وفيما يلي أضواء على محتويات هذا الكتاب. فقد قسمته على ثمانية أقسام ؛ وكل
قسم يحتري على مباحث كالالي:
القسم الأول : في فضائل اللسجدالنبري الشريف ؛ ويحتوي على تسعة مباحث »
والقسم الثاني في آداب المسجد ويحتوي على أربعة عشر مبحثا » والقسم الشالكث في
بناء المسجد وتوسعاته على مر التاريخ الإسلامي ؛ ويحتوي على أحد عشر مبحثا ؛
وتحدثت في القسم الرابع عن محاريب المسجد ؛ ويحتوي على سبعة مباحث. وفي
القسم الخامس بيان للروضة الشريفة والمنبر والأسطوانات ؛ ويجحتوي هذا القسم على
عشرة مباحث » وقد تناول الحديث في القسم السادس عن أبواب المسجد القلرمة
وتاريخها ويحتوي على أحد عشر مبحثا. أما المنارات فقد ورد ذكرها في القسم السابع
ويحتوي على ثلاثةمباحث وفي القسم الثامن دراسة لأهم ملامح الحجرة الشريفة الي
دفن فيها البي 18 رصاحباه رضي الله عنهماء ويحتوي على عشرة مباحث.
هذا الكتاب من كتب التفسير والحديث والتاريخ وغيرها
اولت الحديث عن المسجد النبوي الشريف ؛ ولاأدعي أني
ب بة للمسجد وانما تحدثت عن أهم جوائيه +
واختزت القول الراحح في المسائل الي اختلفت فيها آراء المورخين » ولم أتعرض
الغريبة وتراجم بعض الأعلام الواردة في الكتاب.
وإنه لمن الاعتزاف بالجميل أن أتوجه بالشكر إلى كل من ساعدني في هذا العمل
بالدعاء والتوجيه والتشجيع » وأسأل الله عزوجل أن يقبل هذا الجهد وينفع به ويجعله
وأود أن يترجم هذا الكتاب إلى مختلف اللغات الحية ؛ وسوف تصدر ترجمته باللغة
الأردية إن شاء الله تعالى.
صراب فهو من محض فضل الله علي وماكان فيه من خطأ فهو مي. وصلى الله على
محمد إلياس عبد الغ
القسم الأول في فضائل المسجد النبوي الشريف
ويحتوي على تسعة مباحث
المبحث الأول : مسجد أسس على التقوى
المبحث الثاني : فضل التعليم والتعلم فيه
البحث الثالث : فضل الصسلاة فيه
المبحث الرابع : حكم الصلاة في مبنى التوسعة
المبحث الخامس: حكم الصلاة في الساحات المحيطة به
المبحث السادس: حكم الصلاة النافلة فيه
المبحث السابع : حكم صلاة المرأة فيه
المبحث الثامن : جواز خروج المرأة للصلاة فيه
المبحث التاسع : ما ورد في فضل أربعين صلاة فيه
المبحث الأول : مسجد أسس على التقوى
إن المسجد النبوي الشريف من المساجد الي أسست على التقوى وقد ثبت ذلك
من كتاب الله وسنة رسول الله 8 ؛ قال تعالى : ( لمسجد أسس على التقوى من
أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا وا لله يحب المطهرين » (1).
اختلف العلماء في تفسير هذه الآية وتعيين اللسجد الذي أسس على التقوى.
فذهيت طائفة إلى أن المراد من ذلك المسجد النبوي الشريف ؛ وهو قول ابن عمر
وزيد بن ثابت وسعيد بن اللسيب().
وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : دخلت على رسول الله 8# في بيت
بعض نسائه؛ فقلت يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ قال :
فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ثم قال: هو مسجدكم هذا. (مسجد
القول الثاني : المراد من المسجد في الآية مسجد قباء وهو قول ابن عباس والحسن
القول الثالث : إن كلا من اللسجد النبوي ومسجد قباء أسس على التقوى +
والآية تشمل كليهما ؛ أما ما ورد من تعيين النبي ها مسجده في تفسير هذه الآية
كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري فإن ذلك لدفع توهم أن الآية خاصة عسجد
قباء +
قال السمهودي (المترفى سنة 41١ ه) : "إن كلا من مسجد المدينة ومسجد قباء
يصدق عليه أنه أسس على التقوى من أول يوم تأسيسه كما هو معلوم ؛ وأنهما المراد
(1) زاد المسير في علم التفسير لابن الحمرزي (801/1)-
() صحيح مسلم- كتاب الحج. باب بيان امسجد الذي أمسئ على التقرى (8 48:1 17)
(4) زاد المسير في علم التفسير (1/7 + 8):
من الآية لكن يشكل عليه كون النبي 8# أحاب عند السؤال عن ذلك بتعيين مسجد
المدينة ؛ وجوابه أن السر في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أراد به رفع توهم أن ذلك
خاص بمسجد قباء كما هو ظاهر ما فهمه السائل » وتتويهاً عزية مسجده الشريف
لمزيد فضله" (1).
وقال ابن حجر (المترفى سنة 8.57 ه) : إن السر في جوابه بأن اللسجد النبوي
الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء 9) وقال
وقال ابن كثير : ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله ل لما سثل عن السجد
الذي أسس على التقوى من أول يوم ؟ فقال : "هو مسجدي هذا " » فإن الآية إثما
نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر » ولكن إذا كان ذلك أسس على
التقرى من أول يوم فمسجد رسول الله ا أولى بتسميته بذلك 9) ٠
المبحث الثاني : فضل التعليم والتعلم في مسجد النبي 8 .
إن الاشتغال بالعلم عبادة مفضلة تقرب العبد إلى الله ؛ ويزداد هذا الفضل إذا كان
التعليم والتعلم في مسجد رسول الله 8 فقد روي عن أبي هريرة قال : معت
بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظرالى مماع
>)41/7( وقاء الوقاء )١(
فتحر لباري (1/ه:1)+ )1(
الصدر السابق )©(
(4) تفسير ابن كير (ه/464 )+
غيره.(١) (حديث صحيح). وعن أبي أمامة الباهعلي عن النبي #8 قال : "من غدا
إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاها حجته"(0) ٠
المبحث الثالث : فضل الصلاة في مسجد رسول الله 8 .
إن الصلاة في المسجد النبوي الشريف تعادل ألف صلاة فيما سواه من المساجد »
وفي بعض الروايات أنها أفضل من ألف صلاة فثراب الصلاة الواحدة في هذا السجد
الشريف أكثر من صلوات ستة أشهر في عامة المساجد ؛ فقد روى ابن عمر عن الني
نا قال : "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
لقد ذكر العلماء في شرح هذا الحديث عدة مباحث ونوجز فيما يلي أهم هذه
اتفق العلماء على أن فضل الصلاة في مسجد رسول الله ف يرجع إلى الشواب ولا
.)17:/17( سنن ابن ماحه . المقدمة رقم (177) الفتح الرباني لنزتيب مسند أحمد )١(
() العحم الكبير للواني (111/8) حديث رقم 412ل
() مجمع الزوقد للهيشي )177/١(
(8) صحيح مسلم -كتاب المج - فضل الصلاة تمسجدي مكة والمدينة (5 46:1 17) +
صحيح البخاري -كتاب فضل الصلاة في مسد مكة والمدينة (0 31 114)
(*) انظر : إعلام الساحد بأحكام امساحد للزركشي ص 147 » فتح الباري (14/7).
المبحث الرابع : حكم الصلاة في مبنى التوسعة .
إن الزيادات والتوسعات الني حدثت في المسجد النبوي تأخذ حكم السجد في
الفضيلة ومضاعفة أجر الصلاة. وسلف هذه الأمة متفقون على ذلك ؛ وهو رأي
جمهور المتأخرين.
كما قال المحب الطبري('ا): "إن المسجد المشار إليه في حديث المضاعفة هو ماكان
في زمنه ف مع ما زيد فيه لأخبار وآثار وردت في ذلك".(©
وقال زين الدين بن رحب : "وحكم الزيادة حكم المزيد فيه في الفضل أيضا ؛ فما
زيد في المسجد الحرام ومسجد النبي ته كله مسجد والصلاة فيه سواء في المضاعفة
والفضل » وقد قيل إنه لا يعلم عن السلف في ذلك خلاف وإنما خالف فيه بعض
المتأخرين من أصحابنا".(0)
وقال ابن "ومسجده كان أصغر مما هو اليرم وكذلك المسجد الحرام لكن
زاد فيهما الخلفاء الراشدون ومن بعدهم وحكم الزيادة حكم المزيد في جميع
ويرى بعض المتأخرين أن الفضيلة مختصة تمسجد رسول الله ا الذي كان في
زمانه دون ما زيد فيه بعده ؛ وذلك بناء على الإشارة الراردة في قوله : "في مسجدي
قال النوري (المتوفى 217776ه) : "إن الحديث الصحيح : صلاة في مسجدي هذا
أفضل من ألف صلاة. إنما يتناول ما كان في زمنه 1 لكن إذا صلى جماعة فالتقدم
)١( هوالنحب أحمد بن عبد الله بن محمد الطيوي صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة + توي سئة 144ه
(©) تحفة الراكع والساحد » لتقي الدين أبي بكر بن زيد الحتفي المترقى مه ص 2114:1177
(4) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (147/17)
(*) إعلام الساجد بأحكام الساجد ص 141
إلى الصف الأول ثم ما يليه أفضل .10
ورد عليه الجمهور أن اسم الإشارة هنا لتعيين اللسجد النبوي الشريف وتمييزه من
المساحد الأخرى ؛ وقد كان الصحابة ومن بعدهم من السلف يصلون في زيادة عمر
وعثمان والوليد ومن بعدهم دون تفرقة بين مكان وآخر من المسجد النبوي إلا أن
قال السخاوي (المترفى سنة 07 4ه) : "ولاتلتحق الزيادات بالأصل في المضاعفة
على ما جزم به النووي ؛ ولكن نقل عن مالك التعميم. وأن الله تعال أطلعه في جملة
رتوحه الخلفاء الراشدين بحضرة الصحابة #؛ لترسعة المسجد بدون إنكار مشعر به +
وبهذا تبين لنا بوضرح أن الرأي الأول هو الصحيح عند جمهور العلماء والأئمة +
وهو أن الزيادات والتوسعات الي حدثت في المسجد النبوي عبر العصور تأخذ حكم
المسجد الأصلي في الفضيلة ومضاعفة أجر الصلاة.
المبحث الخامس : الصلاة في ساحات المسجد.
يلاحظ عند الازدحام أن صفوف المصلين تمد إلى خارج المسجد في الساحات
والشوارع المحيطة به » وخاصة في صلاة الجمعة والعيدين وشهر رمضان وأشهر الحج.
فهل يشمل حديث المضاعفة هولاء المصلين في الصفرف الممتدة خارج المسجد أم لا؟
+ 191476 المجمرع للنروي (177//2) » الإيضاح للنووي مع حاشية الفيتمي )١(
(1) هو أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الظفري عام العراق وشيخ الحتابلة يداد في وقنه +
له كتب أعظمها "كتاب الفنون" بقيت منه أجزاء ويقع في 400 جزء قال الذحي في تارينه : لم يصشف في
الدنيا أكو منه. توني سنة 17ده . شذرات الذهب (717/4)
(4) تحفة الراكع والساحد ص 184
(5) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة. لشمس الدين السخاوي (410/1)
فيرى بعض العلماء أن الذي يصلي خارج المسجد يكسب أجر الصلاة مع الجماعة
دون الأحر المضاعف بدليل أن مضاعفة الأجر خاص بالمصلين داخل اللسجد فقط +
ويرى الآخرون أنه يكسب الأجر المضاعف لأن الصفوف متواصلة.
قال صاحب تفسير أضواء البيان في الإجابة على هذا التساؤل : "إن المضاعفة
لفضل من الله وامتنان على عباده فالمؤمن في سعة فضل الله فلايكون رحلان في
الصف متجاورين أحدهما على عتبة المسجد إلى الخارج والآخر عليها إلى الداخل +
وتجدر الإشارة إلى أن الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف من جهة الشرق
والغرب والشمال تعتبير جزءا مكملا للمسجد غير أنها ليست مبنية ؛ وبما يدل على
أنها جهزت للصلاة تغطيتها بالرخام الأبيض الذي لايتأثر بحرارة الشمس ؛ وروعي في
تركيبها استقامة الصفروف.
المبحث السادس : النوافل أفضل في البيت أم في المسجد؟
اتفق العلماء على أن صلاة الفريضة في المسجد النبوي الشريف أفضل من الصلاة
في البيوت والمساجد إلا اللسجد الحرام لقرله ا : "صلاة في مسجدي هذا أفضل
من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".
واختلفرا في أن صلاة النفل في بيت بالمدينة أفضل أم في المسجد النبوي الشريف +
فيرى بعض العلماء أن مضاعفة الأحر تعم الفرض والتفل ؛ لأن النكرة إذا كانت
في سياق الامتنان تعم فتشمل صلاة الفرض والنفل(؟). ويرى الآخرون أن صلاة التفل
في البيت أفضل من المسجد ؛ وسندهم في ذلك قول البي 8 رعمله.
.)474/4( أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشتقيطي )١(
50 4/1( أضراء البيان في تفسير القرآن بالقرآن )1(
فقد روي عن عبد الله بن سعد قال : سألت رسول الله ا لما أفضل : الصلاة
أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة"(١).
أماعمله فقد كان يصلي التهجد وركعي الفجر وغيرها في البيت ولم يوشرعنه
التنفل في المسجد إلا نادرا » وهذا دليل على أن صلاة النفل في بيت بالمدينة النبوية
أفضل من صلاتها في المسجد النبوي الشريف.
وحاول بعض العلماء الجمع بين الرأيين.
فقال ابن حجر : "ويمكن أن يقال : لامانع من إبقاء الحديث على عمومه فتكون
صلاة النافلة في بيت بالمدينة تضاعف على صلاتها في البيت بغيرها وكذا في السجد
(النبوي) وإن كانت في البيوت أفضل مطلقا"().
وقال عطية محمد سالم : "والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه لاخلاف بين
الفريقين إذ فضيلة الألف حاصلة لكل صلاة صلاها الإنسان فيه فرضاكانت أو نفلا +
وصلاة النافلة في البيت تكرن أفضل منها في المسجد بدوام صلاته ب النوافل في
البيت مع قرب بيته من المسجد"(0.
المبحث السابع : صلاة المرأة أفضل في البيت أم في المسجد؟
تفيد الأحاديث النبوية الشريفة أن الرحال مطالبون للحضور مع الجماعة في
المسجد لكن النساء لسن كالرجال في ذلك فصلاتهن في بيرتهن أفضل من صلاتهن
في المسجد ؛ وبعد أن بيدا فضل الصلاة في مسجد رسول الله ا يهنا في هذا
للبحث أن ترضح حكم صلاة المرأة في بيت بالمديئة النبرية من حيث إن صلاتها
)١( سنن ابن.ماجه - كتاب إقامة الصلاة . باب ما جاء في التطوع في البيت (ه:1778)
(3) فتح الباري (14/7).
(©) أضراء ليان (ه/71ف:11ه).