إنه مكفوف لا يدرك المصير الوخيم الذى يسير إليه ، ولا يرى الهاوية السحيقة التى تردى فيها ، أو سيتردى فيها عما قليل ؛ وهو مكفوف لا يشاهد تلك الأنياب الشيطانية الرهيبة التى تنهش في لحمه وعظمة وفهمة ، حتى تتركه شبحاً محطماً ، أو نهباً مقسماً بين العلل والأوجاع ؛ وهو مكفوف عما تسببه له بنت ألحان من مصائب فى حاضره ومستقبله ، ومصائب فى عرضه وشرفه ومصائب فى أصدقائه وخلانه ؛ ولو عرف السكير مثلاً ما يدار ويحاك ويُفعل من حوله ، فى بيته وماله وسمعته ، وبين معارفه وأصدقائه ، وبين الكائدين له والحاقدين عليه ، لأدرك أىّ إدراك أنه مكفوف !