بل عبزودلالات من سورة يوسف
لدي ليج فلعل هذه التأملات تعين المؤمن على التدرب على الصيراء ولا
شك أنه لا يمكن لمسلم أن يقرأها إلا وييكي » وهذا البكاء يولد التأثر » وهذا
التأثر يأتيٍ بالتغيير » والذي به تتجدد الحياة ؛ وبهذا التحدد يواصل المؤمن سيره في
هذه الحياة من نجاح إلى جاح ؛ ومع هذا النجاح يتحقق الفلاح والهداية والصلاح
نسأل الله تعالل أن يحقق هذه الفوائد عند التأمل والتدبر في هذه السورة
أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام ويا أحباب رسول الله ا سنتحدث بإذن
ودلالات » نستعين بها في مواجهة هذه الحياة المليئة بالمنغصات والمكدرات.
الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما +
عن النبي قال : ( الكرمٌ » ابن الكريم » ابن الكريم » ابن الكريم ؛ يوسفٌ بن
يعقوبً بن إسحاقاً بنٍ إبراهيم عليهم السلام )!.
لرسول الله يِه ؛ وتذكيره بالأنبياء السابقين » وما نزل بهم من البلاء والمحن ؛
ولذلك كان عطاء بن رباح وهو أحد علماء التابعين وتلميذ عبد الله بن عباس
له يقول : ما استمع أحد إلى سورة يوسف إلا استراح وخرج مابه من هم
لخ عبرودلالات من سورة يوسف بسح
الهم؛ وصرف عنه ذلك الغم ؛ وعلم وتيقن أن بعد العسر يسراً ؛ وأن الفرج مع
الصبر ؛ وأن النصر مع الصبر ء
ليمتحنوا رسول الله ف ؛ فقالوا للمشركين : سلوه عن ني من أنبياء الله خرج
أنزل الله تبارك وتعالى عليه هذه القصة كاملةً غير بجزأة » مع أنهناك قصماً
ودليلاً على أن الله تبارك وتعالى تحداهم بأن يأنوا بمثل هذا القرآن مفرقاً أو مجتمعاً
وأيضاً حاء في سبب نزولا : أن الصحابة رضوان الله تبارك وتغال عليهم
وهم في مكة قالوا لرسول الله ف بعدما نزل عليهم شيء كثير من القرآن » قالوا:
يا رسول الله ! لو قصصت علينا ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى : # عن تَمْشٌ عَِِكَ
خسن لقي 4”".
)١( انظر «تفسير القرطي» ( 74/4 © 80 ) ط. دار الكتب العلمية. وهو هُنا بتصرف منه.
ل عبر ودلالات من سورة يوسف ُ ً
بدايات السورة :
وتبدأ هذه السورة الكريمة بقوله كَكنْ بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
كن ألَيِرٍِ #*# ار # وقد ذكر العلماء أن هذه الحروف لا
لديهم الفصاحة والبلاغة والبيان » فقال لهم : إن هذا القرآن المعجز مُرَكَبٌ من
هذه الأحرف ( ألف لام راء ) وغيرها من حروفكم » فلتأتوا بمثله ؛ وهي
لغتكم وأنتم سلاطين الأدب واللغة » والفصاحة والبيان » فعجزوا ؛ فكان هذا
دليلاً على عظمة كتاب الله تبارك وتعالى وتحديه لهم .
لين # وتلك اسم إشارة للبعيد للتعظيم » ولروقع
شأن القرآن الكريم ل إن أَرلتدُ فين عر لمَلَكُمَ تملست » لعلكم تعقلون
وتفهمون يا معشر العرب » فلم ينزل القرآن بلغةٍ أخرى فيستعجم عليكم » فلم
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعال : ف( إن آرَلتُ فهن عَرَيً ملك
تأدية للمعان الي تقوم بالنفوس » فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على
أشرف الرسل » بسفارة أشرف الملائكة » وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض
وابتديء إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان ؛ فكمل من كل الوحوه »
بي الها
بال عبر ودلالات من سورة يوسف
أحسن القصص :
تتش عَيِكَ أَضَنَ فصي # سَمَّى الله هذه السورة أحسن القصص
والغ » ومن ذكر العبيد وعامة الناس » والفقراء والسلاطين ؛ ومن ذكر أمور
الدنيا وأمور الآخرة » ومن ذكر الخير والشر » فاشتملت على معانٍ وعبر عظيمة
لاغئ للمسلم عنها؛ وعن فهمها ؛ فُسمَّاها الله تبارك وتعالى : أحسن القصص .
تكن عارفاً هذه القصة قبل أن يسألك هولاء الناس عنها » ولكن الله تبارك وتعالى
التوراة بل وأكثر وتفصيلاً ؛ فقد زادها الله تبارك وتعالى بياناً وإيضاحاً ؛
تبارك وتعالى بظهور كرمه في هذا العبد ؛ ويوسف الب هو
أخو بنيامين من أم واحدة » وبقية إخوته العشرة من أمهات مختلفة » من الإماء
.) 1874 /4( لتفسير ابن كثيرة )١(
لل عبر ودلالات من سورة يوسف :0
ومن غير الإماء » أما أم يوسف لقث فهي رحيل ؛ وهي آخر من تزوجها
بنيامين » فلذلك تعلق قلب يعقوب بيوسف عليهم السلام أولاً لأنه صغير » وثانياً
يتعلق قلبه بالصغار من ولده أكثر من غيرهم ؛ كما قالت أم الحسن : ثلاث من
الصغار أو من الأطفال يتعلق القلب يمن : الأول : الطفل الصغير حق يكر »
والثاني : المسافر حت يعود » والثالث : المريض حق يشفى ؛ فالأب نما يَحِنُ
قال ابن عباس وقتادة : الكواكب إخوته ؛ والشمس أمه » والقمر أبوه .
من العلم والحكمة ؛ عرف أن لهذا الطفل شأناً ؛ وأن لهذا الفق الصغير أمراً
.) 81/4 ( «تفسير القرطي» )١(
لل عبر ودلالات من سورة يوسف /
وعرف منافستهم خذا الفلام الذي سيمتاز عليهم مع صغره + ولذا أمر بألا ُظهر
دا لدَ كد # عرف حسدهم »
يعي بالنبوة من أ + فأكرمه الله يككَ بالنبوة » وبتأويل الأحلام +
وبفللك والسلطان لاا ل إ3 7ب عد 2 عليم عن يتا هذه البوة »
(1) رواه البخاري ( 1944 ) من حديث أبي سعيد الخدري ينه مرفوعاً.
ل عبرودلالات من سورة يوسف تك
لين # ليست آية ؛ بل آيات
ونحن أقوى وأمنع وأنفع إلى أبينا من هذا الغلام الصغير » والعصابة الي تعصب
بعضها مع بعض فتكون قوة متناصرة م إَّ الى سكل ثُينٍ # أي : إن أبانا
لفي خطأ بهذا اتفضيل » وليس معى: أي 3
الحقد والحسد بم مَبلغاً عظيماً » وهكذا يكون الحسد والعياذ بالله 3 » إذا
تسلط على الإنسان أعمى بصره وبصيرته » فيجمد قلبه ويقسو ويشتد حق لا
يكاد يرى الطريق السوي أبداً » ولأجل هذا جاءّت شريعة الإسلام بالعدل بين
الأولاد » والمساواة بينهم » وعدم تمييز بعضهم على بعض » لا في مظاهر الحب
ولا في العطاء ؛ لأن التمييز بينهم يؤجج العداوات والأحقاد » والغل والحساد .
. ط. مكتبة المعارف بيروت ) 1477 / ١ ( » انظر 3 البداية والنهاية )١(
نبلل عبر ودلالات من سورة يوسف /
يتفرغ لكم أبوكم ؛ ويعتي بكم ؛ ويهتم بكم » ويكون أكثر لقائه معكم ) ثم
وهذا الذي قاله إخوة يوسف الي من وساوس الشيطان ؛ يوسوس
للإنسان : الآن سافر واعصٍ ربك ؛ ثم إذا رجعت تأت بعمرة » وتطيع الله
سبحانه وتعال » وتستغفر وتتوب !1 » هذا من مكائد الشيطان » فإن الله تبارك
وتعالى هو العليم وحده : هل يتمكن هذا الإنسان من التوبة أم لا ؟! ولو نوى
الإنسان التوبة بعد المعصية ؛ هل سيدركها ؟! وهل ضمن أنه بعد ما يذنب يعود
مر افلا يَأسَنُ تحر اه إل اقم لْكَسِرُونَ 0" المؤمن لا يأمن من مكر
الله تبارك وتعالل ؛ كما قال سيدنا أبو بكر الصديق له وأرضاه : لو أن إحدى
قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله .