مدارس إزاء الموضوع الواحد، دون انحياز إلى إحداها فالأمور تزداد وضوحاً حين تسلط عليها الأضواء من أكثر من جانب. وقد بدأ هذا واضحاً في معالجة موضوعات الدوافع والإدراك والتعلم وقياس الشخصية.
الهدف من هذا الكتاب تنمية والمساعدة علي نمو الانسان وخاصة في الجانب التطبيقي وهو تزويد القارئ بطائفة من المعلومات والمبادئ تعينه على الاستبصار في نفسه وفهم غيره، كما تعينه على حل مشكلاته اليومية المختلفة في بيته، وفي عمله، وفي زحمة المجتمع الأكبر. هذا فضلاً عن معونته على المحافظة على صحته النفسية. ففي الكتاب ما يعين الوالد على معاملة ولده، والطالب على تحصيل دروسه، والمعلم على أداء رسالته، والأخصائى الاجتماعي على مساعدة الناس على حل مشكلاتهم، وفيه ما يحتم على الطبيب أن ينظر إلى المريض نظرة كلية شاملة. تهتم بالجانب النفسي والاجتماعي من الإنسان قدر اهتمامها بالجانب النفسي والاجتماعي من الإنسان قدر اهتمامها بالجانب الجانب الجسمي.. ذلك أن الإنسان وحدة جسمية نفسية أن اضطراب جانب منها اضطراب له الوحدة كلها.

والكتاب يزخر بكثير من الأمثلة الواقعية المستمدة من بيئتنا ومن غيرها، وهي أمثلة تقرب المعنى إلى القارئ، وتثبته في ذهنه، وتعنيه على رؤية العلاقات بين كشوف علم النفس وفروضه وبين ما يجري في الحياة اليومية من أحداث.

كما حرص الكاتب على أن يكون الكتاب أكثر من مجموعة من المعلومات، فهو يحتوي على كثير من التجارب العلمية التي أجريت في مختبرات علم النفس وخارجها، والتي من شأنها أن تفرق بين الرأي والحقيقة، وتفصل بين الشائع والواقع، وتبين إلى أي حد يعمل هذا العلم الناشئ على أن يحذو حذو العلوم الطبيعية الأخرى.

---