ومابعدها مبتداً وخبر؛ والجملة فى موضع رفع على أنها خبر إن؛ ثم
والباقية ألف التثنية قلبها فى الجر والنصب ياء؛ ومن قدر العكس لم
يغير الألف عن لفظهاء
وقيل : إنه لما كان الإعراب لا يظهر فى الواحد وهو (هنا) جعل
كذلك في التثنية . ليكون المشنى كالمفرد , لأنه فرع عليه ‎.)١(‏
وقد نسب إلى بلحارث بن كعب وخشعم وزبيد وكتانة وبنى العثير
وبنى هجيم وعذرة وبطون من ربيعة وبكر بن وائل إلزام المثنى الألف فى
جميع أحوال إعرابه مخالفين فى ذلك جمهور العرب.
تلك الأقوال التى لم تخل من تكلف وتعسف.
ولذا جاء فى مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازى أن الوجه الأقوى
أنها لغة لبعض العرب!").
ولذلك وجدنا بعض المنصفين من علماء اللغة يسعند إلى تلك
يرفضها بعض اللغوبين. كابن السيد الذى يعلق على تخطئة ابن قتيبة
44 068 ‏انظر : شرح شذور الذهب لابن هشام : ص‎ )١(

(ُلت يداه) بالبناء للمجهول الذي يخطثه الحريرى فى درة الغواص فى
أوهام الخواص :«ما أنكره مسموع على رداءته؛ وكفى به سندا لمن
ويقول :«وكيف تصرفت الحال فالناطق على قياس لغة من لغات العرب
وجاء فى الاقتراح للسيوطى نقلاً عن شرح التسهيل لأبى حيان أن
بعض القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية ومنازلها فى الأقاليم
المفتوحة التى انتشر فيها نور الإسلام وذلك لوجود بقايا الظواهر
دراسة اللغة وأصولها.
هذاء وكتابنا هذا يتكون من سبعة فصول؛ تحدثت فى الفصل
الأول عن شبه جزيرة العرب لنقف على الوطن الأول لنشأة هذه اللهجات»
وفى الفصل الغانى تحدثت عن العرب والقبائل العربية حتى نقف على
أصحاب اللهجات العربية القدامى ومنازلهم. وفى الفصل الثالث تحدثت
عن أهمية دراسة اللهجات والصعوبات التى تواجه الباحشين في
+1٠١ ‏شرح درة الغواص لشهاب الدين الخفاجى بتحقيقنا : ص‎ )١(
17/1 : ‏الخصائص لابن جنى‎ )(
‏الاقتراح :ص فلاء‎ )©(

اللهجات العربية القديمة وأصالة كلمة اللغة فى العربية وتفنيد دعوى
من زعم أنها غير عربية؛ كما تحدثت عن اشتقاقها وتعريف القدماء
والمحدثين لهاء وتحدثت عن اشتقاق اللهجة وتعريفها وأهم الصفات
تؤدى إلى تفرع اللغة إلى لهجات؛ والعوامل التى تؤدى إلى التوحيد
اللغوى وتكوين اللفة الملشتركة. وعناصر اختلاف النطق في البلاد
العربية ووسائل توحيدة.
وفى الفصل الرابع تحدث عن العربية البائدة والعربية الباقية
وأوجه الاتفاق والافتراق بينهما؛ وتحدثت عن صراع لهجات العرب
وتغلب لهجة قريش على غيرها من اللهجات والعوامل التى ساعدت
الباحثين أن تفضيل القدماء للهجة قريش إما يرجع إلى أن النبى صلى
الله عليه وسلم من قريش؛ ثم تحدثت عن نظرة القدماء للهجات
وفى الفصل الخامس تحدثت عن مصادر الاحتجاج اللفوى
ومقاييسه الزمانية والمكانية والقبلية عند علماء اللغة وناقشت دعوة
إعادة النظر فى مقاييس الاحتجاج.
وفى الفصل السسادس تحدثت عن مظاهر اختلاف اللهجات
فتحدثت عن الإبدال ووقوعه فى الحروف وا حركات وانضواء كثير من
اللهجات القديمة تحته؛ وتحدثت عن مظاهر الاختلاف في الإعراب بين
اللبجات؛ وعن التردد بين الإعراب والبناء, والزيادة والتقصان

والاختلاف فى هيئة النطقء والتفخيم والترقيق؛ والفتح والإمالة, والفك
والإدغام. وقد حاولت الربط بين بعض اللهجات العربية القدية
السعودية موطن العربية ولهجاتها القديم وفى مصر وغيرها من البلا
العربية, كما اجتهدت فى التوفيق بين الآراء المتضاربة فى وصف بعض
وفى الفصل السابع تحدثت عن ظاهرة المشترك اللفظى والحضاد
والترادف لعلاقتها باللهجات العربية وقد صححت رأى أبى على
الفارسى فى وقوع الترادف فى اللغة مما ورد فى بعض كتبه وأثيت أنه لا
ينكر وقوع الترادف فى اللغة خلاقا ما شاع عنه.
دائماً التوفيق والسداد فى القول والعمل؛ إنه نعم المولى ونعم التصير»
قنا
د. محمد رياض السيد ك رم
الأستاذ ا مساعد بكلية اللغة العربية بالزقازيق
جامعة الأزهر
والأستاذ المشارك بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
‏ال من يولي 1447م
محلة منوف فى يوم السبث
© من ربيع الأول ‎2١‏ الله

الفصل الأول
شبه جزيرة العرب
ألوان معيشتهم, كما يظهر هذا الأثر في ملامح الوجوه؛ ولون البشرة؛
وطريقة الأداء اللفوى, فكأن المكان كما يسم الوجوه واللجسوم يسم
جزيرة العرب والقبائل العربية التى أقامت بها أمر مهم؛ لاسيماه أن
وارتباط دراسة اللهجات على وجه الخصوص بهذه الجغرافيا
أصبح من القوة بحيث يقرر كارول 08:011 أن هذا المصطلع قد
تطور إلى أن أطلق عليه اللغويون المحدثون الجغرافيا اللهجية
ولقد أيان شنيجر العالم السويسرى عن أهمية هذا الفرع لدراسة
العربية وتطورها بقوله : وبالنسبة للغة العربية نقول : إن القيام يعمل
أطلس لفوى سي حدث ثورة فى كل الدراسات الخاصة بفقه اللفة
النصوص القديمة بكشفه عن التطورات المتعلقة باللهجات وباللفات.
الشعبية العصرية. وسيكون لهذا الأطلس الفضل فى اطلاعنا على تاريخ

‏غذتها وعن مدى انتشارها وتأثرها بالمراكز الثقافية وتنوع مفرداتها إلى‎
والقبائل العربية التى عاشت في شبه الجزيرة العربية لم جتمع
عاش حياة مستقرة في الحضر؛ ومنها من عاش متنقلاً في البادية يطلب
الماء والكلا.
ولا ريب أن القبائل التى عاشت فى البادية لها طرائقها الخاصة
فى الأداء اللغوى التى تختلف عن تلك التى لقبائل الحضر مما كان له
أكبر الأثر فى تعدد اللهجات العربية وخصائص تلك اللهجات.
ومن هنا كانت دراسة البيئة الجغرافية لشبه الجزيرة العربية ضرورة
لمن يتصدى لدراسة اللهجات العربية حتى يمكن التمييز فى حدود
إمكانات الدرس اللغوى بين لهجة نشأت فى البادية ولهجة نشأت فى
موقع شبه الجزيرة العربية
تقع شبه الجزيرة العربية فى الطرف الغربى لقارة آسيا وقتد من
الشمال الغربى إلى الجنوب الشرقى بين مسطحين مائيين كبيرين هما
البحر الأحمر الذى كان يعرف ببحر القلزم غرياً وخليج عمان والخليج
‎)١(‏ د. عبده الراجحى: اللهجات العربية فى القراءات القرآنية (نشر دار المعارف
14 ص لاف

‏شمال شبه الجزيرة يد الهلال الخصيب؛ ذراعه الشرقى الحوض الأدنى‎
‏والأوسط لنهرى دجلة والفرات؛ وذراعه الغربى السهول الساحلية لشرقى‎
‏البحر الأبيض المتوسط والسهول والوديان الداخلية لبلاد الشام.‎
وقبيل ظهور الإسلام كانت الإمبراطوريا ية الساسانية تشغل الذراع
الشرقى للهلال الخصيب؛ والإمبراطورية البيزنطية والرومانية تشغل
سجالاًء يهزم الفرس مرة وأخرى يهزم الروم !09 .
أقسامها
قسمت شبه جزيرة العرب إلى خمسة أقسام هى :
‎)١(‏ اليمن :
وهى فى الجتوب وتنقسم إلى حضرموت ومهرة ونجران وعمان
واليمن من أخصب بقاع شبه الجزيرة, لجودة أرضها وكثرة مياهها »
فهى ليست منطقة بداوة بل منطقة تحضر واستقرار وقد سميت اليمن
)0 د. محمود أبو العلا : دراسات فى جغرافية العالم الإسلامى (نشر دار الكتاب
العربى ط 14871 ص 670608
0 د. ج. هيوارث دن : الأدب العربى وتاريخه فى العصر الجاهلى (مكتبة الثقافة
0 اللهجات العربية فى القراءات القرآنية : 17

() الحجاز
الحجاز «عند علماء المنازل والديار القدامى هو سلسلة جبال
السروات المقبلة من اليمن إلي قرب الشام الحاجزة بين نجد وتهامة... فما
فى نجد؛ بعد أن يحسر الجبال خلفه من الجهتين.
أما ما اشتملت عليه هذه الجبال من مدن وقرى وسكان فهو
حجازى. قال ياقوت !*': والحجاز جبل ممتدل حال بين الغور غور تهامة
ونجد؛ فكأنه منع كل واحد منهما أن يختلط بالآخر فهو حاجز بينهماء
‎)١(‏ المختار من كتاب بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب لمحمود شكرى الألوسى.
(مطبعة الصاوى الحديثة) ص "61
‏() هو الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى اليمنى المعروف بابن الحائك المتوفى
سنة "اه من مصنفاته : صقة جزيرة العرب (هدية العارفين 25/1
‏(©) اللهجات العربية فى القراءات القرآنية : ص 17:19
‏() هو ياقوت بن عبد الله الرومى الحموى الأديب المؤرخ المتوفى بحلب سنة 117ه
من مصنفاته : معجم البلدان. (هدية العارفين ؛ 017/1)+

وقال الأصمعى(') : الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتّبالة
والمدينة حجازية, والطائف حجازية؛ وقال هشام الكلبى !"': ذلك أن جبل
السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قعرة اليمن حتى بلغ
غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعك وكنانة وغيرها وما
صحارى نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها نجداء ونجد تمع
شرقيه من الجبال وانحاز إلى ناحية فيد والجبلين إلي المدينة ومن بلاد
هذا دو المتعارف عليه قدياً... ولقد توسع أخيراً فى إطلاق هذه
‎)١(‏ هو عبد الملك بن قريب بن أصمع الباهلى من أكابر علماء اللغة. مات سنة
+ :ص ١١؟-‏ ووفيات الأعيان : 4/7 7).
‎١“‏ له. (نزه
() هوهشام ين محمد بن السائب الكلبى؛ عالم بأخبار العرب وأيامها. من
مصنفاته: كتاب الأقاليم وكتاب البلدان الكبير. مات سنة ‎١6‏ اه
‏(الفهرست: ص ‎٠‏ 14 وهدية العارفين : 8/1 4).