هذا الكتاب أساس البلاغة تخير ما وقع في عبارات المبدعين ، وانطوى تحت استعمالات المفلقين أو ما جاز وقوعه فيها ، وانطواؤه تحتها ، من التراكيب التى تملح وتحسن ولا تنقبض عنها الألسن ، لجريها رسلات على الأسلات ومرورها عذبات على العذبات ، ومنها التوقيف على مناهج التركيب والتأليف وتعريف مدارج الترتيب والترصيف ؛ بسوق الكلمات متناسقة لا مرسلة بدداً ، ومتناظمة لا طرائق قدداً ، مع الاستكثار من نوابغ الكلم الهادية إلى مراشد حر المنطق . وقد رتب الكتاب على أشهر ترتيب متداولاً ، وأسهله متناولاً ، يهجم فيه الطالب على طلبته موضوعة على طرف الثمام وحبل الذراع ، من غير أن يحتاج فى التنقير عنها إلى الإيجاف والإيضاع ، وإلى النظر فيما لا يوصل إلا بإعمال الفكر إليه .