وبعد :
فالأسرة هى البئة الأولى التى يتكون منها صرح المحتمع . وبقدر
تماسكها وسلامتها وصلاحها ؛يكون تماسك المجتمع وسلامته وصلاحه.
وبقدر ما تقوم عليه من خلق وفضيلة ؛ يتوفر للدولة العزة والشوكة
والسعادة .
ولذا عنى شباب سيدنا محمد صل الله عليه وسلم منذ بداية دعونم
بأمر الأسرة المسلمة » وجعلوا العمل على سلامة بنائها هو بداية وأصل
كل إصلاح يراد فذه الأمة المسلمة الى بدات نسرى فيا عوامل
التحلل والفساد من المدنية الغربية الى غزانا بها الاستعار +
كتاب : (بناء الأسرة المسلمة ) للأستاذ حسين محمد بوسف - الذى
كان قد انتم منه فى غرة امحرم عام ألف وللاثمالة والنين وتسعين .
وقد صدر الجزء الأول من هذا الكتاب فى أثناء حيا و
من إقبال القراء واهّامهم ما دعانا إلى إصدار الجزء الثاذ
هو الجزء الثالث من الكتاب +
وقد صدر الجزء الأول من الكتاب بعنوان : ( أهداف الأسرة
فى الإسلام والتيارات المادة ) وهو يتكون من فصلين :
الفصل الأول : مكانة الأسرة فى دولة الإسلام +
الفصل الشانى : أهداف الإسلام من تكوين الأسرة +
ثم صدر الجزء الثانى بعنوان : ( انيار الزوجين فى الإسلام رآداب
الخطبة) ويتكون من ثلالة فصول :
الفصل الأول : اختبار الروجة .
الفصل الشانى : اختبار الزوج
الفصل الثالث : خطبة النساء .
وها هو ذا الجزء الثالث من هذا الكتاب القيم ؛ وجعل عنوائه :
(آداب العقد والزفاف أى الإسلام ) وهو بتكون من ثلالة فصول :
الفصل الأول : صدقات النساء .
الفصل الدانى : العقد .
الفصل الأول : صدقات النساء :
وقد أوضح فيه المؤلف منطق الإسلام فى المهور » وكيف جلها
من مسئوليات الرجل باعتباره الطرف الأقوى » وقارن بين هذاوبين
عادة الغربيين فى وضع ذلك العبء على عانق المرأة فى صورة
ما يسمى ب ( الدوتة ) نمسا يعرضها الكثير من المخاطر والأضرار . وبين
أن حق المرأة فى الصداق لا يقابله - شرعاً - سوى حق الزوج فى
القتع بها » ولا يترتب عليه أية حقوق أخرى + كتجهيز الأثاث
أو إعداد المسكن .
وقد أحاط الإسلام هذا الحق بسياج من الحمية حتى فى حالة طلاق
المرأة قبل الدخول بها ؛ فإن شا نصف الصداق المفروض » فإذا طلقت
قبل الدخول وقبل فرض الصداق فلها الحق فى المتعة » وإذا توفى قبل
الدخول بها فلها الحق فى الصداق والمبراث +
ومع كل ذلك : فقد أجاز الإسلام للمرأة أن تتنازل عن صداقها -
ثم بين أن المدار فى المهور على التيسير » وأن النبى صل الله عليه وسلم
زوج بعض أسحابه على خاتم من حديد » والبعض الآخر على آيات
من القرآن» فى حبن أنكر عليه الصلاة والسلام على رجل ثالث إرهاقه
وقد ابي فى هذا الفصل إلى أن من آثار الممالاة فى المهور :
الإعراض عن الزواج » وانجاه الفنيات إلى العمل فى المكاتب والمصانع
الإسلام فى شىء لأن الدافع إلى المغالاة : إما حب الظهور والمفاخرة؛
وإما عدم الاطمئنان إلى أمانة الزوج وديئه .
الفصل الشانى : العقد
وهو الإجراء الفاصل الذى بم به شرعاً - تكوين الأسرة وقاد
وضع له الإسلام من الأركان والشروط والآداب ما يكفل قيامها على
التقوى » وبين الكاتب بعد ذلك ما يشرط فى الزوجين من خلوهط
من الموانع الشرعية موضحاً بالتفصيل مواطن التحريم » والأهداف
الكرعة الى توخاها الإسلام من كل منها +
ثم تطرق إلى بيان هدف الإسلام من الولى الذى يقوم نيابة عن المرأة
الخلاف ببن المذاهب فى هذا الصدد خلاف شكل + ومستعرضاً الأدلة
من الكتاب والسنة على وجوبه » ومؤئيداً ذلك بالأخبار النابنة عن البى
صل لله عليه وسلم » والآثار الواردة عن الصحابة رضى الله عنم +
وعرض المؤلف للاتجاهات الخطيرة التى تفشت فى المجتمع الإسلاى
من تجاهل الولى ؛ وإبرام العقد دون موافقته 6 وما بيترتب على ذلك
من مفاسد تنمى غالباً بانهبيار مثل هذه البجات القائمة على اهوى +
ثم ذكر ترتيب الأولياء فى مختلف المذاهب + وأوضح حكة الشريعة
الغراء من شاهدى العدل + وأنهما غمان لحقوق الزوجة » والفارق
بين التكاح والسفاح » وأن وجود الولى لابغنى عنهما لأن يما يم إعلان
قيام العلاقة الشرعية فى وضح البار بعكس العلاقات الأثمة الى تقوم
فى الظللات ,
ثم تحدث عن الصيغة المطلوبة لإبرام العقد ؛ والآداب الى سنها
الإسلام فيه من دعوة خبار الناس إشماراً للعقد والقماساً للبركة +
ومن تعليق الرايات » وضرب الدفوف » وإقامة الولمة قربة إلى الله
تعالى » وشكراً على نعمته مع عرض لأمثلة من ولاثم الني صل الله
عليه وسلم ؛ وحبه الأبرار +
الفصل آلثالث : الزفاف ؛
وقد تحدث فيه الكاتب عن الحفل الذى يقام تمناسبته ؛ ووجوب
يكون الهو المباح فيه فى الحدود الى رسمها البى صل الله عليه وسلم ودن.
تبذل أو فحش ؛ وأنه مجوز للرجال الاسبّاع إلى صوت المنيات - فى
الواجب على المدعو أن يقاطع الحفل إذا رأى منكراً لم يستطع إزالته
أو منعه إبراء للذمة » ونجاة بالدِن .
7 أوضح الكاتب أن الإسلام فى سماحته أجاز للنساء والصبيان
حضور حفل الزفاف دون ما سفور أو تبرج كا يسن لبعض النساء
من أهل العروس أن يصاحبنها إلى بيت الزوجية إيناساً لا ؛ وطمأنة
ت إلى على بن أنى طالب كرم الله وجهه .
وأخيراً : أوضح أن فى مقدمة ما يجب أن عرص عليه الزوجان
ليلة الزفاف هو تصحيح النية فيا بينهما وبين الله تعالى » بأن ينويا
بالزواج إقامة السنة ؛ وغض البصر ؛ ونحصين النفس + وطلب
الذرية الطيية الى ا تقر الأعبن وفيا بعظم الأجر . . لا مجرد الممعة
الحسية » أو المنعة المادية .
وباذا الجزء الثالث من هذا البحث القيم نكون قد البينا من تقديم
هذا الكتاب القم : بناء الأسرة المسلمة ) , , فتسأل الله أن يجزى
مؤلفه الأستاذ حسين محمد يوسف - رحنه الله --خير الجزاء » ويجعله
فى صحيفة حسنانه ؛ ومن عمله الذى م ينقطع بعد مسانه .
محمد عطية خيس
رئيس شباب سيدنا محماد
صل الله عليه وسلم
النضمثتا الأول
صرفات الساء
» إعفاء الإسلام المرأة من الأعياء المادية +
حق المرأة فى الصداق .
حماية الإسلام لحق المرأة فى صداقها .
حق المطلقة - قبل الدخول - فى الصداق .
حق المطلقة - قبل الدخول - فى المعة ,
حق المتوفى عنها زوجها - قبل الدخول - فى
الصداق .
حق المرأة فى التنازل عن صداقها .
تيسير الإسلام لأمر المهور .
. كراهية الإسلام للتكلف فى المهور .
+ موقف الفاروق من المالاة فى المهور .
» أسباب المغالاة فى المهور .
» التقوى خير ضيان لسعادة الأسرة
إعفاء الإسلام للمرأة من الأعباء المسادية :
يتطلب تكوين الأسرة من الأعباء المالية ما يلزم لإعداد مزل
الزوجية ما محتاجه من أثاث وفراش ؛ وأدوات ومؤان ؛ وغير ذلك
من مستازمات المعيشة » ومتطلبات الحياة +
ولقد كان الإسلام منطبقاً مع تعالمه السامية الى تعنى بتكريم
المرأة » وتوفير كل أسباب الحاية لشخصها » وكل وسائل الحفاظ
على شرفها وكرامتها . . إذ حمل الرجل مسئولية الأعباء المالية كاملة
باعتباره الطرف الأقوى » وأعنى المرأة منها إعفاء تاماً باعتبارها أقل
ثقوة وأضعف احيّلا .
وعلى العكس من هذا الوضع الكريم » والمنطق العادل » فإن المرأة
فى المتمعات الأوروبية المعاصرة - شرقية كانت أم غربية -تتحمل
فى تكوين الأسرة نصيباً يعادل نصيب الرجل إن لم برجحه © فهى
مطالبة ممما يسمونه ( الدوته ) وكليا كانت قيمة هذه ( الدوتة ) أكثر
المذكورة تبذل الفتاة أقصى طاقة فى توفرها ؛ لا سما إذا كانت من
أسرة فقيرة أو متوسطة الخال » فهى مضطرة إلى مواصلة العمل بالليل
وانهار © فى المتاجر والمصانع والشركات » وقد تسلك أحياناً سبل
الغواية » وتنحرف عن طريق الشرف والاستقامة لتحصيل ما يكنى
لإغراء الرجل مخطبتها ؛ وإقناعه بالزواج منها
م » - آناب العقد ) 117
وأكثر رجال المجتمعات المدكورة لا يبالون بالقم ١ نية والروحية
بقدر ما تمزهم النواحى المادية للزوجة ؛ أما السمعة والشرف والعفة
فإن القوم لا يقيمون لما كبير وزن » لا سيا فى العواصم والمدن حيث
يفضل الكثير ون فى زواجهم الفتاة ذات التجارب واليرات العاطفية
على البكر الى لم تمر بأية مجربة ! !
وليت الأمر وقف عند حد ( الدوته ) . . ولكن الأعباء الواقعة
على الرأة فى المجتمعات الأوربية المعاصرة تمتد إلى كل ناحية من
فهى مطالبة بالاشتراك فى تأثيث بيت الزوجية .
وهى مكلفة بالإنفاق على نفسها وشئونها الخاصة . . من أجرها فى
المصنع ؛ أو من مرتما فى الوظيفة .
وهى مازمة بالإسبام فى نفقات المعيشة » ونفقات الأولاد .
وعلها وحدها دفع أجر الخدمة المزلية . . وأجر الحضانة للولد
إذا كان عملها الوظيى بحول دون قيامها بذلك .
هذا قليل من كثير مما ينوء به كاهل المرأة من أعباء مالية ثقيلة فى
الوقت الذى تن أنها قد حققت لنفسها المساواة مع الرجال فى
كل المحالات ..! 1
وهكذا وفر الإسلام الحنيف للمرأة المسامة كل الحاية من ذلكم
البلاء + وتلكم المشقات والأعباء التى تتحملها قريئا فى المجتمعات
الأخرى ؛ والى قد تعصف - أحياناً - بأغلى ما تحرص عليه المرأة