إن عنوان رجال من التاريخ يمكن أن يجتمع تحته كتاب من خمسمائة مجلد ، نعم وأكثر من ذلك لا أبالغ ولا ألقى جزافاً ، إن تاريخنا أعظم تاريخ ولكننا أمة تجهل تاريخها ، هذا التاريخ الذى ليس لأمة مثله ، هذا التاريخ الذى يفيض بالحب ، والنبل والتضحية والبطولة والإيمان ، ولست أعنى التاريخ السياسى وحده بل التاريخ العلمي أولاً تاريخ القوم الذين باعوا نفوسهم مجاهدين في ميدان الطروس ، بألسنة الأقلام وهجروا لذلك لذائذهم ، ونسوا حاجات بطونهم وغرائزهم واطرحوا رغبات العنى والجاه ، وكل ما يتزاحم عليه الناس ، أحرقوا ادمغتهم فجعلوها مشاعل للقرون الآتيات فسارت البشرية على ضوئها .