بعثات دون بشر
منذ أن بداً الطيارون الدخول إلى قمرات قيادة المركبات الفضائية أخذ المهندسون يعملون على إخراجهم
منها وعندما يتعلق الأمر بالفضاء فإن الرحلات الموجهه بالحاسوب تكون ذات أهمية خاصة :
تخيل مركبة آلية قادرة ذاتياً على خدمة الأقمار الاصطناعية فى مداراتها وجلب المؤن المحطات
الفضائية الدولية أو غيرها من القواعد المستقبلية وتعد أرصفة الموانئ الفضائية عملا دقيقاً ؛ حتى أن
ناسا توكل الأمر دائماً للإنسان لكنها تحاول تغيير ذلك الآن عبر استفادتها من نظام أرصفة الفضاء الآلية
الذى صممه الروس والمسمى (16075) ويستخدم مشروع " تجربة تقنية الالتقاء الألى " (01871) فى
ناسا الحواسيب وأجهزة التحسس للتمكن من استخدام محطات فى الفضاء لا تعتمد على الإنسان مطلقا
كما يستخدم مشروع ( 10/1871 ) نظام تحديد المواقع (605) على متن المحطات لاستلام إشارات من
المركبات الفضائية المستهدفة ثم يقودها فى طريقها حتى تصبح على بعد عدة مئات من الأمتار ثم
يتولى الأمر متحسس فيديو إرشادى متقدم يقوم بتغذية جهاز الحاسوب بالبيانات الملاحية التى تمكنه من
التحكم بموقع المركبه التى يتم تتبعها
وقد أطلق مشروع (0/187) فى النصف الأول من العام 2005 مركبة اختبارية إلى الفضاء لتلتقى
بقمر صناعى يدور فى مداره ؛ وأنتهى الاختبار قبل أوانه عندما نفذ وقود مركبة (0/187) لكن
البيانات التى أرسلتها إلى الأرض كشفت عن أن المركبة اصطدمت بشكل غير مقصود بالقمر الصناعى
المستهدف ومن المتوقع أن نرى المزيد من المحاولات لإتمام الالتقاء الذي يتم توجيهه بواسطة
الحاسوب حيث تعمل وكالة الفضاء على إبعاد كثير من العبء والمخاطر عن البشر ٍ
ليست هوليوود هى المكان الوحيد الذى يتجمع فيه البشر لرؤية الكائنات العاظلة التى تريد مهاجمة
الأرض ولا يهدف معهد الفلك التابع لجامعة هاواي إلى تسليتنا بالكويكبات القائلة ؛ بل إلى حمايتنا منها
ولتحقيق هذا الهدف يجرى العمل الآن لابتكار تليسكوب المسح الشامل ونظام الاستجابة السريعة (صتوم
635) وهو يتألف من منظومة من أربعة تليسكوبات صغيرة نسبياً تراقب الفضاء لملاحظة أى
كويكبات أو مذنبات أو أجسام أخرى يمكن أن تعرض الأرض للخطر وسوف تراقب التليسكوبات
الأربعة بالغة الحساسية (080-5105) السماء الواسعة بكاملها فى الوقت عينه وتلتقط صوراً يحوى كلا
منها 2 جيجابايت من البيانات (نحو أربعة مليارات بكسل) وسيقارن النظام هذه الصور الأربعة
باستخدام أدوات برمجيه متقدمة لإزالة أى بكسلات ميتة أو أخطاء ناتجة عن الأشعة الكونية ؛ ثم ينشئ
صورة مركبة ويقارنها بالصورة المخزنة سابقا للجزء عينه من السماء ما يكشف عن الاجزاء التى
زالت منها ويسمح هذا الأسلوب بتعيين الأجسام المريبة بسرعة ويتم ذلك خلال دقيقة واحدة بتوقيت
الحاسوب ومن المتوقع أن بيدا تشغيل (000-50:5) بحلول العام 2008
( ثانياً الحرب )
تهدف المشاريع الجديدة التي تعدها "وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة ر مرطعخ/ر0"' إلى حماية
الجنود عن طريق نقل التقنيات ذات المستوى الرفيع إلى ساحة المعركة
"وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (ه0/5؟0(/1)"فى الولايات المتحدة وهى الفريق المسؤول عن
أفضل التقنيات الخاصة بميادين القتال فى وزارة الدفاع الأمريكية تتشارك "وكالة مشاريع أبحاث الدفاع
المتقدمة (/0/818)" فى أبحاثها غالبا مع معامل الأبحاث فى الجيش والقوات البحرية والقوات الجوية
الأمريكية وتساعد فى توجيه التقنيات الجديدة نحو ميادين القتال عبر برامج سرية ومعلنة تتراوح بين
التشفير المتقدم للكلام وحتى نظام الدفاع عن المناطق باستخدام الليزر السائل على الطاقة
الملاحة أبعد من نظام تحديد المواقع ( 605 )
يوجد برنامجان انطلقا حديثا يهدفان لتأمين نظام ملاحى يعمل بجودة نظام تحديد المواقع (015)
ويستخدم فى الأماكن التى لا تتوافر فيها إشارات (0608) بسبب التشويش أو التداخل وسيعمل برنامج "
نظام الملاحة من أجهزة الإرسال المتاحة والمخصصة للاستخدامات المدنية مثل الأقمار الصناعية
الخاصة بالاتصالات وهوائيات البث التلفزيونى وأبراج الهواتف النقلة ولكى يحسب جهاز (815)
موقعه يحتاج بشكل أساسى إلى تحديد أماكن هذه الأبراج المحلية وإلى تمييز الإشارات الخاصة بها
ومن الأفكار الموضوعة فى الاعتبار لهذا البرنامج إنشاء محطة أرضية فى مقر القيادة الرئيسي تقوم
بإرسال هذه المعلومات المرجعية بانتظام إلى جهاز (815) الذى يستطيع بمجرد حصوله على
المعلومات رصد إرسال هذه الأبراج ذات الاستخدام المدنى وحساب موقعه حتى مدى 3 إلى 7 أمتار
وتكافئ الجودة الناتجة عن ذلك جودة نظام تحديد المواقع (008) المزود بنظام المناطق الواسعة
المتزايدة ويعنى ذلك أن بإمكان جنود القوات البرية معرفة موقعهم فى المبانى وشوارع المدن الضيقة
والغابات الكثيفة وأى مكان آخر تكون فيه إشارات (6105) ضعيفة وهناك برنامج مترافق برنامج
(8511) يعرف باسم الملاحة تحت الأرض ([5511) سيركز على الأماكن العميقة مثل الكهوف
والملاجئ والأنفاق وكما هو حال الجهود المبذولة فى برنامج (8511) سيستخدم برنامج ([(551) أجهزة
الإرسال المحلية ذات الاستخدامات المدنية لتحديد مكان جهاز (51718) لكنه سيستخدم بالإضافة إلى ذلك
الإشارات الطبيعية كحقول الجاذبية للقمر والشمس والجاذبية الأرضية التى يمكنها الانتقال فى مناطق
عميقة تحت الأرض ويتخيل المسؤولون فى وكالة (/ط18/]) أن يستخدم الجنود فى بعض الحالات
منارات إرشادية خاصة للمساعدة على زيادة كثافة الإشارات تحت الأرض وسيتمكن الجنود فى
المستقبل من الملاحة فى المواقع ذات الجدران الخراسانية تحت الأرض وحتى تصل إلى أعماق تصل
إلى 100 متر وتعتمد فكرة ذلك على أنشاء جهاز (5118) واحد يمكنه استخدام إشارت (06175) عند
توافرها ومن البرامج الأخرى التى يتم العمل عليها فى وكلة (/0(/10) تجهيز الإصدارات
المستقبلية من المقائلة 7-35 بليزر قادر على إحباط أو تدمير الدفاعات الجوية الإلكترونية للعدو
وستخدم كثير من أنظمة الدفاع الجوى الحديثة أجهزة استهداف كهروبصرية (80) نتنبه للتأثيرات
الخارجية قبل توجيه معلوماتها إلى نظام صواريخ أرض جو الموجهه بالرادار وسيستخدم برنامج الدفاع
عن الطائرات الأمريكية بالأنظمة الكهروبصرية متعددة الوظائف (2160058) ليزراً متعدد الوظائف
كهروبصرى (20) موجه للسماء يستطيع نظام (0052ع1/1) اكتشاف انعكاس "عين القطة" عن العدسة
وتحديد مكانها بدقة وتوجيه ليزر أقوى على الحساس الكهروبصرى والهدف من ذلك إما إصابة الحساس
بالعمى المؤقت أو حرق المكونات الحساسة قبل أن يتمكن من استهداف الطائرة وتشير وكالة
(ط عه 0) إلى هذه الوظيفة الأخيرة بتعبير ملطف هو "الهزيمة البصرية"
البحث عن الهواتف النقالة
تعمل وكالة (/0/818) أيضا على برنامج يجعل العدو فى المستقبل يفكر مرتين قبل استخدام الهاتف
النقال لتفجير الدوريات أو الأخبار عن مواقع وتحركات الجنود الأمريكيين وسيعمل برنامج الأسلحة
الموجهه بالترددات الإذاعية على تطوير أجهزة تبحث عن الترددات الإذاعية الموجودة فى الإشارات
اللاسلكية ضمن مدى التردد من 30 إلى 3000 ميجاهرتز كتلك التى تبثها أجهزة المذياع أو الهواتف
النقالة ويمكن تثبيت جهاز البحث فى أى سلاح من قنائف الهاون عيار 81مم إلى الأسلحة المضادة
للدبابات إلى الصواريخ التى يتم إطلاقها من الجو والقنابل وسيقوم جهاز البحث بتوجيه العتاد إلى حدود
0 مترآً من الهدف مع أن هذه الدرجة من الدقة قد تسبب إشكالات فى المناطق السكنية
وتتلخص فكرته فى استخدام الإشارات المتوفرة وكذلك الأنظمة الأرضية الذكية والطائرات لاكتشاف
أى جهاز إرسال لدى العدو وتحديد موقعه فى مدى 15 ميل من المصدر ويتضمن ذلك فى الوضع
المثالى بث فيديو مباشر وتحليلآً نكي للإشارات عبر طائرات دون طيارين ما يضمن أن الهاتف النقال
يتم استخدامه بواسطة هدف صحيح يتم بعد ذلك توصيل هذه المعلومات بسرعة للوحدات الصديقة
القريية كأن يتم إرسالها إلى جنود القوات البرية المجهزين بمدافع الهاون القادرة على إطلاق قذائف
1مم على أهداف يصل بعدها حتى 20مم وبمجرد إطلاق قذيفة الهاون الخاصة المزودة بجهاز البحث
عن الترددات الإذاعية تقوم هذه القذيفة بنشر هوائياتها للعثور على الجهاز الذى يقوم بالإرسال أثناء
وجودها فى الجزء الصاعد من منحنى سيرها ما يسمح لها بتنقيح المعلومات عن الهدف أثثناء تحركها ثم
يقوم جهاز البحث بعد ذلك بتوجيه القذيفة إلى أسفل نحو الهدف
وقد قررت وكالة (رط0/1) استخدام قذائف الهاون عيار 81مم لبرنامجها التطويرى لأنها تتطلب
جهازاً صغيراً للبحث عن الترددات الإذاعية مع تقوية مكوناته لمقاومة هزة إطلاق قذيفة الهاون لكن بناء
على هذه المتطلبات يمكن تثبيت جهاز البحث على عتاد أكبر مثل صاروخ (م17/01) أر ب(تثل/ط1)
وستغير هذه التقنية قواعد اللعبة مع الأعداء الذين اعتادوا الاتصال ثم تغيير مواقعهم بسرعة قبل التمكن
من استهدافهم بدقة وقد بفكر المقاومون مرتين قبل استخدام هواتفهم النقالة فى تفجير الدوريات فى
مناطق مثل العراق مادام بالإمكان مهاجمتهم خلال 20 ثانية من إجرائهم مكالمة الموت
( ثالث الطب )
تتقدم التقنية الطبية بسرعة شديدة حتى أن صور ثلاثية الأبعاد للدماغ أصبحت مضحكة كما كان حال
الجيل الأول من أجهزة (818100 (18ط) وفى الواقع فأن التقنية رفيعة المستوى التى نشهدها اليوم تشبه
كثيراً الخيال العلمى الذى كنا نتحدث عنه بالأمس أن تفصيل الدواء حسب الحامض النووى (8ل01)
للمريض واستعادة الرؤية لمن يعانون من العمى وتمكين المصابين بالشلل من السير مرة أخرى قد
تبدو كلها أفكاراً خيالية لكنها ليست بعيدة عن الصواب وتعد المشاريع التى نبينها هنا من بين أكثر الأمثلة
الواعدة التى توضح كيف تتقاطع العلوم الطبية مع تقنية الحواسيب من أجل رفع مستوى حياتنا
خارطة المورثات الشخصية
يمكن للدواء أن يصنع المعجزات لكنه لا يصلح دائماً لكل إنسان ولن نبداً فى فهم تأثير الاختلافات فى
الحامض النووى على فاعلية الأدوية إلا حديثا إلا أن الأطباء غير قادرين بعد على تفصيل نظام دوائى
يلائم الحامض النووى الفريد من نوعه لكل مرض لكن إذا تم فك شيفرة نسخة من خارطتك الوراثية
فأنها ستعد دليلآ لحامضك النووى يسمح للأطباء بتحديد أفضل الأدوية والجرعات المناسبة لك ويعتبر
فك شيفرة الخارطة الوراثية حالياً مكلف إلى حد كبير ويستهلك وقتا طويلاً ويلزم لذلك مئة آلة خاصة
برسم سلاسل الحامض النووى تعمل لستة أشهر وتكلف مابين عشرين إلى ثلاثين مليون دولار أمريكي
لكن حتى ذلك يمكن أن يتغير وتأمل الشركة الجديدة (01050160668 11:009[ع11) التى مقرها
كامبردج فى ولاية ماساشوسيتس الأمريكية أن تزيد سرعة رسم السلاسل مئة ضعف وأن تخفض
التكليف إلى حدود 1500إلى 30000 دولار لكل خارطة مورثات
ويقول الرئيس التنفيذى لشركة ستانلى لابيدوس "انها مشكلة معقدة جداً حاسوبيا فآلة (و0م:1161)
ستقارن مليار شريط قصير من الحامض النووى بخارطة مرجعية للمورثات ولا يقتصر الهدف من
وراء ذلك على تحديد أجزاء الحامض النووى فقط بل لاكتشاف الاختلافات التى يلزم معرفتها لمعالجة
الأمراض ويضيف لابيدوس " أنك لا تبحث فقط عن مكان الضفيرة فى الخارطة الوراثية بل عن
الضفائر التى فيها أخطاء أو اختلافات "
وتعمل آلة رسم السلاسل بنظام 64بت متعدد المعلجات مع ذاكرة تتجاوز 8 جيجابايت وسواقات أقراص
من فئة التبرابايت وتأمل شركة (1:05ع11) إطلاق أول آلة لرسم السلاسل بنهاية العام 2006 ويقول
لابيدوس " قمنا أولا بإنشاء نظام لتهجئة الحامض النووي بحثآً عن التسلسلات المتطابقة والقريبة من
التطابق والاختلاف الوحيد فى هذا المعجم أنه يحوي ستة مليارات كلمة "
يمل مشروع طموح تموله وزارة الطاقة الأمريكية التمكن من إعادة الرؤية لمن فقد بصره نتيجة
أمراض أضرت بالشبكية كالبقع الداكنة والتهاب الشبكية وتفقد العبن فى هذه الحالات المستقبلات التى
تستلم الصورة لكن المسارات العصبية التى تنقل الإشارات إلى الدماغ تظل سليمة ويمكن للشبكية
الاصطناعية أن تتجاوز هذا العيب بأن تقوم بالتقاط الصورة وتحويلها إلى إشارات كهربائية يتم تمريرها
إلى الخلايا العصبية وقد تم بالفعل زرع نماذج منها فى ستة مرضى وأصبحوا قادرين على التمييز بين
الأجسام المختلفة مثل الأكواب والسكاكين والصحون وتأتى الشبكية الاصطناعية نتيجة تعاون بين معهد
العيون التابع لجامعة كاليفورنيا الجنوبية وجامعة ولاية شمال كارولاينا وشركة ( غطعن؟ 582000
والقدرات المتقدمة للمعلجة والحساسات عالية الدقة ويتم فى هذه الحالة تثبيت كاميرا صغيرة فى نظارة
لتقوم بالتقاط الصورة وإرسال بياناتها لا سلكيا إلى رقاقة خلف أذن المستخدم ثم تقوم هذه الرقاقة بتحويل
البيانات إلى إشارات إلكترونية وإرسلها عبر أسلاك تحت الجلد إلى قطب كهربائي مزروع فى الشبكية
ولن يتمكن المريض من الإبصار إلا جزئياً لكن ربما يكون ذلك كافياً لقراءة الكتب أو تمييز الوجوه
وبالنسبة لمعظم المصابين في ابصارهم فإن حتى هذا الإنجاز المحدود يعتبر إعجازاً
النخاع الشوكى السليكونى
يكتشف الباحثون أن الذرية الناتجة عن إنسان حى وإنسان آلى يمكن أن توجد فى العالم الحقيقى وليس
فقط فى فيلم الرجل العنكبوت وبدراسة الدارات التى تعمل فى النخاع الشوكى فى سمك الأنغليس يأمل
تطوير نسيج حى يمكن أن يساعد المصابين بالشلل على المشى ثانية وتؤدى إصابات النخاع الشوكى
إلى قطع الاتصال بين الدماغ وبين الأعصاب التى ترسل تعليمات المشى إلى عضلات الساق وقد لا
يكون من الممكن طبياً إعادة إنشاء هذا الاتصال لكن إيتان وكوهين يعتقدان أن بإمكانهما تجاوز ذلك عبر
المعالجات المصغرة
وهنا يأتى دور سمك الأنجليس فبصفته من الفقاريات البدائية فإنه يتنقل بطرقة مشابهه جدآً للإنسان
وبدراسة الكيفية التى ينقل بها الدماغ الصور الكهربائية عبر النخاع الشوكى تمكن الباحثون من ابتكار
رقاقة مصغرة تعيد هذه العملية وقد استخدم إيتان الرقاقة بلفعل لتمكين أرجل الإنسان الآلى من المشى
وهو يأمل بابتكار نسيج حى مماثل لزرعه فى البشر مع أن ذلك لا يزال يبعد عنا أكثر من عشرة سنوات
العشر سنوات القبلة للشبكة العتكبوتية
تبشر شبكة الانترنت المقبلة بسرعات أعلى وتطبيقات خيالية ومليار جهاز وأداة متصلة معا
بعد عشر سنوات من إطلاق برنامج نتسكيب للعموم تمكنت انترنت من شق طريقها فى النسيج
الاجتماعى وتدخلت فى إيقاع حياتنا الشخصية والاجتماعية والحقيقة يستحيل على معظمنا تخيل الحياة
من دون الشبكة العنكبوتية لكن من عيوبها انها تجعل حياتنا أقل كفاءة وفاعلية وييدو ذلك فى نواح قابلة
للقياس وأخرى غير ملموسة فالتواصل مع العائلة والأصدقاء يقل كما تقل قدرتنا على متابعة الأحداث
فى العمل والأمر لا يقف عند هذا الحد فخلال العشر سنوات المقبلة ستحدث تغيرات كثيرة بعضها يشمل
تغيرات إيجابية ويمثل الآخر تغيرات قد تكون مدمرة
حقول التجارب
عندما تقوم برحلة لاستكشاف احتمالات المستقبل فأن إنترنت 2 هى من أهم المحطات التى تستحق
التوقف عندها وهى تمثل شبكة خاصة عالية السرعة تربط بصورة أولية بين مراكز الأبحاث
والمؤسسات التعليمية وتمثل بالون اختبار للتقنيات التى قد نستخدمها جميعا فى النهاية وتقدم إنترنت 2
لمحة عن التواصل الذى سنعيشه فى المستقبل كما حدث حديثاً عندما ربحت صناعة التسجيلات دعاوى
أقامتها ضد طلاب جامعيين متهمة إياهم بالمتاجرة بملايين الأغانى ذات الحقوق المحمية عبر نقلها
الواسع لحقوق النسخ سيصل إلى إنترنت العامة فى المستقبل مع تضاعف سرعات الاتصال بشكل كبير
هوويلينج) يقول "أن الذين لا يملكون حق الوصول لهذه الشبكة سيحصلون أيضاً على سرعات أعلى
بكثير فى وقت قريب مضيفا إذا كان لديك حاسوبان من المستوى الرفيع وقمت بتزويدهم ببطاقتى شبكة
وصلهما بالألياف لتحصل على اتصال بسرعة 6 إلى 7 مليارات بت فى الثانية الواحدة ويعمل العمود
الفقرى للإنترنت 2 وأسرع الشبكات فى العالم بسرعة 10 جيجابايت ما يعنى باستطاعة حاسوبين لأول
مرة تحقيق سرعة تمائل أسرع وصلات العمود الفقرى التى يمكن إنشاؤها "
ما هى إذآ الإمكانيات الواعدة لإنترنت 2 الموجود اليوم بالفعل ؟ بعض هذه الإمكانيات موجهه
للمؤسسات البحثية كالاتصالات عالية السرعة التى تربط الخدمات الفلكية مثل مرصد (جمينى) فوق
فان هوويلينج) إلى الجيل القادم من المؤتمرات الفيديوية باستخدام شبكة الوصول (6110 02655م) التى
تم تطويرها فى مختبر (أرجون الوطنى) وهو من الجهات التابعة لوزارة الطاقة فى إلينوى ويوجد فى
إحدى غرف المؤتمر ثلاث شاشات مع ثلاث أجهزة إسقاط فيديوي ويوضح (دوج فان هوويلينج) ميزة
ذلك بقوله 9 بيمكن إجراء لقاء بين عشرين مكاناً بواسطة تجميع عشرين أو ثلاثين صورة مختلفة معا
على الشاشات ويضيف أن الألعاب الجماعية على إنترنت شائعة جداً فى بعض بقاع العالم التى يشيع فيها
استخدام الحزمة العريضة ويعتقد أن هذه الألعاب ستصبح جزءاآً مهما من نشاط إنترنت المستقبلى
يبدو أنه توجد بعض المغالاة فى تقدير التغيرات الاجتماعية التى ستقودها إنترنت فى العقد القادم فقد
اجرى الباحثون فى مشروع (/0817) لإنترنت دراسة شاملة فى أيلول/سبتمبر 2004 شملت مجموعة
من التقنيين والمحللين الاجتماعيين حول تطورات إنترنت خلال السنوات العشر المقبلة وكانت الإنذارات
بالخطر من أكثر التوقعات الملفتة فيها
ومن بين النتائج البارزة فى هذه الدراسة توقع 9666 من المستجيبين لها وقوع الهجوم الكبير والمخيف
(الهجوم المدمر على إنترنت أو على شبكة الطاقة الأمريكية) خلال العقد القادم ويعتقد 9659 بأن الرقابة
الحكومية والتجارية على إنترنت ستزداد مع إضافة الاتصال بإنترنت للأجهزة المنزلية والسيارات
وحتى الملابس
أما على الجانب الإيجابى فمن المتوقع أن يحتوى ثلث المنازل الأمريكية على شبكات منزلية توفر
اتصالات تربط الحواسيب الشخصية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخرى اعتماداً على عنوان
برتوكول إنترنت (10) ويتم الآن الإعداد لنشر الاتصال بإنترنت فى جميع أنواع الأجهزة والأدوات
وقد أطلقت هيئة ([81111/]) (التى تراقب أسلوب التسمية والترقيم على إنترنت) الإصدارة السادسة من
بروتوكول إنترنت (10) لكل جهاز وشخص وقد أوشك الطب على العناوين فى البروتوكول الحالى
(10174) على الوصول إلى الحدود القصوى للنظام الذى يبلغ 43 مليار حيث تم استخدام تلثى هذا العدد
حتى الآن أما فى البروتوكول (1017/6) فإن عدد العناوين سيصبح أكثر من 10 مرفوعة إلى القوة 83
ويقول (فينيت سيرف) كبير نواب الرئيس للإستراتيجية التقنية فى (1101) وأحد مخترعى إنترنت
"توجد حركة واضحة جدآً فى تناول البروتوكول (171776) خاصة فى الشرق الأقصى كما فى أوربا
وعلى النطاق المحلى" ويضيف قائلآ "عندما تصبح عناوين بروتوكول إنترنت موجودة فى كل مكان
ستستفيد الأجهزة الترفيهية الموجودة فى المنزل والأشياء التى نحملها معنا وفى السيارة من كونها جزءاً
من إنترنت حيث يصبح من الممكن التنزيل والتحميل وقبول التعليمات من الشبكة سواء من المواقع
الترفيهية أو من الأصدقاء الذين يتشاركون فى الأفلام والصور العائلية" ويتنباً (فينيت سيرف) بظهور
مليارات الأجهزة الجديدة التى يمكن أن تتصل بالشبكة خلال السنوات المقبلة
وتتوقع دراسة (02157) الشاملة أن تحظى المؤسسات الإخبارية ودور النشر وكذلك المعاهد العلمية
والصحية بالتغبيرات الكبرى ويقول أحد المستجيبين للدراسة "تختلف الرعاية الصحية نحو عشر سنين
مقارنة بمساعى التحول الأخرى نحو الحوسبة وستشهد عصرها المزدهر خلال السنوات العشر المقبلة"
اتحويل جميع السجلات الطبية إلى الهيئة الرقمية خلال السنوات العشر المقبلة
تلاشى الفوارق
وقد يتلاشى الفارق الرقمى أيضاً ويقول (دافيد سكاتسكاى) كبير نواب الرئيس فى (جوبيتر) للأبحاث
"عاماً بعد عام يقترب عدد مستخدمى إنترنت من عدد السكان أكثر كما يزداد تمثيل الفئات ذات الدخل
المنخفض والمنتمية للعرقيات المختلفة والشباب وكبار السن"
كما سترتفع دون شك أعداد مستخدمى إنترنت من جميع أنحاء العالم خلال العقد القادم ويخطط معهد
(ماساشوسيتش) للتقنية لإنتاج حواسيب مفكرة بمبلغ 100دولار فقط جاهزة للاتصال بويب يمكن بيعها
بكميات ضخمة للجهات التعليمية ويخطط (30100) المغنى الرئيسي فى (12]) الذى يعمل مع شركة
(10ه) إلى تزويد جميع المدارس والعيادات والمستشفيات فى إثيوبيا بخدمة ويب وقد أعلن الرئيس
التنفينذى لشركة ((2111) (هيكتور رويز) عن مبادرة تدعى "15*50" تتيح وصول 9650 من سكان
العالم إلى إنترنت خلال السنوات العشر المقبلة (أى بحلول العام 2015) وذلك بتزويدهم بعتاد منخفض
التكلفة وخططا خاصة للدفع
إيقاف الهجوم الكبير
ومن الملاحظات التى ينبغى التنبه لها أن المشكلات الأمنية تظهر بمعدلات سريعة جداً ابتداء من
هوويلينج) المسؤول عن إنترنت 2 يتوقع أن التغيرات فى كيفية المصادقة على الاتصال بإنترنت ستمنع
المستخدمين سيمضون معظم وقتهم على إنترنت فى مجتمع موثلوق ولأن الهجوم يأتى من الخارج
فستظهر طرائق تستخدم المصادقة لمعرفة مصدر الهجوم"
وعندما طلب من (دوج فان هوويلينج) التفكير بالكيفية التى ستتقدم فيها إنترنت خلال العقد القادم قال
"أعتقد أننا لم نفهم بعد معنى إنترنت المتنقلة إذ توجد كثير من الأنشطة والمخاطر التى ترافق البشر اثناء
كان لكل سيارة وصول مباشر للإنترنت وكانت الطرق التى تستخدمها السيارات فى التنقل مجهزةٌ