كل ما في هذا الكتاب بقية من أحاديث كانت تذاع لى من دمشق قبل أكثر من خمس وثلاثين سنة ، استمرت إذاعتها أعواماً تعبت في إعدادها كثيراً واستمتع بها واستفاد منها كثير ، بلغت ثلاثمائة حديث أو تزيد ، ضاعت فيما ضاع مما كتبت ، كنت إذا أردت الحديث عن رجل قرأت كل ما تصل إليه يدة مما كتب عنه ، وقيدت في ورقة ما أختار من أخباره ، وربما بلغ ما أقرؤه عنه عشرات أو مئات من الصفحات ، ثم أعمد إلى خبر منها فأجعله مدخلاً إليها وأحاول ما استطعت أن أتبع فيها أسلوباً ينأى بى عن جفاف السرد التاريخى ، ويخلص من تخيل الكاتب في القصة الأدبية ، لعلى أصل إلى الجمع بين صدق التاريخ وجمال الأدب ، فأوفق حيناً ويجانبنى حينا التوفيق .