حرص عليها هو » ألا وهي جمع كلمة الشيعة والسنة .
المسلمين وعامتهم» جهلاً منهم بعقيدة الرافضة ؛ وأصوفم المخالفة لأصول الإسلام
الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة » وظنًاً منهم بصدق هذه المراجعات غير مدركين
تدليس وكذب صاحبها حيث أظهر موافقة شيخ الأرهر على كل ماعرضه من أدلة
الطوائف والفرق الخارجة على الاسلام أمرا واجبا على كل داعية ؛ بل هو من أعظم
ة الثلاثين عاما ول نجد أحدا من علماء السنة قد رد
وقد صرح الموسوي في مقدمة المراجعات : أنها صحف لم تكتب اليو وإنما
هي صحف انتظمت منذ زمن يربو على ربع قرن » لكن الحوادث والكوارث هي التي
تتربص فرصة انتهاء هذه الحوادث » وانجلاء هذه الكوارث » فلما كان ذلك طبعت
هذه المراجعات وظهرت إلى حير الوجود .
وأمام هذا الكلام يسأل القاريء نفسه : ماذا يعني الموسوي بالحوادث والكوارث
التي أخرت طبع هذه المراجعات أكثر من ربع قرن من الزمن ؟
الحوادث والكوارث .
والذي دفع الموسوي إلى تأخير نشر وطباعة المراجعات إنما هو حاجة في نفسه.
نما تعني أواخر الخلافة العمانية التي مهما قيل فيها فإنها تظل خلافة تدين بالأسلام »
وتدفع عنه أعداءه وخصومه ؛ وتناهض كل الفرق الضالة التي اتفذت من الاسلام
ستارا لضرب الاسم ؛ الكيد للمسلمين» كالرافضة وغيهم » والموسوي خشي على
وعقيدة الأمة؛ الأمر الذي قد لاتسمح الخلافة العثانية بنش . لذا فإنه كان ينتظر
فرصة مناسبة وموانية لنشر هذه الأباطيل +
فلما استطاع أعداء الاسلام القضاء على هذه الخلافة بعد طول تخطيط من قبل
اليهود والنصارى» ومن لف لفهم من الفرق الضالة التي كانت تعيش بين ظهراي
المسلمين مظهرة إسلامها ؛ ومبطنة كفرها » والتي دأيت عل الوقوف إلى جانب أعداء
الادلام في كل الأحداث التي مرت عل الأمة الادلامية؛ م و قفت النصوية
والاسماعيلية إلى جانب التتار عند استباحتهم للخلافة العباسية ؛ ومن قبل وقوفهم إل
فلما قضي على هذه الخلافة وجاء الادتعمار الحديث ليتقاسم أجزاء هذه الخلافة
عند ذلك تنفس الموسوي الصعداء واعتبر هذا العهد الفرصة المناسبة لنشر مراجعاته
أي القاريء كيف اعتبر الموسوي الخلافة العمانية كازئة ونقمة والخآمرين على الاسلام
والمسلمين من اليهود والنصارى نعمة ورحمة ؟!!!
والأمر الثاني الذي دفعه إلى تأخير نشر مراجعاته أنها مراجعات لاأصل لا فلابد
تكذييه العديد بمن العلماء لاسيما شيخ الأزهر الذي كذب عليه وفؤله ما لم يقل +
فلما مات شيخ الأهر » ومات بعض أقرانه » ونسي الأحياء منهم أمر هذه المراجعات »
وما كان فيها من وقائع وتفصيلات ولا اطمأن الموسوي لهذا كله سارع عندئذ لنشر
ولكن الموسوي شأنه شأن كل الرافضة يحلون الكذب نص لمذهبهم » ويجعلونه
القارىء حين رد الأسباب إلى الحوادث والكوارث دون أن يسوق حادثة أو كازثة
واحدة .
وينقضي عجب القارىء من كذب الموسوي عندما يعلم أن الرافضة تعتبر الخلافة
العمانية » ومن قبل الأموية ومن قبلهما الخلافة الراشدة كوارث على المسلمين كا جاء في
كتاب الحكومة الاسلاه
خصومة عنيفة بين المتصلين بمبداً واحد وعقيدة واحدة يقصد بذلك خلاف مع
وهنا نقول : إن الخلاف بين أهل السنة والرافضة سببه مخالفة الرافضة للأصول
النابتة في الاسلام ؛ وخروجهم عما كان عليه النبي عل ؛ وما كان عليه الصحابة
رضوان الله عليهم وأصحاب القرون الثلاثة الأول التي شهد لا الرسول
بياذ عقيدة الرافضة وأصوهم ووقفت على غالفتها لأصول الإسلام أصول أهل
النسة والجماعة » وخير الكتب في هذا المجال كتاب « منهاج السئة » لابن تيمية رحمه
الله تعال .
فإذا تقرر ذلك » فهل يكون السبيل الصحيح إلى جمع كلمة الطائفتين وإزالة
الخصومة بينهم التوفيق بين أصوما المختلفة المتباينة كا يريد الموسوي ؟!! +
إن مايسعى إليه الموسوي إنما هو ضرب من المستحيل إذ أنه محاولة لو افترضنا
الصدق فيها فهي اولة للتوفيق بين الحق والباطل » وبين الاسلام والكفر +
إن السبيل الوحيد لتوحيد المسلمين ولم شتاتهم وإزالة الفرقة بينهم إنما يكون
بالعودة إلى الكتاب والسنة ؛ وفهم السلف الصالح لما . كا أوضح ذلك الحق سبحانه
بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا 6( .
كتاب الله وسنتي »(".
فهل يستجيب الرافضة لله ورسوله ؟ هيهات هيات . إنهم لو استجابوا لما حار
الموسوي في حل هذا النزاع بعد هذا البيان من الله ورسوله» ولا كان إمام كفر
وضلال »؛ وصاحب بدعة كفرية يدعو إليها » ويعتبر المخالفين لها كفارا
أما ثشاء الموسوي في مقدمة المراجعات على مصر إذ يقول :
« إنها بلد ينبت العلم فينمو به على الاخلاص والاذعان للحقيقة الثابتة بقوة
الدليل وتلك ميزة لمصر فوق مميزاتها التي استقلت بها » فهو ثناء نابع من حرص
الرافضة على عودة مصر إلى حظية الرفض والتشيع مرة أخرى كا كانت عليه في عهد
الدولة الفاطمية الباطنية +
ولا كان الموسوي يعتقد عصمة الأكمة » فقد أننى على شيخ الأزهر تقية منه
وكأنه يريد أن يخلع عليه صفة العصمة إيهاما منه بضرورة تقبل المراجعات » وإيحاءاً
بصدقها لأنها حظيت بالقبول من إمام معصوم » ما صدرت من أمام معصوم
وما علم الموسوي أن أهل السنة ليسوا كالشيعة فإنهم لالقولون بعصمة غير
الأبياء » وعتقدون أن كل إنسان يؤُخذ من كلامه ويرد. إلا العصوم صلوات الله
وسلامه عليه ؛ فلو فرض جدلاً صدق المراجعات فإن قبول شيخ الأزهر لما لالعني
بالضرورة صدق ماجاء بها لأ رأي شيخ الأعر لابعدو أن يكون رأي إنسان يخطيء
ويصيب فلا يشكل رأيه حجة شرعية يعرف به الحى من الباطل» والصدق من
الكذب .
وقوله في المقدمة : « فكان مما اتفقنا عليه ؛ أن الطائفتين الشيعة والسئة
مسلمون يدينون حقا بدين الاسلام الحنيف فهم فيما جاء الرسول به سواء؛ ولا
اختلاف بينهم في أصل أساسي» يفسد التليس بلمبداً اللسلامي الشريف » ولا نزاع
بينهم إلا مأيكون بين المجتهدين في بعض . الأحكام لاختلافهم فيما يستنبطونه من
الكتاب أو السنة أو الاجماع أو الدليل الرابع » +
هذا كلام مردود يصطدم بما قرره علماء الرافضة من عقائد وأصول تخالف أصول
أهل السنة .
فمن أصوهم أي الرافضة التي يخالفون بها أصول أهل السنة توحيد الاسماء
الجواهر والأعراض من الموجودات الممكنة المفتقرة إلى من يؤثر فيها الوجود أو هي من
مستازمات الموجودات كملازمة العقل والروح والشهوة للأجسام الحية »!" .
ومن أصوفم المخالفة لأصول أهل السنة تأويلهم لبعض الصفات التي أتبتها الله
في ذلك غير وارد » وغير صحيح بعقيدة الشيعة الجعفرية »!9
وقالت الشيعة الجعفرية الاثني عشرية : « إن ماورد في القرآن من نسبة الوجه
السماء الدنيا » أو أنه يظهر إلى أهل الجنة أو نحو ذلك فإنه بمنزلة الكافر به جاهل
بحقيقة الخالق المنزه عن النقص »9 .
ومن أصولم التي تخالف أصول أهل السنة والجماعة قوفم" بالبداء على الله
© انظر : عقائد الإنامية الآنني عشرية للزنجاني */177 +
(4) انظر : عقائد الإغامية الاثني عشرية للرنجاني +/4 17
(ه) نفس المصدر السابق 2174/3
(9) نفس المصدر السابق 278/١
سبحانه وتعالل عما يشركون » والبداء إنما يعني نسبة الجهل والخطأ والنسيان على الله »
وقد جاء في كتاب الكافي للكليني وهو من أهم كتبهم روايته عن الصادق
بعث الله نبيا قط حتى يقول بالبداء » وعنه في خبر هشام : ماعظم الله وما عبد الله
بشيء بمثل البداء »0 .
ومن أصوفم المخالفة لأأصول أهل السنة التوحيد » حيث جعلوه مراتب متعددة.
توحيد العوام ومدلوله كلمة لاإله إلا الله . وتوحيد الخواص وهو معنى كلمة لاهو إلا
هو ء وتوحيد خاص الخاص وهو مفاد لاحول ولا قوة إلا بالله » وتوحيد أخص الخواض
ويشير إل لامؤثر في الوجود إلا الله .
كا نسبوا إلى الآمام على قوله : أول الدين معرفته » وكيال معرفته التصديق به + وكال
التصديق به توحيده ؛ وكال توحيده الاحلاص له وال الاخلاص له نفي الصفات
عنه »090. تأمل كيف جعلوا كال الاعلاص لله نفي الصفات عنه .
الايمان أن يؤمن المرء بإمامة الأئمة الاثني عشر وأن إمامتهم ثابتة بنص من الله
والنبي تل ؛ وأنهم معصومون عصمة الأنبياء »90
ومن أصولم التي تخالف أصول أهل السنة والجماعة : قولهم بالرجعة » والرجعة
تعني عندهم : حشر قوم عند قيام القانم بالحجة محمد بن الحسن العسكري ممن تقدم
0 نفس المصدر السابق ؟/144.
8 نفس المصدر السابق 4/1
() نفس المصدر السابق 00/1
والمقصود بالأعداء الذين يرجعون للدنيا لينتقم منهم الشيعة في الدنيا قبل الآخرة
هم أهل السنة والجماعة بقيادة الشيخين أبي بكر وعمر » فتأمل هذا .
ومن مالفاتهم لأصول أهل السنة أنهم لابحتجون بالاجماع إذ الاجماع عندهم إنما
هو مذهب الأئمة الاثني عشر أضف إلى ذلك حطهم على الصحابة عموما وسبهم
وتكفيهم وعل رأسهم الشيخين أي بكر وعمر ولا يستثنون من ذلك إلا عددا يسيز
هجاوز عدد أصابع اليذين .
فكيف يصح في الأذهان بعد ذلك الذي عرضناه ماادعاه الموسوي من أن
الخلاف بين الشيعة والسنة منحصر في الفروع فقط » فتأمل هذا يتضح لك كذيه كا
يتضح لك صدق قول الانام أحمد في الرافضة : « ليست الرافضة من الاسلام في
شيء » وصدق قول ابن تيمية فيهم : « أن الرافضة لاعقل لهم ولا نقل » +
وقد ادعى الموسوي في مقدمة مراجعاته أنه سيتعرى من كل العواطف والعصبيات
بقصد الوصول إلى الحقيقة المجمع على صحتبا ؛ وهذا كلام فيه نظر بل هي دعوى
الموسوي لم يأت بدليل واحد صحيح على مذهبه» وأن تعصبه الأعمى كان وزاء كل
كلمة قالها » وكل دليل مكذوب استدل به نصرة لمذهبه .
وقد ساق الموسوي في المقدمة كلاما يدل على عدم أمانته العلمية وأنه لم ينشر
كل مادار بينه وبين شيخ الأزهر ء وإنما نشر مايؤيد مذهبه» وينصر بدعته فزاد فيها
3/7 نفس الصدر السابق )٠١(
التي أخرت طبعها فرقت وضعها أيضا » . حتى استطاع أن يتقول بعبارئه وأسلوبه على
شيخ الأنهر ما لم يقل . فلو أن القارىء أمعن النظر في المراجعات المنسوبة إلى شيخ
رجل واحد » لالسيما أنه لالرى في المراجعات المنسوبة إلى شيخ الأزهر إلا صورة تلميذ
متعلم يجيد السؤال دون أن يكون لديه شيء من العلم يمكنه من المناقشة وعرض
الأدلة . تأمل هذا .
وينهجنا في الرد على مراجعات الموسوي سيكون بإذن الله تحقيق وتخري الأدلة
التي ساقها نصرة لمذهبه ؛ ثم بيان أوجه الانحراف فيها » مع ذكر عجالة يسوة عن رأي
أهل السنة والجماعة في الرافضة ؛ ورأي علماء الجرح والتعديل فيهم » وذلك في الرد
على المراجعة التي تقتضي مثل هذا البيان » سائلين الله عز وجل أن ينفع به عباده » وأن
آله وصحبه أجمعين ؛ والحمد لله رب العالمين .