وجا النشوز
وعل العكس من ذلك إذا تفككت غُرىٌ الأسرة وتطرق
الأثر في تحقق مجتمعها واضطراب أمورها وذهاب ربحها .
لذلك حظيت الأسرة في دولة الإسلام بقسطٍ وافرٍ من عناية
يتصل بتكوينها من الأحكام والواجبات؛ وما تقوم عليه من
التقاليد والآداب وما يكفل سلامتها من الفتن والخلافات. ويوفر
لها الحماية من عوامل التحلل والفساد كي تؤدي رسالتها من أمنٍ
نعم ؛ إن الإسلام ترج الحياة الأسرية بالضمانات التي بها تسلك
سبيلها في الحياة آمنة مطمئنة» وهياً لها من دواعي النجاح ما تكون
به قادرة على إزالة العقبات ودرء الخلاف. ووصف ما العلاج
الناجع الذي يقضي على الأمراض التي تصيبهاء فقد جاء بمناهج
للحكمثة وضبط النفس» لو سار الناس عليها وأخذوا أنفسهم
يع في المجتمع الانحراف والجريمة.
إن الللاحظ في عصرنا هذا أن الخلافات الأسرية أصبحت
منتشرة على نحو لم يعهد من ذي قبل » والنزاع الموجود بين الأزواج
النشوز
يجعل البيوت دانيًا تعيش في نكدٍ واضطراب مستمر وذلك هدد
الأولاد بالتشرد والضياع
ولو رجع المسلمون إلى قواعد الإسلام وتشريعاته الغَرَّاء
لوجدوها تتسم بالواقعية والفعالية في معالجة نوازع الخلاف
وعوامل الإارة والاضطراب» فقد سلك القرآن الكريم في
إصلاح الحياة الزوجية طريقًا عالج به كل المشاكل التي تقع بين
الزوجين ورسم لها من أساليب الحكمة ومراحل الأناة ما ليس
وراءه غاية لمصلح » ولا عجب في هذا فإنه تشريع رب عليمر
ويوفر له الأمن والاستقرار.
الشريعة موقف الخصم اللدود فابتعدوا عنبا واتخذوا لأنفسهم
بالعلاقات الزوجية.
التي هي إلى الإفساد والتشتيت أقرب منها إلى الدوام والاستقرار»
ومن قوانينهم المزعومة والمسماة (بالأحوال الشخصية) نذكر على
سبيل المثال لا الحصر:
-١ أن للرجل أن يرد زوجته إلى بيت الزوجية عن طريق القوة
ويسمون ذلك ب (بيت الطاعة).
النشوز
أمام القاضي» مع أن الطلاق هو من حت الزوج لا من حق
القاضي .
إلى غير ذلك من الآراء القاصرة التي ظاهرها رحمة وباطتها
مصادمٌ لأحكام الشريعة وقواعدهاء وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن
العلاقة الزوجية في الإسلام علاقة سكن ؛ تستريح فيها النفوس
وتتصل بها المودة والرحمة» والأسرة إذا لم تتآلف على المحبة أو تدعم
وإن الأمن والسعادة سواء في نطاق الأسرة أو المجنمع لا
يتحققان بمجرد البطش والإرهاب» ولا يتوافران بقوة الحديد
والنار» بل بتهذيب النفوس وتطهير الأخلاق وتصحيح المفاهيم
والاستمساك بشرائع الإسلام والعمل بها في جميع مجالات الحياة؛
وإذا توفر ذلك توفرت أسباب الأمن في المجتمع وتهيات للأسرة
دعائم الاستقرار.
إنك لو رجعت إلى إحصائيات مَلفات القضاء في العالم ودور
المحاكم والشرطة وجهات الأمن الأخرى» وأخذت تحصي منهاما
يتصل بقضايا الأسرة ومشاكل الحياة الزوجية. وجدت أن معظم
الحوادث التي تخل بالأمن من اعتداء على الأبدان وقتل وتشريدٍ
أحكام الإسلام وتشريعاته في نطاق الأسرة» والأخذ بتلك القوانين
النشوز تِِِ
القاصرة التي لا تأتي على المشاكل من جذورها ولا تضع العلاج
الناجع لها.
وتلك هي نتيجة عودةٌ المرأة مكرهةٌ إلى بيت لا ترغب البقاء
أو إلى التفرق بالمعروف إذا استعصت الخلولم ويكون التفرق
فما هو إذن هذا التشريع الذي يحقى هذه المصلحة الكبرى من
أمن واستقرار إنه ما يعرف في الفقه الإسلامي :
وحالاته. وأسبابه. وطرق الوقاية منه. ووسائل العلاج .
تفصيل ما قصدناه على النحو الذي أردناه.
والله ولي التوفيق
النشوز
أحاط الإسلام عقد الزواج بسياج من الضمانات وأضفى عليه
من الجلال ما يميزه عن سائر العقود وَيَشْمُو به فوق ما يرتبط به
الناس في شئون حياتهم من التزامات. فقد وصفه القرآن الكريم
بيا م يَصِفْ به أي عقد آخر فسا «المبشاق الغليظ» قال
يمكن أن يكون فَشْمْنه من لمات 711
لقد أصبح الرجل والمرأة بعد هذا العهد الوئيق زُوجينٌ بعد أن
نعم ؛ هو في العدد فرد ولكن في ميزان الحة
الآخر ويجمل في حناياه آماله وآلامه؛ وقد ص
قوة هذا الرباط بين الزوجين فقال : هن لِباسٌ لم وم ثم لباسُ
أن (سورة لبقرة, الآية: 188] وهو تعبير يوحي بمعاني الاندماج
وقد عُني الإسلام الصلة النفسية والروحية بين الزوجين
وتأكيد ما بينهها من رباط قوي وميثاق غليظ + فبينهيا وشائجٌ
النشوز
وصلاتٌ متينة تحملهي| عل التراحم والتآلف» وتعصمه) بإذن الله
ورعاية هذا الأصل الواحد تحيط علاقة الزوجين كنفسين
ولكل واحد منهها لدى صاحبه السعادة والإعانة والإيناس إن
فحياتها معًا في إطار الأسرة تُصِدَ بها التعاون على تبيئة الظطروف
شركة يبغي كل طرف فيها الربح وحده ولا يبالي بخسارة الآخربل
هو عهد مشهود بين الزوجين؛ أن يعمل كل منهيا من أجل الآخر»
وأن يتعاضدا ويتازرا لبلوغ السعادة المشتركة وتلك هي علاقة
السكن التي نجدها في قوله تعالى -: لوجَمْلَ متها زَوجْهَا
لذا عني القرآن الكريم بإبراز الغايات الروحية من الزواج وهي
تتمثل في سكون النفس من اضطرابيا الجني الفطري بالحب بين
الزوجين» وتوسيع داثرة المودة والرحمة والالفة ب ن الع
بالمصاهرة» واكتمال عاطفة الحنان والرحمة الإنسانية وانتشارها بين
النشوز
درج يي
وإذا كانت الأسرة ُمثلةٌ في الزوج والزوجة هي الجماعة الأولى
التي يتكون منها بناء المجتمع» » فلابد لاستقامة أمر هذه الجماعة
وصلاح حالما من وجود رئيس مطاع يدير شؤونها ويصرف أمورها
ويوجهها الوجهة الصحيحة. والمرأة مُعَدّةٌ بالفطرة التي فطر الله
الناسٌ عليها للحمل والولادة والإشراف على شؤون البيت؛
والرجل با فيه من قوة البدن ورجاحة الفكر وكمال العقل أجدر
بالرياسة وتوفير سبل العيش وحماية الأسرة والكفاح والكد وتوفير
الأمن والاستقرار لها
عليها كذلك أن تشعره بالتقدير والاحترام والتكريم؛ وأن تبادله
البذل والعطاء وتحميه من الأكدار والمنفصات» وتسعده بمعاني
الزوجية ومشاعرها؛ وإيجاشه الشقاء والبغض » وتجنيبه مغبة العداء
والكراهية» فلا يغدو والبيت أمامه جحيم لا يطاق يشقى ويبذل
وفي مقابل هذا اختص هو بأنواع من حقوق الزوجة وهي:
التزام الصداق والنفقة والذب عنها والقيام بمصالحها وحفظها من
مواقع الآفات وحسن عشرتها والتصرف معها بلا استبداد أو
النشوز د
تعن بل بالتجمل والصي واللين والإغضاء والمسامحة»
والإعراض عن الحفوات وترك تتبع العثرات»؛ فلا يستسلم لأول
بادرة خلاف أو يخضع لأدنى انفعال نفسي فيأتي على وشيجة الزواج
فيقصمهاء وعلى تلك المؤسسة فيقوض أركانها.
وعلى الرغم مما وضعه الإسلام من أسس» وما أقامه من دعائم
لبناء الأسرة وحمياتهاء وما بين من الضمانات والحقوق التي تحفظ
كيانها من التصدع وتضمن استمرارها على أسس سليمة على
في السلوك والتقدير» فإن من شأن البشر أن يعرض فيهم الخلاف
وبشور النزاع عند تعارض الرغبات أو نفور الطباع» مع ما في
الأسرة من احتكاك وملاصقة قد تحدث الملل وتلبد الجوء لذا فإن
من الممكن حدوث الشقاق والنزاع في مجال الأسرة نظرًا لاختلاف
الطبائع البشرية باختلاف البيئات والرقي والتربية والسلوك. . الخ +
ولكن الإسلام لم يتركه بل غُني بعلاجه ونب إلى أسبابه ووصف
الدواء الناجع له لتعود للحياة الزوجية بهجتها ونضارتها؛ وتشرق
شمسها مضيئة لا 2 طريقها شىء من سحب الاضطراب
والشقاق . فإذا ما قُدر أن تَصَدعَ كيان الأسرة بسبب تَعْنْت أحدهما
أو كليهها» واتخاذ مواقف متباينة تتمثل في تعطيل كل منهها الحقوق
الواجبة عليه نحو صاحبه؛ وعدم القيام بها والإمعان في العناد
والشقاق» فهذا ما يسميه الفقهاء ب «النشوز؛. وإليك تعريف
النشوز وحالاته وأسبابه وعلاجه وغير ذلك من أحكام النشوز:
معناه : ارتفع ؛ وهو مأخوذ من
وهو ما ارتفع من الأرض
ويطلق أيضًا على ما ارتفع عن الوادي إلى الأرض وليس
بالغليظ. وقال أبوعبيد : الغليظ الشديد. ويُُمَع النشز مطلقًا على
أنشاز ونشوز» وقيل يجمع ساكن الشين على نشوزء ومفتوحها على
أنشاز. ونشاز بكسر النون. ويتعدى بالهمزة فيقال: أنشز عظام
وجاء في «معجم مقاييس اللغة» لابن فارس ١ رحمه الله -:
نشز: النون والشين والزاي : أصل صحيح يدل على ارتفاع
)١( «القاموس المحيط»: (ص١ )1١ وامختار الصحاح»: (ض306) والسان العرب