يحدثنا البوصيري عن ذلك فيقول:-"كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)، منها ما أقترحه عليّ الصاحب:-
(زين الدين يعقوب بن الزبير)، ثم أتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج – الريح الأحمر، (الشلل النصفي) –
فأبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها وأستشفعت بها إلى الله تعالى في أن يعافيني، وكررت
إنشادها، ودعوت، وتوسلت،ونمت فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فمسح على وجهي بيده المباركة،
(وألقى عليّ بردة)، فإنتبهت ووجدتُ فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
فقلت:-
أي قصائدي؟ فقال:-
التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)،وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة فأعطيته إياها.
وذكر الفقير ذلك وشاعت الرؤيا".