رؤزرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس '
اللذان فتحا الأندلس
طارق بن زياد:
التربر أسلم على ياد موسى بن نصير؛ فكان من أشد رجاله» ولما تم
لموسى فتح طنجة ولى عليها طارفًا سنة (89) ه » فأقام إلى
أوائل سنة (957) ه فغرا الأندلس في هذه السنة في أحداث
طويلة سوف تأي بعد قليل إن شاء الله؛ وقد عاقبه موسى بالعزل
ثم أرسله إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك؛ ثم بعد أن أصلح الخليى ة
ما بين طارق وموسى أعاده إلى غزواته؛ ثم استدعاه الوليد سنة
(97) ه مرة أخرى هو وموسى بن نصير؛ ولم يتول القيادة بعد
ذلك» وقد انقطع خبره بعد رجوعه الثاني إلى دمشق كما ذكر ذلك
صاحب كتاب نفح الطيب؛ توفي على الراجح سنة )٠١7( هم
وكان مولده سنة ( 9) ه وبه يسمى جبل طارق
موسى بن نصير:
الأندلس» كان أبوه نصير على حرس معاوية رضي الله عنه؛ ولد
سنة )١9( ه وكان من التابعين» ونشأ موسى في دمشق وولي
غزو البحر لمعاوية رضي الله عنه؛ فغزا قبرص وبي با حصواء
وخدم بن مروان وعظم شأنه؛ وولي لهم الأعمال؛ فكان على
خراج البصرة في عهد الحجاج» وغزا إفريقية في ولاية عبد العريز
رؤرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس
بن مروان لمصر
وما وراءها من للغرب سنة (8/8) ه
دخل أسبانيا في رمضان سنة (97) ه» وهكذا تم لموسى
وطارق افحاح ما بين جيل طارق وسفوح جبال البرانس في مدة
أمره الخليفة بالتوقف عن التوغل في الأندلس» واستدعاه إلى
دمشق وذلك سنة (97) ه ؛ وكان الخليفة في مرض موته؛ فلما
تولي سليمان بن عبد للك الخلافة استبقاه عنده» وكان قد غضب
فمات في الطريق سنة (910) ه وكان شجاعا عاقلا كرتا تقيا لم
يهزم له جيش قط
نكب للسلمون معى نكبة منذ اقتحمت الأربعين إلى أن شضارفت
رؤزرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس
فتح الأندلس ومقدماته
أرسى موسى بن نصير قواعد الإسلام في مال أفريقية
أرسل موسى بن نصير رسالة إلى الوليد بن عبد لللك يستشيره
فيها بغزو ما وراء البحر
أرسل الوليد إلى موسى: أن خضها بالسرايا حبق ترى وتخبر
شأهًا ولا تغرر بالسلمين في بحر شديد الأهوال يقصاد ما وراء
حاول موسى أن يقنع الخليفة بأن البحر ليس يبحر زخار
بالسرايا
اطمأن الخليفة وموسى بنتيجة هذه للراسلات
أرسل موسى سرية بقيادة طريف بن مالك بأربع ماثة ججاهدء
وقيل: خمس مائة ججاهد عام (91) ه وكانت هذه رحلة
استكشافية للأندلس
بالاستيلاء على السلطة وقتل (عَبطَشَة وهو ابن الملك (آحيكا) في
الصراع لاستعادة الحكم
فر أبناء (غيطشة) إلى شمال الأندلس؛ وبدؤوا يثورون ضد
الحكم الجديد
8 رؤرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس
أحد أبناء الملك التجأً إلى (يوليان) حاكم سبتة في (الملغرب)
أي: في الشمال الإفريقى الذي كان من أنصار والده
تحرك (لذريق) إلى مال أسبانيا للقضاء على أعوان وأبناء الملك
السابق ووجد الابن الذي في سبتة مع حاكمها (يوليان») الفرد 0
مواتية للانتقام من الغخصب لكنهما يعلمان أنمما لا يستطيعان فعل
شىء مفردها
عرض (يوليان) على موسى بن نصير ان يسلمه مدينة سبتة-
يعن: يخلي بينه وبين المضيق- ليفتح من الأندلس ما يشاء؛ وكانت
سبتة لا تزال تحت حكم النصارى بعد فتح أفريقيا وقبل فتح
الأندلس
إن تم لك الأمر أن تعيد لنا مزارع والدنا وهي غات الزارع
موزعة على أنحاء أسبانيا-
قيأ عرسين بن تصون حلا قرام از الاق سيعة آلاك عقاف
جلهم من البربر» وأمر عليهم طارق بن زياد وذلك عام (97) ه
عبر طارق بن زياد وجيشه للضيق منطلقين من سبتة»؛ وبجمعوا
رؤرس أقلام من تاريخ دولة الاندلس 7"
باسم (جبل طارف)
ونزل السهل الذي خلف الحبل المسمى بسهول الجزيرة الخضراء
حين علم (تدمير) بنزول طارق هناك أرسل رسالة مستعجلة
إلى (لذريق) الذي كان في الشمال لقمع ثورة أبناء املك السابق
الرسالة جاء فيها: (أدركناء فإن قوم نزلوا هناء لا يدري أمن
أهل الأرض أم من أهل السماء؛ قد وطئوا بلادنا وقد لقيتهم
» وترك حامية لمدافعة الثوار» وتوجه لدحر جيش طارق ثحو الخنوب
لكن طارقا أنشب القتال مباشرة و الذي دام ثلاثة أيام انتصر
بعدها على (تدمير) وسيطر على جنوب الأندلس
لما علم طارق بتقدم (لذريق) بجيشه الكثيف؛ أرسل إلى موسى
رسالة يطلب فيها منه المدد قال فيها: إن الأمم قد تداعت علينا من
كل ناحية؛ فالغوث الغوث؛ فأمده بخمسة آلاف ججاهدء ليكون
العدد اث عشر ألفا
استكشف طارق المنطقة فاختار هو مكان المعركة قرب وادي
(برباط) فخيم على ضفافه وانتظر حبق أتى القوط
حدثت للعركة الفاصلة الي تعد من أهم معارك الأندلس
8" رؤرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس
وسوف بأنٍ تفصيلها فيما بعد إن شاء الله
استطاع طارق أن يخضع جنوب الأندلس (شذونه) (مورور)
شهر شوال (97) ه
جمع القوط في مدينة يقال لها (أستجة) في الجنوب»؛ وهي
حصينة جدًا لكن طارفًا استطاع أن يفتحها
في عام (59) ه عبر موسى بثمانية عشر ألف جندي إلى
الأندلس
يخضعها مرة أخرى
كتب موسى إلى الخليفة الوليد بن عبد للك يخيره بخبر الفتح؛
فخر الخليفة ساجدًا لله عز وجل
ابه اخيش نحو شُمال الأندلس إلى سرقسطة وتم فشحها
اه موسى إلى منطقة (ليون) غرب الأندلس
أرسل الخليفة إلى موسى يأمره فيها بالتوقف عن التوغل في بلاد
الأندلس» خحوفا على الخيش المسلم
تم فتح الأندلس في غضون ثلاث سنوات
في عام (95) ه عاد موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى
دمشقى بأمر من الخليفة الوليد بن عبد لللك
رؤرس أقلام من تاريخ درلة الأندلس 5
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
ما هي الدوافع التي جعلت الخليفة الوليد
يستدعي موسى وطارقا؟
قد يكون السبب واحدًا من هذه الأسباب أو أكثرء أو قد
يكون كلها وهي:
-ما نمى إلى الخليفة من خلاف حدث بين موسى وطارق
وخوفه أن ينتهي هذا الخلاف بتفرق كلمة المسلمين ونكبتهم في
تلك الأقطار الخديدة المجهولة الي افتتحوها
-أو لعل الخليفة الوليد حينما بلغه أن موسى يفكر بل ويعتزم
أن يأ للشرق من ناحية القسطنطينية حى يلحق بدار الخلافة
وذلك عن طريق البحر الأسود ثم تركيا حق يصل إلى سورياء
يعن: يقطع أوربا كلها كما ذكر ذلك ابن خلدون في تاريخه
(15:0/4) خاف على للسلمين؛ لأن عواقبها قد تكون وخيمة
وخاصة أن الخليفة الوليد متخوف من غزو الأندلس من
موسى يحذره لاتخاذ كافة التدابير لوقاية للقاتلين
-أو لعل الخليفة الوليد خاف أن يفكر موسى بالاستقلال وهو
القائد الفذ القوي الداهية للطاع؛ وهذا هو شأن بعض الخلفاء
والأمراء» إذا رأوا قائدًا تفوق وعلا شأنه؛ وسطع نجمه؛ وكثر
ل رؤرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس
-كما فعل أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي القاني مع أي
مسلم الخراساني صاحب الدعوة العباسية حينما استطاع أن
يستدرج المنصور أبا مسلم من خراسان إلى دار الخلافة بالعراق
وقتله بياده
وهذه الأسباب أو قريب منها كانت أيضًا وراء استدعاء طارق
بن زياد وموسى بن نصير رحمهما الله جميعًا
رؤرس أقلام من تاريخ دولة الأندلس 71١
موسى بن نصير وطارق بن زياد؟
الله عليه بوساطة يزيد بن المهلب وعمر بن عبد العزيز
١ حيث وصل دار الخلافة في دمشق والوليد في مرض موته
وتوف بعد وقت قصير من وصول موسى
غضِبًا على موسى لمخالفته له من جهة؛ ولاتفاقه مع الوليد في وجهة
نظره بالنسبة لما يشكله موسى من الخطورة
استدعى سليمان موسى ووبخه بقسوة؛ وأغرمه -يعني طلب
توسط في الأمر يزيد بن اللهلب وعمر بن عبد العزيز حق عفا
التاريخ والله أعلم
ولما حج سليمان أخذ موسى معه عام (997) ه وتوفي بوادي
القرى على طريق مكة؛ فرحمه الله رحمة واسعة
لقد كان بإمكان موسى بن نصير أن لا يحضر إلى الخليفة لما