الورقة الأخيرة من اللخطوط
قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزبغ والضلالة المسمى « بالصفدية » بسب ألا
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العليٌ العظيم
نص السؤال :
سثل الشيخ الإمام العالم العلامة ؛ شيخ الإسلام » بقية العصر » قدوة الخلف +
تقي الدين» أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام العالم» شهاب الدين» عبد الحليم بن
الشيخ الإمام العلامة ؛ مجد الدين » عبد السلام » ابن تيمية -رضي الله عنه وأرضاءت»
عن رجل مسلم يقول : إنّ معجزات الأنبياء - صلى الله عليهم وسلم - قوى نفسانية »
أفتونا ماجورين
الحمد لله رب العالمين : هذا الكلام - وهو قول القائل : إنّ معجزات الأنبياء
- صلى الله عليهم وسلم - قوى نفسانية - باطل + بل هو كفر يستتاب قائله ؛ وييين
إظهاره بعد الاستابة قبل +
وهو من كلام طائفة من المفلسفة ؛ والقرامطة '" الباطنية » والإسماعيلية ©
ونحوهم » كابن سينا وأمثاله + واصحاب رسائل إخوان الصفا '"" والعبيديين”"" الذين
الباطن ملاحدة » ويسمّون القرامطة والباطنية وغير ذلك .
بون إلى حمدان بن الاشعث + الذي كان يلقب « بقرمط +
يقولون بإمامة إسماعيل بن جعفر
(©) هم جماعة من الإسماعيلية
() هم فرقة من الإسماعيلية يتسيون إلى عيد الله للهدي
(5) هم طائفة من العبيديين » القائلون بالوهية الحاكم بامر الله الخليفة ٠ ويعرفون بالدروز
قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزيغ والضلالة المسمى « بالصفدية »
وأهل بيت ابن سينا كانرا من أتباع هؤلاء » وأبره وجده من أهل دعوتهم +
وببب ذلك دخل في مذاهب الفلاسفة ؛ فإن هؤلاء يتظاهرون باتباع الملل +
والناموس الأعظم + مثل قرامطة البحرين اتبلغ ابي" ٠ وأصحاب الامو 5
الزكاة ؛ ولا صيام شهر رمضان » ولا حج البيت العتيق + 0
ورسوله من الخمر والميسر والزنا وغير ذلك . ويزعمون ان هذه النصوص لها تأويل
وباطن يخالف الظاهر المعلوم للمسلمين » فالصلاة عندهم معرفة أسرارهم » والصيام
كتمان أسرارهم » والحج زيارة شيوخحهم وأمشال ذلك » وقد يقولون : إن هذه
الفرائض تسقط عن الخاصة دون العامة » وأما النصوص التي في المعاد وفي أسماء
الله وصفاته وملائكته فدعواهم فيها أوسع وأكثر +
وقد دخل في كثير من أقوالهم في العلوم أو في العلوم والاعمال + طائفة
من المننسبين إلى التصوف والكلام » وكلام ابن عربي '*' وابن سبعين '" وامثالهما من
ملاحدة المنصوفة يرجع إلى قول هؤلاء ٠
)١( هو اصطلاح إسماعيلي باطني + يعنون به الوصول بمن يدعونه إلى المرحلة الاخيرة التي يتسلخ فيها عن الإسلام
نما + وقد جعلوا لذلك سبع مراتب + وأحيانً تع مرائبه +
() هو : ابو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي » راس القرامطة وداعيتهم.
(©) قلعة الالموت » أو حصن الالموت هو في جبال الديلم في منطقة طالقان جنوب بحر قزوين بناها أحد ملوك
الديلم ؛ استولى عليها الحسن بن علي بن محمد بن جصفر بن صباح الحميري سنة 487 ه » وكانت مركزا
لدعوته ولائمة الإسماعيلية حتى سنة 164 ه ؛ حين هدمها هولاكو + انظر : الملل والتحل (176/1)
(4) هو آبو الحسن سنان بن سلمان بن محمد بن راشد البصريّ ٠ مقدم الإسماعيلية رصاحب الدعوة بقلاع الشام»
توفي سنة هاده » انظر : شذرات الذحب (144/1 - 848
له) هو : أبو بكر سحي الدين بن عليٌ بن محمد الحاتمي الطاني الاندلسي » المععروف بابن عربي» توفي سنة
(2) هو : ابو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر ؛ العروف بابن سبعين + ولد سنة 117 ه + وتوفي
اس 114هاء
قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزبغ والضلالة المسمى « بالصفدية » 13
خصائص النبوة الثلاث عند المتفلسفة «
وهؤلاء الملاحدة من المتفلسفة والقرامطة ومن وافقهم يقولون : إن النبوة لها
ثلاث خصائص + من قامت به فهو نبي - والنبوة عندهم لا تنقطع ؛ بل يبعث الله
بعد كل نبي نبيًّا دائمً + وكثبر منهم يقول : إنها مكتسبة ؛ وكان السهروردي”' المقتول
الخاصة الأولى : أن تكون له قوة قدسية » وهي قوة الخدس ؛ بحيث يحصلا
له من العلم بسهولة ما لا يحصل لغيره إلا بكلفة شديدة . وقد يعبرون عن ذلك بأنه
يدرك الحد الاوسط من غير احتياج إلى ما يحتاج إليه من ليس مثله + وحاصل الأمر
الخاصة الثانية : قرة التخيز والحس الباطن » بحيث يتمثل له ما يعلمه في نفسه
فيراه ويسمعه ؛ فيرى في نفسه صور نورانية هي عندهم ملائكة الله ؛ ومع في
نفه أصواًا هي عندهم كلام الله ؛ من جنس ما يحصل للنائم في منامه ؛ ومن
الذين يُصرعون » ويقولون : إن ما أخبرت به الرسل من أمور الربوبية واليوم الآخر
إنما هو تخييل ؛ وامثال مضروية » لا أنه إخبار عن الحقائق على ما هي عليه +
الخاصة الثالثة : ان تكون له قوة نفسانية يتصرف بها في هيوليٌ العالم + كما أن
العائن له قوة نفسانية يؤثر بها في المعين . ويزعمون أنّ خوارق العادات التي للأنبياء
وأصل أمر هؤلاء أنهم لا يثبتون لصانع العالم مشيئة واختيارً وقدرةٌ بها يقدر
)١( هو شهاب الدين أبو الفتح + يحى بن الحسسن بن أميرك المسهروردي + ولد يسهروده سئة 844 ها » وقتل
بطباسة لاف ها
() هو : علم أسرار الحروف ؛ انظر مقدمة ابن خلدون (4/ 17701 - 07 17)
() المسرور : هو الذي غلبت عليه لرة » والمرة : بالكسر » ختراج من امزجة البدن . انظر القاموس اللسيط
للفيروز آبادي (7/ 177) + مادة /أمر
» قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزبغ والضلالة المسمى « بالصفدية ٠4
أحوال العالم » بل منهم من يقول : لا يعلم شيئًا ؛ ومنهم من يقول : لا يعلم إلا
+ نفسه ؛ ومنهم من يقول : يعلم الجزئيات على وجه كلي ؛ وهذا اختيار ابن سينا
. وهر أجود أقوالهم مع تناقض هذا القول وفساده
فإن كل موجود في الخارج هو موجود معيّن جزئي » والكليات إنما تكون
كليات في الاذهان لا في الاعيان؛ ونفس الصانع موجود واجب معيّن ؛ ليس هو
وقولهم : إن النفوس والعقول معلولة له ومتولدة عنه » أعظم كفر من قول
من قال من : إن
شرك
وهؤلاء المتفلسفة يقولون: العقل بمنزلة الذكرء والنفس بمنزلة الأنثى + وكلاهما
متولّد عن الله تعالى +
السموات والارض . وأما هؤلاء فيقولون : إن العقول - التي يسمّيها من يتظاهر
بالإسلام منهم ملافكة - يقولون : إنها معلولة متولدة عن الله لم يخلقها بمشيشته
وقدرته » ويقولون : إنها هي رب العالم +
فالعقل الأول أبدع كل ما سوى الله عندهم + والثاني أبدع ما سوى الله
وسوى العقل الاول؛ حتى ينتهي الأمر إلى العقل العاشر الفعّال المتعلق بفلك القمر +
فيقولون : إنه أبدع ما نحت الفلك + فهر عندهم المبدع لما نحت السماء من هواءٍ
وسحاب وجبال وحيوان ونبات ومعدن ؛ ومنه يفيض الوحي والعلم على الأنبياء
وغيرهم ؛ والخطاب الذي سمعه موسى إنما كان عندهم في نفسه لا في الخارج +
قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزبغ والضلالة المسمى « بالصفدية » .15
وهو فيض فاض عليه من هذا العقل الفعال + ومنهم من يقول يل *
فلما كان اصل قولهم : إن صانع العالم لا يمكنه تغيير العالم ولا له قدرة ولا
أمور طبيعية ليطرد قولهم ويسلم عن التناقض + وهو قول فاسد متناقض في نفسه .
وذلك أنّا نشاهد الحرادث التي تحدث : مثل حركات الكواكب وطلوع الشمس
والقمر + ومثل المطر والسحاب وهبوب الرياح » وحدوث الحيوان والنبات والمعادن +
وغير ذلك من الحوادث .
معلولها ؛ والموجب بالذات هو الذي تكون ذاته مستلزمة لموجبه ومقتضاه + فلا يجوز
أن يتاخر عنه يء من موجبه ومعلوله ؛ ولهذا الوا بقدم العالم ١ وهذا اعظم
حججهم على قدم العالم .
قالوا : لان الحادث بعد أن لم يكن لا بد له من سبب حادث وإلا لزم ترجيح
أحد طرفي الممكن بلا مرحج؛ ثم القول في ذلك السبب الحادث كالقول فيما قيله؛
فيلزم التسلسل الممتنع باتفاق العقلاء» بل يلزم الدور الممتنع؛ بخلاف التسلسل المتتازع
ثلاثة أقرال:
قيل: يجوز مطلقًاء وهذا قول أثمة السنة والحديث وأساطين الفلاسفةء لكن
المسلمون وسائر أهل الملل وجمهور العقلاء من جميع الطوائف يقولون: إن كل ما
سوى الله مخلوق حادث بعد أن لم يكن؛ وإن قال منهم من قال بدوام الحرادث
شيئًا بعد ث
وقيل: لا يجوز لا في الماضي ولا في المستقبل » وهو قول الهم بن
صفوان”'"» وأبي الهذيل العلآف!" .
)١( هو : أبو محرر جهم بن صفوان السمرقندي + رأس الجهمية ؛ قتل سن 178 ه
(1) هو محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العبديّ المشهور بالعلاف ؛ احد ائمة المعتزلة + ولد بالبصرة سئة
18 ها وتوفي سئة 117 أو 1117 أو ه17 ها
“1 قاعدة في تحقيق الرسالة وإبطال قول أهل الزبغ والضلالة المسمى « بالصفدية »
وقيل : يجوز في المستقبل دون الماضي » وهو قول أكثر أتباع جهم رأبي
الهذيل من الجهمية » والمعتزلة والاشعرية والكرامية ومن وافقهم +
وأما تسلسل العلل أو الفاعلين » أو ما هو من تمام الفاعل أو العلة الفاعلة +
فممتنع باتفاق العقلاء. مثل أن يُقال : لفاعل العالم فاعل ولذلك الفاعل فاعل +
على امتناعه في غير هذا الموضع +
من سبب حادث » فإن هذا إذا أريد به الحادث المعين لزم التسلسل في تام الفاعلية +
وإن أريد به نوع الحوادث لزم الدور الممتنع +
الدور نوعان : الدور القبلي السبقي؛
والدور نوعان : أحدهما : الدور القبلي السّبقي » فهذا ممننع باتفاق العقلاء +
باتفاق العقلاء + ونفس تصوره يكفي في العلم بامتناعه » ف إن الشيء لا يكون قبل
يلزم أن يكون قبل قبل نفسه وبعد بعد نفسه » فلزم الدور الممتنع أربع مرات ٠
فلهذا اتفق العقلاء على امتناع هذا -
الدور المعي الاقتراني :
واما الدور المع الاقتراني" » مثل أن يُقال : لا يكون هذا إلا مع ذاك لا قبله