أهل قطر إسلامي بشرط ألا يخالف نا شرعيا 016 .
فالعرف يتكون من تعارف الناس على اختلاف طبقاتم عَامَنُهَ وخاصٌئّمَ
محكة » وقوطم « الحقيقة تترك بدلالة العرف » ..
وقد استدل الفقهاء على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام ٠ ما رآه المسامون
حسنا ؛ فهو عند الله حسن » .
يقول ابن عابدين إن المسائل الفقهية : إما أن تكون ثابتة بصريح النص
وهي الفصل الأول , وإما أن تكون ثابتة بضرب اجتهاد . ورأي , وكثير منها
الحادث , لقال بخلاف ما قاله أولاً . ولهذا قالوا في شرط الاجتهاد إنه لابد من
معرفة عادات الناس ؛ فكثير من الأحكام تختلف باختلاف الزمان ؛ بحيث لو
بقى الحكم على ما كان عليه أولاً » للزم منه المشقة والضرر بالناس ؛ ولخالف
قواعد الشريعة البنية على التخفيف والتيسير » ورفع الضرر والفساد ؛ لبقاء
العالم على أحسن نظام » وأتم إحكام ؛ لهذا نرى مشايخ المذهب خالفوا على
كان في زمنهم لقال ما قالوا أخدًا من قواعد مذهبه »0 .
ومن ذلك الأخذ بالاستحسان ؛ يقول الشاطي « إن الاستحسان عند
المالكية الأخذ بمصلحة جزئية في مقابل دليل كلي 0.6 .
ويقول السرخسي من علماء الأحناف : « الاستحسان هو العدول في مسألة
عن مثل ما حتم به في أشباهها إلى خلافه لوجه أقوى , أو هو المدول عن
116/9 الستصفى (؟) رسالة العرف من رسائل ابن عابدين )١(
أو السنة ؛ أو الإجاع ٠ أو العرف »0 ٠
وأكثر من أخذ به م الخنفية . واستعمله كذلك المالكية » والحشابلة أما
الشافمي فلم يأخذ به ٠
ومن ذلك أخذم بالمصالح المرسلة » يقول الشاطي :« المصالح المرسلة يرجع
معناها إلى اعتبار المناسب الذي لا يشهد له أصل معين » فليس له على هذا
شاهد شرعي على الخصوص ؛ ولا كونه قياسا بحيث إذا عرض على العقول
تلقته بالقبول 18 +
وسياحته ؛ وعدم جوده ا يدعي أعداء الإسلام ؛ وقد قال تعالى . 9 وما
جمل علي في الدين من حرج ملة بيجم إبراهيم هو مام المسامين 4"
وقال عليه الصلاة والسلام « لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه . فسددوا
وموضوعنا في هذا المؤلف الختصر إيراد بعض المسائل التي يمكن أن تتكيف » أو
تتغير » أوتتبدل , أوتترك نظرًا للزمان » والمكان والأحوال وعندما نقول « طاعة
فإن ذلك يعني كل فل يفعله المسلم ابتضاء وجه الله بئية القرفى +
والتقوى له سبحانه حتى أن المسلم عندما يأتي شهوته بطريق الحلال فهو طاعة +
وععل صالح في الإسلام ولا تعجب من هذا القول » فبإن الرسول الكريم قد
أزال ذلك الإشكال عن الصحابة أنضهم عندما استغربوا ذلك الأمر عند
قوله « وفي بُضْع أحدم صدقة » قالوا يارسول الله أو يأتي أحدنا شهوته »
فيكون له بها أجر ؟ قال عليه الصلاة والسلام : أرأيم لو وضعها في الحرام
() الموافقات
() رواه البخاري
وترفع اللقمة إلى غم امرأتك صدقة . وتسمك في وجه أخغيك صدقة قال
عليه الصلاة والسلام : « لا تحقرن من المعروف شيئنًا ولو أن تلقى أخا
وهكذا فإن فضل الله عظيم وكرمه ليس له حدود .
والله الموفق » وهو المستعان على ما تقول » وتكتب » ونعم المولى + ونعم
النصير .
أن أعلم بشئون دنيام
الرسول صلوات الله وسلامه عليه إنسان من البشر خلق مما خلقوا ؛ وفطر
على ما فطروا عليه ؛ فهو يأكل 6 يأكلون + ويشرب 6 يشربون » ويلبى م
لبون ؛ وينكج 6 ينكحون + وينسى 6 ينسون + ويسهو ا يسهون .. فهو
يتعرض لكل ما يتعرض له البشر » وجبل على ما جبلوا . وكذلك سائرالأنبياء
وليس معنى اختيار الله له للرسالة ؛ وكونه خاتم النبيين » والمرسلين أنه
ليه بأن يبين للناس بأنه فرد من البشر وواحد منهم ل قل إما أنا بغر
لذلك نرى قوم هود عليه السلام يستغربون من أمره كيف أنه يدعي
ارسالة ؛ وأنه واحد منهم + وأنه يأكل مما يأكلين + ويشرب مما يشربون وي
ذلك يقول تعالى “ وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء
ويشرب مما تشربون 4 .
وجاء كفار قريش وقالوا القول نفسه قالوا : 3 ما لهذا الرسول يأكل
الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرًا 4 10 .
أي ما باله يأكل العام 6 تأكل + ويتردد في الأسواق لطلب العيش
مثلنا ؛ وكان الأولى به أن يكون ملكا مستغنيا عن الطعام والكسب .
(1) سب آية + © الكيف آية ١١ () المؤمنون آية © ١ () الفرقان آية »*
كان ذلك تفكير م التافه الباطل المبني على الجهل , وعدم التفكير » وذلك
ليس بمستغرب من أناس يسجدون لمجارة لا تمع » ولا تعي » ولا تدرك ؛
هاء ويطلبون منها
النفران ؛ ولو أن تفكيرم هدام إلى الحق ؛ والنطق السلم » لما قالوا مشل
ذلك القول ؛ ذلك أن الله سبحاته لو أرسل إليهم رسولاً من غير جنسهم
طبيعتهم يشعر بجا يشعرون ؛ ويتام لما يتألون ٠ ويفرح لما يفرحون
قال تعالى : لل لقد جاءمٌ رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَيْت حريص
علي بالمؤمنين رءوف رحم 4"
قال الزجاج : هو خطاب لجميع العلم . أي من جنسم في البشرية هذا هو
الكلام الحق في هذه الآية ؛ وهذا هو المنطق السلم ٠
وإني أخالف قول الجهور في قوفم إن الخطاب موجه للعرب » أو لعشر
أليس في قول الجهور سند قوي لقول المستشرقين وغيرم من أعداء الإسلام
الذين يقولون إن رسالة عمد كانت خاصة بالجزيرة العربية دون غيرها ؟
وما يؤيد ما تقول ما ذهب إليه الرجَاجٍ في قوله تعالى في نفس الآية قوله :
ل حريس علي > أي حريص على إسلامك أيها اناس كافة » ودخولع في
814/7 التوبه آية 118 + (7) انظر فتح القدير للشوكاني ؟ )١(
1١٠ )با آي () الأنبياء آية
الإسلام فليس حريصا عليه الصلاة والسلام على دخول قريش + أو العرب في
الإسلام فحسب » وإنفا هو حريص على كل الناس لدخولم في الإسلام لذلك
والسلام لكافة المؤمنين من عرب وغيرم +
فحرصه عليه الصلاة 0 بالدخول في الإسلام ؛ ورحته ورأفته
لا تتقيد بزمان ؛ أو مكان ؛ أو شعب بعينه . أو جنس » أولون .
وتأمل في قوله تعالى # ومن أياته أن خلق لم من أنفسم أزواجا
لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة 6( .
فهل يقول القائل إن من أَنفع « « هنا خاص بالعرب ؛ أو بجنس ؛ أ
لاتشك أن للسسريع هنا مجمون صل أنه منربق !آم ولي عاضا بشعب أ
قبيلة ؛ أو جنس .
هذا هو الحق ؛ وهذا هو الصواب ؛ وهو المنطق السلم لتفسير هذه الآية
يتصف به البشرء فهو ينام ويصحو ؛ ويتنعم » ويتألم ؛ ويفرح + ويحزن +
فهناك أمكنة . وأزمنة , اجتهد فيها الرسول الكريم » فأخطاً ؛ فصوبه الله
تعالى » ولم يتركه على خطئه فن ذلك قوله تعالى : أ« عَبَسَ وتولى أن جاءه
النفرمن قريش بدخولم في الإسلام . فجاءه ابن أم مكتوم الأممى ؛ وهو
يتحدث معهم + ويربهم في الإسلام » ويبين هم مزاياء ٠ وحتائقه وبدأ يسأله
عن أمور في الدين ولكن الرسول صلوات الله عليه أراد أن يؤخره لما بعد
ذلك ؛ ويغتم تلك الفرصة قبل أن تفوت ( وهذا منطق كل إنسان من
البشر ) فإن ابن أم مكتوم كان بإمكانه أن يسأل عن أمور دينه في غير هذا
الوقت ؛ وفي غير هذا الموقف ؛ فالرسول معه في المدينة ؛ ففي أي وقت يريد
لأولتك العاندين من قريش ؛ وهم بعيدون عنه كانوا بمكة فأراد أن يفتم
فرصة وجودم في المدينة , ليدخلهم في الإسلام . ولكن رؤية الخالق العظم
غير رؤية المخلوقين الضعفاء محدودي التفكير ؛ فإن الناس عند الله تعالى
سواسية لا فرق بين هذا وذاك بل قد يكون هذا الأعمى المؤمن بالله يساوى
المكات من أمثال أولثك ؛ أو يزيد » ومن يدخل في الإسلام ؛ فإا هو ينقذ
نفسه من الشنارء ليس له فضل على الله ولا على رسوله ؛ ولا على الإسلام
الله يَمُُعلي أن هدام للإيمان إن كنتم صادقين > "١ . لذلك عاتب على
اجتهاده بقوله لل عبس وقولى أن جاءه الأعمى ومايدريك لعله يي أو
يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزى
دينه ؛ ولا بأفضل منه +
ومن ذلك معاتبة الله له في قوله تعالى : 3 وتخشى الناس والله أحق أن
تخشاه > في قضية زينب بنت جحش التي أمره الله تعالى بأن يتزوجها بعد
(0) الحجرات اية 1# (0) الأحزاب آية ©
الناس ؛ وألا يبينه في حينه خشية القيل والقال . فهو بش يتألم ا يتألون »
ويشعر ا يشعرون , وهذا الجنس من الخلوقين لا يرحم فا أكثر كلامه عندما
يمع ! وما أكثر دسائسه عندما يحقد !
ولكنه حم الله نزل من السماء » فكان عليه أن يظهر ذلك الأمر في حينه
للناس دون مراعاة لهم أو تردد » فقال : ل وتخشى الناس والله أحق أن
تخشاه > ولكنها الطبيعة البشرية وهو واحد من البشر !
فقد روي في سبب نزول هذه الآية « أن رسول الله يك كان يست
الحجر . فقالوا : لاندعك تستله حتى تست آلهتنا ؛ فقال رسول الله تم في
نفسه : وما علي لو فعلت ؛ والله يعلم مني خلافه ؟ فأنزل الله هذه الآية 0
وهذا في رأبي أنه مستبعد منه يي ؛ ولكن هكذا ذكر المفسرون . وقيل إن
فاطرد الذين أتبعوك من سقاط الناس ؛ ومواليهم لنكون من أصحابك +
الكريم كاد أن يجتهد في هذا الأمر » ليبعد الفقراء من حوله ولو لفترة قصيرة »
ليجذب أولشك المعاندين إليه ؛ ويدخلهم في الإسلام ؛ ولكن الله تداركه
للصابرين 4 9" ٠
+ الإمراء آية 214 () أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن شهاب )١(
187 النحل آية )9٠ . * أخرجه ابن أبي حام عن ابن شهاب الإسراء آية )(
فإن سبب نزول هذه الآية أن الني يَْمْ وقف على جمزة بن عبد الطلب
عندما استشهد » وم به » فقال : « والله لأمثلهن بسبعين منهم مكانك » ٠ فأنزل
الله عليه جبريل ؛ وهو واقف بهذه الآية . فامتنع عليه الصلاة والسلام عن
وقد صرح باجتهاده عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي روته أم سامة
رضي الله عنها الت قال رسول الله يك : « إفا أنا بشر + وإنكم تختصون إلي +
الثار »0
فالرسول إذن كان يجتهد في كثير من المسائل + والتي لم ينزل فيها وحي +
تعالى له , لذلك كان رسول الله عمق معصوًا ؛ لأن الله تعالى لا يقرء على
الخطأ البتة .
وهو كذلك يسهو وينسى كفيره من البشر فعن ابن سيرين عن أبي هريرة
قال صلى بنا رسول الله يم إحدى صلاتي العشى ؛ فصلى ركعتين ثم سل »
فقام إلى خشبة معروضه في المسجد ؛ فاتكاً عليها ؛ كأنه غضبان ؛ ووضع يده
البنى على اليسرى ؛ وشبك بين أصابعه ؛ ووضع خده الأيمن على ظهر كفه
اليسرى ؛ وخرجت السرعان من أبواب المسجد ؛ فقالوا : قصرت الصلاة ! وفي
القوم أبو بكر وممر ء فهابا أن يكلاه ؛ وفي القوم رجل يقال له ذو اليدين +
فقال : يارسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ فقال : لم أنس » ولم تقصر »
فقال : أ يقول ذو اليدين ؟ فقالوا نعم » فتقدم فصلى ما ترك ؛ ثم سل ؛ ثم