بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة الجزء الثالث
الوصف
بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة من البلاغة
تمهيد
اللغة العربية هي لغة القرآن لذلك تضمنت نوع خاص جدا من الفصاحة والإعجاز البلاغي الذي يعتبر صعبا على معظمنا فهمه نتيجة لعدم فهم علوم البلاغة ، فالمعروف أن البلاغة هي حسن البيان وقوة التأثير وهو المعنى اللغوي لها وتضم علوم البلاغة ثلاثة أنواع هي علم المعاني وعلم البديع وعلم البيان ولكل علم منها يشمل مفاهيم واصطلاحات لا يمكن فهمها إلا بشرح وافي لها ، فدراسة البلاغة تساعد كثيرا في تنمية القدرة على النقد وتذوق حلو الكلام ومعرفة الجيد من الردئ والأهم من ذلك كله فهم معاني القرآن الكريم ومعرفة أسراره فهو أساس علم البلاغة لذلك فدراسة البلاغة مهمة في حياتنا ليس فقط للدارس ولكن للكل لمعرفة تفسير القرآن الكريم وتذوق اللغة العربية .
كتاب بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة
للمؤلف عبد المتعال الصعيدي حيث استطاع من خلال كتابه هذا أن يلخص ويشرح كل ما ورد عن علم البلاغة في كتاب المفتاح في علوم البلاغة للسكاكي ليدمه بطريقة أغنى وأسلوب سهل يمكن للدارسين متابعته لفهم البلاغة وأنواعها وعلومها والتوصل إلى ما هو غامض منها .
أبواب علم البيان :
ثم اللفظ اماد به لازم ما وضع له : إن قامت قرينةٌ على عدم إرادة ما
وضع له فهر مجاز وإلا فهو كناية ٠ ثم المجاز منه الاستعارة ؛ وهى ما
على التشبيه » فيتعينٌ التعرض له (1)
وقد التشبية على المجاز » لما ذكرنا من ابتناء الاستعارة التى هى مجازٌ
على التشبيه »وقدم المجاز على الكتاية؛ لتزول معناه من معتاها منزلة الجزء من
> جزثه ؛ ودلالتها على الأول كدلالة الحيوان على الجسم أوضح من دلالتها على الثاثى
كدلالة الإنسان على الجسم
هذا وإنما ذَكَرَ هنا مبحث الدلالة + ليٌُثَ عليه بيان أبواب علم البيان » ولآن علم
البيان ترجع مباحثه إلى دلالة اللفظ + أما علم المعانى فترجع إلى نظم الكلام وأسلوبه
)١( هذا ظاهر فى أن التشبيه لا يدخل فى البيان إلا تبعاً للاستعارة ؛ وقد سيق
بيان الحق فى ذلك » على أن ابن الأثير قد ذكّر أن الجمهور على أن !! مجاز ؛ لأن
المتشابهين كما ذكر اين رشيق إنما يتشابهان بالمقاربة وعلى المسامحة + وقد نازعه بعضهم فى
صحة هذا النقل عن الجمهور
وإنا هو اللازم مع جواز إرادة الملزوم كما سياتى
هذا وقد ذكر السعد أن الأولى أن يعرف البيان بأنه « علم يُمبحث فيه عن التشبيه
والمجاز والكناية ثم يشتغل بتفصيل هذه المباحث ؛ فلا يكون هناك حباجة إلى تفصيل
الكلام فى الدلالقوما ترتب عليه ». وفى نفسى شئّ من هذا التعريف؛ إذ أن التعريف يُينى
تلب لذاقها كما سبق ؛ وإنما نحسن عند اقتضاء المقام لها
الباب الأول : القول فى التشبيه
تعريف التشبيه : التشبيه: الدلالة على مشاركة أمرٍ لآخر فى معنى") +
والمراد بالتشبيه ههناأ"" ما لم يكن على وجه الاستعارة التحقيقية ولا الاستعارة
أداٌ التشبيه وكان اسم الشبه به خيراً للمشبه أو فى حكم الخبرا*! كقولنا :
« ريد ند »» وكقوله تعالى # صم بكم على م أى هم ونحوه قول من
يخاطب الَجَاجٍ :
تأثير التشبيه ا حب ممه
فانظر إلى قول البحترى
العطف. لا بذلك الوصف الجامع (7) يعنى التشبيه الاصطلاخى
لا على وجه الاستعارة التحقيقية والاستعارة بالكناية والتجريد » وإنما لم يَذكْرُ الاستعازة
لتخييلية مع الثلاثة لأنها عنده فى الإثبات كما سيأتى ؛ فهى خارجة عن جنس التعريف +
وخروج التجريد من التشبيه إذا لم يكن على وجه ينبئ عن كقولك: « لى من فلانٍ
فلانا لتألن به البحرّ » (4) فى تعريف الاستعارة ٠+
سفيان البجلى + وفيه « ربداء » بدل «فتخآء» والفتخ: استرخاء المفاصل ولينها ٠ والريدة:
(ه) يريد بالبلاغة ما يرادف الفصاحة
بَى الإثمار كُلّ الإباء!*)
أتاح لها لسساا وو"
وعطف ضريب عليه عطف تفسير
(؟) السَارُون السائرون ليلا + وقوله 8 جد قريب 8 صف لمحذوف أى قريب جد
قريب ممعنى بالغ الغاية فى القرب + وهو مصدر تج تق اجتهد وبالغ فى أمره © شبه هيئة
رفعة المسدوح مع قرب نفعه للسائلين بهيئة ارتفاع البدر مع قرب ضر
والجامع: الهيئة الحاصلة من بُمْد المثال مع قرب التوال ٠ (©) السمج : القبي
ست انبرد سين خلال يا يأتى به
سبي نيت من خلاف أصله + شبه حال من وعد شخصا بقضاء اء حاجة ثم أخلف بحال
الخلاف فى ذلك + والجامع : مافى كل منهما من اليأس بعد الطمع
() العَرف : الرائحة ؛ والعوة : ضرب من اليب ين به والمراد تشبيه هيئة
الفضيلة مع الحود بهيئة العود مع النار على سبيل التمئيل + والجامع ما فى كلمن ترتب
النقع على محاولة الضرر
وقوله أيضا
وطولٌ مام المرء فى الح مُخْلق لباب
وأنت قد ووقفت عليه .؛ تعلم بُمْدَ مآ بين خالتيك فى تمكن العثى
لديك» وكذا تَعَهَّد الفرق بين أن تقول « الدنياالا تدوم » وتسكُت وأنت تذكر
عاريةٌ ؛ والضيف مرتحلٌ والعارية مؤْداةٌ ٠ ١ أو تنشد قول لبيد :
وبين أن تقول ارى قوساً لهم منظر؛ وليس لهم مخير »
فى شجر السو منهم ل له زُماءٌ وما له تمر
وانظر فى جميع ذلك إلى المعنى فى الحالة الثانية كيف يتزايد شرفه عليه
فى الحالة الأولى *
أسباب التشبيه : ولذلك أسباب :منهااما يحصل للنفس من لأس
عاد الضمير عليهما فى 3 يتجدد » مفرداً وفى
(8) السرمد : الدائم » والمراد تشبيه هيئة المرء فى اكتسابه المحبة بالاغتراب بهيئة
الشمس فى اكتسابها المحبة بطلوعها وغروبها +
(©) هو للبيد بن ربيعة العامرى + ويعتى أن ذلك ودائع الله عندثا +
() الرواء : المنظر الحسن + والمراد أنهم مثله فى حسن المنظر وقبح المخبر *
اي ١ تتجدد +
مما تعلمه إلى ما هى به أعلم + كالانتقال من المعقول إلى "الحسو.
فإلك قد تُعبر عن المعنى بعبا
* ما لكب لا للحبيب |
بيه وتبالغ + نحو أن تقول وأنت نصف اليوم
بالق « يوم كأقصر ما يتَصوِرُ ١ ؛ فلا يجد السامع له من الأنس ما يجده
لنحو قولهم « آيام كايا القطا *!"" ؛ وقول الشاعر
على إمضاء عزمه فيه » ولم يشغلة عنه شئ » فلا يصادق السامع بارج
)١( هو من قول أبى تمام
منزل فى الأرض يله الفتى أبدا لاس مول
يريد أن الفؤاد لا يميل إلا للحبيب الأول لإلفه له ؛ وهذا هو محل الشاهد
0 الاباهيم ؛ جمع إيهام وهو الإضيع العروف +
(©) سالفة الذباب : مقدم عنقه » والمراد أنه مثلها فى القصر » وقد قال ثعلب :
بن الأعرابى فانشد قول جرير :
ويوم كإبهام |
بإيهام القطاة + فقال ابن الأعرابى : أحسن منه -
أخذ مثه جزير - قول الآآخر
ويوم عند دار الى نم فصي مثل سالفة الذباب
وقد قال الزجاج : إن هذا نهاية فى الإفراط + وخروج عن حدوه التشبيه
اليب + وأنشد فى «ديوان الممانى» لعون بن محمد بن إسحاق الموصلى
(4) هو من قول سعد بن ناشب :
للإحساس من التحريك للنفس وتمكين المعنى ما ليس لغيره أنك إذا كنت
وصاحب لك ينعى فى أمر على طرف نهر ١ وأنت تزيد أن تقزر له أنه لا
يحصل من سعيه على طائل . فأدخلت يدك فى الماء ثم قلت له: « أنظر هل
حصل فى كفى من الماء شئ ؟ فكذلك أنت فى أمرك » كان ّ
التأثير فى النفس وتمكين المعنى فى القلب زائاٌ على القول المجره
ومنها الاستطراف كما سياتى !)+
وبإصلادء!*':شبه البخيل والبليد والخيبة فى السعى » ومن القمر: الكمال عن
النقصان » كما قال أبو تمام
ولاعقب النجم رذ بدي و لعلدلك اَل جوداً د
< والشاهد فى تشبيهه العزم بشئ محسوس يلقى أمام العينين بجامع العناية التامة بكل +
ولكن هذا من الاستعارة بالكناية لحذف المشبه به فيه وإئيات لازمه للمشيه +
)١( فى بيان الغرض من التشبيه
() هذا بدخل فى سبب من أسباب تأثير التشييه» هو جمعه بين الأمور المتنافرة
(©) إخراجه الثار + (4) صوت ول يخرجثارا
(ه) اللهف : الحسرة ؛ والشواهد : أمَارَت الفضائل فيهما + وكان يرثى ولذين
لعبد الله بن ظاهر مانا فى يوم واحد » والشمائل : السجايا
(3) الحجى: العقل » والصبا : الفتوة + والأريحية : خصلة تجعل صاحبها يرتاح
إلى الأفعال الحميدة » والنائل : العطاء + ويروى ١ وصباهما كرما » ولكنه يتكرر مع قوله
يدوم فى سكون بلا رعد ولا برق ٠ والسطل: المطر الضعيف» والجصود: المطر الفزير»
والوايل : المطر الشديد
والنقصان عن الكمال ؛ كقول أبى العلاء المغري :
الأستاذ أبى على - وقد استوزره وأبا العباس الصْبَى فخر الدولة بعد وفاة ابن
وأعرت تَوْبَ املك شطر كمال والبدر فى شطر المسافة يُكْمْرا»
وقول أبى بكر الخوارزمى :
المعنى لطيف وإن لم تساعد العبارةً على ما يجب ؛ لأن الإغباب أن
)١( هذا البيت محل الشاهد » لأنه يشبه ما كانا سيصيران إليه بحال الهلال فيما
يصير إليه من الكمال بعد النقصان +
(©) هذا البيت محل الشاهد » لأنه يُشَبّةٌ حال الشخص فى أمنه من النقص عند
التوسط فى العيش وعدم أمنه منه إذا بلغ نهايته بحال البدور فى أمنها من النقص وهى
المملكة مع أبى العباس الضبى + والمراد تشبيه حال الملك فى كماله بذلك بحال البدر فى
كماله عند بلوغه نصف مسافته + وقيل : المراد تشبيه حال الممدوح نفسه فى كماله بتدبير
نصف المملكة . وابن بابك : هو عبد الصمد بن منصور بن الحسن بن بابك
(0) قوله ١ خيمت » بمعنى أقمت + واصل خيم نصب الخيمة أو أقام فيها ٠ وقولة
« رت »لاما : معنى وقنا بعد وقت + وذلك لإظهار الشعفف عند العسر . ووجه الشبه
إطالة اللكث عند كثرة النفع وإقلاله عند قلته
يتخلل بين وَفْتَى الحضور وقت يخلو منه ؛ فإنما يصلح لان يراد أن القمر إذا
نقص نوره لم يوال الطلوع فى كل ليلة ١ بل يظهبر فى بعض الليالى دون
البعضء وليس الأمر كذلك لآنه على نقصانه يطلع كل ليلة حتى تكون السرار *
أركان التشبيه : ثم النظر فى أركان التشبيه ١ وهى أربعة : (طرقاءء
والقَدّ بالرمح» والقيلٍ بالجيل فى الْبُصرات ٠ والصوت الضعيف بالهمس فى
المسموعات » والتكهة بالعنبر فى الملشمومات + والريق بالخمر فى المذوقات +
والجلد الناعم بالحرير فى الملموسات!*؟
: الثاقب: المضئ أو النافذ فى كل مكان » وقوله ( كالبدر » تعلق بالبيت قبله )١(
(©) أى مما ينظر فيه إلى حالات القمر هذا ومن فضائل التشبيه الكشف عن المعنى
المقصود مع ما يكتسب من فضيلة الإيجاز ؛ كقولك « زيد أسد » تريد أنه صف
بالشجاعة وشهامة النقس وقوة البطش وغير ذلك مما يجمعه هذا التشبيه على إيجازه.
وقد قال ابن الأثير : إن التشبيه يجمع صفات ثلاثة : المبالغةء والبيان» والإيجاز
ميبيب تأ وراشي ما علي نت ان كغيره من أبواب البيان لا بحسن مع فضله إلا
عند اقتضاء المقام له » وآنه فى هذا يتأثر بحال الزمان والمكان + ويتسع فيه المجال للتهذب
فخالفهم المحدثون وشبهوا الورود
والتجديد » وقد كان القدماء يشبهون الخدود بالورود
بالخدود ؛ كما فى قول بعضهم (على بن الجهم ) :
كانه خدود أضيفت بعضهن إلى بعض
(8) هذه أمثلة من الشعر لتشبيه الحسى بالحسى
والصبا علي
عَرَرنُ منالقدود لارماحا | فخلين القلوب لها عَرَآيا
وإما عقليان ؛ كما فى تشبيه العلم بالحياو .
وإما مختلفات؛ والمعقول هو المشبه جرش م الج بالي 88 أو
العكس ؛ كما فى تشبيه العطر بلق كريم"
والمراد بالحسى درك هو أو ماذنه بإحدى الحواس الخمس الظاهرة +
أعلام تقوم ثَثر
وقوله
)١( من ذلك قول الشاعر ١ ّ ًّ
تُشرق أعراضهم وأوجُهُهم .. كلها فى لفوسهم عَم
فى تشيه الأعراض بالشيم اما تتبيهالرجوه بها ناخس يتقان
(7) من ذلك قول الشاعر :
() سيأتى فى قول الصاحب :
أهديت عطراً مثل طيب ثنائه فكانما أهدى له أخلاقه
وقد تشبه الأرض بذلك أيضاً ؛ كما فى قول الشاعر :
وارض كأخلاق الكرام قطمُها .| وقد كح اليل السماك فأيصرا
ومن العلماء من ينكر المحسوس بالمعقول ؛ لأن المشبه به يجب أن يكون أظهر
من المشبه ؛ وقد حمل ما جاء منه على المبالغة فيكون من التشببه المقلوب الآتى + ومن
العلماء من يستحسته لما فيه من اللطافة والرقة فلا يكون عنده دائمًا من التشبيه المقلوب
هذا وكان من الواجب أن يعنى ببيان منزلة تلك الأقسام فى التشبيه؛ لآن سردها من غير
بيان ذلك ليس فيه فائدة ؛ والمقرر فى ذلك أن التشبيه كلما كان أدخل فى باب المعنويات
كان اكمل
(4) هو المركب الذى توجد أجزاؤه فى الخارج دون صورته المركبة + فتكون مادته
مدركة بالحس دون صورته لعدم وجودها
() هما لالى بكر احسد بن محمد بن الحسن الضبحّ المعروف بالصتويرى +
والشقيق : أحمر الزهر يسمى شقائق النعمان + وقد أفرده لضرورة الشعر + وقوله
#«تصوب 0 إلى أسفل وإلى أعلى ف «أو» فيه بمعنى الواو + والياقوت:
حجر نفيس تختلف الوانه والمراد هنا الأحمر + والزيرجد : حجر نفيس اشهره الأخضر
الا بإصاح
بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة من البلاغة تمهيد اللغة العربية هي لغة القرآن لذلك تضمنت نوع خاص جدا من الفصاحة والإعجاز البلاغي الذ...
بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة من البلاغة تمهيد اللغة العربية هي لغة القرآن لذلك تضمنت نوع خاص جدا من الفصاحة والإعجاز البلاغي الذ...
بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة من البلاغة تمهيد اللغة العربية هي لغة القرآن لذلك تضمنت نوع خاص جدا من الفصاحة والإعجاز البلاغي الذ...