2 كتاب النية والإخلاص والصدق
لا يكون ميله في الابشداء إلا ضعيفاء فإن اتبع مقتضى الميل واشتغل بالعلم وتربية الريا.
والأعمال المطلوبة لذلك؛ تأكد ميله ورسخ؛ وعسر عليه التزوع. وإن خالف مقتضى ميله
ودفماً في وجهة؛ حنى يضعاف ويتكسر يسيية؛ ويتقمع ويشمحي.
كلها هي الي تراد بها الدنيا لا الآخرة؛ وميل النفس إلى الخيرات الأخروية وانصرافها عن
وترك العاصي بالجوارح؛ لأن بين الجوارح وبين القلب علاقة؛ حتى أنه يتأثر كل واحد
موت عزيز من أعزته أو بهحوم أمر مخوف تأثرت به الأعضاء؛ وارتعدت الفرائض؛ وتغير
اللون.إلا أن القلب هو الأصل المتبوع؛ فكأنه الأمير والراعي؛ والمجوارح كالخدم والرعايا
والأتباع. فالجوارح خادمة للقلب بتأكيد صفاتها فيه. فالقلب هو المقصود؛ والأعضاء
(الحج:37) وهي صفة القلب.
افمن هذا الوجه يجب لا محالة أن تكون أعمال القلب على الجملة أفضل من حركات
الجوارح. ثم يجب أن تكون النية من حملتها أفضل؛ لأنها عبارة عن ميل القلب إلى الخير
وإرادته له. وغرضنا من الأعمال بالجوارح أن يعود القلب إرادة الخيرء ويؤكد فيه اميل
إليه؛ لفرغ من شهوات الدنياء ويكب على الفكر والذكر» وفي الضرورة يكون خواً
بالإضافة إلى الغرض» لأنه متمكن من نفس المقصود وهذا كما أن المعدة إذا تأت فقد
تدارى بأن يوضع الطلاء على الصدر» وتداوى بالشرب والدواء الواصل إلى العدة
)١( حديث: زان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسدم منفق عليه من حديث النعمان بن بشير وقد تقدم.
(1) حديث: اليم أصلح الراعي والرعبة, تقدم وم أجده.
إحياء علوم الدين / ج*. "
قما يلاقي عين المعدة فهو خير وأنفع.
فيكذا ينبغي أن تفهم تأنير الطاعات كلياء إذ الطلوب منها تفيير القلوب وتبديل
جمع بين الجيهة والأرض» بل من حيث إنه مكنم العبادة يؤكد صفة التواضع في القلسي»
فا من يد في نه تواضساً؛ فإذا امستكان بأعضائه وصورها بصورة التواضع تسأكد
وهذا لم يكن العمل بغير نية مفيداً أصلاً؛ لأن من يمسح رأس
أنه يمسح ثوب لم يتنشر من أعضائه أثر إلى قلبه لتأكيد الرق
وهو مشغول الم بأغراض الدنيا لم يتنشر في جبهته ووضعها على الأرض أثر إلى قله
يتأكد به التواضع؛ فكان وجود ذلك كعدمة؛ وما ساوى وجوده عدمه بالإضافة إل
الغرض المطلوب منه يسمى باطلاً. فيقال: العبادة بغير نية باطلة. وهذا معنا إذا فصل عن
غفلة فإذا قصد به رباء أو تعظيم شخص آخحره لم يكن وجوده كعدمه؛ بل زاد شراء فإنه
إراقة دم القربان الدم واللحم؛ بل ميل القلسب عن حب الدنيساع وبشلا إيشارا لوه الله
قال : وز قوسا بده قد شَرَكُونَا في حهَاا كما تقدم ذكره لأن قلويهم في صدق
كقلوب الخارجين في الجهاد. وأثما فارقرهم بالأبدان لعرائقى تخص الأسباب الخارحة عن
القلب» وذلك غير مطلوب إلا لتأكيد هذه الصفات:
لييكشف لك أسرارها فلا نطول بالإعادة.
سل كتاب النية والإخلاص والصدق
بيان تفصيل الأعمال المتعلقة بالنية
اعلم أن الأعمال وإن اتقسمت أقساماً كثسيرة من فعلء وقول» وحركة؛ وسكون»
فكيف يمكن أن يكون الشر خوا؟ هيهات؛ بل بل المروج لذلك على القلب خفي الشهوة
حفظوظ النفس توسل الشيطان به إلى التلبيس على الججاهل.
ولذلك قال مسهل رحمه الله تعالى: ماعصي الله تعالى ععصية أعظلم من الجهل. قيسل
وكذلك أفضل ما أطيع الله تعالى به العلم؛ ورأس العلم العلم بالعلم كما أن رأس الجهل
الجهل بالجهل. فإن من لا يعلم العلم التافع من العلم الضار اشتغل ما أكب الناس عليه من
العلوم المزخرفة الب هي وسائلهم إلى الدتياء وذلك هو مادة الجهل؛ ومنيع فساد الصالم.
والقصود أن من قصد الخير معصية عن جهل فهو غير معذور» إلا إذا كان قريب العهد
وقد قال سبحان : إاْئرا أل لكر إن كم لا تون ولتحل:43) وقسال
» رقرب من تقرب السسلاطين ببشاء اللساجد والدارس
«الأرسط» وابن السب وأبو ميم في ,ررياضة التعلسينم من حديث جابر سند ضعيف دون قول:
إحياء علوم الدين / ج*. لهذا
بالمال الحرام» تقرب العلماء اء السوء بتعليم العلم للسفهاء والأشرارء المشغولين بالفسق
كانوا قطاع طريق الله تعال» وانتهض كل واحد منهم في بلاته اليا عن الدجال» يتكالب
النشر واتباع الحوى» ويتسلسل ذلك؛ ووبال جميعه يرجع إلى امعلم الذي علسه العللم ضع
علمه بفساد تيه وقصده؛ ومشاهدته أنواع اللعاصي من أقواله وأفعاله؛ وفي مطعمه ومليسه
ومسكنه» فيسوت هذا العالم وتبقى آثار شره منتشرة ألف سنة مشلا وألقي سنة؛ وطربى
وما قصدت إلا أن يستعين به على الخير. ولا حب الرياسسة والاستباع والتفاخر بعلو
ويقول: إنما أردت البذل والسخاء» والتخلق بأخلاق الله الجميلة» وقصدت به أن يفزو
بهذا السيف والرس في سبيل الله فإن إعداد الخير والرباط» والقوة للفزاة من أفضل
القريات؛ فإن هو صرفه إلى قطع الطرق فهو العاصي. وقد أجمع الفقهاء بعلي امالك
يمد يوه ولعلم سلا يقائل به الشيطان وأعداء الله تصاله وقد يصاون به أعداء الله
عنها لقلة فضله» فكيف يجوز إمداده بشوع علم يتمكن به من الوصول إلى شهواته؟
بل لم يزل علماء السلف رحمهم ١ لله يتفقدون أحوال من يزدد إليهم؛ فلسو رأواامشه
(1) حديث: إن لله ثلامائة خلق سن تقرب إليه بواسد منها دحل الجنة وأحيها إليسه السام تقدم في كتاب
إخلاص والصدق
مسألة ولم يعمل بها وجاوزها إلى غيرها فليس يطلب إلا آلة الشر» وقد تعوق جميع السلف
تعالى من الاجر العالم باللسنة؛ وما تعوذوا من الفاجر الجاهل.
حكي عن بعض أصحاب أحمد بن حنبل رحمه الله أنه كان ينؤدد إليه سنين» ثم اتفق
الطينء وهو أنملة من شارع المسلمين» فلا تصلح لتقل العلم. فهكذا كانت مراقبة السلف
لأحوال طلاب العلم.
وهذا وأمثاله نما يلتبس على الأغبياء وأتباع الشيطان؛ وإن كانوا أرباب الطيالسة
والأكمام الواسعة» وأصحاب الألسنة الطويلة والفضل الكثير» أعني الفضل من العلوم الي
لا تشتمل على التحذير من الدنيا والزجر عنهاء والنزغيب في الآخرة والدعاء إإليهاء بل هي
العلوم الي تتعلق بالخلق وبتوصل بها إلى جمع الحطام» وإستباع النساس» والتقدم على
فإذاً قوله عليه السسلام: ونس الأَحْمَال الات يخخص من الأقسام الثلاثة بالطاعات
والباحات دون المعاصي؛ إذ الطاعة تنقلب معصية بالقصد؛ والمباح ينقلب معصية وطاعة
بالقصد. فأما للعصية فلا تتقلب طاعة بالقصد أصلاً. نعم للنية دحل فيهاء وهو أنه إذا
انضاف إليها قصود خبيشة تضاعف وزرهاء وعظم وبالما كما ذكرنا ذلك في كتاب
القسم الشاني: الطاعات. وهي مرتبطة بالنيات في أصل صحتهاء وفي تضاعف فضلهاء
تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة؛ فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات
كثيرة؛ فيكون له في كل نية ثواب؛ إذ كل واحدة منها حسنة'"تضاعف كل حسنة عشر
أمثالها كما ورد يه الخيرء
فضائل أعسال المنقين؟ ويلغ به درجات المقربين.
)١( حديث: وتضعيف الحسنة بعشر أمتالمام تقدم.
إحياء علوم الدين / ج* 11
أولها: أن يعتقد أنه بيت الله وأن داخله زائر لله فيقصد به زيارة مولاه رجاء لما
وثانيها: أن يتظر الصلاة بعد الصلاة؛ فيكون من جملة انتظاره في الصلاة وهو معنى
الاعتكاف كلف؛ وهو في معنى الصوم» وهو نوع ترهب؛ ولذلك قال رسسول الله "د
ورابعها: عكوف ام على الله ولزوم الس للفكر في الآخرة؛ ودفع الشواغل الصارفة
وخامسها: التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكرة؛ وللتذكر به؛ كما روي في الخبر":
وسادسها: أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن متكسرء إذ المسسجد لايخاسر
معشش أهل الدين المحيين لله وفي الله.
ما يقتضي هتك الحرمة وقد قال الحسن بن علي رضي الله عنهسا: من أدمن الاخملاف إلى
)١( حديث: رسن قعد في المسحد فقد زار الله تصال وح على المزور إكترام زائرم, ابن حبان في والضعضامي من
صحيح؛ وقد تقدم في الصلاة.
() حديث: (رهبانية أسبي القمود في المساجدي لم أجد له أصلاً.
كمب الأخبار روبناه في ررجزء بن طوقم» والطواني في والكبيوم من حديث أبي أماسة: رمن غدا
الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راج»
النية والإخلاص والصدق.
مستظرفاً أ كلسة تدل على ههدى أو تصرفه عن ردى» أو يترك الذنوب خحشية أو حياء.
فهذا طريق تكثير الليات؛ وقس به سائر الطاعات والمباحات؛ إذ مامن طاعة
إلا وتحتسل نيات كثسيرة؛ واا تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير»
ويتعاطاها تعاطي البهائم المهملة عن سهو وغفلة. ولا ينبغي أن يستحقر العبد شيئاً من
قصد به؟ هذا في مباح محض لا يشوبه كراهة. ولذلك قال !'": وَخلالُهًا حاب
يتطيب لل؟ فاعلم أن من يتطيب مثلاً يوم الجنعة؛ وفي سائر الأوقات؛ يتصور أن يقصد
التتعم بلذات الدنياء أو يقصد به إظهار التفاخر بكثرة المال ليحسده الأقران؛ أر يقصد به
رباء الخسق ليقوم له اناه في قلويهم ويذكر بطيب الرائحة؛ أو ليشودد به إلى قلسوب اللسساء
الأجنبيات إذا كان مستحلا للنظر إليهن» ولأمور أخرى لا تحصى وكل هذا يجعل النطيب
30 يستعجل ما يفي ويخسر زيادة نيم مايفي.
إحياء علوم
وأمال"" النيات الحسنة؛ فإنه ينوي به اتباع سنة رسول الله 8 يوم الجمعة وينوي بذلك
أيضاً تعظيم المسجد؛ واحزام بيت الله فلا يرى أن يدخله زائراً لله إلااطيب الرائحة؛
المغشابين إذا اغتابوه بالروائح الكريهة؛ فيعصون الله بسيبه؛ قمن تعرض للغبية وهو قادر
النية في شيء.
بعض العارفين من السلف: إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية حتى في أكلي؛
تعال» لأن كل ماهو سبب في بقاء البدن؛ وفراغ القلب من مهمات البدن؛ فهو معين
على الدين» فمن قصدُه من الأكل التقوى على العبادة؛ ومن الوقاع تحصينُ ديئه؛ وتطيب
قلب أهله؛ والتوصل به إلى ولد صالح يعبد الله تعالى بعده؛ فتكثر به أمة محمد كان
مطيعا بأكله ونكاحه. وأغلب حظوظ النفس الأكل والوقاع» وقصد الخير يهما غسي #متيع
)١( حديث: زوإن لبس الثباب الحسنة يوم الجمعة سنقم أبو داود والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة؛ وأمي
عمر رأى حلة سيزاء عند باب المسجد فقال: يا رسول الله لو انشتزيت هذه فلبستها يوم الجمعة».
!9" كتاب النية والإخلاص والصدق.
وشرورهاء ولا تعد جوابها يوم السؤال والحساب؛ فإن الله تعالى مطلع عليك وشهيد
قلت تراب وما تراب؛ فزبته؛ فهتف بي هاتف: سيعلم من استخف بزاب ما يلقى غدا
أسويه لغير الله. وقد قال الحسن: إن الرحل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول بي ريتك
فهذا وأمثاله من الأخبار قطع قلوب الخائفين. فإن كنت من أولي الزم والنهسى» ولم
وراقب أحوالك» ولا تسكن ولا تتحرك مالم تتأمل أولا أنك لم تتحرك؟ وماذا تقصد؟
)١( حديث: زوإن العبد ليحاسب فتبطل أعماله لدخول الآغة فيها حنى يستوجب الشاره ثم ينشر له من الأعمال
أبو منصور الديلسي في رمسند الفردوس» من طريق أبي نعيم من حديث شيث بسن سعد البلسري.
تقدم سع اعتلاف.
إحياء علوم الدين / ج* عا
صحيحة؛ فلا ينبغي أن يكون الداضي هوى خفي لا يطلع عليه ولا يغرنك ظواهر الأصور؛
ومشهورات الخيرات؛ وافطن للأغوار والأمسرار تخرج من حيز أهل الاغؤار» فقد روي
الطعام؛ فقال: إني أعمل لقوم بالأجرة وقدسوا إلي الرغيف لأقوى به على عملهم؛ فلو
بنور الله فإن ضعفه عن العمل نقص في فضل؛ ولا حكم للفضائل مع الفرائض:
بيان أن النية غير داخلة تحت تحت الاختيار
الطعام وأميل إليه. أو قول الفارغ: نوبت أن أعشق فلاناً وأحبه وأعظمه بقلي. فذلك
؛ نويت أن أدرس لل
"1 كتاب النية والإخلاص والصدق.
الفعل إحابة للغرض الباعث الموافق للنفس؛ الملائم لها. وما لم يعتقد الإنسان أن غرضه
مشوط بفعل من الأفعال فلا يتوجه نحوه قصده وذلك مما يقدر على اعتقاده في كل حين
وإذا اعتقد فإتما بتوجه القلب إذا كان فارغاً غير مصروف عنه برض شاغل أقوى منه.
وذلك لايمكن في كل وقت. والدواعي والصوارف لا أسباب كثيرة بها تجتمع؛ ويختلف
إلا على نية قضاء الشهوة إذ النية هي إجابة الباعث. ولا باعث إلا الشهوة؛ فكيف ينوي
الولد وإذا لم يغلب على قلبه”"" أن إقامة سنة النكاح اتباعا لرسول الله #8 يعظم فضلهاء
لا يمكن أن يدوي بالنكاح إتباع السنة؛ إلا أن يقول ذلك بلسانه وقلبه وهو حديث محض
نعم طريق اكتساب هذه النبة مشلا أن يقرى أولا إمانه بالشرع؛ ويقوى إمانه بعظم
ثواب من سعى في تكشير أمة محمد #: ريدفع عن نفسه جميع المنفردات عن الولد من ثقل
لللسان بقبول العقد طاعة لهذا الباعث الغالب على القلب» كان ناوياً.فإن لم يكن كذلكة
وسات حماد بن سليمان -وكان أحد علساء أهل الكرفة- فقيل للشوري: آلا تشهد
)١( حديث: ,والنكاح سنة رسول الله م تقدم في آداب النكاح.
إحياء علوم الدين / ج*
أحمد: فرده علي حتى أنظر فيه بالعين الي نظرت؛ فأخذه ومكث عنده طويلاً ثم قال
ليست هي قول القائل بلسانه نويت» بل هو انبعاث القلب يجري بجرى الفتوح من الله
تعال؛ فقسد تتيسر في بعض الأونات» وقد تتمذراي بعضهاء
نعم من كان الغالب على قلبه أمر الدين نيسر عليه في أكثر الأحوال إحضار النية
وأا الطاعة على نية إحلال الله تعالل لاستحقاقه الطاعة والعبودية؛ فلا تتيسر لاراغب
ونيات الناس في الطاعات أقسام. إذ منهم من يكون عمله إجابة لباعث الخوفء؛ فإنه
نازلاً بالإضافة إلى قصد طاعة الله وتعظيمه لذاته ولجخلاله لا لأمر سواه؛ فهو من جملة
النيات الصحيحة؛ لأنه ميل إلى الموعود في الآخرة» وإن كان من جنس الألوفات في الدنياء
وأغلب البواعث باعث الفرج والبطن؛ وموضع قضاء وطرهما الجنة. فالعامل لأجل النة
عامل لبطنه وفرجة؛ كالأخير السو ريرشته درجة البله؛ وإنه لينافما بعمله؛ إذ أكثر أهمل
لقا كتاب النية والإخلاص والصدق.
الجنة البله.
وأا عيادة ذوي الألباب فإنها لا تجساوز ذكر الله تعصال والفكر قية؛ حياً لجماللة
وجلاله وسائر الأعسال تكون مؤوكدات وروادف» وهؤلاء أرفع درحة من الالتفات إلى
المكوح والمطعوم في الجنة» فإنهم لم يقصدوها؛ بل هم الذين يدعون رهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه فقط؛» ولواب الناس بقدر نياتهم. فلا جرم يتتعمون بالنظر إلى وجهه
العين من يتنعم بالنظر إلى وه الصور المصنوعة من طين» بل أشدء فإن التفاوت بين جمال
حضرة الربوبية وجمال الحور العين» أشد وأعظم كشي من التفاوت بين جمال الحور العسين
والصور المصنوعة من طين. بل استعظام التفوس البهيمية الشهوانية لقضاء الوطر من مخالطة
الحسان وإعراضهم عن جنال وجه الله الكريم» يضاهي استعظام الخخفساء لصاحبتها
وإلفها لماء وإعراضها عن النظر إلى جمال وجوه النساء؛ فعمى أكثر القلوب عن إبصار
جمال الله وجلاله يضاهي عمل الخنفساء عن إدراك جمال الننساء فإتها لا تشعر به أصلاء
لا يتيسر له العدول إلى غيرها. ومعرفة هذه الحقائق تورث أعسالا وأفمالاً لايستكرها
ومشل أن يكون له ن ة في الأكل؛ والشرب؛ والدوم؛ ليريح نفسه؛ ويتقوى على العبادات
إحياء علوم الدين / ج*. "1
ترفه ساعة بلهو و حديث عاد نشاطه؛ فاللهو أفضل له من الصلاة. قال أبو الدرداء: ني
لأستجم نفسي بشيء من اللبوء فيكون ذلك عونا لي على الحسق. . وقال علي كرم الله
لعب المشطرنج مشلاً قد ينزل عن الرخ والفرس جاناً ليتوصل بذلك إلى الغلبة. :. والضعيف
فكذلك سلوك طريق ى الله تعال؛ كله قتال مع الشيطان؛ ومعالجة للقلب» والبصسير
الوفق يقف فيها على لطائف من الحيل يستبعدها الضعفاء» فلا ينبضي للمريد أن يضصر
إنكارا على ما يراه من شيخه»؛ ولا للمتعلم أن يععرض على أستاذه؛ بل ينبغي أن يقف عند
(لباب (!
فضيلة الإخلاص
أن يحمد عليه.
حديث النعسان بن بشير.
”1 كتاب النية والإخلاص والصدق
أصحاب رسول الله يق فقال السبي 8: وتات ال وَل مَلولائة
حرا ينه هيل
تعلى: ادال
8 حديث مصعب بن سعد عن أيه: أنه ظن أن له فضلاً على من دونه من أصحاب النبي 3# فقال الي )١(
(1) حديث الحسن مرسلاً: يقول الله تعالى الإحلاص سر من سري استودعته قلب من أحببت مسن عيسادي»
روشاه في جزء من مسلسلات القزويي مسلسلاً؛ يقول كل واحد مسن رواقه: سألت فلاناً عن
الإخلاص فقال؛ وهو من رواية أحمد بن عطاء المحيسي» عن عبدالواحد بن زبد؛ عن الحسن» عن
وهسا سن الزهاده وروله أبو القاسم القشيري في والرسالة» من حديث علي بن أيسي طالب بسنا
ضيف
(©) حديث: وأنه مال لمماذ: أخلص العسل يجنز منه القليسل أو متصور الدبلسي في ومسند الفسردوسم مسن
حديث معاذ وإسناده منقطع.
إحياء علوم الدين /
وصرعهه؛ وقعد على صدره فعجز إبليس؛ فقال له: همل لك في أمر فصل ببسي وبينك؛ وهو
رحل فقيو لا شيء لك؛ إنما أنت كل على الداس يعولونك؛ ولعلك تحب أن تفضل على
الأمر؛ ولك علي أن أجمل عند رأسك في كل ليلة دينارين إذا أصبحت أخذتهما فأنفقت
على الوفاء بذلك وحلف له. فرجع العابد إلى متعبده فيات» فلما أصبح رأى ديشارين عند
وأخذ فاسه على عاتقه؛ فاستقبله إيليس في صورة شيخ فقال له إلى أين؟ قال: أقطع تلك
ذا كتاب النية والإخلاص والصدق.
وهذه الحكاية تصديق قوله تعال: الإلا بادلا نم احْلَصِينَ» (ص:ه) إذ
لا يتخلص العبد من الشيطان إلا بالإخلاص ولذلك كان معروف الكرخحي رحمه الله تعالل
يضرب نفسه ويقول: يا نفس أخلصي تتخلصي. وقال يعقوب المكفوف: المخلص من
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه»؛ إلى أبي موسى الأشعري: من خلصت
نيه كفاه الله تعالى ما بينه وبين النناس. وكتب بعض الأولياء إلى أخ له: أخلص النية في
أعمالك يكفك القليل من العمل. وقال أيوب السختياني: تخليص النيات على العمال أشد
الإخلاص يميز العسل من العيوب؛ كتسيز اللبن من الفرث» والدم» وقيل: كان رحل يخرج
في زي النسساء؛ ويحضر كل موضع مجتسع فيه النساء؛ من عرس أو ممه فاتفق أن حضر
إحياء علوم الدين / ج* ا
وقال بعض الصوفية: كنت قائماً مع أبي عبيد التتسزي وهو يحرث أرضه بعد العصر
من يوم عرفة؛ فمرّ به بعض إخوانه من الأبدال فسارّه بشيء؛ فقال أبو عيد: لاء قمر ين
كالسحاب يمسح الأرض حتى غاب عن عين؛ فقلت لأبي عبيد: ما قال لك؟ فقسالة
لأني أدخل في عمل الله شيئاً غيره؛ فيكون ما أنا فيه أعظم عندي من سبعين حجة.
رقال سري السقطي رحمه الله تعال: لأن تصلي ركمتين في خلر تخلصهما خير لك
من أن تكتب سبعين حديشاً أر سبع مائة بعلو وقال بعضهم: في إخلاص ساعة نحماة الأيذه
ولكن الإخلاص عزيزه ويقال: العلم بزره والعسل زرع» وماؤه الإخلاص؛ وقسال بعضهمة
إذا أبغض الله عبد أعطاه ثلاثاً؛ ومنعه ثلاثاً؛ أعطاه صحبة الصالحين ومتعه القبول منهم
وأعطاه الأعمال الصالحة»؛ ومنعه الإخلاص فيهاء وأعطاه الحكمة؛ ومتعه الصدق فيهاء
وقال السوسي: مراد الله من عمل الخلائق الإخلاص فقط» وقال الجنيد: إن لعا
وقال محسد بن سعيد المروزي: الأمر كله يرجع إلى أصلين» فعل منه بك» وفصل منك
بيان حقيقة الإخلاص
اعلم أن كل شيء يتصور أن يشويه غيره؛ فإذا صفاعن شويه وخلص عنه سمي خالصاً