سياسة انتقال تدريجية للحفاظ على اصناف من المستخدمين لكل منتج من منتجاتها وقد بدأت سمات التخصص تظهر
حيث انحصر استخدام الحواسيب الشخصية بشكل كبير في الدوائر الرسمية والقليل من المبتدئين في مجال الحاسوب
في حين اصبح اللابتوب هو الجهاز المفضل للباحثين العلميين ورجال الاعمل بما يوفر من مميزات النقل بسهولة
والشحن لمدة متوسطة والذاكرة الكبيرة وكونه منصة تطوير برمجيات ومعدات جديدة لأغراض البحث العلمي في
حين ان افواجاً كبيرة من المستخدمين الهواة من عشاق التصفح للأنترنت والعاب الرسوم المتحركة المجسمة الفردية
والجماعية بدأوا يتجهون نحو الاجهزة اللوحية والهواتف النقالة الذكية بسرعة كبيرة ولكن يبقى السوال قائماً: هل ان
السوق استقر على هذا ام ان التغيرات المقبلة اكبر بكثير؟
الحاسوب الشخصي شخصي مرة اخرى!
تؤكد شركات تصنيع اللابتوبات والاجهزة اللوحية انها رسخت مفهوم الخصوصية والشخصية في منتجاتها ولكن
بادمانها على النت والتصفح ومواقع التواصل الاجتماعي بل وحتى استخدام هذه الاجهزة (الشخصية) كبيئة لتبادل
وتناقل ومشاركة المحرمات من افلام خليعة ومشاهد اثارة مشبوهة؟ بل واستخدام هذه الاجهزة كوسيلة للتواصل بين
مجتمع من المختلين والمعتوهين والسفهاء عقلياً! وامر اخر يجب الالتفات اليه هو تأثير هذه الاجهزة على المستوى
العلمي للطلبة الصغار والمراهقين وتأثيراتها السلبية على مهارات التواصل الاجتماعي والعائلي والكل يشكو من ذلك
مشاريع قوائين حضر او مراقبة
انتشر خبر في الايام الماضية حول نية الكثير من دول العالم لتقييد حرية النشر والتصفح في الانترنت في العالم ولكن
لهم سوى جني المال وبي شكل من الاشكال بغض النظر عن الاخلاق والقيم والمبادي والاديان لذا اصبحت المراقبة
والمحاسبة مسؤولية الدول الحريصة على شعوبها والمدارس والجامعات والمؤسسات التربوية وقبل كل هذه البيوت
والتربية المنزلية المنضبطة والمحافظة حتى لا نسيء استخدام هذه النعمة كغيرها وتنقلب وبالاً علينا كشعوب
مستهلكة وسيئة الاستهلاك دوما!
في وقت من الاوقات كان الحاسوب هو حلم المتقفين والمتنورين والمتعلمين لينهلوا من فوائده الكثيرة ولكن حصل ان
تدرج الاستخدام من فائدة ومنفعة وتواصل علمي وعملي وثقافي الى وسيلة لهو وترف وبذخ ولعب واكسسوار غير
مفيد بل مضر في اغلب الاحيان وهنا لا بد من اعادة النظر في الغاية الحقيقية من اقتنائه والحديث هنا ليس لمختصيه
ولا للمحتاجين اليه في العلم والعمل بل الى فئات كبيرة من الشباب والشيوخ والعجائز ممن يسعون الى امتلاكه
وتجديده وادامة الاستهلاك لا لفائدة تذكر او منفعة ترجى ولكن فقط للسير مع التيار! وامر اخر يوجه الى مختصي
الحاسوب وهو انه بالرغم من مسؤوليتكم في تعليم الناس استخدامه وتسهيل ذلك للمتعلمين الا ان ذلك يفرض عليكم
مسؤولية اخرى وهي التثقيف للمخاطر المحتملة من سوء الاستخدام وتحذير المتعلمين من الامراض النفسية والجسدية
التي يمكن ان يسببها الاستخدام الخاطئ لهذه النعمة او السلاح ذو الحدين القاطعين فهو اما ان يسبب ثورة تقنية
ومعلوماتية واجتماعية ايجابية تدفع الامم الى الامام كما حصل مع غيرنا من الدول والشعوب واما ان يكون وبالاً
مستهلكين وتابعين للغير ننتظر ان يرمي لنا فتات ما لديه لنلهو به! لذا وجب التنبيه عسى ان ينتفع به من يريد ذلك
ومن يوفقه الله لذلك
الحاسوب والناس 8: مختصي الحاسوب: بين المطرقة والسندان!
الحديث عن مختصي الحاسوب في العالم العربي مليء بالأحزان والالام والأمال فبين واقع مرير ونظرة متدنية
ومتفاوتة الى هؤلاء الحاسوبيين وبين طموح بتحقيق الحلم وحوسبة الواقع العربي لينهض من رقدته ويلحق بركب
الامم تتباعد المسافات بين الواقع والطموح!
عندما نتحدث عن مختصي الحاسوب فنحن نقصد المدى الواسع والعريض من البشر الذين يتدربون لفترات متفاوتة
من الزمن على استخدام وفهم وتطوير الحواسيب بشتى انواعها من الحواسيب العملاقة الى الاجهزة المحوسبة الدقيقة
التي لا ترى بالعين المجردة فبدءاً من خريجي الاعداديات المهنية لصيانة الحاسبات الى خريجي المعاهد التقنية
لدبلوم (تشغيل الحواسيب وادخال البيانات) الى مبرمجي الحواسيب من خريجي علوم الحاسوب وهندسة البرمجيات
وصولاً الى مهندسي الحاسوب من خريجي كليات هندسة الحاسوب والسيطرة الالية ويستمر التدرج الى الماجستير
والدكتوراه لكل من الفروع سابقة الذكر
ملخص المشكلة
يعاني مختصو الحاسوب من سوء فهم لتخصصهم وقدراتهم وسوء توظيف لإمكانياتهم في الدوائر الرسمية من جهة
وفي الاعمال الحرة والنظرة المجتمعية من جهة اخرى والسبب في ذلك يعود الى تأخر المجتمعات العربية بصورة
عامة في هذا المجال وعدم توفر شركات تخصصية في مجال صناعة وتكوير البرمجيات او المعدات الحاسوبية وعدم
وجود حوسبة حقيقية في الدوائر الحكومية والاهلية مما ادى الى عدم توفر الاختصاص الحقيقي لأغلبية هؤلاء
المختصين للعمل فيما يجيدون؛ يضاف الى ذلك النظرة القديمة لأغلب الادارات والمسؤولين والرافضة لكل تطور
وتطوير وتجديد فيرفضون كل مقترح لتغيير السياقات الورقية والروتينية التقليدية بشيء جديد سريع ورخيص ومفيد
لأن هذه التطورات تظهر مقدار عجزهم وتخلفهم وتأخرهم في مواكبة العالم وربما تهز عروش سيطرتهم المطلقة
على الكراسي حتى التقاعد او الموت!
يسأل البعض عن الدور الحقيقي للحاسوبي في مجتمعه ودائرته حيث انهم دائماً ما يشتكون من قلة الاهتمام او الدعم
او البعد عن تخصصهم الحقيقي وهنا يجدر الاشارة الى ان لكل منهم دوره المكمل لأخرين والمتناغم معهم فكلهم يكمل
بعضهم الاخر في المنظومة الحاسوبية الادارية او العلمية او الفنية والتقنية في مكان العمل او التدريس او الصيانة
والتشغيل فعامل الصيانة من خريجي اعدادية الصناعة المهنية وظيفته الصيانة ولا غيرها ومدخل البيانات او مشغل
الحاسوب من خريجي معاهد الحاسوب بدرجة دبلوم وظيفته تشغيل الحاسوب وادخال البيانات للبرامج التي يقوم
المبرمج بتصميمها وصيانتها وتطويرها حسب حاجة الدائرة او المؤسسة المعنية واما دور المهندس الحاسوبي فهو
دراسة الواقع للمؤسسة وتقديم خطط التطوير وادخال التقنيات الجديدة والاشراف على نصبها وعملها وصيانتها وقت
الصيانة وتطويرها حسب المتطلبات المتزايدة للعمل المؤسساتي ويدخل في ذلك تقييم الاحتياج الفعلي للشبكات
الحاسوبية والاجهزة المكتبية والملحقات الاخرى والتقنيات المتطورة حسب الحاجة والتخطيط الصحيح
مما سبق اتضح لنا ملخص للمشاكل التي يعاني منها الحاسوبيين ودورهم المفترض في عملية التطور والتطوير ومما
يمكن ان يطرح كحل لهذه المشاكل هو على المستوى الاجتماعي بداية لأشاعة ثقافة الفصل بين الاكاديمي والفني
والمهني والسوقي (إان صح التعبير) فلآ يجب ان نخلط بين دور الاكاديمي المنظر والمشرف والمدير والمهندس
والمخطط والمصمم وبين عامل السوق المصلح وعامل الصيانة والطابعي ومدخل البيانات هذا اولا واما فيما يخص
الجانب العملي فلا بد من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهذه دعوة لكل الحاسوبيين بالاحتجاج
بالوصف الوظيفي لهم في قوانين الدولة والعمل بما تقتضيه قوانين الخدمة المدنية والحكومية وعدم الاستهانة
بشهاداتهم السماح للغير بلتقليل من قيمتهم واما على المستوى الشخصي فمقولة (اعرف كل شيء) خاطئة قطعاً في
بشكل عام فمجالات التخصص الحاسوبي كثيرة ومتعددة وانصحك بالتوجه نحو ما ترتاح له وتحس انك ستبدع به ولا
ضير في معرفة معلومات عامة عن بقية الفروع في هذا العلم العظيم والله المستعان
الحاسوب والناس9 : استراتيجية الحوسبة
نقصد بالحوسبة هنا ادخال التقنيات الحديثة الالكترونية منها والبرمجية في مختلف مجالات الحياة وقد دخلت فعلاً في
دول العالم الاول والثاني في كل شيء من مصارف وبورصة وادارة وسياسة وانتخابات وتسوق ومعاملات رسمية
ودعاية وتواصل وحكومة الكترونية وكل مجالات اتصال الانسان بالإنسان وبالطبيعة من حوله ولكن هل نستطيع ان
قبل الحديث عما يجب ان يكون لا بد من معرفة ما هو كائن فعلاً حالياً وفي اغلب دول العالم الثالث او ما تسسى
مجاملة نامية وهي ابعد ما يكون عن النماء!
اراضينا وبدل ان نعمل على التعلم من الغير وزيادة ميزانيات التعليم والتطوير والتقنيات الحديثة ترانا ننافس في اكبر
بناية واطول برج واكبر صحن طعام واضخم عزومه وكثر حفلات العرس تبذيراً واسرافاً للملوك والفراعنة الجدد في
دولنا العربية والاسلامية اين نحن الان من سلم التطور والتقنيات الحديثة؟ و في الدرك الاسفل من الترتيب مجرد
متقاعسين عن اداء واجباتهم او عاجزين عن اللحاق بركب الحضارة والتطور حولنا او يعانون من التهميش وقلة
الدعم والاسناد او يواجهون بنظرة مجتمعية دونية لتخصصات حديثة وضرورية للحاق بركب من حولنا وهنا لا بد
من الاشارة الى ان العلوم الحديثة بكل تفاصيلها (الا القليل المخفي لضرورات سياسية واقتصادية واستكباريه دولية)
متوفر على شبكة الانترنت ولكن مبرمجينا ومهندسينا الحاسوبيين (وهم مدار بحثثا) يكتفون بال(ع051م -لإنزهه)
والاستهلاك لما عند الغير الا ما ندر من محاولة لتصميم نظام تشغيل عربي بسيط هنا او لغة برمجة عربية بسيطة
(بل تافهة) هناك او صناعة برنامج تطبيقي للمستخدمين يخدم فئة معينة من العرب والمسلمين هنلك وانا لا اتهم هذه
منها ويبني فوقها هو الخلل فللأسف غيرنا اعتمدوا اسلوب التشارك للبناء والتعاضد للأبداع وعملوا في مجاميع
سيسكو؛ اوراكل ابل؛ فيسبوك) وغيرها نجد انها بدأت كفكرة في عقل مبدع ودعم مادي من شخص اخر متنفذ غني
وتطورت باستقطاب الكفاءات ومواجهة الخسائر والهزائم بعزيمة ثابتة وقلب حديد في حين نرى ان كل انجاز لدينا
في عالمنا العربي والاسلامي لا يلقى الدعم الكافي ولا التطوير من اشخاص اخرين بل تقف كل ابداعاتنا المتواضعة
(قياساً الى ما عند الغير) في بداية الطريق ويصيبها الجمود والقدم والاضمحلال مع الوقت او قد يأخذها غيرنا
بعد استعراض الواقع الحالي لا بد من التفكير في الوضع الذي نريد الوصول اليه حاسوبياً ولا يخفى ان هذا الامر
صعب مستصعب لأن ما يمكن قوله الان اننا نريد ان نصبح متل بريطانيا في الحوسبة لكل مجالات الحياة وحين
نستقر على هذا الرأي (فرضاً) ونبداً العمل بشكل جدي لذلك نجد اننا بعد خمس او عشر سنوات قد استوردنا الاجهزة
صلاحيتها او الدعم التقني لها من شركاتها الام وهذا الامر واقع تعيشه اغلب المؤسسات الحكومية في العالم العربي
والاسلامي (الا ما ندر من شواذ سيتم التعرض لها ان شاء الله) حيث نستورد كل شيء وهم مستمرون بالتصنيع
ولإدامة الصناعة يجب ادامة الاستهلاك وتستمر دورة تصنيعهم واستهلاكنا وتطويرهم واضطرارنا الى الشراء من
جديد للمنتج الجديد وهكذا نبقى متخلفين عنهم بخطوات ويبقون متفوقين علينا بسنين وقرون ومتفضلين علينا بتصنيع
لذا نحن لا نريد ان نصل الى استخدام منتجاتهم فقط والاستمرار بالشراء متهم لما يطورونه بل نزيد ان نصل (ويجب
تطويره وتعديله حسب الحاجة المستقبلية والتخلص من التبعية التكنولوجية للغرب والشرق ولا بأس من الاستفادة من
تجارب الغير وتطبيق تقنياتهم ولكن بشرط ان لا نكتفي بالاستهلاك والسعي والعمل للوصول الى الاكتفاء الذاتي
ومنافسة الكبار وبعدها نفكر كند لهم بالتعاون والتبادل المعرفي والثقافي والعلمي والصناعي والتكنولوجي
كيف نصل الى هناك؟
السؤال الاهم في هذا المجال هو كيف نحقق كل ذلك؟ هل يكفي مبادرة من هنا وتشجيع من هناك وتجمع لعدة اشخاص
هنا ودعم محدود هناك؟ قطعا لا فكل ها موجود فعلاً ولكنه عاجز عن مواكبة ومنافسة عمالقة الاقتصاد والصناعة
واستيرادنا لكل شيء منهم؛ فالمطلوب نهضة حكومية موحدة من كل الدول التي تستشعر خطر البقاء تبعا لغيرها في
مجال خطر وحساس مثل الحوسبة والاتمتة الالكترونية والذي اصبح يشكل تهديداً باصا لأمن الدول التي تعتمده
اعتماداً كلياً في مؤسساتها بسبب المخاوف من هجمات القراصنة والمخترقين والضربات النووية وغيرها مما يشكل
عبئاً اكبر على الدول التي تستورد كل شيء بلا معرفة لخفايا واسرار هذه الاجهزة والبرمجيات والتي يترك دائماً
اليه بمعنى اخر فأن البقاء تبعاً للغير وصناعاتهم ومنتجاتهم لن يبقينا اتباع اقتصاديين فقط بل قد يستخدم مستقبلاً
التجسس والاختراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي المطلوب ان تعي الدول العربية ما تريد؟ ومتى تريده؟ وان
تقلل من ميزانية التسلح والتباهي بالأكل والبناء لناطحات السحاب والنفوس والعقول خراب! وتتجه الى تحصين
خبرائها وأخصاءيها في تطوير استراتيجيات وطنية للحوسبة والاتمتة والنهضة المعلوماتية والتقنية الوطنية بعيداً عن
التبعية العلمية للغير وحتى لو بدأنا بشكل بسيط متخلف عن الموجود حالياً فأن المستقبل يبشر بخير في ظل انفتاح
العرب والمسلمين على العالم وكثرة الشهادات والزمالات الدراسية في الشرق والغرب مما يبشر بخير خصوصاً
ونحن نأمل في المبتعثين هناك ان لا يعودوا الا ووسام النصر على صدورهم بأكتساب ما يمكن ان يفيد العباد والبلاد
الحاسوب والناس :٠١ تخلف المختص وتطور المستخدم!
قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء ولكنه حقيقة واقعة سأناقش معكم تفاصيلها هنا واتمنى ان تشاركوني الرأي:
فيما مضى وحتى الان وفي كل دول العالم يفتقرض بالمختص ان يقود عجلة التطور في مجال اختصاصه ويكون اول
المبادرين والمساهمين في نشر التقنيات الحديثة لما يختص به في ربوع المجتمع حتى تبرز الحاجة الحقيقية له في
التدريب والتطوير للناس على استخدام والاستفادة من التطورات والتغيرات وهذا شيء طبيعي وسنة حياتية موجودة
منذ القدم وفي كل مكان ولكن لما كانت لكل قاعدة شواذ وجب معرفة الشواذ ومعرفة اسباب الشذوذ ومن هذه الشواذ
مختصي الحاسوب في دول العالم الثالث عامة والدول العربية خاصة والعراق بشكل اخص حيث نلاحظ ان اغلب
مختصي علوم وهندسة الحاسوب يميلون الى التقليدية في البرمجة والتدريس والتعامل مع المكونات المادية والبرمجية
للحواسيب والسبب في ذلك هو تقليدية وتراثية المناهج العلمية والتقاعس الكبير لدى الكثيرين عن التعلم المستمر
والاكتفاء بالشهادات الاكاديمية بدون تطوير انفسهم ومحاولة مجاراة التطور مضافاً الى السرعة الهائلة في تطور
علوم الحاسوب مما يجعل اللحاق بكل ما يستجد كمختص يجب ان يفهم ويطبق امراً شبه مستحيل ولذا ترى اغلب
المختصين يجاهد للحاق بفهم وتطبيق ما يستجد يومياً على عكس اغلب المستخدمين الذين يتعاملون مع الامر بأريحية
اكثر وانفتاح اكثر حيث انهم لا يحتاجون الى معرفة التركيب الداخلي للجهاز الجديد وكيفية برمجة البرنامج الجديد بل
الامكان تبسيط الاستخدام وان كان على حساب تعقيد البناء والتصميم الا ان كل هذا لا يهم المستخدم بقدر ما يهمه
وجود تقنية حديثة يريد تجربتها والتنافس مع اقرائه لتحديثها والحصول على اخر النسخ منها ومن هنا تبرز المعضلة
التالية: حيث يقع المختص في مأزق الضياع بين الاختصاص العلمي والمعلومات التي يحتاجها سوق العمل والتوفيق
غاطسين في الاجهزة التراثية والبرمجيات الاثرية ويجاهدون لإبقائها عاملة ومناسبة لاحتياجات اليوم في حين يلتجأً
الاخرون الى تتبع حاجة السوق والتحول الى مستخدمين من نوع خاص حيث انهم يتحولون الى طرق ثالث بين
المصمم (الغربي او الشرقي في جميع الاحوال!) والمستخدم والمستهلك (العربي والمسلم عموماً!) :تسح احا
المختص (سابقاً) مجرد دارس للتقنيات الجديدة ومستخدم متقدم عون 20720080) ليستطيع الاجابة عن اسئلة
المستخدمين المتزايدة ولكي يقال عنه انه (يفهم!) او انه (ذكي ومبدع!) في حين ان الواقع انه ليس اكثر من مستخدم
من نوع خاص لا يطور ولا يصمم بل ولا يعرف كيف تعمل هذه الاجهزة من حيث اساس عملها!
لذا يواجه المختصون في الحاسوب هذه المعضلة حتى لو انكر البعض منهم وجودها او قلل البعض الاخر من اهميتها
حلول اخرى يمكن ان تحضر القراء ويمكن ان يقترحوها:
-١ التخصص الدقيق: واعني به ان كل مختص يجب ان يركز اهتمامه على تخصص دقيق يوقف كل جهده له
لمجتمعه ومحيطه اليه ولا ضير في تبديل الاختصاص الدقيق بين فترة واخرى متى تغيرت اوضاع العمل
والحاجة العامة وهذه الفكرة ستساعد المختص على استيعاب الجانب العلمي والعملي في تلبية حاجة
التحضمن والمستتخيعين الى حداكبين
يضعه المختص في عين الاعتبار فحاجات الدولة اهم من حاجات الافراد
التعليم المستمر: هو الشعار المرفوع دائماً في كل مكان وزمان يشهد تطوراً وتحضراً ونضوجاً فكرياً وعلمياً
وهذا ما يجب ان يتخذه المختص كشعار خصوصاً في اختصاص مثل الحاسوب من يترك التعلم المستمر فيه
مدة قصيرة يحس بالموت والغربة عن اختصاصه ويصبح من الصعب العودة الى مستواه الاول
العنوان التالي:
للجزء الثاني من سلسلة الحاسوب والناس )1١-76(
سبق ان تم نشر الجزء الاول من هذه السلسلة في موقع كتب وهذا هو الجزء الثاني من السلسلة والتي تضم خمس
(الحاسوب والناس)
الحاسوب والناس 6
الحاسوب وسوء الاستخدام
لا شك في ان الحاسوب والانترنت والاجهزة الالكترونية بصورة عامة قد احدثت طفر كبير ة في حياتنا وهي مستمرة
في ابهارنا بكل جديد يومياً الا انه ومع كل تطور وتغير في انماط الحياة البشرية لا بد من اجراء احترازات وترتيبات
معينة في سلوكياتنا تجاه هذه التغيرات وبما ان موضوعنا حول الحاسوب فسوق نتطرق الى اهم العادات السلبية
المرافقة للإكثار من استخدام الحاسوب والنت وكيفية التخلص منها فقد لوحظ تزايد أعداد المرضى من الشباب ومن
الجنسين في عيادات أطباء العظام ومراكز العلاج الطبيعي في جميع أنحاء العالم ولقد دلت الإحصاءات الأخيرة على
ان معظم هؤلاء المرضى من مستخدمي الحاسوب والإنترنت لمدة تزيد على ساعتين يوميا ولذلك أصدر الأطباء عدة
نصائح وإرشادات تساعد على الوقاية من تلك الأمراض والأعراض
الآثار الصحبة السلبية لاستخدام الحاسب والانترنت
تنقسم اثار سوء استخدام الحاسوب الى قسمين وهي الآثار قصيرة المدى والآثار بعيدة المدى وهي تشمل آثار نفسية
وآثار بدنية وآثار اجتماعية حيث ان الأثار البدنية والنفسية قصيرة المدى تشمل توتر واجهاد عضلات العين ويبداً
بالشعور بالآلام في العين والقلق النفسي وضعف التركيز وفي حالة تكرار زيارة المواقع الإباحية يؤدي ذلك إلى
الإثارة الجنسية 5 الجنسي أو ظهور المشاكل الأمنية والاجتماعية واما الآثار البدنية والنفسية بعيدة المدى
فهي التي تأخذ فترة أطول لظهورها وتشمل آلام العضلات والمفاصل والعمود الفقري ومثال ذلك آلام الرقبة وأسفل
الظهر وآلام الرسغ كما يمكن ان يتسبب في ظهور حالة من الأرق والانفصال النفسي عن عالم الواقع والعيش وسط
الأوهام والعلاقات الخيلية خاصة لمن يدمنون على منتديات الحوار, كما يمكن ان يؤدي إلى حالة من زيادة الوزن
نتيجة لعدم الحركة مع تناول الوجبات والمشروبات العالية السعرات وطبعا لا ننسى ان نذكر المخاطر الاشعاعية
الصادرة عن الشاشات وكذلك تأثير المجالات المغناطيسية الناتجة عن الدوائر الكهربائية والالكترونية
العزلة: من أهم الملاحظات الملموسة في حياتنا اليومية هو قضاء الناس أوقات طويلة أمام التلفاز أو الفيديو أو أجهزة
الحاسب مما يجعلهم يقضون وقتاً أكثر داخل بيوتهم إلى درجة عزلتهم عن الاتصال بالجيران أو الأقارب وقد أثبتت
بعض الاحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن 9625 فقط ممن أجريت عليهم الدراسة يعرفون من هم الجيران
كما أثبتت دراسة أخرى أن الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية يقضون أمام التلفاز وقتا أطول من الذي يقضونه
في صالات الدراسة كما اظهرت إحصائية ثالثة أن أكثر من مئة مليون طفل أمريكي أقل من اثنتي عشرة سنة
يشاهدون التلفاز إلى ما بعد منتصف الليل والبالغون يشاهدون التلفاز بمعدل يقرب من 30ساعة في الأسبوع وسوف
تزداد هذه العزلة مع تمكن العلماء من ربط أجهزة الهاتف والحاسوب والفاكس والتلفاز في شبكة عالمية موحدة
حلول مقترحة:
1- لتجنب اجهاد العين نضبط ارتفاع ومكان الشاشة حيث ينصح بأن يكون ارتفاع الشاشة مناسبا بحيث يكون على
7 سنتمترات تحت الحدود العليا للشاشة كما ينصح باقتناء شاشة بحجم 15 بوصة على الأقل, وينصح بوضع الشاشة
في مكان مناسب داخل ال
راحة كل 15 دقيقة وذلك بالنظر إلى أبعد نقطة في الغرفة لمدة نصف دقيقة أو من خلال النافذة أو غمض العين, كما
ينصح بتكرار الرمش أو غمض العين بين فترة وأخرى لتجنب الجفاف
2- لتجنب آلام العمود الفقري والمفاصل ينصح بالجلوس على كرسي مناسب لطولك ويفضل ان يكون له مسند
للرأس والظهر ويجب عليك ان تجلس بطريقة صحيحة بحيث يكون الرأس والرقبة وكامل العمود الفقري بوضع
مستقيم كذلك تتأثر معظم المفاصل بطريقة جلوسك أمام الكمبيوتر يعتبر الورك ومفصل الركبة من أكثر المفاصل
تأثرا بطريقة جلوسك أمام الكمبيوتر ولذلك ينصح باتباع الطريقة السليمة للجلوس وهي الجلوس بحيث تشكل المفاصل
زاويا قائمة كما يتآثر الرسغ كثيرا بطريقة استخدامك للفرة ولوحة المفاتيح وعليك بالمحافظة على يديك مستقيمة على
قدر المستطاع أثناء الطباعة على لوحة المفاتيح أو استخدام الفأرة مع الحفاظ على المرفق ليكون أقرب إلى جسمك
وتكون الزاوية 90 درجة بين العضد والساعد وافضل وضع لأستخدام الفأرة هو ان تكون كل من الرسغ والساعد
والمفاصل على استقامة واحدة
3- لتجنب تير الاشعاعات الصادرة عن الشاشات: تصدر شاشة الكمبيوتر العديد من أنواع الاشعاعات بكميات
مختلفة وأهم هذه الأنواع الأشعة السينية والأشعة د تحت الحمراء والأشعة الفوق البنفسجية وكذلك موجات الميكر وويف
وهذه الاشعاعات صغيرة في شدتها وكميتها ولكن التعرض المستمر لها قد يتسبب بمشاكل مستقبلية وأفضل طريقة
للتقليل من آثارها المستقبلية هو الابتعاد عن مصادرها على قدر الامكان ولذلك عليك بالابتعاد عن الشاشة بمسافة لا
البلوري بدلا من الشاشات التي تعمل على تقنية أنبوب المهبط وهو ما يعرف بأنبوبة الكاثود
- وملاحظة أخيرة بهذا الخصوص وهي ان الاشعاعات تصدر في جميع الاتجاهات ولذلك عليك بالابتعاد عن الشاشة
من جميع الاتجاهات ونلاحظ في كثير من مقاهي الإنترنت ومكاتب الشركات جلوس المستخدم أمام جهاز كمبيوتر
وخلف رأسه مباشرة شاشة زميله وطبعا هذه ممارسة خاطئة تؤدي إلى تضاعف التعرض للإشعاع لأن ذلك المستخدم
4- لتجنب تأثير المجالات الكهرومغناطيسية ينصح بوذ ضع الجزء الذي يحتوي على مكونات جهاز الكمبيوتر بعيدا
عن الجسم بمسافة نصف متر على الأقل كما ينصح بالابتعاد عن الأسلاك والكوابل بنفس المسافة
5- لتجنب الآثار النفسية والعاطفية والاجتماعية كثير من المستخدمين يقعون في مشكلة إدمان الألعاب الالكترونية أو
منتديات الحوار والدردشة على شبكة الإنترنت والفيس بوك وينصح الخبراء بمقاومة هذا الإدمان وتجنب غرف
الدردشة التي لا طائل منها وعدم الارتباط بأي شخص عاطفيا عبر الشبكة حيث ان الغالبية تمارس الكذب واخفاء
الشخصية الحقيقية وان أظهروها فإنهم يمارسون التمثيل لإخفاء الصورة الحقيقية كما يمارس الأغلبية الكذب
والتضليل فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية والعمر والجنسية والمهنة وحتى الاسم كما أشارت الدراسات ان هناك الكثير
من الأعراض المرضية المتعلقة بقضاء وقت طويل في عالم الخيال الالكتروني ومنها الدوخة وتشويش الأفكار
والأرق والنرفزة وفقدان المهارات الاجتماعية وزيادة اللامبالاة بالمستقبل
6 لتجنب زيادة الوزن ينصح بعدم تناول المشروبات الغازية والمأكولات الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية
وتجنب ألواح الشوكولاتة وقطع الحلوى والمعجنات وينصح بتناول بديل ذات سعرات حرارية أقل بدلا منها ومثال
ذلك تناول العام والخضروات والفاكهة مثل التفاح
مكتب أو الغرفة بحيث تقل الانعكاسات من الإضاءة الخلفية أو النوافذ كذلك ينصح بأخذ فترة
والجزر والخيار
كلمة أخيرة
ينصح بعدم الجلوس طويلا أمام جهاز الحاسب دون حركة حيث ان جسم الإنسان لا يدعم هذا الشيء ونصح بالحركة
كل ربع ساعة فمثلا يمكنك ان تحضر كوبا من الماء أو لم وي عات المشي إلى المكتب
المجاور وكذلك نصح باستغلال الأوقات القصيرة التي تجدها أثناء د تحميل البرامج أو أثناء الانتقال من موقع إلى آخر
أو من صفحة إلى أخرى أو أثناء الاتصال على الشبكة في ممارسة بعض الحركات المفيدة كغمض كغمض العينين والتنفس
بشكل عميق أو الوقوف وشد العضلات ت وتساعد هذه الحركات في تخفيف الضغط على العضلات والجهاز الهيكلي
وتنشط الدورة الدموية