الفصل الأول
طفولته وحياته الأولى
اجليف 1778-1717
وأسرة روسو فرنسية الأصلء نزحت من باريس لأسباب
الأمومة خير ضمان لتربية مستقرة .
ومما هو جدير بالذكر أن فولتير أيضاً فقد أمه في طفولته»
أن يعيش أكثر من ساعة »09 . ومن عجب أن هذبن العلمين
وبقيت روحهما حية تذكي القلوب والأذهان قد ولدا في غاية
الهزل © .
المغامرة. مولعاً بالبحث عن الثروة. وقد ولد روسو أثناء عودته
التمتع به. وقد شعرت حياله بحب بلغ من حيويته أنه لم يخمد
يي عمه وشائج الصداقة
, 3 907/8 توفي فولتير يوم *© مايو177/8؛ وتوفي روسو يوم 7 يولي و )١(
6 الاعتراف» الكتاب الأول ص )1(
فكان من صالحه أخيراً ان يعيش كطفل ون يلعب ويلهومع
كنت أحس بمشاعر سامية لكن خيالية. فلما اعتدت المعيشة
الهادثة مع ابن عمي برنار انعقدت بيننا وشائح العطف
تناهز الثلالين عاماً. وكانت الأنسة لامبرسييه توقع على روسو
من آن لآن عقوبات الأطفال أي تضربه على مقعده. ولعلك
تقول أنها ملاحظة واهية؛ لكن اصغ إلى روسو: «لقد وجدت
أتلقاها ثانية من اليد نفسها. . من يصدق أن عقاب الطفل
هذاء | ته في الثامنة من عمري على يد فتاة في
روسو كان مريضاً بالماسوشيوم؛ أي حب التهيج العصبي
الفرصة لتناول هذه المسألة في صدد مغامراته الغرامية.
ولنستطرد الآن في قَ م
)١( إميل فاجيه؛ صديقات روسو باريس 1417 الفصل الأول
لم يطل مقامه في بوسى أكثر من ستين كما ذكرنا. فقد
انهم ظلماً بكسر أسنان مشط لأخت أستاذه؛ ودافع عن نفسه؛
أثر هذا الحادث قرر العم برنار استعادة الطفلين .
صديقات طفولته :
لما عاد جان جاك إلى جنيف ليقيم لدى عمه؛ أنفق
هناك زهاء سنتين أو ثلاث سنوات» قبل أن يحصل على عمل. "
واستمر يلعب ويدرس مع ابن عمه» متمتماً بحرية واسعة.
الآنسة جوتون تكبره سناً. وهي فتاة صغيرة «ذات وجه من
أنها كانت تأتي معه بما يذكره بالعقاب الذي كان
يتمناها من قبل معشوقاته؛ والتي كان يتحرج أن يطلبها منهن
«الشيء الذي طلبه دائماً من الننساء أو تمشاه منهن هو أن
العذاب المعنوي الذي تتولد منه لذة عارمة حزينة».
أما الفتاة الشانية. الأنسة فولسون فكاذ الثانية
والعشرين» كانت أكبر من الأولى سن وأكشر تحفظاً. وكل ما
على محمل الجد وسرعان ما جن بها: لم تدخر الفتاة
تعلمه حرفة النقش :
تداولت أسرة روسو ملياً في شأن مستقبله؛ وهل يصبح
صانع ساعات أو ينخرط في السلك النيابي أو الكهنوتي +
فأرسل ليتعلم حرفة النقش لدى نقاش يدعى دي كرفان.
وكان دي كوفان رجلا فظأء خشن الخلقء شرس
الطفل مشاعره الطيبة» فانتهى أمره إلى التشرد وأمعن أستاذه في
)١( إميل فاجيه؛ صديقات روسو؛ باريس 1417 الفصل الأول
ضربه؛ وأبعد في ظلمه وعسفه حتى بعُضه في عمل لعله كان
يحبه؛ وعلمه رذائل لعله كان يجهلها. وبدأ روسو يقلد الأطفال
الذي استيقظ بعد ركود سنين . طفق يقرأ كل ما بقع تحت يده
من كتب» دون تفرقة بين الغث والثمين . كان يقرأ على الدوام
المطالعة». وكان ينفق في استعارة الكتب كل نقوده حتى إذا ما
ويفضل قراءته القصص» وإذكاء خياله بمغامرات
الأمر إلى نسيان حالته الواقعية القي كانت مبعث استياثه. ومن
ومن كل شيءء لا أميل لعملي » ولا أشعر بلذة سني »
تفترسني رغبات لا أعرف مبعثهاء أذرف الدموع بغير
موجبء واتنهد دون أن أعرف السبب» وأخيراً
أستمريء أحلامي العذاب لأني لا أرى حولي ما
قدماً دون أن تخطر العودة بباله. كان ينسى الوقت وكان لذلك
النسيان عواقبه. فإن أبواب مدينة كالفين كانت تغلق في وقت
محدد؛ لا يستطيع ولوجها بعده أحد. ولقد تأخر مرتين ووجد
خارج المدينة؛ فأبى أن يدخلها. وهكذا هجر وطنه؛ وأزمع أن
يسير في ركاب المغامرة. وكان ذلك في 18 مارس من عام
)١( الاعترافات» الكتاب الأول ص ٠١ الطبعة سالفة الذكر.
الفصل الثاني
صدر شبابه حياة التنقل
يتجول روسو بضعة أيام في ربوع الريف؛ مستفيداً من
اعتين من جنيف؛ في منطقة كاثوليكية من سافواء
ويستقبله الخوري دي بومفير بحفاوة ويكرم وفادته. إلا أنه
يتصرف معه بطريقة غير شريفة: فهو لا يرى في هذه المغامرة
إلا فرصة للتبشير» وعلى ذلك لا يقنع الشاب الاحمق بالعودة
بالطعام الدسم» وبالنبيذ الفاخر» وبالأسلوب الرقيق. وقتنع
الخوري من معاملة حسنة ماهرة. تتعارض مع ما لقي من
أستاذه من معاملة سيئة جائرة. والخلاصة أن الخوري يقول له:
لها مآثر الملك أن تنقذ نفوساً أخرى من الضلال الذي أ
مدام دي فاران :
وصل رونو إلى أنيس في عيد الفعبح؛ وطي1؟ مارس
«النار القي يضطرم بها دمه»» لكنه للأسف لم يكن يعلم شيئاً
«كانت مدام دي فاران على وشك دخول الكنيسة»
فالتفتت نحوي عندما سمعت صوتي . ولشد ما بهت
لمرآها! كنت أتصور امرأة عجوز متدينة كظيمة» لأن