قد انتهت هذه الفتنة التى شبت نارها فى المدينةسنة خمس وثلاثين بقتل عثمان ، إلى هذه المرحلة من مراحلها بعد أن اتصلت ثلاثين عاماً أو نحو ذلك وبعد أن أثارت من الخطوب الجسام ما رأيت ، وبعد أن سفك فيها ما سفك من الدماء ،وأزهق فيها ما أزهق من النفوس ، وانتهك فيها ما انتهك من الحرمات ، وقضى فيها على سنة الخلافة الراشدة وفُرّق فيها المسلمون شيعاً وأحزاباً ، وأسس فيها ملك عنيف لا يقوم على الدين وإنما يقوم على السياسة والمنفعة . وكان يظن حين استقام أمر هذا الملك لمؤسسه عشرين عاماً ، انه سيمضى في طريقه وادعاً مطمئناً مستقراً في بنى أبى سفيان دهراً على أقل تقدير ، ولكنه لم يستقر فيهم إلا ريثما تحول عنهم استمتع بقراءة وتحميل كتاب الفتنة الكبرى على وبنوه للكاتب طه حسين