ومكرو ومحرم + لكي يوقن
)540 111( مجموع فتاوى ابن تيميّة )١(
(1) وقد صرّح بهذا جاعةٌ من العلماء وعل رأسهم الشرقاوي والشوكاني واللكنوي وغيرهم» كما
سيتضح لك إن شاء الله تعالى .
وتأكد لي ذلك بأن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (ت 1748 ه) قال في رسالته «إعلان الحجة.
وإقامة البرهان على منع ما عم وفشا من استعيال عشبة الدأّخان» (ص 154) بعد أن لخص موقف الشيخ
مرعي من الدخانء قال: «وكأنه رحمه الله لقرب العهد بظهور التدخين» لم يتحققى عنده إضراره لغالب
الناس» وإلا لما تأتى له أن يقول بإباحته؛ وبأنه لا دليل على تحريمه؛ لأن تحريم المضر والمخدر والمسكر
معلوم لدى كل أحدء وأدلته كثيرة؛ والله أعلم»
علب
الفتون بحله في هذه الأآيام؛ أَنَّ الخلاف الواقع في شأن الدخان «خلاف زمان وأوان
وليس خلاف دليل وبرهان» ولكن دما لا يُدرك كله لا ترك جلَه» فوقع اختياري
على رسالة الشيخ مرعيء لشهرته ومعرفة طلاب العلم وأهله له ولأنّه كاد أن
يثبت ما له وعليه في حكم شريه على وفق المتعارف عليه من أضرارٍ في أوانه
العيال» بسبب ضياع معلوم تدريسه بجامع طولون» بحيث ضاع المستحقون» ولهذا
«إِنَّ هذا الدخان الذي يشربه النّاس؛ ليس هو أولى بالحكم - حم ومعن -
يسع من له أدنى تأمل وممارسة بالفقه أن يقول بتحريمه» فإن سلّم حلَّه؛ فالفرق بينه
وليأت بدليل التحريم فِقُلٌ
عَانوا بَُالكُمْ إن كُتكُمْ صَادِقينن» وإن ادعى تحريم بلع دخان الثّار؛ نودي عليه
بالمكابرة والمعصية لترويج قوله» .
فهذه مغالطة منه للخصم» أو نسيان أو تناس للفرق بين الدّخائين» وإلّ
لأنّه ليس أول بالحكم - حسَّاً ومعنى - من دخان القدر» والمنصوص عن الحنابلة -
وهو مذهب الشيخ مرعي - وغيرهم» عدم الإفطار من ابتلاع غبار الطريق!".
)١( انظر: «المغني مع الشرح الكبير» (© / )4١ و لحاشية الببجيري عل شرح منهج الغلاب
/١( 173 - 74 وانظر نصنّ الفقهاء عل إفطار من تناول الدّخان في: «حاشية الطحطاوي على مراقي
الفلاح» ( ص: 714 )؛ و « أسهل المدارك 8 (1 / 414 )؛ و «حاشية البيجوري» ١( / 307)؛
و «حاشية إعانة الطالبين» (؟/ 87©)» وفي مخطوطة «نصيحة الإخوان»: «وخالف بعض الشافعية لا <
تحمل الشسخة التي توفرت لي عنوان «تحقيق البرهان في شأن الدخان» ووقعت
الأثرني أعيان القرن الحادي عشر» 29 / 304)» ودالئعت الأكمل لأصحاب الإمام
أحمد بن حنبل» (ص: 147): و «مختصر طبقات الحنابلة» (ص: »)1٠٠0 و «أعلام
من أرض السّلام» (ص: 477)» فجاءت في هذه المصادر تحمل عنوان: 'تحقيق
الزيادة للنسختين المخطوطتين» الموجودتين في غوطا (بمدينة هالة الأّمانية الشرقية)
وفي القاهرة» دار الكتب المصرية .
وذكر البغدادي في «هدية العارفين» (7 / 7 هذه الرسالة مع هذه الزيادة
ونسبة هذه الرّسالة للشيخ مرعي لا شك فيهاء والأدلّة على هذا:
أولاً: إن شارح «غاية المتهى» وهو الشيخ مصطفى بن سعد بن عبده
الرحيباني الحنبلي المشهور ب (السيوطي) المنوفى سنة (1747 ه - 1877 م) صرح
-< عن دليل حتى قال إنَّه - أي: الدخان - لا يُفطُر الصّائم في رمضان» وهو من الهذيان ! لتجسد ما
يتمع منه؛ ومذهب التّافعي أن الدّخان المتجثم مُفَطر. ..0؛ ونقل الشرقاوي في «حاشيته على
بالبوصة التي يشرب بهاء وقال عن حكمه بعدم التغطير : «لأنه إذ ذاك ل يكن يعرف حقيقته»؛ وانظر
فقهاء المسلمين قال إن شرب هذا الدّخان غير مفطر للصائم».
بن للشيخ مرعي رسالة في الدخان!".
في الفقه إن الحزم لكل ذي مروءة ودين اجتناب الدّخان على وجه يشين» و «غاية
التتهى» كتابٌ مطبوع على جد ومع شرحه «مطالب أولي النهى» وهو للشيخ مرعي
على وجه اليقين.
الرسالة: «تأليف: العالم العلامة والقدوة الفهامة فريد عصره ووحيد دهره الشيخ
رابعاً: وذكر غير واحد من العلماء هذه الرسالة؛ ونسبها للشيخ مرعي»
انظر : «هدية العارفين» (7 /477)؛ و«السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة» (ص :
العديدة في المسائل المفيدة» (7/ 80)» ودالئعت الأكمل» (ص: 147)؛ والمختصر
طبقات الحنابلة» (ص: »)٠٠0 و«تاريخ آداب اللغة العربية» (؟/ 7176)؛ و«أعلام
من أرض السّلام» (ص : 4777)؛ و «غاية البيان لحل شرب ما لا يغيّب العقل من
الدخان» (ق /41/ ظ) لعلي الأجهوري» و «إعلان الحجة وإقامة البرهان على منع ما
عم وفشا من استعمال عشبة الدّخان» لمحمد بن جعفر الكتاني (ص 7ا108) -وفيه:
«ونما وقفت عليه من التآليف فيه: «تحقيق البرهان في شأن الدَّخان الذي يشربه
الناس الآن» للإمام الفقيه الملحدث ذي التصانيف الحسان. . . الشيخ مرعي بن
يوسف»-؛ و«المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حبل؟» (1/ حلاف ٠١15 ٠٠١4
)١( «مطالب أولي النهى» 60 / 717
عبداللطيف ابن الشيخ يوسف بن صالح القاسم من أهالٍ قرية كفر صور في
وتقع في )١١( ورقة؛ في كل ورقة لوحتان من القطع الصغيرء تتراوح كل
وهنالك نسختان أخريتان من هذه المخطوطة» الأول في غوطا (بمدينة هالة
الأمانية الشرقية) تحت رقم (4» 117)!'' والثانية في القاهرة» دار الكتب المصرية»
بقي أن أقول : إِنَّ الأستاذ زهير الشاويش ذكر في مقدمة كتاب «غاية المنتهى»
)٠١ /١( وفي مقدمة شرحه أيضاً «مطالب أُولي النهى» (1 / ي) إن هذه الإسالة
مطبوعة متداولةً "» بحاجة إلى مثل هذه التعليقات الحسان» والله المستعان.
136 /©( انظر: «تاريخ آداب اللغة العربية» )١(
() انظر «معجم مقابيس اللغة» (4 / 47/1) مادة (ذ
© ثم تأكدت من ذلك بقول الكتاني في «إعلان الحجة» (ص /157): «قال -أي: الشيخ
قد صرّح الشيخ مرعي في هذه الرسالة بآسماء بعض المراجع التي اعتمد
عليهاء وذلك عند نقله منهاء ونقل من بعض المراجع ولم يصرح بآسيائهاء وَإا
اكتفى بنسبة القول لصاحبه» والمراجع التي نص على آسائها هي:
١ - «الفروع» للشيخ شمس الدين المقدسي أَبي عبدالله محمد بن مفلح» المتوى
؟ - «المغني على مختصر الخرقي» للشيخ موفق الدين بي محمد عبدالله بن مد
بن قدامة المقدسي» المتوفى (170) ه.
© - «الجامع لأحكام القرآن» للشيخ أبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري
القرطبي» المتوفى سئة (171) ها
ويغلب على ظني أنه نقل أيضاً من الكتب التالية:
١ - «الآداب الشرعية والمتح المرعية» للشيخ أبي عبدالله محمد بن مفلح؛
المتوفي سنة (7717) ه.
؟ - «زاد المسير في علم التفسير» للشيخ أبي فرج عبدالرحمن بن الجوزي
القرشي» المتوفى سنة (047) ه.
© - «قواعد الأحكام في مصالح الأنام» للشيخ أبي محمد عز الدين عبدالعزيز
بن عبدالسلام السلمي» المتوفي سنة (130) ه.
؛ - بعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيميّة.
0 - «المحل» للشيخ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم المتوق سنة
+ - «معيد النعم ومبيد النقم» لتاج الدين السبكي .
تصرف في النقل» فاختصر أحياناً» وأَخّر وقد
الأقوال إلى علماء آخرين عن المراجع التي نقل عنها - إن صَحَّ تقديرُنا - دون إخلالر
عملي في ال
وبرهانء إن يتوجب على كل محقق لأيّ رسالة من الرسائل التي كُتبت فيه أن
ومن هذا المنطلق» بدأتُ بالتعليق على رسالة «تحقيق البرهان» وأوضحثُ ما
أله الشيخ مرعي رحمه الله تعال» فإَّه م يتعرض لتاريخه» ولا إلى كيفية انتشاره في
الموضيع صلاً ومُقداً لبعض الأحكام الفقهية والأصولية؛ فتعرض لسآلة
«الأصل في الأشياء الإباحة» ولمسألة «البدعة» ونقل في صفحة ونصف من المخطوط
كلام السلطان العز بن عبدالسلام في البدعة وأقسامهاء وأَشارٌ إلى الكلمة المنسوبة
دم في الأقوال آحياناً» وزاد في نسبة
للإمام الشافعئ «من استحسن فقد شَرّع» وقد كشفتُ اللثام وبسطتُ الكلامٌ عن
هذه المسائل وغيرهاء في هذه التعليقات وسكّيتها ب «التعليقات الحسان على تحقيق
البرهانت ياه الدخان الذي يشربه الناس الآن» وآستطيع أن أحخْصَ عملي في هذه
اجتهادي خاطناء وعندئل يرجم إل الأصل» ولا أكون قد شوهتُ الكتاب أو
رابعاً - ذكرثُ مواضع الآيات الواردة في الكتاب من القرآن الكريم .
وضعفاً وحسناً على ما تقتضيه قواعد علم مصطلح الحديث.
المصنف؛ خصصتها بكلام طويل في مطلع الرإسالة.
سابعاً - هذا وإني لم أترك موطناً من المواطن التي أرى ضرورة التعليق عليه
لشيء قد أضله.
ثامناً - صنعث فهارس للكتاب؛ تسهّل على القارئ الرجوع إليه؛ فكان
أ - فهرس للآيات الكريمة.
ب - فهرس للأحاديث الشريفة.
اج - فهرس للآثار.
ولا يسعني في الحختام إلا أن أتومه إل الله العلي القدير» بأن يتقبل أعيالنا