صفحة
المختار بن أبى عبيد وانتصاراته على الآمويين ما للأحادهكحا
المختار في مكة - في الكوفة ادعاؤه أنه أمين بن الحنفية ووزيره -
إبراهيم بن الأشتر وانتصاراته المجيدة على الآمويين نهاية المختار ...0 794-188
تحليل شخصية المختار ودعوته - موقف الموالي وصلتهم بالشيعة -
العلاقة بين الشيعة وبعض الفرّق اليهودية
بقايا آل على فى المدينة الخلاف بين أنصار الحسن وأنصار الحسين -
آخر حركات الشيعة في العصر الأموي جيم وه وو موسرو 1 ان
تصدير عام
الخوارج والشيعة هما أقدم الفِرّق السياسية والدينية في الإسلام؛ وأبرزهما آثراً في
تاريخه الحيّ المضطرب؛ نشأنا في حضن حزب واحدٍ هو حزب أنصار علي بن أبي طالب»
ولكن مبادئ كل منهما كانت منذ البداية في تعارض تام مع مياد الآخرى.
لقد كان السبب المباشر لنشأة الخوارج مسألة «التحكيم» في إبان المعركة الفاصلة بين
أنصار علي بن أبي طالب وأنصار معاوية وعثمان. إذ رضى علي - كارهاً - «بالتحكيم»؛ ولكن
الخوارج وقد انتهى التحكيم إلى مأساة لصاحبهم ثاروا على نتيجة «التحكيم» وقالوا: لا كم
بيد أنَ هذا السبب المباشر هو أَوْقَى الأسباب: فَإنَ نزعة المخروج كانت كامنة في
بعد مقتله من تفرق الآمة إلى فريقين متعارضيّن متحاريئن؛ لا لسبب من أسباب الدين؛ بل
لأسباب الدنياء أعنى الحكم ومغانمه والتطلع إلى مراكز الرياسئة والسيطرة كل هذا ولم
يمضٍ على وفاة الرسول إلا ثلاثون عاماً. مما كان في الواقع خيانة لجوهر الإسلام بوصفه ديئاً
أحس بهذا نفر من غلاة المتشددين في الدين المتمسكين بالعقيدة الدينية في صفاتها
من ثورة على ما آل إليه أوضاع الخلافة والحكم على عهد عثمان وفي خلافة عليّ القصيرة.
فهذا هو الدافع الحقيقي لنشأة الخوارج. لا ذلك السبب التافه العارض: مسألة «التحكيم».
كانوا يمثلون تياراً أصيلاً في طبيعة تطور أي دين من الأديان. وإنْ اختلفت الأسماء في الديانات
المقدس الذي أتى به؛ دون تأويل ولا ترخّص؛ بل بتشدّد في الفهم لا يقبل المساومة
الدين من قواعد وأحكام وطرائق وسلوك. وهم يتشددون في التمسك بعمود الدين ضد جميع
كل المذاهب الأخرى.
ففي الإسلام كان الخوارج ضد سائر المذاهب:
١ - في الإمامة كانوا ضد الشيعة الذين يقولون بأن الإمامة وراثية في أبناء علي بن أ,
طالب» وضد المرجئة الذين أرجأوا الحكم إلى الله ليحكم بين الناس يوم القيامة
كارهين بالأوضاع الفعلية التي أملتها القوة أو فرضها حد السيف .. و
إسقاط الإمام (الخليفة أو الحاكم) الذي يحيد عن الطريق المستقيم
آراد أهل قريش فرضها في اختيار الخليفة. وهم لهذا يطلقون على من يختارونه إماماً لقب «أمير
إلا لأبي بكر وعمر بن الخطاب؛ ثم بعد ذلك لمن اختاروهم هم. أما عثمان فلا يعترفون بشرعية
وفي السلوك الإنساني الديني كانوا ضد جميع الفرق الأخرى: فلا بيررون بالإيمان
نظرة صغيرة أو كذب كذبة صغيرة ثم أصر عليها فهو مشرك. فبينما قال المعتزلة إِنَ مرتكب
إن الإيمان يُحخبط عقاب الفاسق وإن الله لا يعذب موجّداً. والكفر هو الجهل بالله فقط؛ وما
عداه من كبائر أو صغائر ليس من الكفر في شيء؛ نرى الخوارج وصفوا مرتكب الكبيرة بأنه
كافر مخْلَدٌ في النار. ولهذا عدّوا مخالفيهم «مرتدين» وحكم «المرتد» عن الإسلام القتل؛ ومن
بعبداً قاس غريب هو مبداً «الاستعراض»: أي الاغتيال الديني» إذ يستحلون قتل مخالفيهم من
الأصلاب الزاكية ويعطي بنفسه الحقّ في الثلك. وثانيها فكرة الخضوع لسلطان يستمد حقه
في السلطان من غير طريق الجهد الإنساني؛ لآن الجهد الإنساني مُعرّض للمُشاة ومدعاة
للتنافس والتحاسد والتباغض. فحسماً لآسباب التدافع والتشاحر للوصول إلى مرتبة السلطان
والخضوع له على الجبيع. على السواء. وفي هذا إراحة للناس من عناء التتاحر على المناصب
الوراثة في الملك سيريحون أنفسهم من مشقة الطموح إلى السلطان.
اللامعقول كلما واتت الأحوال أو دعا الشكٌ إلى التقليل منه أو لمواجهة دعاوي الخصوم. ولهذا
توغل في اللامعقولية كان أدعى إلى تحقيق الغاية منه. ومن هنا نفهم ظهور مذاهب الغلاة
الشيعة الذين ألّهوا علياً وقالوا بعصمة الإمام وبأٌ كل شيء بالتعليم لا بالتحصيل العقلي»
وهذا التعليم مصدره الإمام المعصوم وحده؛ ومن هنا اقترن به السحر والتنجيم والطلسمات
الألوهية. ومن أجل تفسير ذلك يقولون مثلاً إن روح القدس هي الله؛ وصارت في النبي ثم في
جعفر بن محمد بن علي؛ ثم في موسى بن جعفر؛ ثم في علي بن موسى بن جعفر؛ ثم في
محمد بن علي بن موسى » ثم في علي بن محمد بن علي بن موسىء ثم في الحسن بن علي بن
محمد بن علي بن موسى» ثم في محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي؛ فهؤلاء إذن
آلهة حلت فيهم روح القدس على التناسخ الواحد عقب الآخرا
والإمام مصيب في جميع أحواله وأقواله. والأحكام كلها ترجع إليه فلا اجتهاد في أمور الدين.
ولما ضعف أمر السلسلة انتهت إلى أغرب حلقاتها وآخرهاء أعني إلى إمام طفل غاب وينتظرون
رجعته
عشر؛ محمد بن علي بن موسى بن جعفر.
وفروض تتفرع على النظرية الأصلية في الإمامة؛ وفي الوقت نفسه تشبع نوازعه نحو الشأرمن
سيطرة الجنس العربي الخالص» والانتقام النفسي للنقص الذي عاناه بإزاء العنصر المتفوق.
وكان طبيعياً أن تؤدي المبادئ العامة في السياسة والسلوك الإنساني إلى إيجاد مذاهب
نظرية تستخلص النتاتج وتتعمق الالزامات وتفلسف الآساس التي تقوم عليهاء فكان عن ذلك
كله ما عرف في علم الكلام باسم مقالات الخوارج. ومقالات الشيعة.
الحاكمة. سلطة بني أمية الذين اغتصبوا الثلك لأنفسهم خضد شرعية آل علي في نظر الشيعة»
وضد شرعية الإمام المختار من كل الجماعة الإسلامية على مذهب الخوارج. إذ الحكم الآموي
لا يستند إلى شرعية الورانة في الملك. ولا إلى ديمقراطية الانتخاب العام بإجماع الآمة لأصلح
الناس للإمامة. وإنما هو حكم القوة الباطشة الماكرة معاً الخلو من كل سبب أو سند يعترف به
وقد راعى مؤلف الكتاب أن يستخلص الوقائع من المصادر التاريخية الصافية. وأصفى
مرجع لديه هو تاريخ الطبري بعد استخلاص أصدق رواياته وتجريح سائرها لآن الطبري كان
يحشد كل ما بلغ إليه علمه من أخبار دون تمحيص ولا نقد؛ فجاء المؤلف فاستخلص أصدق
الروايات. خصوصاً ما سب منها إلى أبي مخنف. أصدق رواة الطبري؛ ووثق به ثقة واسعة فيها
إفراط غير قليل. ثم راح بعد ذلك يراجع المصادر الأخرى. وبخاصة «الكامل» للمبرد فيما
يتصل بالخوارج. وابن الأثير فيما يتصل بالشيعة والخوارج معاً؛ «والكتاب المجهول المؤلف»؛