البوليس والكشف عن الجريمة اليوم هذا الكتاب يختلف اختلافاً جوهرياً عن الكتب التى ظهرت حتى اليوم والتى تعالج هذه المسائلة ، فكاتبه ضابط بوليس بإدارة اسكتلنديارد قد عالج الجريمة وطرق مكافحتها بالطرق العلمية بما لم يسبق فيه أحد من الزملاء ، وضع المؤلف كتابه هذا البوليس والكشف عن الجريمة اليوم ، فبدأ فى كل سطر من كتابه مدى اهتمامه بالتطور الخطير في مكافحة الجريمة والقصاص من المجرم عن طريق العلم والعلماء وقد أسهب فى ذلك وجعل من العلم أدلة الإقناع التى لا يعوزها استنتاج ولا يجوز فيها مرافعه أو نقاش إلا لمن كابر وأنكر الحقائق ، لقد أبان المؤلف فى كتابه صراحة أن العلم وحده لا يكافح الجريمة إن لم يوجد رجل البوليس الماهر المنقب الذى يجمع التافة والخفى مستعيناً بذاكرته القوية وخبرته وذكائه ودراساته لأحوال المجرمين ثم يضع مجوده بين يدى العالم الذى يُنطق الأصم ويُعلن الحق ويُرغم المجرم على الاعتراف في الكثير من الحوادث فيقتنع القاضى والمحكًمون فيحكمون وهو راضون مؤمنون بأنهم قضوا بالحق ، ولهذا خلص موريش من أبحاثه في كتابه إلى قوله إن رجل البوليس ورجل العلم لا يستغنى أحدهما عن الآخر .

---